الثلثاء 7 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

نکبة 2010.. القدس بین الاستیطان والحفریات

نظمی الجعبة*

 

لن تعالج هذه المقالة الحفریات الإسرائیلیة فی القدس منذ سنة 1967، فقد جرى التطرق إلیها عبر العدید من الدراسات،(1) وإنما سترکز على ما یدور فی أرض الواقع الیوم. فکثیر من الحفریات الآن یستند بالتأکید إلى الأسس الفکریة والمنهجیة ذاتها التی طورها "علماء" الآثار التوراتیون منذ النصف الثانی من القرن التاسع عشر، وهو المنهج الذی بنى علیه الإسرائیلیون لاحقاً عملهم المکثف فی حقل الآثار.(2 )  کما أن هذه المقالة لن تعالج مسألة فی غایة الأهمیة وتتعلق بالوضع القانونی للحفریات فی القدس خاصة، وفی الأراضی المحتلة عامة، لکن یکفی أن نقول إن جمیع أنواع الحفر ونقل العادیات من أراض محتلة إلى خارجها یُعتبر مخالفاً للقانون الدولی.(3)

تصاعدت فی الآونة الأخیرة حملات نهب الآثار والأرض وما تحتها باسم "الحفریات الأثریة". وفی الحقیقة فإن ما یسمى "الاستکشاف الأثری" الذی یدور الآن ما هو إلاّ جزء لا یتجزأ من حملة سیاسیة واسعة النطاق تجتاح منطقة القدس ضمن مخطط وُضع مسبقاً، ومن أعلى المستویات، وبشکل علنی، إذ یترکز النشاط "الأثری" فی المنطقة التی تسمى "الحوض المقدس"، أو "الحوض التاریخی"،(4) وهی المنطقة التی تضم البلدة القدیمة ومحیطها.

وتترافق حملة "الآثار" هذه مع حملة واسعة للاستیطان الصهیونی فی القدس، من جهة، ومع عملیة الطرد السکانی للفلسطینیین، من جهة ثانیة. ویمکن إدراک ما یجری بالتحدید فی هذه المنطقة عبر مراقبة حملات هدم المنازل المکثفة فی سلوان عامة، وفی حی البستان خاصة.

کما تصاعدت وتیرة الاستیطان فی وادی حلوة،(5) جنباً إلى جنب مع ازدیاد عدد الحفریات وحجمها وموقعها فی المنطقة نفسها. وفی هذا الإطار یمکن فهم محاولات السیطرة الواسعة على العقارات فی البلدة القدیمة باستخدام جمیع الطرق الملتویة، وأخطر هذه المحاولات یدور عند باب الخلیل "میدان عمر بن الخطاب"، ویتمثل فی محاولة السیطرة على فندقی الإمبریال والبتراء، وکلاهما من أملاک کنیسة الروم الأورثوذکس،(6) کما أنه من المفید التذکیر باستمرار سیطرة المستوطنین على نزل سان جون "القدیس یوحنا" القریب من کنیسة القیامة، الذی تعود ملکیته إلى بطریرکیة الروم الأورثوذکس أیضاً، والذی تمت السیطرة علیه بطرق ملتویة تشبه بعض الشیء الطرق التی استُخدمت فی السیطرة على فندقی باب الخلیل.

علاوة على ذلک، هناک المحاولات المستمیتة للسیطرة على المزید من العقارات فی المنطقة المحیطة بالحرم الشریف، وفی الأحیاء التالیة: عقبة الخالدیة؛ عقبة القرمی؛ عقبة التکیة؛ طریق باب الحدید؛ طریق الواد؛ طریق باب السلسلة؛ وعلى درجة أقل فی کل من باب حطة وحارة السعدیة.(7)

الآثار والاستیطان

توطدت العلاقة فی الآونة الأخیرة ما بین حرکات المستوطنین المتطرفین وسلطة الآثار الإسرائیلیة بصورة لم یسبق لها مثیل، وبشکل واضح ومعلن، إذ تقوم الحرکات الاستیطانیة مثل "إلعاد" و"عطیرت کوهانیم" وإدارة "الحائط الغربی" بتمویل أعمال الحفر، التی تلحقها فی العادة أعمال الاستیطان.

