السبت 11 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

ملف الموساد الأسود

 لقد بلغ استخدام أجهزة الاستخبارات الإسرائیلیة لأسلوب العنف والاغتیال حد الاستعانة بقتلة مأجورین حیث حاولت اغتیال الرئیس المصرى الراحل جمال عبد الناصر عن طریق قاتل مأجور یدعى "موردخای کیدار".

وبالإضافة إلى العالم العربى ، فقد قامت إسرائیل بمطاردة کل القیادات التی عملت فی حکومة النازى أدولف هتلر بهدف محاکمتها والتخلص منها أو اغتیالها فی مواقع تواجدها ومن أشهر تلک العملیات عملیة "أدولف ایخمان" فی أحد شوارع العاصمة الأرجنتینیة بیونس أیریس.

وما یؤکد أن عملیات الاغتیال تشکل منهجاً سیاسیاً لإسرائیل أن اللجنة التى شکلتها فی 6 أکتوبر عام 1997 للتحقیق فی أسباب فشل اغتیال القیادى فی حرکة حماس خالد مشعل بالأردن لم تناقش جدوى استمرار مثل تلک العملیات بل ودافعت بحرارة عن ضرورة استمرار هذا الخط أی الاغتیالات والعنف فی سلوکیات إسرائیل وترسیخ الرعب والدمار والقتل والاغتیال فی المنطقة العربیة من خلال إنشائها لأجهزة أمنیة واستخباریة متطورة لتنفیذ مخطط الابتلاع الکامل للأراضی الفلسطینیة سواء بالحرب المعلنة أو باغتیال الشخصیات المؤثرة فی دعم القضیة الفلسطینیة.

من أبرز فروع الاستخبارات الإسرائیلیة جهاز الأمن العام "الشین بیت ـ شاباک" الذی تم تأسیسه عام 1949ومهمته کانت منذ بدایته إحباط الجهود التجسسیة للدول العربیة داخل إسرائیل کما أقیمت داخل السجون الإسرائیلیة أقسام تحت إشراف الشاباک لاعتقال الفلسطینیین والتحقیق معهم.

وبعد اغتیال رئیس الوزراء الإسرائیلى الأسبق اسحاق رابین عام 1995 استحدث جهاز الشاباک قسم "القلم الیهودی" متخصص فی رصد ومتابعة نشاطات الجماعات السریة الیهودیة المتطرفة أیضاً وقد قام الجهاز عبر تاریخه بتنظیم عملیات تجسسیة واسعة استهدفت اغتیال شخصیات فلسطینیة وعربیة واسعة.

 ففی عام 1971 قام جهاز الشاباک بأکبر واضخم عملیة معقدة أسفرت عن اعتقال 90 عنصراً فی المقاومة الفلسطینیة فی قطاع غزة کما أنه تمکن من تنفیذ عدة عملیات اغتیال فی التسعینیات أودت بحیاة قادة تنظیمات فلسطینیة.

 أما جهاز الموساد فبدأ تنظیمه فی مایو 1948 تقلیداً للنموذج البریطانی وبدعم من مؤسس الدولة دیفید بن جوریون لرصد الشخصیات المهمة وتنفیذ عملیات تجسس واغتیال فى الخارج .

 عبد العزیز الرنتیسى یلحق بالشیخ احمد یاسین فى قافلة الشهداء  

شهداء الاغتیالات الإسرائیلیة فى فلسطین

اغتالت إسرائیل العقید مصطفى حافظ أحد ضباط الجیش المصری الذین خاضوا حرب عصابات ضد إسرائیل خلال الخمسینیات.

کما سقط العدید من القادة الفلسطینیین البارزین فی عملیات اغتیال استهدفتهم منذ انطلاقة الثورة الفلسطینیة فی العام 1965، مثل خلیل الوزیر "أبو جهاد" نائب القائد العام لقوات الثورة، کمال ناصر، وکمال عدوان، وأبو یوسف النجار، وغسان کنفانی، وخالد نزال، وغیرهم من قادة منظمة التحریر وفصائلها.

