مقابل فشل أجهزة الاحتلال الاستخباراتیة

أبرزت صحف عبریة، الیوم، ما وصفته بالمهنیة العالیة لمنفذی عملیة "خطف" الجنود الثلاثة قرب الخلیل جنوبی الضفة الغربیة فی 12 من الشهر الجاری، مرکزة على "فشل" جیش الاحتلال الإسرائیلی حتى الآن فی تعقبهم.

ولم تعلن أیة جهة فلسطینیة مسئولیتها عن عملیة أسر الجنود الثلاثة، إلا أن سلطات الاحتلال حملت حرکة "حماس" مسئولیة ذلک، متهمة ناشطین فیها بتنفیذ العملیة.

ورکز "یوحای عوفر" المحلل العسکری لصحیفة "معاریف" العبریة على الاعتبارات المتقدمة التی تمیز عملیات المقاومة التی تنطلق من الخلیل، والتی أکد أنها "لم تهدئ بال المخابرات الإسرائیلیة منذ زمن طویل سبق عملیة فقدان الثلاثة".

وقال عوفر: إن "لدى مقاومی الخلیل مهنیة عالیة، وتمتاز خلایاها بالقدرة العسکریة والتدریب العالی والتعود على العمل بعیداً عن الهواتف النقالة وتحت الأرض".

وأضاف: مقاومی الخلیل "یمتازون بالتدریب العالی على تصنیع المتفجرات النوعیة کذلک، حیث تقود حرکة "حماس" أغلبیة هذه الخلایا القادرة على القیام بتنفیذ عملیات نوعیة تحت أعین الرادار الإسرائیلی".

ونبه عوفر إلى "فشل" المنظومة الأمنیة والعسکریة لجیش الاحتلال فی الوصول إلى نتائج بشأن حادثة اختفاء الجنود الثلاثة حتى الآن. وأشار إلى الصعوبة التی یواجهها جهاز الأمن العام الإسرائیلی "الشاباک" فی تجنید المتعاونین فی الخلیل ما یحول جهود العثور على المفقودین إلى مهمة عالیة التعقید بینما تساهم منطقة الخطف فی زیادة الصعوبات أکثر.

وضرب عوفر مثالاً لخطورة وضع الخلیل خلال العام المنصرم بتنفیذ ثلاث عملیات معقدة بدأت بعملیة قنص الجندی "جال کوبی" قرب الحرم الإبراهیمی فی خریف العام الماضی حیث لم تتمکن أجهزة الأمن الإسرائیلیة من الوصول إلى منفذها حتى الآن، فی حین، تمکنت أجهزة أمن الاحتلال من الوصول إلى منفذ عملیة قتل الضابط "باروخ مزراحی" بعد أسبوعین فقط من تنفیذها ما أحیا الآمال بإمکانیة انکشاف أمر خلیة الخطف .

سیناریو مکرر بدوره، تناول المحلل العسکری لصحیفة "هآرتس" العبریة "عاموس هرئیل"، وجود تشابه بین عملیة خطف وقتل الجندی آفی سبورتاس على ید خلیة تتبع لحرکة "حماس" فی نهایة ثمانینیات القرن الماضی وعملیة "خطف" الجنود الثلاثة الحالیة.

ونبه هرئیل إلى أن جیش الاحتلال أمضى حوالی 3 أشهر حتى وصل إلى جثة الجندی سبورتاس، بینما تأخر العثور على جثة الجندی ایلان سعدون الذی أسره مقاومون من حماس أیضاً لمدة 7 سنوات وذلک فی عام 1996.

وقال هرئیل: إن "خلایا الخطف المذکورة کانت تعمل بشکل مهنی وحافظ أفرادها على انضباط عال، فلم یکن یعلم بالخطف سوى دائرة مصغرة من نشطاء حماس".وتحدث عن "الفشل" الذی منیت به المخابرات الإسرائیلیة متمثلا فی عدم وصولها إلى الجنود الثلاثة حتى الآن، وعدم حصولها على المعلومة الذهبیة التی تدلل على اتجاه مفترض للتحقیق.

ونقلت الصحیفة عن ضابط کبیر فی جیش الاحتلال قوله: "کنت متفائلاً قبل أسبوع أما الیوم فأنا حذر جداً من إبداء هکذا تفاؤل". رهان عودتهم أحیاء أما المحلل العسکری لصحیفة "یدیعوت" العبریة "رون بن یشای" فوجه انتقادات لتصریحات قائد هیئة أرکان جیش الاحتلال "بینی غانتس"، عندما قال لجنوده قبل أیام: "تذکروا أن مواطنی (إسرائیل) یتوقعون منا أن نقوم بالمهمة ویعتمدون علینا لإعادة جمیع الأبناء سالمین وآمنین".

واعتبر بن یشای أن هکذا تصریحات تزید الضغط الممارس على جنود وضباط الجیش فی البحث عن المفقودین وإعادتهم أحیاء، کما أنها تفتح الباب على إمکانیة عقد صفقة فی نهایة المطاف وإعادة المفقودین أحیاء فی حال فشلت جهود تخلیصهم بعملیة عسکریة.

وأشار بن یشای إلى أن صفقة "وفاء الأحرار" مقابل الجندی الإسرائیلی جلعاد شالیط فی 2011 کلفت الکیان الإسرائیلی غالیاً، معتبرا أنها "فتحت شهیة باقی الفلسطینیین للقیام بهکذا عملیات خطف".

کما اتهم المحلل العسکری لصحیفة یدیعوت أمهات الجنود الثلاثة بالقیام بحملة عدیمة الفائدة لـ"إسرائیل" عبر التوسل إلى الأمم المتحدة، لافتا إلى أن الهجوم الذی وجهته إحداهن للحکومة الإسرائیلیة لا یبشر بخیر.

صفا