الجمعه 17 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

تحالف المقاومتين اللبنانية
والفلسطينية

عبدالستار قاسم

حزب الله يشكّل رادعاً كبيراً للصهاينة الآن، وهو يُخيفهم ولا يملكون الإمكانات ولا الشجاعة لشنّ حرب جديدة على لبنان. والمقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس تشكّل إزعاجاً كبيراً للصهاينة ولا يصل حد الردع. حزب الله يملك قدرات هجومية، لكن قيامه بهجوم على الجيش الصهيوني يحمل في داخله مخاطرة بخاصة أن الهجوم يتطلّب تكتيكات عسكرية مختلفة عن تكتيكات الدفاع. أما المقاومة الفلسطينية فلا تستطيع الهجوم إلا في حالة واحدة وهي حفرها لأنفاق طويلة جداً تصل إلى عدد من المستوطنات الصهيونية في جنوب فلسطين.

 


تهون الأخطار الخارجية عند العديد من الأطراف العربية من أجل مُحاربة أطراف داخلية يضعفني ضعفها. ومن أجل التنفيس عن أحقادي وكراهيّتي لعدوّي الداخلي لديّ الاستعداد للتضحية من أجل أن أنهار أمام القوى الخارجية وأقع تحت المذلّة والهوان. وربما نستطيع أن نصنّف المقاومات العربية، ليس جميعها، أحياناً تحت هذه المظلّة الهوجاء التي لا عقلانية فيها. يشكّل حزب الله قوة مقاومة رئيسية في الساحة العربية في مواجهة الكيان الصهيوني، والمقاومة الفلسطينية تواجه ذات العدو. وعلى الرغم من أنهما يواجهان ذات العدو وذات الغطرسة وذات العنجهية والوحشية إلا أننا لم نشهد على مدى السنوات توجّهات جادّة لإقامة تحالف مقاوِم في مواجهة الصهاينة. ربما ينشغل حزب الله بما تشغله به القوى الداخلية اللبنانية، وتنشغل المقاومة الفلسطينية بما تشغلها بها القوى الداخلية الفلسطينية. ومن متابعة الأحداث، تشكّل القوى الداخلية اللبنانية والفلسطينية معوقات وعراقيل صعبة أمام المقاومتين. لكن هذا من المفروض أن يدفع باتجاه العمل معاً، ولا يتوقّف العمل عند إصدار  البيانات والإدانات.

 

 

 أمامنا الآن مثلٌ حيّ على البُعد التعصّبي العصبي العربي الذي يغلّب الأحقاد على المصلحة. سياسيون لبنانيون يرفضون التنسيق بين الجيشين السوري واللبناني في مواجهة العدو المشترك في وعر القاع ورأس بعلبك، وربما منهم مَن يُفضّل الهزيمة على التنسيق من أجل النصر.

 

 

  أوساط حماس تتحدّث باستمرار عن احتمالات قيام الصهاينة بعدوان جديد على قطاع غزّة، وأوساط حزب الله تتحدّث عن ذات الاحتمالات بشأن الجنوب اللبناني. وكلا الطرفين يتحدّثان عن العدوان الصهيوني، أي هجوم صهيوني جديد، ويتحدّثان باستمرار بمنطق المُدافِع. في حين أنه من المفروض أن يتحدّث الطرفان بمنطق المُهاجِم لأن الصهاينة هم الذين يحتلّون الأرض العربية وليس العكس. الذي يقع تحت الاحتلال يجب أن يعدّ العدّة للهجوم وليس للدفاع فقط، لكن المُعتاد أن العرب يتحدّثون عن اندفاع صهيوني، وليس عن اندفاع عربي، وفقط هاجم العرب عام 1973، ولم تكن نتائج هجومهم مُتناسبة مع الأهداف المُعلنة للهجوم.

