انتفاضة الحجارة بعد 26 عاما علی انطلاقتها

انتفاضة الحجارة بعد 26 عاما علی انطلاقتها

وکالة القدس للانباء (قدسنا) ـ یوافق الیوم الذکرى السادسة والعشرین لانتفاضة الحجارة التی انطلقت شرارتها الأولى فی قطاع غزة، وکانت شکلا من أشکال الاحتجاج العفوی الشعبی الفلسطینی على الوضع العام المزری بالمخیمات الفلسطینیة المحتلة التی عانت من وطأة القمع الإسرائیلی الهمجی.

وبدأت الانتفاضة الأولى فی التاسع من کانون أول/ دیسمبر من عام 1987م، وهدأت فی العام 1991، وتوقفت نهائیا مع توقیع اتفاقیة أوسلو المشؤمة بین الاحتلال الإسرائیلی ومنظمة التحریر الفلسطینیة عام 1993م.

وأطلقت بیانات الفصائل الفلسطینیة لفظ "الانتفاضة" على التظاهرات العارمة التی انطلقت، وقال أحدها: "جاءت انتفاضة شعبنا المرابط فی الأرض المحتلة، رفضا لکل الاحتلال وضغوطاته، ولتوقظ ضمائر اللاهثین وراء السّلام الهزیل، وراء المؤتمرات الدولیة الفارغة".

وقد دخل هذا المصطلح میدان الصحافة العربیة والأجنبیة التی تناقلته بلفظه العربی کما تواردته ألسنة المحللین والمؤلفین حتى فی داخل الوسط الإسرائیلی، حیث ألف الصحفیان زئیف شیف وإیهود یاری کتاب عن هذه الفترة التاریخیة وأسمیاه "انتفاضة".

ففی الثامن من دیسمبر / کانون الأول 1987م، دهست شاحنة إسرائیلیة یقودها مستوطن من أشدود سیارة یرکبها عمال فلسطینیون من جبالیا - البلد متوقفة فی محطة وقود، مما أودى بحیاة أربعة أشخاص وجرح آخرین.

وفی الیوم التالی، وخلال جنازة الشهداء اندلع احتجاج عفوی قامت الحشود خلاله بإلقاء الحجارة على موقع للجیش الإسرائیلی بجبالیا - البلد فقام الجنود بإطلاق النار دون أن یؤثر ذلک على الحشود، وأمام ما تعرض له من وابل الحجارة وکوکتیل المولوتوف، طلب الجیش الدعم، وهو ما شکل أول شرارة للانتفاضة.

وکانت أکثر الطرق التی یتم من خلالها التواصل والدعم بین الناس والمقاومین ورجال الانتفاضة، المناشیر والکتابة على الجدران، وکانت توزع المناشیر عند مداخل المساجد من قبل أطفال لم تکن أعمارهم تتجاوز السابعة، أو کان یتم إلقاؤها من نوافذ السیارات قبل طلوع الشمس ویتم تمریرها من تحت الأبواب.
*صفا