ناصر قنديل: جوهر الرؤية الامريكية في المنطقة هو ضمان أمن اسرائيل

نظمت جمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني، ظهر اليوم(الأحد) ندوة إعلامية تحت عنوان«المواجهة بين مشروع المقاومة ومشروع امريكا و'اسرائيل'»، وذلك بحضور الكاتب والمحلل السياسي، رئيس جريدة البناء اللبنانية«ناصر قنديل».

وفي كلمته في هذه الندوة، أكد الكاتب والمحلل السياسي، رئيس جريدة البناء اللبنانية«ناصر قنديل»، أن السياسة الأمريكية في التعامل مع قضايا المنطقة مبنية علي الحفاظ علي المصالح الإسرائيلية وضمان أمن هذا الكيان.

نظمت جمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني، ظهر اليوم(الأحد) ندوة إعلامية تحت عنوان«المواجهة بين مشروع المقاومة ومشروع امريكا و'اسرائيل'»، وذلك بحضور الكاتب والمحلل السياسي، رئيس جريدة البناء اللبنانية«ناصر قنديل».

وفي كلمته في هذه الندوة، أكد الكاتب والمحلل السياسي، رئيس جريدة البناء اللبنانية«ناصر قنديل»، أن السياسة الأمريكية في التعامل مع قضايا المنطقة مبنية علي الحفاظ علي المصالح الإسرائيلية وضمان أمن هذا الكيان.

وفي بداية كلمته، أشار قنديل إلي قرار ترامب بشأن القدس واعلان هذه المدينة المحتلة عاصمة لإسرائيل وقال: اننا إذا عدنا إلي الفترة التي سبقت قرار نقل السفارة الأمريكية إلي القدس، لشهدنا مساراً خاصاً في تطور الأحداث، لكن هذا المسار غير تغير بعد إتخاذ ذلك القرار، بحيث يمكننا أن نقول بأن قرار ترامب بشأن القدس ادخلنا في مرحلة جديدة لها دلالات ورموز أخري.

وتابع قنديل: هناك نقطة هامة وهي أن البعض يقول بأن ترامب رجل متهور وأن إتخاذ قرار نقل السفارة الامريكية إلي القدس مرتبط بترامب نفسه. رداً علي هؤلاء نقول لقد أخطأ التقدير من قال ذلك. أن ترامب نفذ قرار أمريكي كان الكونغرس قد اتخذه عام 1995، اي ذلك القرار الذي ينص علي نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة والذي صدر يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني 1995، وحمل اسم "تشريع سفارة القدس 1995". تم تمريره في الكونجرس وسط تأييد كبير وذلك في زمن رئاسة كلينتون.
 

وأوضح قنديل: أن ما قام به ترامب في الاشهر الاسابيع الاخيرة هو عبارة عن اعلان عن رؤية أمريكا للتسوية السياسية؛ وهي ان واشنطن تريد أن تقول بأن القدس خارجة من اي تسوية سياسية تقع فيما بعد.

وفي جانب آخر من تصريحاته، أشار رئيس جريدة البناء اللبنانية إلي المرحلة الذي سبقت القرار الامريكي وقال: إن امريكا وحلفاؤها كالسعودية كانوا يؤكدون بأن استمرار مسلسل انتصارات محور المقاومة يشكل خطراً كبيراً علي أمن اسرائيل، كما أن تلك الانتصارات تشكل خطراً علي مستقبل السعودية ايضا. وعليه يمكن القول بأن قرار الرئيس الامريكي بشأن القدس جاء لهدف آخر ايضا وهو الالتفاف حول المأزق الذي تمر به أمريكا. أن جميع مخططات امريكا في المنطقة قد فشلت لذلك فانها تسعي لاتخاذ قرارات من شأنها مواجهة انتصارات محور المقاومة وايضا ابعاد ايران وحزب الله عن سوريا.

وتابع قنديل قائلا: إن قرار ترامب بشأن القدس له دلالة أخري ايضا وهي أن هذا القرار يعتبر رمزاً استراتيجياً عنوانه رفض مشروع التسوية المقدم من قبل روسيا. أن امريكا قدمت خيارات منها الدخول في مفاوضات حسب رؤيتها أم استمرار الوضع كما هو الآن، لكن المقاومة قدمت خياراً ثالثا وهو أن المقاومة في الميدان سوف تحسم المعركة وأنها مستعدة لاي سيناريو جديد، في حين أن امريكا تفضل وجود مفاوضات دون التوصل إلي اي نتائج.
 

ويري قنديل بأن من دلالات قرار ترامب بشأن القدس هو الاعلان عن حلف واشنطن الجديد في المنطقة. وأوضح: أن تركيا كانت الركن الرئيسي في الحلف السابق الذي كانت امريكا تقوده في المنطقة، لكن انقرة تراجعت بعد الانتصار الذي حققه محور المقاومة في حلب السورية. لذا فان الحلف الجديد الذي تقوده امريكا في المنطقة هو الحلف الامريكي السعودي الاسرائيلي. أن امريكا تري في السعودية قوة لها قدرات تخريبية في مجال الدين والاقتصاد وقضايا اخري، خاصة وانها دولة عربية لها تاثيرها في بعض القضايا في العالم العربي.

وعن  إسقاط الجيش السوري لمقاتلة إسرائيلية، قال قنديل: إن إسقاط الجيش السوري لمقاتلة إسرائيلية هو بمثابة مرحلة "استراتيجية" جديدة، عنوانها ان المقاومة جاهزة للرد والتصدي لمن يريد شن حرباً ضدها. وأوضح قنديل: أن امريكا لاتريد الدخول في تسوية بحسب شروط المقاومة. أنها تريد ان تفهم محور المقاومة بأنها تستطيع تعطيل الحسم العسكري حتي تدخل دول محور المقاومة في تسوية تضمن المصالح الامريكية. لكن محور المقاومة لم يرد بالتكتيكات علي الخطوات الامريكية لانه يعلم بأنه امام تحدي بعد التصعيد الامريكي، وتم التشاور لاتخاذ قرار عن ماذا لو أدخلت امريكا في الحرب، حيث كان القرار النهائي هو: نذهب للمواجهة إذا اراد الطرف الآخر الدخول في معركة جديدة. إن قيادة محور المقاومة تقول نحن جاهزون اما للمواجهة واما للدخول في تسوية تحفظ اليد العليا للمقاومة.

وختم قنديل بالقول: إن الامور ذاهبة نحو المزيد من انتصارات لمحور المقاومة ومحور امريكا واسرائيل والسعودية سيصابون بالخيبة مرة أخري لأنهم لايملكون القدرة علي تمرير مخططاتهم في المنطقة، وإن اسقاط الطائرة الاسرائيلية دليل علي أن قرار المواجهة قد اتخذ من قبل قيادة محور المقاومة وهذا يعني أن موازين القوي قد تغيرت لصالح المقاومة.