الخميس 16 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

اللوبی الإسرائیلی.. أموال النفط..

اللوبی الإسرائیلی.. أموال النفط.. السلام والتنمیة 

 

لقد اشتد الحوار مؤخرا فی الولایات المتحدة عن خطورة اللوبی الأمریکی المؤید لإسرائیل، على المصالح الأمریکیة والإسرائیلیة فی الشرق الأوسط، وخاصة بعد صدور کتاب  الرئیس الأمریکی السابق جیمی کارتر، فلسطین: السلام أم التفرقة العنصریة.

وقد صدر کتاب جدید بعنوان، اللوبی الإسرائیلی والسیاسة الخارجیة الأمریکیة، للبروفیسور جون میرشمیر من جامعة شیکاغو وستیفن  ولت من هارفارد. وقد بداء اللوبی الإسرائیلی  فی الولایات المتحدة الأمریکیة بالهجوم الشدید علیهما، مما أدى لزیادة مبیعات الکتاب لعشرة أضعاف، بل أصبحا نجمین لامعین فی الإعلام الأمریکی. مع أن الناشر لم یستطع إصدار الکتاب فی الولایات المتحدة، وبعد جهد جهید وافقت شرکة ببریطانیا بإصداره.

ویناقش الکتاب السیاسة الأمریکیة فی الشرق الأوسط.، ویطرح النقاش بشکل صریح عن دور اللوبی الإسرائیلی فی إملاء تصوراته السیاسیة فی المنطقة على الإدارة الأمریکیة. ویؤکد فی مقدمته بضرورة تواجد اللوبی الإسرائیلی فی الولایات المتحدة، ویتفهم أهمیة وظائف اللوبی السیاسی والتجاری والاجتماعی فی الحیاة الأمریکیة، ولا یتهم اللوبی الإسرائیلی بتجاوز صلاحیاته حینما یستخدم قوته السیاسیة والاقتصادیة لتحقیق مصالح إسرائیل، ولکن یتساءل، هل یستخدم هذا اللوبی نفوذه فی وضع سیاسات تخدم المصالح الأمریکیة والإسرائیلیة أم یضرها؟

 ویعتقد الکتاب بأن المصالح المشترکة للولایات المتحدة وإسرائیل هی فی المشارکة الجادة فی معضلة الشرق الأوسط، وبتنفیذ اتفاق إسرائیلی فلسطینی معتمد على خطة الرئیس السابق کلینتون،  وذلک بانسحاب إسرائیل  لحدود 1967، وإنشاء الدولة الفلسطینیة، وضمان أمن إسرائیل بضمانات قطعیة. ویؤکد الکتاب بأن اللوبی الإسرائیلی کان السبب فی عدم تنفیذ بنود خطة الرئیس بل کلینتون، مع أن بوش وکلینتون أکدوا تأیدها.

ویتساءل الکتاب، هل کان من مصلحة إسرائیل معارضة اللوبی الإسرائیلی مشروع السادات بالانسحاب ثلاثة أمیال مقابل السلام، بل والضغط على إدارة نیکسون فی عام 1971 لتدعم الرفض الإسرائیلی؟  فقد رضخ الرئیس نیکسون للضغط الإسرائیلی،  بترک  القرار لإسرائیل لرفض عرض السادات. وبعد عامین من ذلک الرفض فقدت إسرائیل ثلاثة الإلف جندی فی حرب کان من الممکن تجنبها بقبول عرض السادات، فلم تستفید إسرائیل من الحرب، بل انتهت بإرجاع جمیع الأراضی التی استولت علیها فی عام 1971، بل وخسرت أراضی إضافیة.

 وهل کانت ضغوط اللوبی الإسرائیلی الأمریکی بدعم الرئیس الأمریکی ریجن لغزو لبنان عام 1982 من مصلحة إسرائیل؟ فقد استمرت الحرب ثمانیة عشر عاما، وقتل ألاف من جنود إسرائیل. وبعد عدة أیام من الغزو، قامت القوات اللبنانیة المسیحیة بذبح حوالی إلف فلسطینی فی مخیمی صبرا وشتیلا. وخسرت البحریة الأمریکیة العدید من جنودها حینما فجر حزب الله ثکنتهم العسکریة. ولم تقدم الحرب شیئا وانسحبت إسرائیل وبدون شروط.

