ما بعد معركة تلعفر

وكالة القدس للأنباء(قدسنا) :

أعلنت القوات العراقية قبل ايام تحرير كامل مركز قضاء تلعفر من قبضة تنظيم داعش الإرهابي. ومعركة تحرير تلعفر أو كما أسماها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي "قادمون يا تلعفر"، هو هجوم مشترك لقوات الأمن العراقية لاستعادة السيطرة على مدينة تلعفر من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). بدأت الحرب البرية في 20 آب 2017، بتهدف العملية إلى إنهاء وجود تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة نينوى، وبالفعل لقد تم ذلك.

 تعتبر مدينة تلعفر منطقة استراتيجية، حيث تتنازع عليها أطراف الاقليمية وتحاول فرض السيطرة عليها كما أنها منطقة تتابع مجريات احداثها الكثير من الأطراف الدولية لأن سيطرة اي طرف من الأطراف يؤثر علي مستقبل المنطقة. وفي مايلي، نستذكر عدة نقاط قدتوضح أهمية الانتصار الذي حققته القوات العراقية:

-جغرافياً، تلعفر مدينة تقع في محافظة نينوى شمال غرب العراق تبلغ مساحتها ثمانية وعشرين كيلومترا مربعا. تبعد تلعفر عن الموصل بنحو سبعين كيلومترا باتجاه الغرب وتبعد عن الحدود العراقية التركية نحو 60 كيلومترا وتبعد المسافة نفسها تقريبا عن الحدود العراقية السورية. وتلعفر ذات أهمية استراتيجية لتنظيم داعش الارهابي وذلك بسبب موقعها الجغرافي كما أنها منطقة لايصال المساعدات العسكرية لهذا التنظيم.
 

-تعتبر مدينة تلعفر، القاعدة العسكرية التي يتم تدريبب قوات تنظيم داعش  فيها. لهذا السبب لاتقل مدينة تلعفر اهمية عن الموصل، ويسميها البعض بـ"الموصل الصغير".

-
تلعفر ذات أهمية استراتيجية لتركيا كون أن بها غالبية من السكان التركمان، ويوجد القليل من الشيعة والأكراد بها، مما يجعلها نقطة انطلاق استراتيجية للحكومة التركية، وبما أن ذات غالبية تركمانية، تعارض انقرة دخول قوات الحشد الشعبي لهذه المدينة، لاسيما بعد إحكام سيطرته على الحدود بين العراق وسوريا والأردن وصولا إلى معبر الوليد (التنف على الناحية السورية).

 -مدينة تلعفر ذات أهمية استراتيجية للاكراد واقليم كردستان العراق. ان تلعفر من المناطق المتنازع عليها وهي  الأقضية المتنازع عليها في شمال العراق. وتشمل أقضية تلعفر وتلكيف وشيخان وسنجار في محافظة نينوى وقضاء خانقين في محافظة ديالى.

-الآبار النفطية التابعة لمديرية تلعفر تجعل منها منطقة ذات اهمية اقتصادية، ويقول البعض بأنها كانت أحد مصادر تمويل تنظيم داعش الارهابي، لكنها الان انقطعت بعد فرض سيطرة القوات العراقية عليها.

 -بعمليّةٍ عسكريّة نوعيّة وخاطفة، دخلت القوات العراقية معركة تلعفر دون مساندة من قوات التحالف الدولي بقيادة امريكا. وسبب رفض قيادة القوات العراقية لعدم حضور القوات الامريكية في هذه المعركة، هي العوائق التي تسببها امريكا اثناء العمليات، ما يسبب بتأخير عملية التحرير من جهة ومساعدة المنظمات الارهابية من جهة اخري.

-ان تحرير تلعفر يعني نهاية المنظمات الارهابية في العراق، وبعد تحرير تلك المدينة، المنظمات الارهابية لاتسيطر الآن إلا علي مناطق محدودة وصغيرة جدا، يمكن تطيهيرها بأقل الامكانيات وبأسرع وقت.

-ان تحرير تلعفر يعني ايجاد حاجز بين المنظمات الارهابية في سوريا والعراق، حيث أنها قبل ذلك كانت تتواصل بشكل سهل.

-ان تحرير مدينة تلعفر من براثن المنظمات الارهابية، يعني ربط الحدود بين العراق وسوريا، وان هذا الانتصار كان عملية فتح الطريق للمقاومة في العراق وبغداد، الأمر الذي سيساهم في تحقيق المزيد من الانتصارات لمحور المقاومة. وهذا الامر يشكل مصدر قلق لأمريكا وحلفائفها من الدول العربية وعلي رأسهم السعودية والامارات.