السعودیة تدعم المسلحین فی سوریا لتحقیق مصالح العدو الصهیونی

أکد علی الفایز رئیس رابطة البحرینیون من أجل الحریة، أن السعودیة وإلى جانبها قطر یمثلان رأس حربة "الصهیونیة العربیة" الموالیة للامبریالیة العالمیة، التی همها الحفاظ على أمن العدو الصهیونی فی المنطقة، لذلک تقوم بدعم المسلحین ضد النظام السوری، وبدعم نظام آل خلیفة فی البحرین ضد الشعب ومطالبه العادلة.وقال الفایز فی مقابلة مع مراسل وکالة فارس:" إن السعودیة تحاول أن تخلق عدواً طائفیاً ممثلاً فی إیران لأنها خائفة من الصحوة الإسلامیة، مؤکداً أن الشعوب العربیة منتبهة لذلک وواعیة، وتعلم علم الیقین أنه لا یوجد خطر إیرانی، وأن المخططات السعودیة ستذهب أدراج الریاح.
وأوضح أن الشعب الإیرانی منذ انتصار ثورته الإسلامیة قبل 33 عاماً، کل یوم یمد یده لمساعدة الشعوب العربیة المکلومة ولن یتعرض للحکومات المستبدة الظالمة.
إلیکم نص الحوار:
ما هی آخر التطورات والأوضاع فی البحرین؟
الأوضاع لا زالت کما هی ولم یتغیر شیء، فالنظام الخلیفی لا زال لا یؤمن بأن هذا الشعب من حقه أن یشارک فی القرار السیاسی والحکم، وأن هذا الشعب یناضل منذ عشرات السنوات لیکون له صوت، لأنه لا یستطیع العیش بدون کرامة، والحل الأمنی والترهیب الإعلامی على مستوى الرزق والعرض. فهذا هو الحال وسیبقى إلى أن ترفع أمریکا والسعودیة یدها عن البحرین ویکون الحل من الداخل البحرینی.
ومحاولات الشعب الثائر للوصول لمیدان اللؤلؤة مستمیتة، ویواجه هذا الإصرار الشعبی بتعنت من قبل النظام حتى لا یصلون له، والسبب فی ذلک أن میدان اللؤلؤة مثل حالة من التواجد الشعبی العارم للثوار، والصوت الذی کان ینطق ویتکلم بمطالب الثوار فی البحرین، فعلى مدار شهر کامل اجتمع کل البحرینوین مسلمین ومسیحیین وسنة وشیعة رفعوا أصواتهم ضد النظام، ولذلک النظام لا یرید أن یتکرر هذا المشهد، وأن یکون میدان اللؤلؤة بمثابة میدان التحریر فی مصر، ومیادین الیمن.. ولکن ورغم ذلک الثوار یریدون أن یطلقوا أصواتهم، لیرى العالم هذا الکم من الناس الذی یطالب بنفس المطالب التی طالبها أشقاؤهم فی البلاد الأخرى. وهؤلاء الثوار یستمرون فی کل یوم وکل ساعة للوصول للمیدان، لأن وصول المیدان یمثل کسراً لعظم هذا النظام المستبد القمعی.
وفی الیومین الأخیرین حاول الثوار الوصول للمیدان، وقوبلوا بالعنف واستخدام النظام کل ما یمکن استخدامه من رش بالغاز السام والهراوات ومحاولات الدهس ورش المیاه الساخنة لیصد الثوار عن وصولهم للمیدان،، والملفت فی الأمر أن هناک حالة من الحذر والخوف عند النظام بأن لا یقتل أحد من الثوار أو یجرح، رغم أن الثوار لا یهمهم ذلک خشیة من ازدیاد الوضع توتراً.
- ما طبیعة الدور السعودی فی البحرین؟
أخبرنی أحد المقربین من النظام الخلیفی والذی تربطنی به علاقات تجاریة عندما کنا نتحدث عن الثورات العربیة فی تونس ومصر، قبل اندلاع الثورة فی البحرین، اخبرنی حرفیاً :"بأنه لو جرى شیء فی البحرین کما فی مصر وتونس فستدخل السعودیة فوراً... وقال لی أیضاً أنه فی التسعینات کان الجیش السعودی واقفاً على جسر البحرین السعودیة للدخول، ولکن حسابات معینة حالت دون دخوله".. وهذا یؤکد أن السعودیة دائماً حاضرة لقمع أی تغییر فی البحرین، وتدخل البحرین بدون إذن النظام لأنه تابع.. وهناک منظومة عربیة وملامحها بدأت تتشکل تمثل الصهیونیة العربیة، وتابعة للامبریالیة العالمیة، لأنهم یعتقدون أن الاستکبار والقمع یحمیهم ویحمی أنظمتهم، والسعودیة وقطر هما رأس الحربة فی هذه المنظومة.