 

 حزب الله يشكّل رادعاً كبيراً للصهاينة الآن، وهو يُخيفهم ولا يملكون الإمكانات ولا الشجاعة لشنّ حرب جديدة على لبنان. والمقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس تشكّل إزعاجاً كبيراً للصهاينة ولا يصل حد الردع. حزب الله يملك قدرات هجومية، لكن قيامه بهجوم على الجيش الصهيوني يحمل في داخله مخاطرة بخاصة أن الهجوم يتطلّب تكتيكات عسكرية مختلفة عن تكتيكات الدفاع. أما المقاومة الفلسطينية فلا تستطيع الهجوم إلا في حالة واحدة وهي حفرها لأنفاق طويلة جداً تصل إلى عدد من المستوطنات الصهيونية في جنوب فلسطين. وعلى الرغم من ذلك، لا تملك المقاومة الفلسطينية من السلاح ما يغطّي هجوماً مكشوفاً في مناطق مكشوفة شبه صحراوية.


الذي يمنع قيام تحالف استراتيجي بين المقاومتين اللبنانية والفلسطينية؟ إذا تحالفت القوتان فإن قدرتهما على دحر الجيش الصهيوني ستتعاظم، وربما تجد المقاومتان مَن سيعينهما هجومياً سواء من ناحية التغطية الصاروخية أو المدفعية، أو ربما تغطية جوية. إذا تحالفت المقاومتان فإن مكانتهما في الساحة العربية ستتعزّز وسيكون لهما المزيد من التأثير في الأوساط الشعبية والرسمية. وقد يكون في تحالفهما منحى عربياً جديداً نحو العمل المشترك ووحدة الموقف والمصير شريطة أن يكون التحالف مبنياً على أسُس ومبادئ يلتزم بها الجميع وبدقّة وأمانة. نحن العرب نعاني كثيراً من ضعف الثقة البينية، ولا يطمئّن أحدنا للآخر بسهولة، فهل في مثل هكذا التحالف ما يضعف هذا القول؟

 

 

  المصلحة المشتركة تتطلّب التحالف، وتتطلّب إدارة الظهر للقوى الداخلية التي تُعرقل العمل المقاوِم والتي لديها الاستعداد للتحالف أو التعاون مع الكيان الصهيوني ضدّ المصالح اللبنانية والفلسطينية. هناك من القوى الداخلية مَن سيقاوِم تحالف قوى المقاومة، وهناك مَن سيشوّه ويطعن ويفسد، لكن هذا كله يتلاشى بلا قيمة مع أول إنجاز ميداني تحقّقه المقاومة. حال المقاومتين الآن لا يسرّ صديقاً، ومطلوب من المقاومة الفلسطينية أن تبادر إلى التشاور حول إقامة تحالف بخاصة أن الفلسطينيين يحتاجون جهود حزب الله أكثر مما يحتاج حزب الله جهود الفلسطينيين. تكامل الأدوار مهم، وهو يخدم الجميع، ويساهم في تصحيح الأوضاع جزئيّاً على الساحة العربية.

 


| رمز الموضوع: 303042







المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. القائد العام للجيش الإيراني: إيران اثبتت للعالم ان اي تهديد موجه ضدها سيواجه برد دقيق وماحق
  2. استقالة متحدثة باسم الخارجية الأمريكية بسبب الحرب على غزة
  3. باقري امام اجتماع مجموعة "بريكس": مفتاح الاستقرار واستتباب الهدوء في المنطقة يتمثل في وقف جرائم الكيان الصهيوني
  4. قائد حركة انصار الله: الأمريكي هو شريك للعدو الإسرائيلي في كل جرائمه الفظيعة ضد الشعب الفلسطيني
  5. الفصائل الفلسطينية تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح الاحتلال رفح
  6. ارتفاع عدد الصحفيين الشهداء منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة إلى 141
  7. قيادي في حماس: عملية طوفان الأقصى حققت أبعادها السياسية والاستراتيجية والإنسانية
  8. القوات المسلحة اليمنية : استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين في خليج عدن وسفينة إسرائيلية في المحيط الهندي
  9. بعد استقالة حاليفا.. "تأثير الدومينو" يلحق قيادات الجيش الصهيوني
  10. بيان إيراني باكستاني مشترك ضد الكيان الصهيوني
  11. خلال استقباله حشدا من العمال في انحاء البلاد.. قائد الثورة الإسلامية: جميع الشعوب تدعم فلسطين / الارهابيون الحقيقيون هم من يقصفون الشعب الاعزل في غزة
  12. قيادي في "حماس" : لدى الحركة نحو 30 أسيرا من الجنرالات وضباط الشاباك
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)