الاثنين 27 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

العراقيون وأحداث
إيران الأخيرة

علي المؤمن


العراقيون وأحداث إيران الأخيرة
————————-
 د. علي المؤمن

تابعت مطولاً وبصبر ماكتبه شيعة العراق وتداولوه على صفحات الفيسبوك وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي، وما دار من أحاديث في بيوتهم ومجالسهم العامة والخاصة؛ بشأن أعمال الشغب الأخيرة التي شهدتها بعض مدن إيران، وماكان متصوراً من احتمال حدوث مايهدد أمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلامتها واستقرارها.
لقد أذهلني حجم التعاطف والشعور بالمسؤولية الذي عبّر عنه شيعة العراق تجاه سلامة ايران وأمنها؛ بل دهشت من حالة الممانعة التي انطوت عليه أحاديث العراقيين حيال مؤامرات آل سعود وتدخلات الإدارة الامريكية والتواطؤ الإسرائيلي ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقيادتها وامنها. وكنت اسمع في البيوت والمساجد ومواقع التواصل دعاء العراقيين بكل عفوية: اللهم برداً وسلاماً على إيران

اللهم برداً وسلاماً على إيران
؛ وكثير منهم لم يزوروا إيران ولايعرفون حتى إيرانياُ واحداً.
وكان اللافت أن تعرب النخب المتدينة الشيعية العراقية المنتقدة وغير القريبة من ايران؛ عن مخاوفها أيضاً من تراجع التجربة الشيعية الإيرانية؛ بعد أن حققت كل هذه الإنجازات على الصعد العلمية والتكنولوجية والخدمية والإدارية، وفي مجالات التنمية البشرية والثقافية والتعليمية والفنية والسياسية والإقتصادية؛ برغم أربعة عقود من الحصار السياسي والاقتصادي الشامل، والمؤامرات الخارجية، والحروب المسلحة؛ حتى باتت تقدم تجربةً لنجاح المنظومة المذهبية الشيعية في الاستجابة لتحديات العصر؛ في مقابل الفشل الذريع الذي ظلت تمنى به النماذج العنصرية والطائفية والعسكرية والدكتاتورية والعشائرية في بلدان عربية وإسلامية أخرى.     
حينها أيقنت أن تمسك الشعبين العراقي والإيراني بالمشتركات الواقعية العميقة بينهما لم يتأثر بالماكنة الإعلامية والسياسية البعثية الهائلة التي ظلت تضخ كل ألوان الكراهية بين العراقيين والإيرانيين طيلة 35 عاماً. كما أيقنت أن الهستيريا الإعلامية السعودية والأعرابية، والضخ المالي السعودي والخليجي في العراق، ومحاولات كسب بعض الانتهازيين والمغفلين الشيعة في وسط العراق وجنوبه؛ بهدف معاداة ايران، وضرب الاستقرار في ايران؛ قد فشلت فشلاً ذريعاً، وأظهرت هذه الخيبة أن أبناء الوسط والجنوب العراقي أكثر وعياً وحنكة ودهاءً وفطنة من إعلام البعث والسعودية وأموالها، ومن مؤامرات أمريكا ومخططات إسرائيل.
لقد أثبت العراقيون مرة أخرى أن قرارهم السياسي المستقل، وسيادتهم المطلقة على دولتهم، ووطنيتهم التي لايمكن أن يزايد عليها أحد؛ لاتعني أنهم لايعون ماتمثله لهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية من عمق ستراتيجي حقيقي، وجوار منتج، ومشتركات مذهبية أصيلة، وتداخل اجتماعي متفرد، وماتمثله دولة آل سعود وبعض الأعراب من مخاطر وجودية حقيقية تطال الشيعة؛ دون تفريق بين عراقي وايراني وهندي ولبناني؛ بل تطال أمن المنطقة العربية والإسلامية برمتها.


| رمز الموضوع: 307415







المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. تظاهرات داعمة لفلسطين بجامعتي أكسفورد وكامبريدج البريطانيتين
  2. وزير الخارجية الإيراني: هنية أبلغنا برد حماس على مقترح قطري مصري لوقف اطلاق النار في غزة
  3. الحيّة: المقترح الذي قدمه الوسطاء للحركة يتضمن 3 مراحل
  4. وزير الثقافة الايراني: نسعى لعزل الكيان الصهيوني بالكامل عن الفعاليات الفنية والثقافية العالمية
  5. المقاومة اللبنانية تستهدف مقر قيادة فرقة الجولان (210) بعشرات الصواريخ
  6. منظمة التعاون الإسلامي تطالب بفرض عقوبات دولية على الاحتلال الاسرائيلي
  7. ممثل حركة الجهاد الإسلامي في طهران: عملية "الوعد الصادق" أسست لمرحلة جديدة وأعادت بناء توازن الردع مع الكيان الصهيوني
  8. هنية: حماس حريصة على التوصل لاتفاق شامل ومترابط المراحل ينهي العدوان
  9. حماس: إغلاق نتنياهو وحكومته مكتب "الجزيرة" انتهاك لحرية الصحافة
  10. السفير الايراني في العراق ردا على سؤال "قدسنا": بعد عملية "الوعد الصادق" أعرب الكثير من الشعب والمسؤولين العراقيين عن فرحتهم وهنأونا
  11. الصحة الفلسطينية: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 34683 شهيدا و78018 إصابة منذ 7 اكتوبر
  12. منظمة الصحة العالمية تحذر من شن هجوم عسكري على مدينة رفح
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)