فالسعودیة دخلت للبحرین ولن تخرج، وقرار البحرین الیوم فی ید "الریاض" ورأس السلطة فی البحرین لا یملک من أمره شیئاً ، مهما روج من دعوة للحوار والإصلاح.. فالسعودیة والأمریکان والبریطانیین على اتصال دائم لاتخاذ القرارات بشأن البحرین وإملائها على النظام.. فالسعودیة هی منفذ للمخططات الأمریکیة بکل المقاییس.
- النظام الخلیفی دعا المعارضة البحرینیة للحوار؟ ما موقفکم من ذلک؟
النظام دعوته للحوار قدیمة جدیدة وسیبقى یدعو للحوار لأنه فی الواقع یرید أن یشتری الوقت ولا یرید التوصل لحلول، ویرید الحوار من اجل الحوار.. فهذا النظام بعد 12 عام من میثاق العمل الوطنی، اتفق النظام مع المعارضة وکبار علماء الدین بأن تخرج البحرین من انتفاضة التسعینات وأزمتها ویبقى الجانب المعارض على أساسین هما: حاکمیة هذا المیثاق دستور 1973 - وانتقال البحرین من دولة ملکیة إلى دستوریة. وهذا الاتفاق لم ینفذ منه شیء سوى أن الشعب صوت على هذا المیثاق، ومن 12 عام شهدت البحرین أکبر تآمر على هذا الشعب من خلال تقریر البندر. وأحد أهم النقاط هی التغییر الدیمغرافی عبر التجنیس السیاسی.. فالحوار الذی دعا له النظام قبل شهور هو حوار قائم على أساس أن النظام یتکلم والمعارضة تسمع فقط.
وبکل صراحة الأمریکان یریدون أن یکون هناک حلاً یعجبهم، والسعودیة لا ترید أن تقدم أی تنازل، والأوروبیین مفضوحین، من ما قدمته الثورة من أکثر من 60 شهیداً وآلاف الجرحى.
وهم یقولون أن الحوار لا یمکن أن یبحث عن الحکومة المنتخبة، ومادام حددوا إلیة الحوار على طریقتهم، فعن أی حوار یتحدثون.
فنحن نرید الحوار ولکن الحوار بشروطنا وبالحلول التی نرتضیها، وما التسویق للحوار من قبل النظام الا من اجل الوقت والخروج بحلٍ مطیف أمریکیا وسعودیاً وربما تقبله المعارضة تحت وطأة القمع.. فالمعارضة کانت ولا زالت وستبقى تدعو للحوار ، وکلنا نرید الحوار ولکن یجب ان نأخذ فی الاعتبار ان هناک نقاط کثیرة یجب الحدیث فیها ، فالیوم فی حالة من المطالب التی جاءت بالدم، وهناک انتهاکات للأعراض والکرامة، وهناک مطالب للقصاص من المجرمین الأمنیین والسیاسیین الذین انتهکوا حرمة هذا الشعب.. فالخلاصة یجب ان تکون هناک ارضیة للحوار. بشرط أن لا یکون الحوار مع من تلطخت أیدیهم بدماء الشعب، وتآمر علیه، ومع أناس نعرف أنهم من الممکن أن یغدروا.
السعودیة تکیل بمکیالین تجاه البحرین وسوریا.. ما سبب ذلک؟
السعودیة تنفذ مخطط، جزء من منظومة الصهیونیة العربیة وإلى جانبها قطر، والفکرة عندما بدأت الصحوة الإسلامیة (الربیع العربی) الأمریکان أرادوا أن یرکبوا الموجة ویحولوا هذا التغییر لصالحهم، وأمریکا ترید أمرین هما/ الحفاظ على أمن الکیان الصهیونی، وترید منابع النفط فی الخلیج (الفارسی) وأن تحسم مصالحها من خلال صفقات السلاح فی المنطقة.
فأمریکا لا ترید حکومات جاءت من نبض الشارع العربی على الأقل فی مصر وتونس والبحرین ولیبیا، لذلک السعودیة هی أداة لهذا المخطط، وأن إفراز أی نظام فی البحرین لو کان یعجب الأمریکان وما یریدونه السعودیون لحدث ذلک فی لیلة وضحاها، لکنهم یعرفون أن الوضع فی البحرین یرید إسقاط النظام وبناء نظام یحافظ على مصالح البحرینیین بالدرجة الأولى وکرامة البحرین، وهذا یتناقض مع مصالح أمریکا والسعودیة.