ومن الأمثلة الصارخة على العلاقة الوطیدة بین الشریکین تخویل سلطة الآثار الإسرائیلیة للجمعیة الاستیطانیة "إلعاد" إدارةَ الحدیقة الأثریة الواقعة فی تلة الضهور، أو ما یسمیه الإسرائیلیون "مدینة داود"، وملحقاتها فی المنطقة المحیطة بها، بما فیها منطقة دار الإمارة الأمویة "أرض الخاتونیة"، إلى الجنوب والجنوب الغربی من الحرم الشریف.(8)

هناک شبه إجماع بین أغلبیة الباحثین الجادین فی علم الآثار من إسرائیلیین وغربیین، على أن "مدینة داود العظیمة" التی کانت عاصمة لإمبراطوریة داود الضخمة ما هی فی حقیقة الأمر إلاّ قریة أقل تطوراً من کثیر من المدن الواقعة بین بیت لحم ورام الله، وبالتالی، ما عاد الربط بتاریخ الیهود شرطاً لربط الموقع بمسوغات سیاسیة، بل انتقل إلى دور مکشوف فی عملیة الاستیطان، وفی تبریر حق الیهود فی الاستیطان فی أی مکان فی عاصمة داود وسلیمان، وفی المنطقة التی تم صوغ التاریخ الیهودی فیها.(9)

ومن الجدیر بالذکر أن سلطة الآثار الإسرائیلیة تقوم بتسریع الإجراءات القانونیة، بل تتغاضى عنها فی کثیر من الأحیان، إذا کان الأمر متعلقاً بمنطقة تستهدفها الجمعیات الاستیطانیة، کما حدث فی وادی حلوة، إذ بدأت حرکة "إلعاد" الاستیطانیة بالحفر تحت سمع سلطة الآثار الإسرائیلیة وبصرها، ومن دون الحصول على التراخیص الضروریة. وفقط بعد بدء الحفر بعدة أشهر، واحتجاج بعض علماء الآثار الإسرائیلیین، وإثارة الموضوع فی الصحف.

وبعد أن "خجلت وأُحرجت" سلطة الآثار الإسرائیلیة، تم تقدیم طلبات التراخیص، علماً بأن الأرض التی یجری فیها الحفر هی ملکیة فلسطینیة خالصة قررت بلدیة القدس الغربیة تحویلها إلى موقف للسیارات، وهذا أعطى جمعیة إلعاد "الحق" فی الحفر فیها وتحتها.

وهو ما یعنی أن البلدیة متوافقة تماماً مع المخططات الاستیطانیة، بل هی مشرّعة لها وتقوم بإعداد المخططات التفصیلیة لتنفیذها، الأمر الذی یثبت ما ذهبنا إلیه أعلاه من ترابط بین أصحاب القرار فی إسرائیل على مختلف المستویات، وبین ما یجری فی ساحة الاستیطان فی القدس وخارجها، ومن أن المجموعات الاستیطانیة، والتی تسمى أحیاناً "المتطرفین"، ما هی إلاّ ذراع غیر رسمیة لأصحاب القرار فی إسرائیل، وضمنها ذراع الآثار. وتقوم المؤسسات الحکومیة الإسرائیلیة الرسمیة بتمویل کثیر من هذا النشاط الاستیطانی الذی یتسم بعدم توافقه حتى مع القانون الإسرائیلی.(10)

وکما هو معروف، فإن القانون الإسرائیلی، مثله فی ذلک مثل باقی القوانین فی دول العالم، یمنع البناء فی أی موقع من دون أن توافق سلطة الآثار الإسرائیلیة على ذلک. ویقوم المبادر إلى البناء بتمویل تکالیف الحفریة إذا اقتضت الضرورة ذلک. ویمنع البناء عادة، على المواقع الحساسة التی یتم إعلانها محمیة أثریة بموجب القانون، إلاّ إن القانون یتوقف کلیاً عندما یدور الموضوع حول موقع استیطانی.

فعلى سبیل المثال، تقدم مستوطنو "إلعاد" فی وادی حلوة بطلب رخصة بناء على "تلة أوفل"، أی بالمفهوم الإسرائیلی فوق "مدینة داود"،(11) . لقد أصبحت الحرکات الاستیطانیة ممولاً أساسیاً لسلطة الآثار الإسرائیلیة، وهناک من یعتقد أن المبالغ التی یدفعها المستوطنون إلى سلطة الآثار تتجاوز العشرة ملایین شیکل سنویاً، الأمر الذی یعطی هذه الحرکات قوة فی تقریر کثیر من سیاسات سلطة الآثار، هذا عدا وجود مجموعة من علماء الآثار الإسرائیلیین الذی ینتمون أصلاً إلى الحرکة الاستیطانیة من ناحیة أیدیولوجیة. فعلى سبیل المثال، تموّل جمعیة "عطیرت کوهانیم" الحفریات شمالی البلدة القدیمة، وکذلک تحت کنیس "أوهِل یتسحاق"،(12).