ولعل من أشهر عملیات الاغتیال التی ارتکبتها إسرائیل اغتیال القائد الفلسطینى خلیل الوزیر "أبو جهاد" فی تونس، ففی بدایة شهر مارس عام 1988، أعلن رئیس وزراء إسرائیل فی هذا الوقت اسحاق شامیر فی تصریحات متفرقة أن الجیش الإسرائیلى سیصعد وبکل الوسائل من عملیاته لإعادة الهدوء إلى إسرائیل قبل أن تبدأ احتفالاتها بالذکرى الأربعین لقیامها والتی کانت ستبدأ فی 15 إبریل وعلى مدى شهر، مشیراً إلى أن إسرائیل ستقوم باغتیال قیادات المقاومة الفلسطینیة فی الداخل والخارج، وذلک بعد أن عجزت عن إجهاضها بالأسالیب البولیسیة القمعیة والوسائل الأخرى.

وأعلن شامیر صراحة عن مخططه الإجرامی ضد القادة الفلسطینیین والذی بلغ به الجنون مداه إثر نجاح مجموعة فلسطینیة مسلحة فی اختراق الأمن النووی الإسرائیلی بعد أن نجحت فی تحطیم جمیع التدابیر الأمنیة ووصلت إلى منطقة النقب على مقربة من دیمونة حیث المفاعل النووی الإسرائیلی، وکان شامیر یعرف الشخصیة القیادیة الفلسطینیة التى تقف وراء هذا التخطیط المحکم فکان طبیعیاً أن یضعها ضمن أولویات أهدافه فی القضاء علیها.

وبالفعل أصدر شامیر أمراً إلى مجموعة من جهاز الموساد لاغتیال ثلاثة کوادر فلسطینیة یتبعون الشهید أبو جهاد فی قبرص فی فبرایر 1988، وکان استشهاد المناضلین الثلاثة الرسالة المباشرة بأن أبو جهاد هو الهدف المرشح المقبل.

 وباغتیال الشهید أبو جهاد تکون إسرائیل قد دشنت بالتاریخ المحدد احتفالاتها بالذکرى الأربعین لإنشاء دولتها على طریقتها الخاصة إلا أنه وفق المعطیات فإن حساباتها کانت خاسرة إذ انتفضت الأراضی المحتلة عندما سمعت نبأ اغتیال أبو جهاد وجرت أعنف مواجهة مع سلطات الاحتلال وکان استشهاده بجانب استمرار الجرائم الإسرائیلیة هو بدایة میلاد الانتفاضة الأولى .

وفی الانتفاضة الأولى ، اغتالت إسرائیل فی التاسع عشر من نوفمبر عام 2000، ناشطا بارزا فی حرکة فتح فی منطقة بیت لحم هو حسین عبیات، وذلک عن طریق قصف سیارته من الجو.

واتبعت إسرائیل فی الانتفاضة الأولى أسلوب الاغتیالات من خلال وحدات خاصة أنشأتها لهذا الغرض، وهی وحدات "دوفدوفان" فی الضفة، و"شمشون" فی قطاع غزة ، واغتالت تلک الوحدات 100 ناشط فلسطینی ، بالإضافة إلى آلاف الاطفال والمدنیین الفلسطینیین .

وخلال الانتفاضة الثانیة اغتالت إسرائیل ثلاثة من القادة السیاسیین البارزین هم أبو علی مصطفى القائد التاریخی فی منظمة التحریر الفلسطینیة وزعیم الجبهة الشعبیة السابق وذلک عندما قصفت طائرات إسرائیلیة مکتبه بالضفة الغربیة فی أغسطس عام 2001 واغتیال الشیخ الشیخ أحمد یاسین الزعیم الروحى لحرکة حماس فى 22 مارس 2004 والدکتور عبد العزیز الرنتیسى أحد أبرز قادة حماس فی 17 إبریل 2004 .

