qodsna.ir qodsna.ir

استمرارحصارغزة وإعاقة الإعمار: الانفجار حتمی

وکالة القدس للانباء(قدسنا) -وکالات- تحذیران منفصلان أطلقتهما حرکتا "المقاومة الإسلامیة" (حماس)، و"الجهاد الإسلامی"، حول استمرار حصار غزة والتضییق على السکان، والتنبیه إلى أنه لا یمکن استمرار الوضع على ما هو علیه الآن، قد یدفعان إلى تدهور الأوضاع فی القطاع المحاصر إسرائیلیاً، ویتحولان إلى مواجهة مع الاحتلال الإسرائیلی.

وعلى الرغم من وضوح رغبة الحرکتین فی عدم الذهاب حالیاً إلى مواجهة قریبة مع الاحتلال، إلا أنّ الأمور قد تتدحرج تدریجیاً فی القطاع لتصل إلى حرب، مع ضغط السکان على الحرکتین، خصوصاً "حماس"، لتحسین الظروف القاسیة التی یعانیها ملیونا إنسان فی غزة.

وکانت "حماس" قد أعلنت أنّ مواصلة منع إدخال الإسمنت وسیاسة الخنق والإغلاق التی تعیشها غزة، ومحاولة شلّ کافة مناحی الحیاة، "لم یعد ممکناً"، داعیة الأطراف الإقلیمیة والدولیة إلى تحمل مسؤولیاتها إزاء تدهور الأوضاع.

مع العلم بأن الاحتلال الإسرائیلی أوقف بدایة الشهر الحالی إدخال الإسمنت للمشاریع الخاصة بإعمار غزة، وزاد من التضییق على السکان المدنیین، وقلّص من عملیات منح التصاریح الخاصة للمرضى والمرافقین، ومنع المصلّین على قلّتهم من الوصول إلى المسجد الأقصى فی أیام الجمعة.

ویقول مسؤول المکتب الإعلامی لـ"الجهاد الإسلامی"، داود شهاب لـ"العربی الجدید"، إنّ "الاحتلال الإسرائیلی یتحمل المسؤولیة الکاملة عن إجراءات تشدید الحصار، التی قام بها أخیراً، والتی تمثلت بوقف تورید الإسمنت ومنع حرکة الأفراد منذ أکثر من شهرین".

ویؤکد شهاب أنّ "ما یقوم به الاحتلال الإسرائیلی لا یمکن أنّ یتحمّله أی شعب فی الدنیا، من جراء استمرار الحصار الإسرائیلی المتواصل على القطاع منذ عشر سنوات، وما یقوم به من إجراءات تهدف لتشدیده". ویضیف أنّ "الشعب الفلسطینی یخوض مواجهة جدیدة مع الاحتلال الإسرائیلی، وفی حال استمرت الأوضاع بصورتها الحالیة فستصل إلى مرحلة لا تحمد عقباها، وسیتحمل الاحتلال المسؤولیة الکاملة عن تبعات الإجراءات التی یقوم بها".

ویطالب القیادی فی حرکة "الجهاد الإسلامی"، المجتمع الدولی بـ"ضرورة التدخل والضغط على الاحتلال الإسرائیلی لوقف الحصار، والسماح بحریة الحرکة والتنقل وإعادة إعمار ما جرى تدمیره فی الحرب الإسرائیلیة الأخیرة على القطاع صیف 2014".

ویشیر شهاب إلى أنّ "الحصار أحد أشکال الحرب التی تشنها السلطات الإسرائیلیة منذ بدایة الاحتلال عام 1948، والتی تهدف إلى تقیید حریة الشعب الفلسطینی وفرض عقوبات جماعیة علیه، من خلال منع وصول الاسمنت ووقف حرکة حریة الأفراد والبضائع".

من جهته، یرى الکاتب والمحلل السیاسی، طلال عوکل، أنّ "إمکانیة ذهاب حرکتی حماس والجهاد الإسلامی لمواجهة جدیدة مع الاحتلال الإسرائیلی، ما یزال مشکوکاً فیها، بالرغم من الإجراءات المشددة الملازمة للحصار المفروض منذ عشر سنوات".

ویقول عوکل لـ "العربی الجدید" إنّ "ما قامت به السلطات الإسرائیلیة من إجراءات مشددة متعلقة بوقف تورید الإسمنت إلى القطاع وعرقلة عملیة إعادة الإعمار التی تشهد حالة بطء شدید، تسبّب فی إلحاق ضرر کبیر وأثّر على المشاریع التی یجری تنفیذها، وعلى عملیة الاعمار بشکل کامل".

کما یوضح أنّ "الرسالة التی أرادت الحرکتان إیصالها من خلال التحذیر من انفجار الأوضاع فی القطاع، هی للمجتمع الدولی والعربی، بضرورة التدخل والضغط على الاحتلال لوقف إجراءات تشدید الحصار التی اتبعها فی الآونة الأخیرة".

ویعتقد عوکل أنّ "الرسالة تحمل طابعاً قویاً وأکثر جدیة بسبب اشتراک حماس والجهاد فی إطلاقها فی المرحلة الراهنة، رغم تحفظ الحرکتین وصعوبة تحملهما نتائج أی مواجهة جدیدة مع الاحتلال، بسبب حالة الدمار والضرر الکبیر الذی قد یلحق بالقطاع".

ویؤکد أن "الحکومة الإسرائیلیة لیست فی وارد التصعید ضد القطاع المحاصر منذ عام 2006، فی ظل تصاعد الأصوات الدولیة الرافضة لاستمرار الحصار وضرورة وقفه والتخفیف من حدته والسماح للغزیین بالتنقل وإعادة الإعمار".

ویتوقع عوکل أن "تقوم السلطات الإسرائیلیة بسلسلة من الخطوات من أجل التخفیف من حالة الاحتقان والسماح بإدخال الإسمنت بشکل مقنن عن المرحلة السابقة، من أجل ضمان عدم انفجار الأوضاع فی المرحلة الراهنة، فی ظل عدم جاهزیة الجبهة الداخلیة الإسرائیلیة لمواجهة جدیدة".


| رمز الموضوع: 149683