السعودیة وقطر ینفذان الاجندات الامیرکیة والصهیونیة

الدکتور طالب الصراف

ان من اهم اسباب الخزی والذل والعار الذی یلحق الجامعة العربیة منذ تأسیسها کونها لن تستطع ان تتقدم خطوة واحدة منذ سنة1945 والى یومنا هذا فی سبیل الهدف الرئیسی الذی تأسست من اجله وهو القضیة الفلسطینیة.

  ومن المؤسف ان الجامعة العربیة اصبحت مؤسسة تابعة لتوجهات مثلث الموت الصهیونی السعودی الامیرکی الذی اصبح السیف المسلط فی اللیل والنهار على رقاب ابناء فلسطین, واخذت هذه الجامعة تمدد وتوسع صلاحیتها فی العمالة وکتم افواه الشعوب العربیة والتآمر علیها وخاصة حین غضت الطرف واغمضت العینین عن غزو قوات المحتل السعودی الصهیونی للبحرین التی قتلت ابناءه وسبوا عوائله.

وقد ظهر هذا التآمر واضحا ایضا حین تعاونت مع حلف النیتو عندما قررت الادارة الامیرکیة وحلفائها فی التدخل بالشأن اللیبی, وقد اعترف رئیس الجامعة العربیة السید نبیل العربی بفشل وظیفة الجامعة  العربیة قائلا:"انها لم تحقق أی انجازات على مستوى العمل العربی المشترک." واذا کان حال الجامعة العربیة المزری هکذا, وفعلا هو کذلک طیلة دراستنا لتأریخها منذ سنة 1945 وهی تتخبط تخبطا عشوائیا وتتخذ مواقفا انتهازیة مع العدو الصهیونی وداعمة للانظمة الدکتاتوریة الجاهلیة وخاصة ملوک وامراء الخلیج " الفارسی" الذین یغدقون المال على رؤسائها مما افسد کل مؤسساتها.  وقد وظلت مواقفها لخدمة العدو الصهیونی فاصبحت تقف مع الظالم وتخضع لاوامره کما هو الحال فی تبعیتها للسعودیة وقطر اللتان یجرانها بشکل مکشوف الى خدمة العدو الصهیونی والوقوف معه فی محاربة دول الممانعة والتصدی. وما البیان الختامی لوزراء الخارجیة العرب فی القاهرة حول سوریا الا مصداقا لهیمنة حکام عوائل الخلیج ( الفارسی ) على الجامعة (الغربیة) واختطاف قراراتها کما فعل جاسم بن حمد وزیر خارجیة قطر الذی کان هدفه الاول والاخیر تقدیم خدمة للصهیونیة, وذلک  باضعاف دول المقاومة والممانعة کالقطر السوری ولبنان وغزة وبقیة شعوب الثورات العربیة واظهار قطر - التی تقطر دما وحقدا على الشعوب العربیة الحرة والحکومات الوطنیة- بمظهر القوی الفعال الذی یقدر على تغییر ارادة الشعوب العربیة وکبحها والاطاحة بالحکومات التی تعادی الصهیونیة والاستعمار.

 ان تخوفات دویلات الخلیج " الفارسی" من عاصفة التغییر وخاصة السعودیة وقطر والامارات جعلها تتقرب وتلتصق وتقدم الدعم المالی  والاعلامی للصهیونیة من اجل حمایتها ولکی لاتطیح بها ریاح التغییر. فاما قطر التی اصبحت الطفل الصهیونی المدلل تحاول ان تکون العضو الاقوى والاکثر تأثیرا فی قرارات جامعة الذل والتآمر على ارادة الشعوب العربیة والحکومات الوطنیة وخاصة بعد الثورات التی اطاحت برئیس مصر وتونس, فقد القى کلمة الاختتام لمؤتمر وزراء خارجیة الجامعة العربیة فی القاهرة وزیر خارجیة قطر جاسم بن حمد -الذی ظهر فی اکثر من مناسبة هو وامیره حمد بن خلیفة ال ثانی فی اجتماعات سریة مع وزیرة الخارجیة للحکومة الصهیونیة, ویمکن مشاهدة هذه اللقاءات على افلام الفدیو- وهو یتهم الشعب السوری وحکومته بالدکتاتوریة وقمع الحریات! والسؤال: این الحریات فی السعودیة وقطر ودول الخلیج ( الفارسی )؟ واین الدیمقراطیة من العائلة السعودیة التی احلّت سفک دماء ابناء الجزیرة العربیة منذ ظهور التحالف الوهابی السعودی قبل سنة 1775,وقد حمل هذا التحالف معه الکفر والتکفیر والارهاب والعنف, والدلیل على ذلک ان الوهابیة الیوم اصبحت مصدر الارهاب العالمی, فکثیر من مفکری العالم وکذلک المقربین من المخابرات العالمیة یعرفون جیدا ان للسعودیة الوهابیة الید الطولى فی تفجیرات 11-9-2001 ولکن الادارة الامیرکیة لم تعاقب ال سعود على ذلک لان فی مصالح الادارة الامیرکیة الصهیونیة اکثر منفعة من خسائرها فی الابقاء على تلک العائلة العمیلة على دفة الحکم مما جعلها تدعم الارهاب السعودی الذی یحمل اجندة لتدمیر دول الشرق الاوسط واحدة بعد الاخرى, الا ان صمود الجمهوریة الاسلامیة التی قطعت ایادی تحالف مثلث الموت الصهیونی السعودی الامیرکی لن یسمح لتلک الحکومات المتآمرة بالعبث فی مقدرات واستقلال ایران وغیرها من الدول الحلیفة لها. والغریب فی الامر ان وزیر خارجیة قطر یصرح للاعلام فی 31-10-2011 بعد زیارة وزیر خارجیة سوریا لقط "لیس کل الدول العربیة بنفس السوء". وهنا یعترف حمد بن جاسم بأنه لاتوجد دول وامارة عربیة اسوء من قطر التی اصبحت اداة طیعة ذلیلة للصهیونیة والمخابرات الامیرکیة بشکل مکشوف دون خجل او حیاء. واذا کان هنالک من الحکام العرب وبعض المنظمات لها عداء مع ادارة الحکم فی سوریا فلا یغفر الشعب العربی المسلم این ما وجد لحکومة قطر وغیرها من الحکومات التی تتحالف مع اسرائیل والادارة الامیرکیة لاسقاط النظام السوری وسفک دماء ابنائه لا لذنب الا لانه یمثل دول ومنظمات وشعوب المقاومة للکیان الصهیونی ولانه ایضا یرفض تدخلات المخابرات الامیرکیة فی شؤون الدول العربیة.

