أهداف الرياض من
استدعاء سعد الحريري

قسم تحليل الأخبار في وكالة القدس للأنباء (قدسنا): قام رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري خلال سفره إلي السعودية بلقاء الملك السعودي و ولي عهده و مسؤولين سعوديين آخرين. و هي أول زياره له منذ مايقارب الأربعة أشهر، إذ خلال زيارته الماضية قامت قوات الأمن السعودي باحتجازه، و خلال احتجازه  استقال الحريري من منصبه بحجة محاولة إيران و حزب الله زعزعة أمن المنطقة و التدخل بشؤون لبنان و محاولة قتله.

في هذه الأثناء نفي الرئيس اللبناني ميشيل عون وحزب الله و مسؤولين لبنانيين الإدعاءات التي وجهت ضد ايران و حزب الله و صرحوا بأن الحريري أجبر علي الإستقالة و طالبوا بإعادته إلي لبنان. هنا توسط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدي الحكومة السعودية من أجل إطلاق سراح الحريري، و بعدعودته تحدث مع عون ليستعيد منصبه.

وقد أثارت رحلة الحريري الأخيرة إلى الرياض العديد من التساؤلات حول أهداف كلا الجانبين.  ويعتقد المحللون بأن الرحلة، على الرغم من تركيز المسؤولين السعوديين على العلاقات الثنائية والتطورات الأخيرة في المنطقة، لم يتم تعريفها أبدا لصالح الحكومة اللبنانية، بل على أساس مطالب النظام السعودي والاحتياجات الانتخابية للحريري. ويمكن رؤية ذلك بوضوح في تحليل وسائل الإعلام السعودية، التي تؤكد أن السعودية ستناقش الحريري بمسألتين:

1- الخيارات السياسية بعد الحريري.

2- الانتخابات البرلمانية.

وكان من ضمن منعكسات احتجاز الحريري في السعودية، إنقسام في ائتلاف 14 آذار و ازدياد كراهية اللبنانيون للسعودية  ولكن بالوقت نفسه ازدادت شعبية الحريري و التي تعتبر نقطة لصالحه في الانتخابات القادمة. ووفقاً للإنقسام الذي حدث في ائتلاف  14 آذار و في حزب الله فإن الحريري يحتاج لإيجاد تحالفات مع حركات سياسية أخري في لبنان.

 إن قسم من اعضاء حزب المستقبل بقيادة اشرف ريفي كانوا يدعمون الموقف السعودي عندما كان الحريري  محتجزا في السعودية و هو الأمر الذي لم يستطع الحريري أن يسامحه عليه حتي الآن، لذلك يعتقد بأن الحريري سيحتاج ليتحالف مع التيار الوطني الحر بقيادة ميشيل عون و الذي يعد حزب الله جزءاً منه.

هل ستحل هذه الرحلة مشكلة الحريري الانتخابية؟

 قبل الزيارة أعلن سعد الحريري  بأنه يحتاج للمال من أجل حملته الإنتخابية وذلك بعدما زعم بأن حزب الله يشتري الأصوات في الحملة الإنتخابية و بأنه لن يتحالف أبداً مع حزب الله و هذه الرسالة وصلت للسعودية.

وعلي هذا الأساس أرسلت السعودية مبعوثها للبنان لدعوة سعد الحريري رسمياً لزيارة الرياض و بالمقابل قبل الحريري هذه الدعوة فوراً و توجه للرياض.

و يعتقد المحللون السياسيون بأن السعودية تحاول منع فتح مجال لإيران لتبسط نفوذها في لبنان و لذلك تستخدم سعد الحريري مجدداً من أجل التأثير علي نتائج الانتخابات و تحقيق هذه الغاية. و علي هذا الأساس قامت السعودية بحل المشاكل المالية و الضريبية لشركة سعد الحريري قي السعودية ( شركة أوجيه) و منحها ترخيص بالعمل مرة أخري  و هو غطاء مناسب لنقل الأموال إلي لبنان و اللعب بنتائج الإنتخابات.

إن زيارة سعد الحريري الأخيرة للسعودية في ظل تزايد الكراهية من قبل الشعب اللبناني للنظام السعودي بسبب عدم احترام سيادة الشعب اللبناني و احتجاز رئيس وزرائهم و فتور العلاقات بين الحكومة اللبنانية و السعودية، ستؤثر سلباٌ علي شعبية الحريري بين اللبنانيين، خاصة و أن هذه الزيارة تفضح بوضوح نية السعودية بالتأثير علي الانتخابات اللبنانية عن طريق ضخ الأموال في الداخل اللبناني.