وقبل عرض مختلف الحفریات الجاریة، من المهم أیضاً الإشارة إلى العلاقة الوطیدة بین حرکات المستوطنین وبلدیة القدس الإسرائیلیة، إذ قامت هذه الحرکات بتمویل مجموعة من المخططات التفصیلیة التی ترکز على منطقة سلوان، وبالتالی، یجری إعداد مخططات هیکلیة بتمویل من المستوطنین، وذلک کی تخدم المخططات الاستیطانیة فی سلوان، والأمر ذاته یتم فی الشیخ جراح. إن ما ذکر أعلاه یؤکد أیضاً قدرة الحرکات الاستیطانیة ومستوى نفوذها فی محافل أخذ القرار فی إسرائیل، وخصوصاً تلک المحافل التی لها علاقة بالأرض وما علیها.(13)

الحفریات

أ – الحفریات داخل البلدة القدیمة(14)

1 – حفریة تلة باب المغاربة: جرت هذه الحفریة على خلفیة إزالة التلة المتبقیة من حارة المغاربة، والتی تقود من ساحة البراق إلى الحرم الشریف، وهذه الحفریة تهدف إلى إزالة الآثار التی تعوق إدارة حائط المبکى عن توسیعه وتوسیع الساحة التی تقع أمام حائط البراق، وإلى تأمین مدخل أفضل لقوات الأمن الإسرائیلیة من ناحیة لوجستیة للوصول إلى الحرم الشریف بما فی ذلک دخول المرکبات العسکریة إلیه. وقد أثارت هذه الحفریات حفیظة جهات کثیرة، فلسطینیة وعربیة وإسلامیة، وکذلک حفیظة الجهات المتعددة ذات العلاقة بالتراث الثقافی، واتخذت أبعاداً مهمة جداً، إذ شُکلت لجنة دولیة برئاسة الیونسکو للتداول فی الأمر.

2 – حفریات ساحة حائط البراق: إن الحفریات فی الطرف الغربی لساحة البراق مستمرة، وهی تثیر الخوف من توسیع هذه الساحة فوق الأرض وتحتها، وذلک على حساب باقی البلدة القدیمة. وکشفت هذه الحفریات عن نتائج کانت متوقعة مسبقاً، وهی الطریق الرومانیة من باب العمود فی اتجاه طریق الواد "کاردو دیکامانوس"، والواضحة المعالم فی خریطة مأدبا التی تعود إلى نهایة القرن السادس المیلادی.

ولقد تم الکشف عن قطعة طویلة من هذه الطریق، کما اکتُشفت فوقها مبان بیزنطیة وأمویة وصلیبیة وأیوبیة ومملوکیة، وکذلک جزء من مبانی حارة المغاربة المدمرة. ویعود سبب القیام بهذه الحفریات إلى طلب تقدمت به إدارة حائط المبکى من أجل إنشاء قاعة متعددة الأغراض ومراکز خدمات إضافیة. ولا ندری ما هو مصیر المکتشفات المهمة فی هذا الموقع، لکن من المفترض، کون البلدة القدیمة تقع على لائحة التراث العالمی للمواقع التاریخیة، أن یتم منع جمیع أشکال البناء فیها، وهذا هو المطبق على السکان الفلسطینیین.(15)

3 – حفریات النفق الغربی: وهو النفق الذی یقع على امتداد الجدار الغربی للحرم الشریف. إن الحفریات هنا مستمرة بلا توقف، وهی تتجه غالباً فی اتجاه الغرب، لکننا فی حقیقة الأمر لا نعرف کثیراً عن مساراتها، إذ لا یُعلن إلاّ تلک التی تتجه غرباً، مبتعدة عن الحرم الشریف، أمّا الحفریات التی تتجه شرقاً، فی اتجاه الحرم، فلا ندّعی أننا نعرف عنها شیئاً، وأخطر ما فیها أننا لا نعرف.

4 – حفریات کنیس أوهِل یتسحاق: یبعد هذا الکنیس عن المسجد الأقصى نحو خمسین متراً غرباً، ویقع إلى الجنوب من حمام العین الواقع على طریق الواد. وقد جرى فی العام الماضی بناء هذا الکنیس بارتفاع طبقتین فوق عقار جرت مصادرته فی سبعینیات القرن الماضی، وتم الانتهاء من بناء الکنیس وتدشینه فی سنة 2008.

أمّا فیما یتعلق بأسفل الکنیس الذی یسمى "أوهِل یتسحاق"، فإن أعمال الحفر بدأت تحت مستوى المبنى، ووصلت الآن إلى مستوى یزید على عشرة أمتار، وهی لمّا تنته بعد، بینما جرى الحفر فی المنطقة التی تقع خلف الکنیس المذکور "حوش الزربا" إلى أعماق تزید على 12 متراً، بحیث رُبطت هذه المنطقة بالنفق الغربی الذی یمتد على طول الجدار الغربی للحرم الشریف. إن النیات المعلنة بشأن هذه الحفریات تقول إنها ربما تصل إلى 20 متراً تقریباً، وهدفها إنشاء متحف لطبقات القدس الأثریة.