وقد بلغت حصیلة ضحایا الاغتیالات فی الانتفاضة الثانیة وفقا لبعض التقدیرات أکثر من 500 من قادة وکوادر ونشطاء الحرکات والقوى السیاسیة الفلسطینیة ، بالإضافة إلى آلاف الاطفال والمدنیین الفلسطینیین ، نظرا لأن الاغتیالات الإسرائیلیة لاتفرق بین مسلحین ومدنیین وتنفذ فی أغلب الاحیان فی التجمعات السکنیة الکبیرة وفی الشوارع .

وکان الفشل الذی منیت به الخطط العسکریة والأمنیة لرئیس الوزراء الاسرائیلی السابق ارییل شارون ، الذی یرقد حالیا فی غیبوبة ، فی مواجهة الانتفاضة الثانیة محبطا له ولأرکان حکومته الذین شعروا أن تکلفة المواجهة کانت عالیة فی أعداد القتلى والجرحى والخسائر لدى إسرائیل.

ولذا لجأ شارون وطاقمه العسکری والأمنی إلى البحث عن استراتیجیة جدیدة تبلورت فی الاغتیالات للقیادات الفلسطینیة فی جمیع التنظیمات ودون تصنیف بین القیادات السیاسیة أو العسکریة وکانت هذه السیاسة قمة ما لدى شارون من مخزون فی مواجهة الانتفاضة الثانیة ظنا منه أن هذه السیاسة ستفتح الطریق أمامه لتحقیق اختراقات جوهریة فی الواقع السیاسی الفلسطینی وتشکل ضربة فی الصمیم للمقاومة وتخلق حالة من الإرباک فی الساحة الفلسطینیة.

ولجأ الاحتلال إلى تقنیات متقدمة جدا وتبدیل أسالیبه فی الاغتیال فی عملیات تدمیر للمنازل أو اقتحام أو مهمات خاصة تمشیا مع سیاسة أعلنها لم یعد مکان أو مسئول آمن، أما الأشخاص فقد اتسعت دائرتها بحیث تشمل أیا من نشطاء الانتفاضة بغض النظر عن درجته التنظیمیة أو انتمائه .

فاستراتیجیته الجدیدة فی الاغتیالات کانت تهدف إلى القضاء على عناوین ورموز وقیادات المنظمات والقوى الفلسطینیة باعتبار ذلک مدخلا لتفکیک بنیة هذه المنظمات وتفتیت النظام السیاسی الفلسطینی وتغییر قواعد اللعبة وفتح الأبواب أمام اضطرابات فلسطینیة داخلیة وأضعاف قدرة الفلسطینیین على الصمود واستمرار المقاومة. وهی بذلک جسر یعبد من خلاله شارون لمخططه السیاسی فی إقامة کیان وسلطة فلسطینیة مجردة من مواصفات السیادة والاستقلال وتخضع فی وجودها وبقائها وعملها إلى علاقتها بالاحتلال.

کما کانت الاغتیالات هی السبیل شبه الوحید الذی یستدرج من خلاله المنظمات الفلسطینیة إلى دائرة المواجهة والصدام لتوفیر الغطاء اللازم لاستمرار تنفیذ مخططه وتعطیل أیة محاولة للعودة بالأوضاع إلى الاستقرار والانفراج السیاسی.

ویرى مراقبون أن تلک الاغتیالات کانت تهدف أیضا للإبقاء على وتیرة المواجهة الساخنة مع الفلسطینیین وعدم إتاحة الفرصة أمامهم لاستعادة زمام المبادرة ومواصلة عملیات الملاحقة والمطاردة والتوغل لإخلاء الأراضی والمناطق الفلسطینیة من نشطاء الانتفاضة الذین یسمیهم الاحتلال بالإرهابیین وهو بذلک یضمن حسب تصوره خفض مستوى الخطورة على الاحتلال خصوصا من العملیات الاستشهادیة وإقفال الطریق أمام أی تحرک سیاسی أو دور لأی طرف خارجی یسعى إلى تهدئة الصراع والعودة بالطرفین إلى طاولة الحوار .