وفی سوریا، هناک حالة من المطالبة بالإصلاح وهذا أمر طبیعی، لکن الدور السعودی الذی أجج الوضع فی سوریا من خلال دعمه للإرهابیین بالسلاح والمال لتقتل وتنشر الرعب فی سوریا، لإسقاط النظام السوری الذی یمثل خاصرة (إسرائیل)، وتحمی المقاومة فی فلسطین ولبنان، ورفعت لنحو 60 عاماً شعار "لا للغدة السرطانیة" فی الوطن العربی وتقصد "إسرائیل" العدو الصهیونی، فالسعودیة تدفع المال مع قطر لصالح الأجندة والمخططات الأمریکیة التی هدفها حمایة "إسرائیل".

ما هو مستقبل الثورة فی البحرین؟
الله عز وجل یقول فی کتابه العزیز :" إن تنصروا الله ینصرکم ویثبت أقدامکم" فالله سبحانه وتعالی یعد المستضعفین بالنصر والتمکین إذا نصروه، والثورة فی البحرین لم یخرجوا عبثاً أو ترفاً، بل خرجوا طلباً للدین والکرامة والعدالة، فهم یریدون أن یحققوا مبدأ العدالة الاجتماعیة على هذه الأرض فهم بذلک ینصرون الله والله ناصرهم. أما التفاصیل السیاسیة والإرهاصات على الأرض فهی بید الله سبحانه وتعالى.
فالنظام الخلیفی لن یبقى ولن یعیش طویلاً، فهو خسر على المستوى الأخلاقی بأنه نظام لیس جدیراً لیکون حاکماً لهذا الشعب المجاهد.
فالنظام الیوم لا یملک من عناصر القوة الا أمرین، الامر الأول هو الشق الأمنی المدعوم سعودیاً وأمریکیاً ممثل بدعمه بالسلاح والغاز السام والهروات وغیرها من الأسالیب المعهودة فی قمع الثوار البحرینیین، والشق الآخر هو الشق السیاسی المدعوم سعودیاً وأمریکیا وتآمر الحکومات على هذا الشعب.
لکن الشعب هزم هذا النظام على المستوى الحقوقی وفضحه، وصوته خرج للعالم رغم التعتیم الإعلامی عما یجری فی البحرین، وعلى المستوى المیدان، فأسالیب القمع بکافة أشکالها لم تثنی شعب البحرین عن مطالبه العادلة فی الحریة والکرامة.
- السعودیة تعتبر البحرین ولایة سعودیة، وتشارکها لصد ما تسمیه الخطر الإیرانی، ما حقیقة ذلک؟
السعودیة لدیها مخطط وهابی، وللأسف لا بد من استخدام هذه المصطلحات، فهم یریدون أن یغیروا ملامح الخلیج(الفارسی) وأن تکون کل الدول الخلیجیة تابعة لهم، وأخیراً قال النائب الکویتی السعدون أنه لا یمکن أن یکون هناک اتحاد خلیجی" .
فالسعودیة تتکلم عن الخطر الایرانی والمد الصفوی فی المنطقة، وأنا أسال منذ انتصار الثورة الإسلامیة فی إیران قبل 33 عاماً، ماذا فعل هذا الشعب الإیرانی الکریم لهذه الحکومات ، غیر أنه یمد یده کل یوم من أجل مساعدة الشعوب المکلومة ولم یفعل شیئاً ضد الحکومات، فعن أی مؤامرة یتکلمون.
فالسعودیة تحاول أن تخلق عدواً وهمیاً ، فلم یجدوا إلا العدو الطائفی لأنهم خائفون من الصحوة الإسلامیة.
وخطاب قائد الثورة الإسلامیة الإیرانیة الامام الخامنئی عندما تحدث عن الصحوة الإسلامیة والوحدة الإسلامیة، کانت رصاصة الرحمة فی قلب هذا العدو الذی یریدون أن یخلقونه السعودیین، ونقول أن هذه المخططات السعودیة لن ترى النور لأن الشعوب العربیة واعیة لهذه المسألة، وأن الشعوب تعلم أنه لا یوجد خطر إیرانی ومد صفوی، فالسعودیة على رأس التآمر فی المنطقة.
انتهی / شا / 24