وقد أدت هذه الحفریات إلى تشقق کثیر من المبانی فی المنطقة، وإلى انهیار الطریق المؤدیة إلى حوش الزربا، علماً بأن المبانی آهلة بکثافة. ویذکر أن نتائج الحفریات التی وصلت إلى الطبقة الصخریة تمخضت عن اکتشاف طبقات أثریة تبدأ من الفترة الرومانیة وتنتهی بالفترة العثمانیة.

5 – حفریات بیت هتسلاّم "بیت شارون": تقع هذه البؤرة الاستیطانیة فی المنطقة الشمالیة من طریق الواد، إلى الشمال من النزل النمساوی. ونحن لا نعرف شیئاً عن الحفریات الدائرة فیها، لکن من المعتقد أنها تتم فی اتجاهین، الأول إلى الشمال فی اتجاه المغارة "مغارة سلیمان/ مغارة الکتان" الواقعة قریباً من باب العمود، خارج الأسوار، وذلک لربط الموقعین أحدهما بالآخر، أمّا الاتجاه الثانی فنحو الجنوب، حیث سیتم ربط الموقع بکنیس أوهِل یتسحاق المذکور، وبالتالی بالنفق الغربی وساحة البراق. ویتضح من خلال هذا المشروع العمل الدؤوب لربط البؤر الاستیطانیة من تحت الأرض، والسیطرة على مزید من المساحات داخل البلدة القدیمة.

6 – حفریة أرض الصبرة: تقع هذه الأرض/الخربة فی الجزء الجنوبی لسوق الخواجات، والذی تهدم، على أغلب الظن، فی القرن التاسع عشر نتیجة زلزال، ولم تتم إعادة بنائه. وقد استولى المستوطنون على الأرض، وهم یقومون الآن بإجراء الحفر فیها تمهیداً للبناء علیها توسیعاً للمستعمرات القائمة فی عقبة السرایا.

7 – حفریات برج اللقلق: هذه المنطقة عبارة عن أرض واسعة تقع فی الزاویة الشمالیة الشرقیة للبلدة القدیمة، وتقوم على جزء من هذه الأرض جمعیة برج اللقلق المجتمعیة التی تقدم خدمات ثقافیة وریاضیة وصحیة لأحد أفقر أحیاء البلدة القدیمة. ولیس بعیداً من هذه الأرض توجد بؤرة استیطانیة. وتتعرض هذه الأرض منذ أعوام للضغط الاستیطانی الذی یواجَه بمقاومة سکان الحی من الفلسطینیین.

قد تقدمت الجمعیات الاستیطانیة بطلب ترخیص بناء 36 وحدة سکنیة بالإضافة إلى کنیس تعلوه قبة ذهبیة، فحضرت سلطة الآثار الإسرائیلیة إلى الموقع لحفره قبل السماح للمستوطنین بالبناء.

8– أنفاق حارة الشرف/الیهود: لقد أُعلنت مخططات لشق المزید من الأنفاق التی تربط هذه المنطقة بساحة البراق، لکننا لا نعرف تفصیلات هذه الأعمال بعد.

ب – الحفریات خارج الأسوار بالقرب من البلدة القدیمة "ما یسمى الحوض المقدس"

1 – حفریة ما یسمى موقف سیارات غفعاتی: تقع هذه الأرض على بعد خمسین متراً من السور الجنوبی للقدس، بالقرب من الحرم الشریف، وتبلغ مساحتها 10 دونمات تقریباً.

والحفریات تجری فی الموقع منذ أکثر من عامین، وقد کشفت حتى الآن عن قبور إسلامیة "أکثر من 100 جثة"(16) ومبانٍ أمویة ضخمة،(17) ومن المعتقد أن هذه المنطقة کانت جزءاً من المجمع الإداری "دار الإمارة" الأموی، والذی بُنی فی نهایة القرن السابع وبدایة القرن الثامن المیلادی. کما تم اکتشاف حارة عباسیة فی الموقع، الأمر الذی یضفی على الموقع درجة عالیة من الأهمیة العلمیة،(18).

2– حفریات أرض صیام: تقع هذه الأرض على بعد 150 متراً تقریباً إلى الجنوب من السور الجنوبی للقدس فی وادی حلوة، فی منطقة تنشط فیها حرکة الاستیطان، ویتم فیها الحفر فی اتجاه الشمال عبر نفق رومانی کان یُستخدم لإسالة میاه الأمطار الزائدة من البلدة القدیمة فی اتجاه الجنوب "وادی حلوة، ومن ثم إلى وادی النار".