کما تعرضت الانتفاضة الثانیة إلى ضغوط ومصاعب ثقیلة بسبب التغیرات التی شهدها النظام العالمی والتقلبات السیاسیة الإقلیمیة والدولیة وتراجع قدرات المقاومة والصمود فی العالم العربی باحتلال الولایات المتحدة للعراق وإسقاط نظام وزعامة صدام بالقوة ومرابطة أکثر من ثلث القوات الأمریکیة فی العراق والمنطقة المحیطة خصوصا فی دول ومیاه الخلیج .

هذه التطورات والتقلبات جعلت الانتفاضة عملا محصورا ومعزولا داخل فلسطین خصوصا بعد أن تبدلت نظرة العالم إلى المقاومة وأصبحت تقابل الإرهاب فی السیاسة الدولیة وانسحب هذا التصنیف من الناحیة العملیة على أعمال الانتفاضة والمقاومة فی فلسطین بینما صنفت جمیع أعمال وممارسات الاحتلال العدوانیة على أنها من قبیل مقاومة الإرهاب .

   هذا التغییر فی المفاهیم وضع الانتفاضة الفلسطینیة فی عزلة إجباریة ولم یعد یهم العالم ما یجری فی فلسطین إلا وقف الإرهاب الفلسطینی والمقاومة وتفکیک البنیة التحتیة له وحمایة إسرائیل ، کما شکل هذاالتغییر شکل غطاء مهما للاحتلال لتنفیذ کل مخططاته ضد الفلسطینیین وأطلق یده فی ملاحقة وتصفیة نشطاء الانتفاضة وقیاداتها السیاسیة والمیدانیة دون أی حسیب أو رقیب من المجتمع الدولی .

ورغم ذلک یؤکد المراقبون أن إسرائیل لم تحقق فی الانتفاضتین أی من أن أهدافها من وراء الاغتیال، وحصدت بدلاً من ذلک الانتقام والثأر لأن الاغتیال یذکی روح الانتقام، ولا یوقف حرکة الشعب عن مواصلة النضال ، وبالفعل أقدمت الجبهة الشعبیة لتحریر فلسطین على اغتیال الوزیر الأکثر تطرفاً فی الحکومة الإسرائیلیة رحبعام زئیفی فی عام 2002 ، انتقاماً لاغتیال أمینها العام أبو علی مصطفى فی أغسطس 2001.

وفی تعقیبهم على مزاعم إسرائیل أنها تتبع أسلوب الاغتیال من أجل القضاء على البنیة العسکریة للمنظمات الفلسطینیة، التی تصفها بالإرهابیة، یؤکد قادة وکوادر هذه القوى والفصائل أن الاغتیالات لا توقف ینبوع المناضلین الذی لا ینضب لدیها ، ولن یثنیهم عن مواصلة دورهم، بل یشکل دافعاً لهم للقیام بأعمال ثأریة.

وقد أوضحت التجربة أن اغتیال قائد أو کادر عسکری یشکل دافعاً للکثیرین للحلول مکانة، والعمل على الانتقام له ، ففی مدینة جنین ظهر عدد کبیر من النشطاء والکوادر العسکریة لحرکة الجهاد الإسلامی عقب اغتیال قائد الجناح العسکری للحرکة فی المنطقة إیاد حردان فی إبریل 2001.

وفی الجانب السیاسی لا تبدی القوى السیاسیة الفلسطینیة قلقاً على مصیرها فی حال اغتیال عدد من قادتها ورموزها ، فالتنظیمات التی یکون قادتها هم شهدائها تکون أکثر نمواً وجماهیریة بین الفلسطینیین ، کما یعتبر الاغتیال المحرک الرئیس وراء الکثیر من العملیات والهجمات الفلسطینیة على أهداف إسرائیلیة فی الضفة الغربیة وداخل الخط الأخضر، وبالتالى فشلت استراتیجیة إسرائیل بتوسیع الاغتیالات وغیرها من وسائل القمع لتصفیة القضیة الفلسطینیة.

