السبت 11 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

ذکرى العرش البریطانی.. ونکبة فلسطین

قلم / غسان مصطفى الشامی
تحتفل بریطانیا فی هذه الأیام بالیوبیل الماسی لاعتلاء ملکة بریطانیا إلیزابیث الثانیة العرش البریطانی، منذ 60 عاماً وهی فی سن 25 عاماً، عندما توفی والدها جورج السادس عام 1952م، فیما تعیش فلسطین الذکرى الرابعة والستین لنکبة فلسطین والتی کان للبریطانیین دورٌ کبیر فی التمهید لتحقیق الحلم الصهیونی فی اغتصاب أرض فلسطین وتحقیق المؤامرة الکبرى وتدمیر القرى والبلدات الفلسطینیین وتهجیر أجدادنا من أرضنا بقوة السلاح، وقد بدأ الدور البریطانی فی منح الیهود الصهاینة وعد بلفور فی نوفمبر 1917م، ثم فی فرض نظام الانتداب البریطانی حیث تم التخطیط لکی تکون فلسطین من نصیب بریطانیا وذلک فی إطار تنفیذ وعد بلفور وتهیئة الأجواء للیهود للسیطرة على أرض فلسطین.
لقد وضعت إدارة الانتداب البریطانی ( 1917م – 1948م) منذ أن دبت قدم أول جندی بریطانی على أرض فلسطین عام 1917 أهداف وخطط وسیاسات تقوم على تمکین الیهود من السیطرة على أرض فلسطین وتحقیق ما جاء فی وعد بلفور المشئوم من أجل إقامة الوطن القومی الیهودی المزعوم ، فقد کان جل مسئولی الانتداب البریطانی على فلسطین من الیهود وعلى رأسهم المندوب السامی البریطانی الذی کان یبذل جهدا کبیرا فی إرضاء الیهود وتنفیذ مخططات الیهود وأطماعهم فی السیطرة على أرض فلسطین، کما کانت کافة اللجان الأجنبیة التی تحضر إلى فلسطین للتحقیق فی الأحداث والمواجهات بین الفلسطینیین والیهود تقف فی جانب الیهود وتظلم الفلسطینیین یقفون فی صف الیهود فی کافة المشاجرات والمشاحنات التی کانت تحدث الیهود والعرب، کما سهل الانتداب البریطانی هجرة الیهود إلى أرض فلسطین وقدم المساعدات للیهود بالمال والسلاح من أجل تنفیذ جرائم بحق الشعب الفلسطینی، ولیس أکثر دلالة مساعدة الانتداب البریطانی للعصابات الیهودیة مثل الارجون والایتسل والهاجاناة التی قامت بارتکاب العشرات فی المجازر بحق الفلسطینیین، فی عهد الانتداب البریطانی الذی لم یحرک ساکنا..
تمر علینا ذکرى نکبة فلسطین 64 وتتحرک فی قلوبنا الکثیر من الذکریات الألیمة التی جرتها هذه الذکرى أهمها ما یحدث لأسرانا البواسل فی سجون الاحتلال الإسرائیلی وهم یعانون الویلات جراء التعذیب فی السجون والمقابر والزنازین التی تفتقد لأدنى مقومات وشروط الحیاة الطبیعیة، کما یعانی اللاجئون فی شتى أصقاع العالم معاناة کبیرة جراء بعدهم عن الوطن وتشریدهم من أرضهم .. إن ذکرى النکبة تعیدنا بنا الذاکرة إلى أرضنا وقرانا الفلسطینیة المهجرة .. نتذکر فی ذکرى نکبة فلسطین مدننا العریقة منها القدس وحیفا ویافا وتل الربیع وعسقلان وعکا وطبریا وبیسان والمجدل الشامخة وغیرها من الأراضی المبارکة الطاهرة التی اغتصبها الاحتلال عنوة وشرد أهلها خارج الدیار، نتذکر فی هذه الذکرى القادة الکبرى مثل الشهید عبد القادر الحسینی والشهید عز الدین القسام و الشهید فوزی القاوقجی وغیرهم من رجال وقادة فلسطین .
إننا فی ذکرى نکبة فلسطین لن نشفع لبریطانیا ولن نغفر لکافة الدول العظمى التی شارکت فی الخیانة الکبرى وشارکت فی التآمر على أرض فلسطین ومساعدة الیهود فی الاستیلاء علیها وتهجیر أهلها، والمطلوب هنا من بریطانیا الاعتذار عن الخطیئة الکبرى والعمل على عودة اللاجئین الفلسطینیین إلى أرضهم ومنحهم حقهم السلیب ودفع التعویضات اللازمة لهم جراء بعدهم عن أرضهم ووطنهم والمخاسر التی لحقت بهم.
انتهی / شا/ 24


| رمز الموضوع: 143347







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. لجنة حماية الصحافيين: الحرب على غزة أخطر صراع للصحافيين منذ عام 1992
  2. وزارة الصحة الفلسطينية: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34049
  3. قيادي في حزب الله: الرد الإيراني قرار إستراتيجي تاريخي غيّر المعادلات والحسابات في المنطقة
  4. خلال لقائه منسق الأمم المتحدة .. وزير الخارجية الإيراني: نتنياهو خرج عن نطاق السيطرة ويجب لجمه
  5. 7 إصابات جديدة- الاحتلال يواصل حصار مخيم نور شمس
  6. حماس تُدين العدوان "الغاشم" على مقر للحشد الشّعبي في العراق
  7. المتحدث باسم الحرس الثوري يفند مزاعم الحاق اضرار بمفاعل ديمونة جراء الرد العسكري الايراني
  8. تعقيبا علي الهجوم المركب بالصواريخ الموجّهة ‏والمسيّرات الانقضاضية إعلام الاحتلال يقر بصعوبة تعامل جيش الاحتلال مع مسيّرات حزب الله
  9. حزب الله يستهدف مقر قيادة في "عرب العرامشة".. والاحتلال يعترف بإصابات بالغة
  10. حماس: الرد الإيراني يؤكد أن وقت عربدة الكيان الصهيوني كما يريد بلا حساب قد انتهى
  11. الرئيس الايراني خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي: سنرد على أي عمل ضد مصالح إيران بقوة أكبر وأوسع وأكثر ايلاما مقارنة بردنا السابق
  12. المرجع الديني آية الله جوادي آملي يشيد بعملية "الوعد الصادق" ضد الكيان الصهيوني
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)