لقد اعتبرت "إلعاد" نفسها مالکة لما تحت الأرض، وهی تتصرف کأنها حکومة، فلا شیء یتم بالسر، ذلک بأن الحکومة والبلدیة وسلطة الآثار هی أذرع للکائن نفسه. لقد خسر سکان المنطقة القضیة التی رفعوها ضد هذه الحفریة التی تجری تحت بیوتهم، ومن دون إذنهم، الأمر الذی یؤکد أیضاً ترابط الجهاز القضائی فی إسرائیل مع هذا المشروع."19"

3 – حفریات عین سلوان: یجری الحفر فی عین سلوان فی ثلاثة مواقع: شمالی العین، وجنوبی العین، وعند برکة سلوان. والعمل مستمر بتمویل من الجمعیات الاستیطانیة بهدف ربط عین سلوان بنفق یمتد شمالاً فی اتجاه الحفریة السابقة "أرض صیام"، وفی اتجاه الحرم الشریف.

ویمکن فهم النشاطات الأثریة فی هذه المنطقة ضمن خطة استیطانیة من جهة، وضمن مشروع إنشاء مدینة أثریة یهودیة من جهة ثانیة یتم عبرها إعادة ترکیب تاریخ القدس بناء على الروایة الاستیطانیة التی تُعتبر أکثر تطرفاً وأحادیة الجانب مقارنة حتى بالروایة الرسمیة.

لقد أدت الحفریات فی هذه المنطقة إلى انهیارات فی الطریق العام، وإلى تشققات فی بعض المنازل، ولا تتوافر هنا معلومات کافیة عن الحفریة من أجل التوصل إلى نتائج علمیة فی شأن المکتشفات.(20)

4 – حفریات تلة الضهور "مدینة داود": ما زالت أعمال الحفر مستمرة فی هذا الموقع، ولا جدید فی ذلک، لکن أعمال التأهیل تتم على ید المستوطنین الذین أنشأوا على طرف الموقع مبنى دعائیاً یرکّب تاریخ القدس بشکل انتقائی ومثیر للجدل حتى بین علماء الآثار الإسرائیلیین.

حرب الأنفاق

ظاهرة الأنفاق لیست بجدیدة فی مدینة مثل القدس تحتوی على کثیر من الطبقات الأثریة، ومن المبانی المتراکم بعضها فوق بعض، کما أن طوبوغرافیا المدینة أدت دوراً مهماً فی تشکیل الأنفاق. وهناک أنواع متعددة من الأنفاق:

1 – منها ما جاء نتیجة بناء جسر بین منطقتین مرتفعتین بینهما واد، وقد تراکمت فیه الأتربة على مر العصور ونُسی أمره إلى أن اکتُشف فی إحدى الحفریات التی تمت منذ النصف الثانی من القرن التاسع عشر.

2 – النوع الثانی من الأنفاق جاء نتیجة التمدیدات الصحیة لإزالة میاه الأمطار أو المیاه المبتذلة، أو حتى لجر وتوزیع المیاه العذبة، إذ رُبطت المدینة على مر العصور بشبکات من هذه التمدیدات التی نُسی أمرها بعد التمدیدات الحدیثة، وقد جرى إعادة اکتشافها قدیماً أو حدیثاً.

3 – ثمة أنفاق جاءت نتیجة رفع مستوى المبانی، وخصوصاً فی المنطقة المحیطة بالحرم الشریف، ویمکن اعتبار النفق الذی فُتح على امتداد الجدار الغربی للحرم الشریف ضمن هذه المجموعة.

4 – هناک أنفاق یجری حفرها من جدید ولم یکن لها أصل تاریخی، مثل مخطط ربط حارة الیهود بساحة البراق، أو مخطط ربط مغارة سلیمان ببیت شارون.

وأشهر الأنفاق التی تم حفرها فی القدس، هی:

أ – النفق الغربی: یقع النفق على امتداد الحائط الغربی للحرم الشریف، وهو یبدأ بأسفل المدرسة التنکزیة المجاورة لما هو مکشوف من الجدار الغربی للحرم من الجهة الجنوبیة، ویستمر حتى الزاویة الشمالیة الغربیة للحرم عند باب الغوانمة، ویتجاوزها فی اتجاه الشمال.

ویبلغ طول النفق "من عند الزاویة الشمالیة لحائط المبکى" 330 متراً على طول الجدار الغربی، ویمتد بعدها نحو 35 متراً إلى شمال الحرم الشریف، ثم ینحرف إلى الشرق 16 متراً تقریباً، لیفتح على طریق الآلام تحت المدرسة العمریة.

وسمی النفق إسرائیلیاً نفق الحشمونیین،"21" وذلک لوجود قناة ماء فی الجزء الشمالی من النفق بطول 35 متراً تقریباً، تبدأ أسفل مدرسة راهبات صهیون حیث برکة تجمیع للمیاه یعتقد أنها بُنیت خلال الفترة المذکورة. أمّا بقیة أجزاء النفق فعبارة عن أساسات المبانی المملوکیة المبنیة فوقها، بالإضافة إلى أجزاء تعود إلى الفترة الصلیبیة أو الأیوبیة، وخصوصاً فی بدایة النفق الجنوبیة.

