الثلثاء 14 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

من واقع المرأة تحت الاحتلال:

یعج المجتمع الفلسطینی الذی یعیش تحت نیر الاحتلال بالمئات بل بالالاف من القصص المأسویة لابناء ذلک الشعب جراء عنف الاحتلال وقسوته، فبینما قتل الاطفال برصاص وقذائف الاحتلال وزج بالشباب فی غیاهب السجون کان للمرأة الفلسطینیة الکثیر من الحکایا المؤلمة علی المستوی الشخصی من بطش الاحتلال.

فالفتاة عبیدة ابو عیشة بدل ان تتحقق احلامها بالثوب الابیض یوم عرسها لطخ ذلک الثوب قبل ان ترتدیه بدم خطیبها الذی اغتالته قوات الاحتلال قبل ان تعتقلها وتزج بها فی المعتقلات والسجون الاسرائیلیة، اما هیفاء فصورة والدتها التی استشهدت بأکثر من 20 رصاصة اخترقت جسدها لا تفارقها، فی حین تبکی دینا عندما تتذکر والدتها التی منعت من القاء نظرة الوداع علی جثمانها بفعل ممارسات الاحتلال.

وروت الاسیرة المحررة عبیدة ابو عیشة من قریة بیت وزن شمال غرب نابلس، قصة اعتقال جیش الاحتلال لها اواسط عام 2002 بحجة نیتها تنفیذ عملیة استشهادیة انتقاما لمقتل خطیبها علی الیاسینی الذی اغتالته قوات الاحتلال قبل ذلک بنحو عشرة اشهر، وقریبیها صفوت خلیل ودارین ابو عیشة اللذین فجرا نفسیهما بعد ذلک فی اهداف اسرائیلیة.

وتقول ابو عیشة: منذ بدء التحقیق ، اضافة الی الضرب والشتم بکلمات بذیئة وتقیید الایدی والارجل، حرمنا الجنود من شرب الماء اکثر من مرتین بالیوم، وبقنینة ماء صغیرة لکل خمس اسیرات فی کل مرة.

واشارت ابو عیشة الی جانب من التنکیل الذی تعرضت له اثناء التحقیق معها من قبل قوات الاحتلال، ومن ذلک قیام مجندة اسرائیلیة بالقاء بقایا تفاحة اکلتها بعیدا عن الاسیرات، ثم توجیه امر لاحداهن باحضارها. واضافت ابو عیشة: عندما رفضت فعل ذلک، اعتدی الجنود علی بالضرب المبرح. وتحدثت ابو عیشة عن الارتیاح الذی اعتراها عندما غادرت مرکز التحقیق الی السجن، قائلة عندما تخرج من جهنم، فانت لا تهتم الی این تذهب . وابو عیشة التی قضت فی سجون الاحتلال خمس سنوات، تحدثت بحزن عن معاناة طفلین ولدا فی السجن لامهات معتقلات، فاضافة الی الظروف اللا صحیة هناک، فقد کانوا محرومین من ابسط ما یحتاجه الاطفال الا ان الاسیرات صنعن لهما دمی من ملابس قدیمة کانت بحوزتهن، کما تروی کیف بدا هذان الطفلان وهما من الذکور، یتحدثان عن نفسیهما بصیغة المؤنث، نظرا لانها الصیغة الوحیدة فی الکلام التی کانا یسمعانها فی سجن النساء.

اما هیفاء منجد البالغة من العمر (32 عاما) من قریة روجیب شرق نابلس، فتحدثت عن استشهاد افراد عائلتها علی ایدی جیش الاحتلال حین قتل امها واخیها واصاب والدها واربعة آخرین من اشقائها بجروح متوسطة وخطیرة بعد ان فتح النار علیهم داخل بیتهم، اوائل عام 2006.

وتتذکر هیفاء قصة عائلتها وکیف باغتت وحدة خاصة من قوات الاحتلال شقیقها فواز (21 عاما) برصاصة فی قلبه، عندما اطل من نافذة المنزل لیستطلع امر ضجة سمعها بجانب منزل العائلة.

ولا تنسی هیفاء کیف فتح جنود الاحتلال نیران اسلحتهم الرشاشة بکثافة علی العائلة، لتقتل الام (48 عاما) بعشرین رصاصة فی انحاء متفرقة من جسدها، ویصاب باقی افراد العائلة بجراح.

وقالت هیفاء فیما کانت تجهش بالبکاء انه لا یزال عالقا بذاکرتها منظر جسد والدتها المثقوب بالرصاص، اضافة الی وجهی ابنتی احد اشقائها، اللتین لم تتجاوز اکبرهما الثالثة من عمرها، وهما تبکیان هلعا، بعد مشاهدتهما والدهما مضرجا بدمائه.

اما دنیا الجوهری (31 عاما) فتعیش الغربة فی وطنها. کیف لا وهی فلسطینیة ولدت بالسعودیة وعاشت بالاردن قبل ان تعود لفلسطین وتشعر بالغربة فی وطنها.

وتشرح دنیا کیف تحول الفرح الذی رافق قرار عودتها الی مسقط رأس عائلتها مدینة نابلس، والزواج هناک، الی شعور عمیق بالغربة بعد ان حالت الاجراءات الاسرائیلیة دون تمکنها من رؤیة عائلتها ثانیة.

وقالت انها وجدت نفسها مع اندلاع الانتفاضة عام 2000 عالقة فی مدینة نابلس بشکل غیر قانونی، اثر انتهاء تصریح زیارتها، وفشل محاولاتها استصدار بطاقة هویة فلسطینیة لها، وهی العملیة التی تتحکم بها سلطات الاحتلال الاسرائیلی.