ولان النظام السوری حلیف قوی ودائم ومستمر فی تعاونه مع الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة. وما یجری فی العراق من تفجیرات واغتیالات وتخلف وفساد ما هو الا بتخطیط هذا المثلث, وکذلک الحال بالتدخل فی بقیة الدول العربیة والاسلامیة الا ان ارادة الشعوب الحرة لابد وان تنتصر کما انتصرت بعد انتصار الثورة الایرانیة.

ان ما یجری الیوم على الساحة السوریة من اغتیال لابناء الشعب السوری باموال وایادی قطریة سعودیة وبأوامر صهیونیة امیرکیة یدل على ان الجامعة العربیة ما هی الا وسیلة لاهانة کرامة الشعب العربی واذلاله وهذا یمکن ملاحظته من تصرفاتها واستخدامها کمطیة للاستحمار والاستعمار العالمی اذ سمحت ووافقت الجامعة العربیة على تحلیق طائرات النیتو الهمجیة بسفک دماء العرب المسلمین فی لیبیا والدماء تسیل فی شوارع لیبیا والجامعة (الجاهلیة) تهنئ وتشکر زعماء الغرب على قتل المسلمین العرب دون قتل جندی واحد من قوات الاجنبی الغیر مسلمة کما تنبأ الامام علی (ع) عن فتن المس تقبل حین قال :"فقد لعمری یهلک فی لهبها المؤمن ویسلم فیها غیر المسلم".

فها نحن الیوم نرى ان حکام المخابرات الامیرکیة فی امارات الخلیج " الفارسی" اصبحوا رأس الحربة بدلا من  الصهاینة فی القتل والتآمر على العرب والمسلمین والتدخل فی شؤون الشعوب الداخلیة وبث الفرقة والاحتراب فیما بینها وذلک بصرف الملیارات من مدخولات دولارات النفط العربی التی خصصت للتآمر على مستقبل الشعوب العربیة والاسلامیة وعدم الاستقرار فیها, وکأن هذه الخیرات وظفت للقتل والدمار والتخریب لا للبناء والاعمار والاستقرار والسلام, واصبحت هذه المقولة واضحة لکل من یراقب ما یدور فی الشرق الاوسط.