 وهل کان من مصلحة إسرائیل ضغوط اللوبی لفرض شروط أحادیة لتقدیم المعونة للرئیس الفلسطینی احمد  عباس، بحیث لم یستطع أن یقنع شعبه، بأن رئیس معتدل ومعترف بإسرائیل لم یستطع أن یساعد شعبه، مما أدى لانتخابهم لحماس. فالسیاسات الأمریکیة المفروضة من اللوبی الإسرائیلی التی تقدم العصایة بدون الجزرة، أدت لهزیمة عباس  وسیطرة حماس على غزة، لتعید  بضرب المدن الإسرائیلیة من جدید.

 وهل کان من مصلحة إسرائیل منع الرؤساء ریجن وبوش وکلینتون وبوش الثانی لمنع قرار تجمید المستوطنات؟ الم یکن من الأفضل لإسرائیل إزالة هذه المستعمرات بالإقناع السلمی، وإنهاء معضلة لن یکن من السهل إنهائها ألان؟ وبالأخص بان معظم شعب إسرائیل مقتنع بان المستوطنات عائق خطیر ضد عملیة السلام، ومتفق مع رأی جمیع رؤساء الولایات المتحدة ومنذ إنشاء أول مستوطنة إسرائیلیة. وقد نعید نفس التساؤلات حول تأید اللوبی لغزو العراق، فهل قدمت حرب العراق أیة فائدة للولایات المتحدة أو لإسرائیل، وقد تطرح نفس التساؤلات حول إصرار اللوبی الشدید لضرب إیران.

والغریب هو أن الجریدة الیومیة الرائدة فی إسرائیل، کتبت مقالا عن الکتاب وأعطته حقه من الاهتمام والإعجاب. فقد کتب أم  جی  رزنبرغ مدیر المجمع السیاسی الإسرائیلی بواشنطن، فی الشهر الماضی، فی الجریدة الإسرائیلیة ألیومیه هارتز، وبعنوان اللوبی الیهودی الأمریکی، هل هو  فعلا لوبی إسرائیلی؟ فیقول روزنبرغ، "یتساءل الکتاب عن قوة اللوبی الإسرائیلی فی الولایات المتحدة؟ ویجیب بأن اللوبی الإسرائیلی له قوة کبیرة جدا مما أدى لمعاناة الولایات المتحدة وإسرائیل معا. وفی تصوری بأن هذا السؤال یحتاج  لمناقشة جادة. کما أن الکتاب هو نوع من الکتب التی لیس من الضروری أن تتفق مع جمیع مضامینه، ولکنه کتاب جدیر بالقراءة الجادة."

ویعقب روزنبرغ، "لقد قضیت حوالی عقدین من الزمن مساعدا للکونجرس الأمریکی، ویمکنی أن أکد من خلال تجربتی بأن السناتور الأمریکی تحت ضغط مستمر لتأید ما یریده اللوبی الإسرائیلی من سیاسات جامدة. وما نسمعه لیس بحدث عارض بأن أعضاء الکونجرس یتنافسون على وضع شروط صارمة على المساعدات الأمریکیة للفلسطینیین، ومن سیکون الأول فی استنکار خطة السلام السعودیة، ومن سیتقدم لإفشال المقترحات المقدمة من الفلسطینیین. ولیست صدفه بأن لا یوجد هناک أی حوار حقیقی وصادق فی الکونجرس الأمریکی حول إسرائیل وفلسطین. بالإضافة، بأن جمیع رؤساء الولایات المتحدة یعلمون جیدا بأن أیة محاولة جادة لدفع أتفاق إسرائیلی فلسطینی لتسویة عادلة، ستؤدی لمعارضة هستیریة."

 ویسترسل روزنبرغ، "وأتساءل الیوم، ولیست للمرة الأولى، هل هذه التصرفات کانت من مصلحة إسرائیل؟ فأربعین عام بعد حرب الأیام الستة، والاحتلال مستمر، والمقاومة تشتد، ویزداد عدد الاسرائیلین الذین یتساءلون عن مستقبلهم فی هذه الدولة. والسؤال هو هل خدم هذا اللوبی مصالح إسرائیل أم أضر بها؟ وتصوری بأنه فی کثیر من اللحظات الحرجة لم یخدم هذا اللوبی المصالح الإسرائیلیة."