کما یجب التذکیر بأن النفق یتفرع تحت الأرض إلى عدة أنفاق ثانویة لا نعرفها جمیعها بسبب عدم فتحها أمام الزوار، وبعضها یتجه صوب الحرم الشریف "أی فی اتجاه الشرق"، وبالتالی، فإن الحدیث عن "النفق" لا یکفی، إذ یتعین علینا أن نأخذ تلک التفرعات بعین الاعتبار.(22)

ب – نفق عین سلوان: یقع هذا النفق تحت الجزء المسمى "مدینة داود" فی سلوان، وقد اکتشفته عالمة الآثار إیلات مازار، وهی صهیونیة متعصبة جداً، وکتاباتها تفتقر، حتى بین علماء الآثار الإسرائیلیین إلى الصدقیة العلمیة، کما أنها هی التی قامت بإثارة اللغط بشأن حفریات المصلى المروانی، وأنشأت جمعیة للدفاع عن "جبل الهیکل".

وأعلنت هذه العالمة اکتشاف النفق فی سنة 2008، وأعادت تاریخه إلى القرن العاشر قبل المیلاد، أی إلى فترة الملک داود، مع أن أحداً لا یستطیع الجزم بدقة التاریخ، حتى إن الباحثة نفسها قدمت اکتشافها هذا بشکل حذر. لقد جرى حتى الآن الکشف عن نحو 50 متراً، والعمل جار فی النفق من عین سلوان فی اتجاه البلدة القدیمة،(23).

ج – نفق وادی حلوة: یقع النفق على طول طریق وادی حلوة، وهو یربط بین سلوان والبلدة القدیمة، ویطلَق علیه اسم "مطلع داود"، وقد انتشرت المستعمرات على امتداد هذه الطریق، وذلک بعد السیطرة على 15 مبنى تقریباً.

ویهدف المشروع الاستیطانی هنا إلى تفریغ وادی حلوة کله من السکان، وإلى ربط عین سلوان بطریق تقود من باب المغاربة فی سور القدس عند جدار الجامع الأقصى الجنوبی إلى عین سلوان ومنطقة البستان، وهذه الطریق مرکز حرکة مرور مکثفة لسیارات ومشاة. وقد بدأ الحفر فی النفق فی سنة 2004 تحت خیمة محروسة بشکل سری.

أما أخطر ما فی الأنفاق فهو عدم معرفتنا المخططات، لأن العمل فیها یظل فی قید الکتمان، فضلاً عن عدم السماح لأصحاب العقارات، أو محامیهم، أو حتى للصحافیین، بالاقتراب منها، لیس حرصاً على سلامة الجمهور کما هی الحال فی الحفریات الخطرة، وإنما حفاظاً على سریة المشروع. لقد ارتبطت الأنفاق فی البلدة القدیمة ومحیطها بالحرکات الاستیطانیة، الأمر الذی یدل على ارتباطها بمشاریع الاستیطان.(24)

إن المعلومات المذکورة أعلاه توضح مدى الهجمة الاستیطانیة التی تترکز فی البلدة القدیمة والمنطقة المحیطة بها، وذلک فی محاولة لحسم الوضع على الأرض ومن طرف واحد. وتأخذ الحملة المظاهر التالیة:

1 – استخدام الحفریات الأثریة ذریعة للتدخل والسیطرة، فبعد الآثار یأتی الاستیطان.

2 – تکثیف عملیات الاستیطان فی کل من رأس العمود، وسلوان، ووادی حلوة، والشیخ جراح، وطبعاً البلدة القدیمة.

3 – طرد الفلسطینیین من سلوان، وحی البستان، والشیخ جراح.

4 – هدم المنازل فی المناطق المستهدفة استیطانیاً.

"*" محاضر فی التاریخ الإسلامی فی جامعة بیر زیت.

 

المصادر

(1) بشأن ذلک أنظر:

Nadia Abu El-Haj, Facts on the Ground: Archaeological Practice and Territorial Self-Fashioning in Israeli Society "Chicago: University of Chicago, 2001"; Rafael Greenberg, “Archaeology in Jerusalem 1967-2008: Towards an Exclusive Archaeology in Jerusalem, The Case of Silwan/the City of David”, Public Archaeology, vol. 8, no. 1, pp. 35-50.

کما یمکن مراجعة المقالات المتنوعة بشأن تاریخ القدس فی: هندریکوس یاکوبس فرانکن وآخرون، "القدس فی التاریخ"، ترجمة وتحریر کامل العسلی "الأردن، عمّان: الجامعة الأردنیة، عمادة البحث العلمی، 1992".