واشارت فی حدیثها بحزن کیف انها اصبحت عالقة بین نارین، البقاء فی نابلس وبالتالی عدم تمکنها من رؤیة عائلتها، ومغادرتها ای ترکها لزوجها وطفلیها الصغیرین دون رجعة، ما جعلها تختار البقاء، بانتظار ما قد یحمله المستقبل من جدید.

الا ان اصعب لحظات تلک الغربة فی الوطن المحاصر کانت بالنسبة لدنیا حین تلقت خبر وفاة والدتها، وهو الالم الذی تضاعف حین لم تتمکن من حضور جنازتها والقاء نظرة الوداع علیها فی الاردن بسبب الاجراءات الاسرائیلیة التی ستحول دون عودتها مرة اخری الی الضفة الغربیة للعیش مع زوجها وطفلیها، وفضلت آلم عدم وداع والدتها علی ان تغادر الوطن الی الاردن بلا رجعة کون اسرائیل تعتبرها اجنبیة لا یحق لها العودة مرة اخری للوطن للعیش فیه کونها لم تحصل علی لم شمل لتنضم لزوجها اصلا.

وجاءت اقوال عبیدة وهیفاء ودنیا خلال جلسة استماع عقدتها جمعیة المرأة الفلسطینیة النسویة ، بمدینة نابلس شمال الضفة الغربیة امس الاول للاستماع لمعاناة المرأة الفلسطینیة تحت الاحتلال الاسرائیلی، وقصص العنف الذی تعرضن له من قبل سلطات الاحتلال.

وذکرت الناشطة النسویة ریما نزال خلال اللقاء، ان الجیش الاسرائیلی قتل 363 امرأة منذ بدایة الانتفاضة الثانیة اواخر عام 2000، جلهن من المدنیات اللواتی لم یکن مشارکات فی ای نشاط ضد الاحتلال لحظة استشهادهن.

کما اشارت الی وجود 108 اسیرات فی سجون الاحتلال فی ظروف غایة فی السوء، ومن ذلک ارغام الحوامل منهن علی الولادة مکبلات الایدی والارجل، داعیة فی هذا الاطار الی اطلاق حملة واسعة من اجل تمکین اسیرة حامل تدعی فاطمة الزق من الولادة فی ظروف صحیة وآمنة.

ولشرح معاناة الاسیرات فی سجون الاحتلال حظیت الاسیرة المحررة رشا العزة من سکان مخیم الدهیشة للاجئین فی بیت لحم امس الاول بلقاء الرئیس الفلسطینی محمود عباس فی مقر الرئاسة برام الله لاطلاعه علی اوضاع الاسیرات.

وبحسب الاسیرة المحررة التی اطلق سراحها قبل عدة اسابیع بعد ان امضت اربع سنوات فی سجون الاحتلال فان الاجتماع مع عباس کان ممیزا حیث استمع بتأثر کبیر الی اوضاع الاسیرات بناءً علی طلبه وعددت ما تعانیه الاسیرات من قمع متواصل من قبل مصلحة السجون الاسرائیلیة والمتمثلة بالتجویع والترویع والتفتیش الجسدی والحرمان من الزیارات والعزل وضربت مثلا علی ذلک حالة الاسیرة قاهرة السعدی المحکومة بالسجن المؤبد ثلاث مرات ولدیها اربعة ابناء وهی تقبع فی العزل الانفرادی منذ عدة اشهر اضافة للاسیرة امنة منی المحکومة بالسجن المؤبد وقد دخلت عامها الثانی فی العزل الانفرادی بدون ای اتصال مع العالم الخارجی ، کما تطرقت العزة خلال اللقاء لوضع الاسیرة زهور حمدان البالغة من العمر (50 سنة) وتقضی فترة محکومیتها ثمانی سنوات وتعانی من عدة امراض. 

ن/25


| رمز الموضوع: 142608







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. صواريخ المقاومة الفلسطينية تدك بشدة مستوطنات غلاف غزّة
  2. الصحة بغزة : 34183 شهيدا و77143 إصابة منذ بدء العدوان
  3. الشيخ نعيم قاسم: اسرائيل لا يوقفها الا السلاح و المقاومة
  4. أمير عبد اللهيان: يجب على الاتحاد الأوروبي ان يفرض عقوبات على الكيان الاسرائيلي
  5. حماس تندد بتصريحات وزير الخارجية الامريكي وتصفها بانها تتناقض مع الحقيقة
  6. أنصار الله تدعو القوات المسلحة اليمنية الى تصعيد عملياتها ضد الملاحة الصهيونية
  7. الرئيس الإيراني: الصهاينة يستغلون الخلافات بين الدول الإسلامية
  8. الصحة الفلسطينية: ارتفاع حصيلة العدوان إلى 34,151 شهيدا و 77,084 إصابة منذ السابع من اكتوبر
  9. الجبهة الشعبية: الرد الايراني يعد حدث مفصلي وهام سيؤسس لقواعد اشتباك جديدة في المنطقة
  10. السيد صفي الدين: المقاومة في غزة رغم المعاناة ما زالت قوية ومقتدرة
  11. قيادي في الجهاد الإسلامي: المقاومة لن تتنازل عن مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة
  12. ضابط سابق بالجيش الأمريكي يصف الهجوم الانتقامي الايراني بانه عملية عبقرية واستعراضا للذكاء التكتيكي والاستراتيجي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)