ماذا بعد تحطم طائرة F16 ؟

وكالة القدس للانباء(قدسنا) خاص- تزامناً مع دخول لبنان مرحلة مهمة و هي مرحلة الإنتخابات التي سيتم اجراءها في غضون شهرين وفقاً للقانون الجديد المسمي (نظام الإنتخابات النسبي)، أكد السيد حسن نصرالله في الذكري الأربعين  لتأسيس  معهد (الإمام المنتظر عج) في مركز الإمام الخميني الثقافي في بعلبك  علي أهمية هذه المرحلة التي تمرفيها لبنان، محاولاً الكشف عن الأبعاد الخفية لمخططات قوي الزور و الطغيان ضد أمم المنطقة .

من خلال خطاب الأمين العام لحزب الله يمكن الإشارة إلي أن حركة حزب الله أعطت للحدود الجغرافية الصغيرة للبنان أبعاداً كبيرة، من خلال الدور المؤثر لها في إحداث توازن سياسي في المنطقة.

تعرض لبنان للإجتياح لسنوات عديدة من قبل أمريكا و اسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر و بمساعدة بعض الدول العربية مثل السعودية والإمارات وقطر، إلا أن المقاومة اللبنانية منذ تأسيسها عملت علي الحد من النفوذ الغربي – العبري و العربي.

إن الجانب العسكري و المسلح للمقاومة اللبنانية هو أمر هام جداً و لكن المقاومة يجب أن تكون علي كافة الأبعاد السياسة و الإجتماعية و الثقافية و الإقتصادية، لذلك تعد الإنتخابات القادمة فرصة للشعب اللبناني من أجل اختيار الأفراد الذين يمثلونه حقاً، الأفراد الذين لايريدون أن يكون لبلادهم أي اعتماد علي دول الغرب و العرب و اسرائيل. و هو ما أكد عليه السيد حسن نصر الله في خطابه "الناس سيختارون الأشخاص الذين لن يبيعوا البلاد لأمريكا و النفط لإسرائيل و لن يتآمروا علي المقاومة في لبنان و سيعملون من أجل بناء اقتصاد لبنان".

لايوجد شك بأن الأموال ستتدفق الآن من أجل شراء أصوات الناس و تغيير آرائهم لصالح الغرب لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : هل الشعب اللبناني اليوم هو نفس الشعب اللبناني في الماضي؟ و هل سيبيع الشعب اللبناني كرامته في سبيل حفنة من النقود و يبيع دماء الشهداء التي سالت علي أرض هذه البلاد؟

لقد حان وقت قطاف البذور التي زرعها اللبنانيون خلال الإحتلال الإسرائيلي عام 1982 و التي سقوها بدماء شبابهم و التي قاموا بقطافها في المرحلة الأولي بتراجع اسرائيل لحزام الأمان في الجنوب بيما كانت المرحلة الثانية من القطاف  سنة 2000 عندما تحرر لبنان كلياً من الإحتلال الإسرائيلي، ثم في حرب الوعد الصادق سنة2006 (حرب ال33 يوم) أصبح موضوع الخوف من اسرائيل في لبنان عبارة عن نكتة مضحكة.

إن ثمرة البذور التي زرعها اللبنانيون و سقوها بدماء شهدائهم هي المقاومة و من حق الشعب اللبناني أن يحافظ علي المقاومة كضامن لاستقراره و ازدهاره .

و إن الهجمة التي يقوم بها  وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون و مسئولين أمريكيون و عرب ضد المقاومة البنانية ليس إلا أمراً مستهجناً لأن " اسرائيل في خطر " فالدولة الصهيونية تسعي دائماً لإيجاد الحروب و زعزعة الاستقرار في المنطقة من أجل ضمان بقائها. وبناءً علي ذلك ورطت أمريكا نفسها بحروب العراق و أفغانستان بحجة الدفاع عن مصالحها، لكنها لم تنجح بحماية اسرائيل بل منيت بالخسائر والتكاليف الباهظة التي لم تعد قادرة علي تخليص نفسها منها.

و اليوم تواجه اسرائيل أزمة كبيرة علي المستوي العسكري و خاصة بعد الهزائم المتتالية لها في الحروب الأخيرة في لبنان و غزة و تحطم أسطورة الميركافا و طيارة الشبح و مؤخراً طائرة F16   والتي تعد جميعها اشارات علي تداعي الهيكل العسكري لاسرائيل.

كما أن الهيكل الإجتماعي للنظام الصهيوني في أزمة لاسيما بعد الإحتجاجات التي خرجت ضد التمييز العرقي و الفساد و الفقر و التي قتل علي أثرها في عام 2012 حوالي 13 شخص ضمن سلسلة من الاحتجاجات.

" اسرائيل في خطر" هي رسالة الخطط و السيناريوهات الأخيرة لآمريكا في المنطقة و التي تسعي من خلالها لإنقاذ اسرائيل من خطر ازالتها عن الخريطة. هذه الخطط التي لن تنجح إلا بمساعدة بعض الخونة العرب مثل(النظام السعودي). إن قضية (صفقة القرن) و إعلان القدس عاصمة لإسرائيل و نقل السفارة الأمريكية للقدس والإهانة التي وجهها وزير الخارجية الأمريكي (تيلرسون) للشعب اللبناني في بيروت حول نزع سلاح المقاومة كلها تسير ضمن سياق نجدة اسرائيل. و بناء علي ذلك تتجلي أهمية المرحلة القادمة للبنانيين من خلال الانتخابات و التحديات التي ستواجههم.