(2) لا یقصد هنا التعمیم، فبالتأکید ظهر کثیر من علماء الآثار التوراتیین وکذلک الإسرائیلیین الذین تحلوا بروح ومنهج نقدیین، وإنما الحدیث هو عن المدرسة التی تمثل المؤسسة الرسمیة، وهی فی حقیقة الأمر تمثل الأغلبیة العظمى من العاملین فی إسرائیل فی حقل الدراسات التاریخیة عامة، والأثریة خاصة.

(3) تعتبر القدس بشرقها وغربها أرضاً محتلة بموجب القانون الدولی، إذ إن القرار الدولی الوحید الذی ینطبق على المکانة القانونیة للقدس هو قرار التقسیم سنة 1947، والذی تحتل فیه القدس مکانة خاصة بإدارة دولیة. ویذکر أن القرارات الدولیة اللاحقة لم تغیر هذه المکانة، کما لم تغیرها الاتفاقات الفلسطینیة – الإسرائیلیة منذ سنة 1993، والذی یؤکد ذلک هو إدراج القدس "ولیس الشرقیة فقط" فی قائمة موضوعات الحل النهائی، وذلک فی اتفاق أوسلو.

(4) اصطلاح أطلقه الإسرائیلیون رسمیاً فی مفاوضات الحل النهائی فی کامب دیفید سنة 2000، أمّا فی المفاوضات التحضیریة وغیر الرسمیة فقد ظهر هذا الاصطلاح منذ أواسط تسعینیات القرن الماضی، ویقصد به المنطقة الجغرافیة المذکورة أعلاه، وقد یتسع مداها أو یضیق تبعاً للتطورات. وعلى الرغم من الموافقة الإسرائیلیة المبدئیة على معاییر الرئیس الأمیرکی الأسبق کلینتون، والتی تقضی بتقسیم القدس تبعاً للسکان، بحیث تصبح الأحیاء الفلسطینیة تابعة للسلطة الفلسطینیة، والأحیاء الإسرائیلیة تابعة لإسرائیل، إلاّ إن المفاوض الإسرائیلی أصر على خصوصیة هذه المنطقة.

(5) استطاع المستوطنون السیطرة على أکثر من خمسة عشر عقاراً فی وادی حلوة، کما قامت بلدیة القدس وسلطة الآثار الإسرائیلیة بالسیطرة على أغلبیة المساحات المفتوحة، وقد قدرت مساحة الحیازات هذه بأکثر من ثلث مساحة وادی حلوة. ویذکر أن الاستیطان فی وادی حلوة هو مجرد حلقة فی سلسلة من المخطط الاستیطانی القاضی بعزل معظم أجزاء البلدة القدیمة عن التواصل السکانی مع الفلسطینیین الذین یعیشون فی محیط البلدة القدیمة، ویتم ذلک مرة باسم الحزام الأخضر الذی سیغلف البلدة القدیمة، ومرة أُخرى باسم الآثار وإنشاء المحمیات الثقافیة.

(6) سیطرت إسرائیل على قلعة القدس الواقعة فی المیدان نفسه فی سنة 1967، وذلک بحجة أنها أملاک دولة، وقامت بإجراء الحفریات فیها، لکن حین لم تنطق هذه الحفریات بتاریخ یهودی ذی مغزى أو أهمیة، حولت المبانی القائمة، وأغلبیتها تعود إلى الفترات الأیوبیة والمملوکیة والعثمانیة، إلى متحف لتاریخ القدس، یسرد تاریخاً متحیزاً، ویعبر عن الرؤیة والروایة الرسمیة الإسرائیلیتین لتاریخ المدینة. ولیس بعیداً عن القلعة، فإن الشرطة الإسرائیلیة صادرت مبنى القشلة "القشلاق"، وبالذریعة نفسها.

ویذکر أن مبنى القشلة شیده إبراهیم باشا ابن محمد علی الکبیر فی أثناء السیطرة المصریة على القدس "1831 – 1840"، وهو یُستخدم الآن مقراً للشرطة الإسرائیلیة وسجناً، وفیه مرکز مراقبة البلدة القدیمة عبر الکامیرات المنتشرة فی کل بقعة من البلدة القدیمة. وإذا استُکمل المشروع الاستیطانی فی هذه المنطقة الحیویة، فإن مساحة ضخمة من البلدة القدیمة "منطقة باب الخلیل" ستتحول إلى بوابة إسرائیلیة یهودیة للقدس، وهی بوابة مرکزیة جداً، وقد حاولت إسرائیل مراراً فی جمیع المفاوضات الرسمیة وغیر الرسمیة ضمان السیطرة الإسرائیلیة على باب الخلیل وصولاً إلى حارة الیهود عبر حارة الأرمن.

