الخميس 18 رمضان 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

صحفی اسرائیلی: حماس فاجأت إسرائیل

وکالة القدس للانباء(قدسنا) اعتبر الصحافی الإسرائیلی المتخصص فی الشؤون الأمنیة، رونین برغمان، أن حرکة “حماس” حققت فوزاً فی الحرب العدوانیة الأخیرة على قطاع غزة، وقال إن الحرکة فاجأت إسرائیل بعملیات جریئة فیما إسرائیل لم تقدم على عملیات مفاجئة للحرکة.

وأوضح أن حماس سجلت إنجازاً استخباریاً من خلال نجاحها فی مواجهة التجسس الإلکترونی الإسرائیلی. کما أوضح أن إسرائیل تتجه لبناء “جدار إلکترونی” تحت الأرض على طول الحدود مع غزة لمواجهة الأنفاق.

وکتب فی صحیفة “نیویورک تایمز”، أن إذا کان عدد القتلى فی الطرف الآخر وحجم الدمار هو میزان الانتصار، فإن إسرائیل انتصرت فی ذلک من ناحیة حجم الخسائر البشریة والدمار الذی تسببت به فی غزة، زاعمًا أن لدى إسرائیل القدرة الکاملة لتدمیر حرکة حماس عسکریًا لکن رئیس الحکومة الإسرائیلیة، بنیامین نتنیاهو، تفادى ذلک رغم التأیید الواسع لمثل هذه الخطوة لدى وزراء حکومته وأعضاء حزبه.

لکنه تدارک وأوضح أن “عداد الجثث” لیس الأمر المهم لتحدید المنتصر، وإنما یجب مراجعة أهداف کل طرف من المواجهة الأخیرة وما حقق منها. وبحسب هذه المراجعة فإن حماس هی الفائزة.  یقول الکاتب ان حماس حافظت على قدرتها على إطلاق الصواریخ والقذائف على معظم أراضی إسرائیل، رغم الجهد الکبیر الذی بذله سلاح الجو الإسرائیلی فی ضرب مواقع الإطلاق”.

وتابع برغمان: شنت حماس حرب مدن ضد القوات البریة الإسرائیلیة وأوقعت خسائر فی الجیش الإسرائیلی 5 أضعاف مقارنة الحملة العسکریة السابقة، واستخدمت بنجاح الأنفاق لاختراق الأراضی الاسرائیلیة وزرع الخوف وزعزعة المعنویات، وجعلت إسرائیل تدفع ثمنا باهظا ما أدى بالجیش إلى الانسحاب فی نهایة المطاف دون الإعلان عن وقف إطلاق نار من قبل حماس.

وکتب برغمان أن عددًا من القادة فی إسرائیل باتوا یطالبون الآن بنزع سلاح حماس فی غزة کأحد أهداف العدوان، لکن یصعب تصور کیف یمکن تحقیق ذلک، إذ أن حماس لن تقبل بنزع السلاح ونتنیاهو لم یطالب بذلک.ویتساءل برغمان کیف “لمنظمة إرهابیة تخوض حرب عصابات التغلب على أقوى جیش فی الشرق الأوسط؟”.

یجیب أن “إنجازات حماس فی ساحة المعرکة هی ثمرة جهود متضافرة فی استخلاص العبر السابقة”. وکتب أن “فی تموز (یولیو) 2006، اختطف حزب الله جندیین إسرائیلیین على الحدود الإسرائیلیة - اللبنانیة. ردا على ذلک، سعت إسرائیل إلى تدمیر حزب الله، لکنها فشلت، ووضعت أهدافا أکثر تواضعا وهی استعادة الجنود المختطفین أو نزع السلاح فی جنوب لبنان، وثتب لها أن ذلک لن یتحقق. فخرجت إسرائیل من الحرب جریحة ما أدى إلى رحیل کبار القیادة العسکریة بکاملها تقریبا، وعدد من التحقیقات الداخلیة”.

وتابع برغمان أن إسرائیل حسنت من قدراتها الاستخباریة والقتالیة البریة فی أعقاب حرب لبنان، وطبقت العبر من الحرب فی مواجهتین مع حماس فی العامین 2008 و2012. ویکشف برغمان أن إسرائیل وافقت فی 2012 على وقف مبکر لإطلاق النار لسبب ظل طی الکتمان، وهو نفاد مخزون صواریخ “تمیر” المستخدمة فی منظومة “القبة الحدیدیة” لاعتراض القذائف من غزة، ویوضح أن إسرائیل استخلصت العبر وحرصت على أن کمیات کافیة من صواریخ القبة الحدیدیة متوفرة هذه المرة.