رغم أن الأکثریة النیابیة القریبة من الغرب والمناهضة لسوریا التى تضم کلا من تیار المستقبل وحزب القوات اللبنانیة وحزب الکتائب وکتلة النائب ولید جنبلاط دأبت مرارا على اتهام سوریا بالتورط فی التفجیرات الغامضة ، إلا أنه هناک أدلة کثیرة تدین إسرائیل ولیس سوریا ، ففى کتاب " بروتوکولات حکماء صهیون" الذی صدر فی روسیا عام 1901 جاء مانصه "أن تفکیک لبنان إلی خمس مناطق یشکل سابقة لبقیة العالم العربی بما فی ذلک مصر وسوریا والعراق فی وقت لاحق".

وفی السیاق ذاته ، نشرت صحیفة "الاتحاد" الإماراتیة مؤخرا تقریرا وصفته بالسرى للمعهد الإسرائیلی لدراسات المشرق جاء فیه أن إسرائیل متورطة بالتفجیرات المتواصلة فی لبنان .

ووفقا للتقریر فإن رئیس الورزاء الإسرائیلى السابق إرییل شارون أکد بعد اغتیال رفیق الحریرى أن الوضع فی لبنان تحت السیطرة وأن إسرائیل فتحت قنوات اتصال متمیزة مع العدید من الأطراف سواء فی لبنان أو خارجها، ممن لها الصلة والقدرة على التحرک فی لبنان لوضع حد للتواجد السوری هناک .

وکشف التقریر أیضا أن إسرائیل قامت منذ اغتیال الحریرى بتهریب کمیات کبیرة من المتفجرات عبر حدودها الشمالیة مع لبنان ، مشیرا إلى أن التهریب الذی تم جزء منه بمساعدة بعض عناصر القوات الدولیة المرابطة على الحدود بین إسرائیل ولبنان تم مقابل مبالغ ضخمة من المال.

وبجانب التقریر السابق ، هناک أمور أخرى تدعم تورط إسرائیل فی تفجیرات لبنان فقد سبق للجیش اللبنانی أن أعلن عن کشف شبکة تعمل لصالح الموساد الإسرائیلی نفذت اغتیالات عدیدة وذلک أثناء الوجود العسکری السوری فی لبنان وبعده أیضا.

ففى 7 یولیو 2006 ، أعلن الجیش اللبنانی فی بیان له أن رجلا لبنانیا متهما بعلاقاته بالمخابرات الإسرائیلیة اعترف بتنفیذ سلسلة اغتیالات شملت مسئولین بارزین من حزب الله ومیلیشیات فلسطینیة منذ العام 1999 لصالح الموساد الإسرائیلی.

وأوضح البیان أن محمود رافع الذی اعتقل مع ثلاثة آخرین لعلاقته بقتل اثنین من مسئولی الجهاد الإسلامی فی 26 مایو 2006 یعد أحد أبرز أعضاء شبکة إرهابیة کانت وراء ثلاثة اغتیالات على الأقل فی لبنان.

وجاء فی البیان أیضا :" تبین من التحقیقات التی أجرتها مدیریة المخابرات، أن الشبکة المکتشفة ترتبط بجهاز الموساد الإسرائیلی، منذ عدة سنوات وقد خضع أفرادها لدورات تدریبیة داخل إسرائیل وخارجها وقد کلفت الشبکة من قبل الجهاز المذکور بتنفیذ تلک العملیات".

وأضاف الجیش اللبنانى قائلا فی بیانه :" الشبکة زودت لهذه الغایة بأجهزة اتصال ومراقبة سریة ومتطورة، کما زودت بخرائط دقیقة للأماکن المستهدفة، ولأماکن أخرى من لبنان ".