   "ولنتذکر بأن هذه التساؤلات هامة جدا، مع قرب الانتخابات الرئاسیة الأمریکیة. فمرة ثانیة لقد أخبروا المرشحین للرئاسة بأن یستمروا فی دعم حالة الجمود لیکسبوا دعم اللوبی الإسرائیلی. وهذا یعنی بأنهم حینما یسألون عن المشکلة الإسرائیلیة الفلسطینیة یجب أن یؤیدوا وبدون تردد  السیاسة الإسرائیلیة الأحادیة الجانب. ویجب أن یؤکدوا دائما بأن سبب  فشل الدبلوماسیة فی السنوات الأخیرة هم الفلسطینیین. ویجب أن یؤکدوا بأنهم مع عملیة السلام، ولکن لیس عملیة سلام مشترکة کالتی اقترحوها الرؤساء السابقین. ویجب أن لا یستعملوا أبدا کلمة بتساوی الحقوق أو وسیط شریف، وهناک نص کتابی یجب إلا یحیدوا عنه. والجدیر بالذکر بأن الکثیرین منا الذین یؤیدون إسرائیل، تفرض علینا وبطریقة مهینة، أن نعتبر إسرائیل دائما على حق مع تکرر أخطائها. وقد یبعد سکوت المرشح الرئاسی عن المشاکل مع حفنة صغیرة قویة من الجماعة المؤیدة لإسرائیل، والتی تعتقد بأن إسرائیل یمکن أن تستمر باستیلائها على أراضی الغیر. وطبعا هذه لیست قناعات بقیة یهود الولایات المتحدة الذین یمثلون الغالبیة العظمى."

 ویسترسل الکاتب بالقول بأن مرشحی الرئاسة الذین یتجنبون معارضة هذه الاتجاهات الخاطئة،  خوفا من اللوبی الإسرائیلی ذو التوجهات التی ثبت خطئها مرات عدیدة، لا یخدمون المصالح الإسرائیلیة. کما یجب إلا یسمى هذا اللوبی باللوبی الإسرائیلی، فقراراته بدعم سیاسات ظالمة تعهد الأمهات الإسرائیلیات لتنوح عید میلاد أبنائها الثامن عشر لجیل أخر، ستضر بإسرائیل، ومع کل ذلک علینا أیضا أن نکون شاکرین لتصرفاته الشاذة.

والسؤال لعزیزی القارئ هل ممکن أن نستفید من رسالة هذا الکتاب فی معالجة الصراع العربی الإسرائیلی بعد أن فقدت إسرائیل أهمیتها الإستراتیجیة للولایات المتحدة؟ وهل سنتعلم من هذا اللوبی الإسرائیلی الاصراریة والعمل بانضباط وإخلاص لتقریب وجهات النظر والتعاون البناء بین شعوب المنطقة والشعب الأمریکی؟ وهل ستعمل دول آلمینا (الشرق الأوسط وشمال إفریقیا) معا لخلق لوبی قوی مدعوم بأموال النفط  فی واشنطن؟ وهل حان الوقت لکی تستثمر هذه الدول أموال النفط فی الإعلام الغربی وتوجیهه لدعم العلاقات الأمریکیة مع دول المنطقة؟ وهل ممکن أن تستفید من هذه العلاقة کما استفادت منها الیابان لتنمیة اقتصادها وتطویر تکنولوجیتها؟ وهل من الممکن بسیاسة واعیة حکیمة نربح السلام والکونجرس والتنمیة؟.

انتهی/م /25


| رمز الموضوع: 143403







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. الفصائل الفلسطينية تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح الاحتلال رفح
  2. ارتفاع عدد الصحفيين الشهداء منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة إلى 141
  3. قيادي في حماس: عملية طوفان الأقصى حققت أبعادها السياسية والاستراتيجية والإنسانية
  4. القوات المسلحة اليمنية : استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين في خليج عدن وسفينة إسرائيلية في المحيط الهندي
  5. بعد استقالة حاليفا.. "تأثير الدومينو" يلحق قيادات الجيش الصهيوني
  6. بيان إيراني باكستاني مشترك ضد الكيان الصهيوني
  7. خلال استقباله حشدا من العمال في انحاء البلاد.. قائد الثورة الإسلامية: جميع الشعوب تدعم فلسطين / الارهابيون الحقيقيون هم من يقصفون الشعب الاعزل في غزة
  8. قيادي في "حماس" : لدى الحركة نحو 30 أسيرا من الجنرالات وضباط الشاباك
  9. تصاعد الهجرة العكسية في الكيان الصهيوني بعد عملية طوفان الأقصى
  10. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تجتاح الكليات الأميركية وسط إضرابات جماعية وعشرات الاعتقالات
  11. أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته وضع قواعد جديدة وأربك حسابات العدو الصهيوني
  12. خلال زيارته لجامعة كراتشي.. رئيس الجمهورية: الكيان الصهيوني مني بالفشل الذريع في غزة رغم جرائمه غير المسبوقة
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)