فی المقابل، استخصلت حماس العبر أیضًا من العدوان فی 2012. أولا، اتخذت حماس تدابیر صارمة لمکافحة التجسس وتجنب المراقبة الإلکترونیة الإسرائیلیة. بالتالی أضحت إسرائیل تعرف أقل بکثیر مما ینبغی حول زیادة مدى القذائف وشحنات الأسلحة إلى غزة، وکیفیة وتوزیع مستودعات تخزین الصواریخ وإطلاق الصواریخ بالتحکم عن بعد.

العبرة الثانیة، تتعلق بما یخص مواجهة التوغل البری، لذلک أعدت حماس فرقًا قتالیة تلقت التدریب فی لبنان أو إیران، واختارت عقیدة قتالیة مختلفة وهی “حرب المدن” لضمان أقصى قدر من الخسائر الإسرائیلیة وحمایة قیادة للحرکة من الاغتیال.

أخیرا، استثمرت حماس فی بناء شبکة واسعة ومعقدة من الأنفاق التی وصلت إلى الاراضی الإسرائیلیة ووحدات الضفادع البشریة التی تدربت على مهاجمة إسرائیل من البحر. فکانت هذه التطورات الکبرى. ویستبعد برغمان أن تشکل لجان تحقیق على غرار اللجان التی شکلت فی أعقاب حرب لبنان فی 2006.

ومع ذلک، یقول برغمان فإن الجیش سیضطر إلى إیجاد أسلوب أو وسیلة لمواجهة حرب العصابات. وسیحاول تجنید عملاء فی غزة، بعد أن أصبح من الواضح أن التجسس الإلکترونی غیر کاف لأن حماس أصبحت أکثر حذرًا. کما یرجح أن یکون لجهاز “الموساد” دور أکبر فی التجسس على حماس، وسیخصص المزید من الطاقات لتعقب نشطاء حماس فی قطر وترکیا واعتراض الاتصالات من الموردین للأسلحة مثل کوریا الشمالیة.

ویقول إن إسرائیل قد تقرر أیضا استهداف عناصر فی حماس خارج غزة دون أن تعلن تحمل المسؤولیة، مثل عملیة اغتیال محمود المبحوح التی تقرر وقف القیام بعملیات مشابهة بعد النشر الواسع “السلبی” عنها. لکن بعد العدوان الأخیر، فقد تبیّن أن من شأن هذه العملیات أن تکون أکثر فعالیة من العملیات العسکریة المباشرة.

 


| رمز الموضوع: 144803







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. المخابرات الإسرائيلية: إسرائيل قد لا تكون قادرة على تدمير حماس
  2. اصابة 3 مستوطنين بعملية إطلاق نار على حافلة شمال أريحا
  3. الخارجية الإيرانية تدعو الاوساط الدولية لوقف الممارسات الجنونية للصهاينة
  4. تجمع قرآني حاشد بطهران تنديدا بالعدوان الصهيوني على غزة
  5. امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني يستقبل اسماعيل هنية وزياد النخالة
  6. خلال استقباله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.. الرئيس الإيراني: الجمهورية الاسلامية تعتز وتفخر بدعمها للقضية الفلسطينية
  7. وزارة الصحة بغزة: 32490 شهيدًا و 74889 إصابةً منذ السابع من أكتوبر
  8. في اليوم الـ 173.. قصف "عنيف" على رفح وتدمير "مكثف" للمنازل السكنية بغزة
  9. اليمن يدشن عاشر أعوام الصمود بست عمليات ضد ثلاثي الصهيونية في البحر والبر
  10. دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة.. حزب الله يستهدف 10 مواقع للاحتلال الصهيوني بالصواريخ والأسلحة المناسبة
  11. قياديان في حركتي الجهاد وحماس: اسرائيل فشلت في العدوان / أبدينا مرونة في المفاوضات لكن لا تراجع عن ثوابتنا
  12. تحت شعار "طوفان الاحرار".. اقامة يوم القدس العالمي هذا العام
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)