   هذا کان ما أعلنه الجیش اللبنانى بشأن تلک الشبکة أما ما تسرب من معلومات عن نتائج التحقیقات مع أعضائها فقد أظهر عمل الشبکة امتد أیضا إلى سوریا حیث قامت باغتیال القیادی فی حرکة حماس عز الدین خلیل بدمشق فی 26 سبتمبر 2004 ، بجانب اغتیالات لبنان وأبرزها اغتیال الشقیقین محمود ونضال المجذوب القیادیین فی حرکة الجهاد الإسلامی فی 26 مایو 2006 والقیادی فی حزب الله علی دیب شرق صیدا فی 16 أغسطس 1999 ، واغتیال المسئول فی حزب الله علی صالح فی الضاحیة الجنوبیة بتاریخ 2 أغسطس 2003 ، واغتیال جهاد أحمد جبریل فی بیروت فی مایو 2005 ، بالإضافة إلى تفجیرات أخرى لم تسفر عن وقوع شهداء وأوقعت إصابات.

وکان الأهم فیما تسرب من معلومات حول التحقیق مع شبکة الموساد أن المواد المتفجرة التی استخدمت فی اغتیال قیادات المقاومة الفلسطینیة واللبنانیة هی نفس المواد التی استخدمت فی اغتیال قیادات وشخصیات لبنانیة معروفة بمواقفها المعارضة لسوریا ومنهم الصحفی سمیر قصیر والنائب جبران توینی والمحاولة الفاشلة لاغتیال الصحفیة می شدیاق والوزیر مروان حمادة وشخصیات أخرى وعدة تفجیرات وقعت فی بیروت الشرقیة أمام مطاعم وکنائس ومحال تجاریة.

وکشفت صحیفة السفیر اللبنانیة فى 16 یونیو 2006 ، أن وزیر الدفاع اللبنانى الیاس المر تحدث إلى مجلس الوزراء اللبنانی عن تشابه بین التقنیة المستخدمة فی التفجیرات المنسوبة إلى رافع وبین التقنیة المستخدمة فی تفجیرات أخرى ، ملمحاً إلى خمس جرائم متشابهة من دون أن یسمیها.

وفی السیاق ذاته ، ذکر موقع "نداء القدس" الإلکترونى أن نتائج التحقیقات التى أجراها الجیش اللبنانى مع شبکة التجسس تکشف بوضوح الدور التخریبی الذی یقوم به الموساد الإسرائیلى فی أکثر من دولة عربیة حالیا لإثارة الفتنة والنعرات الطائفیة والإثنیة فهو قام بدور مشابه سابقا حیث اکتشفت أکثر من شبکة عملت على تحقیق أهداف سیاسیة للکیان الصهیونی .

فبعد ثورة یولیو 1952 ، قام الموساد بعدد من التفجیرات بمصر أمام عدد من دور السینما وضد مصالح أمریکیة من أجل إثارة البلبلة فی مصر وتوتیر علاقاتها مع الولایات والمتحدة کما نفذ فی مطلع الخمسینات هجمات ضد أهداف یهودیة فی العراق لدفع یهود العراق للقدوم إلى فلسطین ، الأمر الذی یجعل تورط الموساد فی عملیات اغتیال شخصیات لبنانیة معارضة لسوریا أمرا ذو احتمالیة کبیرة .

ویبقى اغتیال رئیس الوزراء اللبنانی الأسبق رفیق الحریری والدور الإسرائیلی فیه السؤال الأکبر لأن جریمة من هذا النوع ما کانت لتتم دون وجود الأدوات والتقنیات الحدیثة ، ولذا أشار خبراء دولیون إلى تورط الموساد فی تلک الجریمة .

ففى کتاب له بعنوان الأدلة المغیبة فی ملف التحقیق باغتیال الحریرى ، کشف الخبیر الألمانی فی علم الجریمة یورجن کاین کولبل فی مایو 2006 أن أبرز النتائج التی توصل إلیها تتعلّق بتعطیل مفعول أجهزة الإنذار الموجودة فی موکب سیارات الحریری والتشویش علیها وقیام الشرکة المنتجة لهذه الأجهزة بتعطیلها وهی شرکة یملکها إسرائیلیون بینهم ضباط فی جهاز" الموساد".