وقد اشارت شبکة الاخبار الهندیة ALTNEWSالى حالة الجامعة العربیة المخزیة تحت عنوان " لماذا تعمل الجامعة العربیة من اجل امیرکا (Why does Arab League work for America) بتأریخ 18-10-2011 وقد شرح الکاتب الهندی کولاجال Colachal فی هذه المقالة "کیف ان المخابرات الامیرکیة استخدمت الجامعة العربیة لتکریس طاقتها لتنفیذ مخططاتها ولتحقیق اهدافها المعادیة للاسلام والمسلمین, واحداث التدمیر والقتل من اجل اخفاض نسبة سکان المسلمین, بالاضافة الى دفع الاموال لقوات وعملیات حلف (الناتو) الفاشیة من اجل احتلال العالم الاسلامی. ویضیف الکاتب بان التخوف الکبیر هو ان السعودیة تقود العرب وتأخذ الاوامر من سلطة وکالة المخابرات الامیرکیة ال سی آی أی من وقت الى اخر من اجل ادامة بقاء القوات الامیرکیة الامبریالیة فی المنطقة, ومن هنا فقد اصبح الزعماء العرب یعملون کخدم للامیرکیین اکثر من کونهم (دوما, ولعب للاطفال) بل اکثر من الاوربیین فی خدمة الادارة الامیرکیة. فالجامعة العربیة کما یقول الکاتب انها تعمل باوامر القصر الابیض الامیرکی دون علم باراک اوباما احیانا, ومن بین تلک الاوامر ما نفذته  الجامعة العربیة للادارة الامیرکیة حین اسرعت لدعوة اجتماع وزراء الخارجیة العرب فی مصر یوم 15-10-2011 للنظر فی تعلیق عضویة سوریا من الجامعة العربیة..ثم یختتم الکاتب کلمته بانه"لاتجرأ امیرکا ولا اسرائیل ضرب ایران "! فهل للعرب من مفکر منصف کهذا المفکر الهندی الذی یدافع عن ایران, دولة الحق والکرامة والایباء؟ ایران الیوم جمهوریة العزة والکرامة التی قال عنها المفکر الامیرکی نوم جومسکی بان مشکلة ایران انها لاتطأطأ رأسها للادارة الامیرکیة کما یفعل الاخرون.

الا اننا نؤمن بان ید الله سبحانه فوق ایدیهم وان ارادة الشعوب الحرة اقوى من خطط الاستعمار وعملاءه فی الخلیج " الفارسی" ومن یتحالف معهم, والادلة واضحة فی التغیرات البرکانیة التی تعیش مخاضها الذی لم یتفجر منه الا القلیل ولا زال الولید فی المهد والقادم سیهز عروش الطواغیت ویهشمها الى دون رجعة, وسیاق الامثلة کثیر ولایحتاج الى ادلة لدى المراقب لما یدور فی کل دولة عربیة واسلامیة حیث البراکین تتفجر بوجه الصهیونیة والمحافظین الجدد اعداء الاسلام ومحاربی الدیمقراطیة وحریة الشعوب.

أن الجبهة التی تقودها الجمهوریة الاسلامیة والتی یتحدث عنها المعسکر المعادی للاسلام والمسلمین وتواقی الحریة والاستقلال اصبحت واضحة من حیث التکتل سواء على صعید الحکومات او الشعوب فکل من رفع شعار "هیهات منا الذلة" اصبح فی مصاف الاحرار الذین یناضلون من اجل الحریة والدیمقراطیة والاستقلال واعادة حقوق ابناء فلسطین العربیة الاسلامیة ومحاربة الصهیونیة التی اصبح خطرها مضاهیا لخطر حکام الخلیج فکلاهما فی قارب المخابرات الامیرکیة بل کلاهما فی حذاء واحد کما یقول المثل الانکلیزی. وقد صر ح عن خیانة الحکومات العربیة السید محمود عباس رئیس السلطة الفلسطینیة فی الاسبوع الماضی الذی نشرته وسائل الاعلام یوم 29-10-2011 بان:" ان العرب ارتکبوا خطأ برفضهم اقتراح الامم المتحدة فی 1947 والذی کان یدعو الى اقامة دولة فلسطینیة الى جانب اسرائیل" وهو یقصد فی القرار رقم 181. ان تصریح محمود عباس هذا یدل على المرارة التی یعانی منها الشعب الفلسطینی من کثرة تآمر الحکام العرب علیه منذ تأسیس الجامعة العربیة حتى یومنا هذا. والسؤال: هل نستطیع ان نذکر موقفا عملیا اجابیا واحدا للجامعة العربیة اتجاه العدو الصهیونی والدول المعادیة للعروبة التی سمیت باسمها؟

ان الذی یرید ان یقود شعبه الى برّ الامان والتقدم والاستقرار علیه ان ینهج طریق وعزم الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة الذی اختارته منذ سنة 1979 دون تردد وتخاذل بل بارادة ثوریة واعتماد على قدرة الله لا قدرة الشیطان الاکبر والاصغر, فایران الیوم التی لم تسمح للمخابرات الاجنبیة وجواسیسها العمل على اراضیها الا استثناء لیس له من الاهمیة بمکان وهذا ما یحدث وحدث فعلا حتى فی داخل اکبر المخابرات العالمیة کال سی آی أی الامیرکیة وال کی جی بی السوفیتیه. ومن جانب اخر فاننا نرى انه ما ان تعاونت دولة عربیة او اسلامیة عمیلة مع الادارة الامیرکیة واسرائیل الا وخذل ودخلتها الفوضى والقتل والدمار ان لم یطاح بها کما حدث فی مصر وتونس وما یجری فی الیمن والبحرین وما بعدهما عائلة ال سعود وال ثانی وال خلیفة الذلیلة الا مثالا على هؤلاء الحکام الذین ضربت علیهم الذلة والاهانة.وصدق الله العلی العظیم فی محکم کتابه:" تعز من تشاء وتذل من تشاء". سورة ال عمران (26).

ن/25