الجمعه 17 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

النسخة الأمريكية لوعد بلفور

هادوي

إن حضور الرئيس الامريكي في وسائل الاعلام من أجل اعلان انتقال سفارة امريكا يؤيد مزاعم الصهيونية العالمية حول القدس من أجل اقامة دولة يهودية عاصمتها القدس المحتلة.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو "ما أهمية هذا التصريح و لماذا تم الإعلان عنه في هذا الوقت"؟

 

شهد الرأي العام العالمي في السادس من كانون الأول لعام 2017م ، إجراءات ضد البشرية ومنافية للاخلاق، و ذلك بعد مرور مئة عام من إصدار وعد بلفور و ايضا مرور 70 عام علي إحتلال الأراضي الفلسطينية. إذ أن حضور الرئيس الامريكي في وسائل الاعلام من أجل اعلان انتقال سفارة امريكا يؤيد مزاعم الصهيونية العالمية حول القدس من أجل اقامة دولة يهودية عاصمتها القدس المحتلة.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو "ما أهمية هذا التصريح و لماذا تم الإعلان عنه في هذا الوقت"؟



بدأت القصة بعد الحرب العالمية الأولى وانهيار الإمبراطورية العثمانية، عندما وافقت عصبة الأمم المتحدة على انتداب فلسطين من قبل البريطانيين.

 

و في عام 1917 أعلن وزير خارجية بريطانيا آنذاك(آرثر.ج.بلفور) في بيان عرف لاحقاً بوعد بلفور أمام زعيم الاتحاد الصهيوني (اللورد روتشليد) " بأن بريطانيا تؤيد بناء وطن قومي لليهود في فلسطين". 
وردا علي هذا القرار اعلنت الدول العربية مخالفتها لقرار تشكيل حكومية يهودية في فلسطين

باي شكل من الاشكال. لكن مع ذلك وفي 14حزيران لعام 1948، انسحبت القوات البريطانية من فلسطين، معلنةً اقامة دولة اسرائيل و عاصمتها تل أبيب.


 تجدر الاشارة انه وقبل هذا الإعلان اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة  القرار رقم 181 والذي أُصدر بتاريخ 29 نوفمبر 1947 والمعروف بخطة تقسيم فلسطين، والذي كان يتضمن تقسيم الأراضي الفلسطينية إلى دولتين (عبرية و فلسطينية)، ووفقاً لهذا القرار فإن  55 % من الأراضي الفلسطينية ستكون لدولة إسرائيل بينما ستكون القدس وبيت لحم والأراضي المجاورة، تحت وصاية دولية.


وفي الحادي عشر من حزيران لعام 2017، وافق الكنيست الصهيوني على مشروع      قرار عنصري مثير للجدل و الذي يعتبر اسرائيل الوطن القومي لليهود وعاصمتها القدس. وخلافاً لميثاق الأمم المتحدة، سيتم نقل العاصمة الإسرائيلية والسفارات الأجنبية من تل أبيب إلى القدس.

 

ومنذ ذلك الوقت و حتى الآن، تؤكد المصادر الرسمية لدولة إسرائيل بأن أورشليم(القدس المحتلة) هي العاصمة و تل ابيب ماهي إلا مدينة مهمة في الدولة .

 

 

وبالتالي وفي يوم الأربعاء الموافق(6/11/2017) أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس و خلق وعداً مأساوياً آخرا شبيه بوعد بلفور لليهود. وقد جاء هذا التحرك الخطير بالتزامن مع تغيير موازين القوي لصالح محور المقاومة الذي حقق انتصارات هامة في المنطقة اعاد تعريف قضية فلسطين كأول قضية في العالم الإسلامي.

فقد تمكن محور المقاومة  من هزيمة الإرهاب الدولي في المنطقة و إفشال مؤامرات المثلث الأمريكي – الصهيوني- الوهابي فيها، بما في ذلك مشروع الإستفتاء على استقلال كردستان العراق وخطة استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري و خلق النزاعات الداخلية في دول المنطقة. تلك المؤامرات التي جاءت بهدف إزالة قضية فلسطين من أولويات العالم الإسلامي و إيجاد محيط آمن لحدود المغتصب الإسرائيلي.


و تم طرح موضوع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، تزامناً مع الوقت الذي عادت فيه القضية الفلسطينية إلى أولويات العالم الإسلامي وبعد تأكيد الجميع على التحرير الكامل للأراضي الفلسطينية والإزالة الكاملة لكيان إسرائيل الغاصب، و هو الموضوع الذي طالما كان موضع خلاف منذ زمن طويل.


و قد كشفت تصريحات مسؤولي الغرب و ردود أفعالهم عن وجود إدراك مشترك بأن " قرار ترامب سيصعب من عمليات التسوية و تنفيذ خطة حل الدولتين" السابقة.


 إلا انه من الواضح أن الصهيونية العالمية بقيادة أمريكا لم ولن توافق على موضوع التسوية ، في الوقت الذي تهدف فيه إلى إقامة دولة يهودية موحدة.


 ان انتصارات المقاومة لم تمنعهم فقط من تحقيق هذا الهدف ، بل أثارت لديهم المخاوف بسبب الاصوات المطالبة بالإزالة النهائية للكيان الصهيوني من المنطقة، مما سيزيد من تعقيد الأمور ويؤثر علي امن المنطقة واستقرارها.

 
و نتيجة لذلك، أخذ القادة الغربيين يبحثون عن طريقة لوضع حد لانتصارات محور المقاومة و جره للعودة إلى مفاوضات التسوية السابقة، و ذلك من خلال تحريض الرأي العام على المطالبة بالعودة إلى عملية التسوية.

وبناءً على ما تقدم، يجب على الشعوب الإسلامية و الشخصيات البارزة في العالم الإسلامي أن تكون يقظة   لهذه الخدعة و تبطلها  من خلال الإصرار على الإزالة الكاملة للنظام الصهيوني.

 


| رمز الموضوع: 306834







المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. القائد العام للجيش الإيراني: إيران اثبتت للعالم ان اي تهديد موجه ضدها سيواجه برد دقيق وماحق
  2. استقالة متحدثة باسم الخارجية الأمريكية بسبب الحرب على غزة
  3. باقري امام اجتماع مجموعة "بريكس": مفتاح الاستقرار واستتباب الهدوء في المنطقة يتمثل في وقف جرائم الكيان الصهيوني
  4. قائد حركة انصار الله: الأمريكي هو شريك للعدو الإسرائيلي في كل جرائمه الفظيعة ضد الشعب الفلسطيني
  5. الفصائل الفلسطينية تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح الاحتلال رفح
  6. ارتفاع عدد الصحفيين الشهداء منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة إلى 141
  7. قيادي في حماس: عملية طوفان الأقصى حققت أبعادها السياسية والاستراتيجية والإنسانية
  8. القوات المسلحة اليمنية : استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين في خليج عدن وسفينة إسرائيلية في المحيط الهندي
  9. بعد استقالة حاليفا.. "تأثير الدومينو" يلحق قيادات الجيش الصهيوني
  10. بيان إيراني باكستاني مشترك ضد الكيان الصهيوني
  11. خلال استقباله حشدا من العمال في انحاء البلاد.. قائد الثورة الإسلامية: جميع الشعوب تدعم فلسطين / الارهابيون الحقيقيون هم من يقصفون الشعب الاعزل في غزة
  12. قيادي في "حماس" : لدى الحركة نحو 30 أسيرا من الجنرالات وضباط الشاباك
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)