کما اتهمت عضو المنظمة العالمیة لحقوق الإنسان المحامیة می الخنساء الولایات المتحدة وفرنسا وبریطانیا بتنفیذ جریمة الاغتیال بالتعاون مع جهاز "الموساد"، وقالت فی هذا الصدد :" إن الاقمار الاصطناعیة الأمریکیة لدیها شریط یبیّن عملیة الاغتیال ولم یتم تسلیمه إلى لجنة التحقیق الدولیة"، مشیرة إلى أن الإدارة الأمریکیة ضغطت على رئیس لجنة التحقیق السابق دیتلیف میلیس لإخفاء حقیقة مصدر جهاز التشویش الإلکترونی الذی عطل أجهزة حمایة موکب الرئیس الحریری".

وفی ضوء ماسبق ، یرى مراقبون أن إسرائیل هى فی الغالب من یقف وراء محاولات إشعال لبنان

إسرائیل .. لم تسلم أیضا من الاغتیالات السیاسیة

فی 4 نوفمبر 1995 اغتیل اسحق رابین فی تل ابیب على ید یهودی متطرف، الأمر الذی أقلق المجتمع الإسرائیلی بکافة قطاعاته، وبدأ الجمیع هناک یطرح أسئلة کثیرة من أبرزها "ما الذی أدى إلى هذا الاغتیال؟ من الذی یتحمل المسئولیة ؟ ما هی دوافعه؟ وکیف یمکن منع تطور تلک الظاهرة الجدیدة ؟".

وکأن مثل تلک الأحداث من الممنوع أن تحدث لدى هذا الشعب الذی ما زال یعتقد بأنه الشعب المختار وتناسى الجمیع فی إسرائیل أن الایدیولوجیا الدینیة المتطرفة هى التى تتحمل المسئولیة.

م/ ن/25


| رمز الموضوع: 142683







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. المتحدث باسم الحرس الثوري يفند مزاعم الحاق اضرار بمفاعل ديمونة جراء الرد العسكري الايراني
  2. تعقيبا علي الهجوم المركب بالصواريخ الموجّهة ‏والمسيّرات الانقضاضية إعلام الاحتلال يقر بصعوبة تعامل جيش الاحتلال مع مسيّرات حزب الله
  3. حزب الله يستهدف مقر قيادة في "عرب العرامشة".. والاحتلال يعترف بإصابات بالغة
  4. حماس: الرد الإيراني يؤكد أن وقت عربدة الكيان الصهيوني كما يريد بلا حساب قد انتهى
  5. الرئيس الايراني خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي: سنرد على أي عمل ضد مصالح إيران بقوة أكبر وأوسع وأكثر ايلاما مقارنة بردنا السابق
  6. المرجع الديني آية الله جوادي آملي يشيد بعملية "الوعد الصادق" ضد الكيان الصهيوني
  7. الكشف عن مقبرة جماعية بغزة / قوات الاحتلال أعدمت الشهداء ودفنتهم في باحة مجمع الشفاء
  8. "الجهاد الإسلامي" تشيد بالرد العسكري الإيراني واستهداف مواقع عسكرية داخل الكيان الصهيوني
  9. في اتصال هاتفي مع وزير خارجية بريطانيا امير عبداللهيان: لو اقدمت "اسرائيل" على أي مغامرة، فإن ردنا سيكون عاجلا وأوسع وأكثر اقتدارا
  10. المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: الكيان الصهيوني سيتلقى ردا أقوى بـ10 أضعاف إذا واصل ممارساته الشريرة
  11. انعقاد ندوة "تداعيات وأبعاد معاقبة الكيان الصهيوني" الرد الإيراني العقابي على الكيان الصهيوني كان تطورا كبيرا ومصيريا وستتضح آثاره مع مرور الوقت / إسرائيل أصبحت عبئاً على الغرب وأمريكا
  12. تفاصيل رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار في غزة
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)