ماذا قد یحدث اذا انهارت المفاوضات الإسرائیلیة- الفلسطینیة؟

ماذا قد یحدث اذا انهارت المفاوضات الإسرائیلیة- الفلسطینیة؟

وکالة القدس للانباء (قدسنا) ـ وکالات ـ تتحدث الصحف الصهیونیة عن احتمال حدوث سیناریوهات عدة فی حال انتهت الفترة المحددة للمفاوضات الدائرة حالیا بین الکیان الصهیونی والفلسطینیین منذ شهر تموز والتی کان من المقرر أن تکون مدتها علی ابعد تقدیر تسعة اشهر، من دون التوصل الى اتفاق بین الطرفین.

السیناریو الاول: نشوب انتفاضة فلسطینیة ثالثة تبرز مؤشراتها منذ الان فی مدن الضفة الغربیة التی استناداً الى الاجهزة الامنیة الإسرائیلیة شهدت خلال الاشهر الماضی ارتفاعاً کبیراً فی عدد الهجمات الفلسطینیة ضد الإسرائیلیین. وبالاستناد الى ارقام هذه الاجهزة، ارتفع عدد الهجمات من 82 هجوماً فی شهر تموز الماضی لیصل الى 167 فی شهر تشرین الثانی الماضی.

ویرى العدید من المسوؤلین الامنیین ان سبب الانتفاضة لن یکون فقط توقف العملیة السیاسیة بل الضائقة الاقتصادیة والاجتماعیة والفلتان الامنی فی المخیمات والتحریض على السلطة الفلسطینیة والخلافات داخل حرکة "فتح"، النزاع بینها وبین حرکة "حماس".

السیناریو الثانی: تفکک الائتلاف الحکومی الذی یقوده بنیامین نتنیاهو: فمن المتوقع فی حال انهارت المفاوضات ان تقدم وزیرة العدل تسیبی لیفنی زعیمة حزب "هتنوعا" ورئیسة الوفد الإسرائیلی المفاوض استقالتها من الحکومة.

ومن المتوقع أن یتبعها فی الخروج من الحکومة یائیر لبید زعیم حزب الوسط الجدید "یوجد مستقبل"، الامر الذی سیضطر نتنیاهو الى الاستعانة بحزب "شاس" الدینی الذی یمثل المتدینیین الشرقیین، لکن ذلک سیقلص من تمثیل الکتل الاکثر عدداً فی الکنیست داخل الائتلاف الحکومی، وسیقوی المعارضة الإسرائیلیة المؤیدة لفکرة تقدیم تنازلات للفلسطینیین فی المفاوضات بعکس الاحزاب الیمینیة المتشددة.

فی حال نشوء مثل هذا الوضع قد یضطر نتنیاهو الى الدعوة الى انتخابات نیابیة جدیدة. السیناریو الثالث: ان یدفع فشل المفاوضات الفلسطینیین الى المضی قدماً فی مطالبتهم بالعضویة الکاملة فی الأمم المتحدة والمنظمات الدولیة.

بالطبع یعتمد الإسرائیلیون على الأمیرکیین لاستخدام حق الفیتو ومنع حدوث ذلک، لکن ما یتخوفون منه ان تحّمل إدارة أوباما إسرائیل مسؤولیة فشل المفاوضات، واحتمال انعکاس ذلک على التصویت الأمیرکی فی الامم المتحدة. السیناریو الرابع: تمدید فترة المفاوضات.

اذ یبدو ان إسرائیل ستطلب من الولایات المتحدة تمدید المفاوضات سنة أخرى، وذلک للحؤول دون انفجار المفاوضات بعد عرض وزیر الخارجیة الأمیرکیة جون کیری مقترحاته المتعلقة باتفاق اطار. ومنذ الآن اعلن الفلسطینون رفضهم فکرة تمدید فترة المفاوضات.

و یعتقد الکثیر من المتابعین أن الهدف الاساسی من اجراء المفاوضات بین الجانب الصهیونی و السلطة الفلسطینیة یهدف فی الدرجة الاولی من قبل هذا الکیان لاضاعة الوقت و جعل الفلسطینیین یعیشون فی حالة الامل و عدم الامل باعتبارها احدی الحالات التی تخدر المجتمع الفلسطینی و تقلص غضبة تجاه الکیان الصهیونی.

لان عندما تکون هناک مفاوضات جاریة یعتقد البعض أن مثل هذه المفاوضات من ألممکن أن تودی الی اعادة شئ من الحقوق الفلسطینیة المغتصبة و هذا باعتقادهم افضل من لا شئ!.

لکن من یعرف الاعیب الولایات المتحده الامریکیة و الکیان الصهیونی التی جرت خلال اکثر من 60 عاما ضد الشعب الفلسطینی یدرک جیدا أن الامریکی و الصهیونی لا یمکن أن یصدر عنه خیرا علی الاطلاق، فلذا لابد أن ندرک أن دعوات الولایات المتحده الامریکیة و الصهیونیة الی اجراء المفاوضات یاتی من منطلق السعی الی مصالح الکیان الاسرائیلی بعیدة الامد التی تحتاج الی فتره زمنیة طویلة.