(7) تجاوز عدد النقاط الاستیطانیة 85 نقطة فی البلدة القدیمة، خارج ما یسمى حارة الیهود، ویدور کثیر من المشاریع الاستیطانیة أکان فوق الأرض أم تحتها، حول ربط هذه النقاط بعضها ببعض، وکذلک ربطها مجتمعة بحارة الیهود وساحة حائط البراق. وهنا یتضح الدور المرکزی الذی تقوم به سلطة الآثار الإسرائیلیة لتنفیذ هذا المخطط، عن طریق استخدام حجج دراسة تاریخ القدس والکشف عن آثار المدینة وتشجیع السیاحة.

(8) تقدم هذه الحرکة روایة صهیونیة متطرفة لتاریخ الموقع، وتقوم بعملیات غسل أدمغة للزوار، الأمر الذی حدا بعض علماء الآثار الإسرائیلیین على الاحتجاج، بما فی ذلک تقدیم روایة بدیلة عن طریق تنظیم رحلات للموقع.

لمزید من التفصیلات أنظر: http://www.alt-arch.org/tours.php

(9) لیست عملیة الربط بین الاستیطان والآثار جدیدة على الممارسات الإسرائیلیة، فهذا الأمر ینطبق على المستعمرات المبکرة التی أنشئت فی بدایة القرن العشرین، إلاّ إنه ینطبق أکثر على کثیر من المستعمرات الإسرائیلیة التی أنشئت بعد سنة 1967 مثل "إفرات"؛ "شیلو"؛ "تکواع"؛ "بیتار"؛ إلخ، وهذه کلها مواقع أثریة جرى ربطها بشکل اعتباطی أحیاناً بالتاریخ الیهودی، وقد تم إحیاء الاسم، أو حتى تعدیله، لیؤدی هذا الدور ویعطی المستعمرة عمقاً تاریخیاً.

(10) فی المقابل تتشدد سلطة الآثار الإسرائیلیة مع أعمال الترمیم التی تنفذها المؤسسات الفلسطینیة فی البلدة القدیمة، بحیث إن إزالة تراب، حتى لو کان ردماً وعلى عمق 10 سنتمترات، تتطلب کثیراً من الإجراءات القانونیة، وهو ما یجعل العمل شبه مستحیل ویحوله إلى جحیم. ویمکن الإشارة ضمن هذا الإطار إلى عدة مشاریع جرى وقفها وتقدیم القائمین علیها إلى المحاکم بسبب عدم حصولهم على إذن مسبق لتغییر حتى البلاط.

(11) یقع هذا الموقع إلى الجنوب الشرقی من مدرسة سلوان للبنات التابعة لوکالة الغوث "الأونروا"، والتی سقطت فیها أرضیة إحدى غرف الصفوف. ففی هذه المنطقة بالتحدید لا یمکن، بترخیص أو من دونه، إضافة متر مربع واحد، ولا حتى باستعمال مواد بناء غیر ثابتة.

(12) تم الانتهاء أخیراً من بناء هذا الکنیس، وقد جرى الحفر إلى عمق أکثر من 10 أمتار دون مستوى الأرض. وتنوی سلطة الآثار، وبالتعاون مع الجمعیات الاستیطانیة، تحویل الموقع إلى متحف للطبقات التاریخیة فی القدس، وذلک لإعطاء بعد تاریخی لکنیس انتُهی من بنائه سنة 2009، وهذه لعبة معروفة، إذ إن الکنیس بنی على الطراز المعماری المعروف بالطراز العثمانی البیزنطی.

(13) من هذه المؤسسات التی یرکز المستوطنون علیها: وزارة الدفاع "وخصوصاً الإدارة المدنیة"؛ وزارة الإسکان؛ وزارة الداخلیة؛ دائرة أراضی إسرائیل؛ دائرة أملاک الغائبین؛ بلدیة القدس؛ سلطة الآثار؛ إلخ.

(14) تشمل القائمة هنا الحفریات الجاریة الآن "سنة 2009"، ولا تشمل تلک التی أجریت فی الماضی وأثرت فی شکل المدینة القدیمة وفی حیازة العقارات.

(15) لنتذکر الزوبعة التی أثیرت ضد الأوقاف الإسلامیة عندما رممت إسطبلات سلیمان تحت الساحة الشرقیة للمسجد الأقصى، وحوّلتها إلى "المسجد المروانی". لقد فرضت سلطة الآثار الإسرائیلیة والحکومة والشرطة عقوبات على الأوقاف الإسلامیة ما زالت ساریة حتى الآن.

(16)لم یتم إعلان هذا الاکتشاف حتى تسرب الأمر إلى الصحافة، فادعت سلطة الآثار الإسرائیلیة عندها أنها سلمت عظام الموتى إلى دائرة الأدیان الإسرائیلیة التی ادعت بدورها أنها قامت بدفن العظام. ولم یتم إعلام أی جهة إسلامیة بذلک کی تقوم بواجب الصلاة على الموتى مثلما یقتضی الشرع الإسلامی، کما أن أحداً لا یعرف فی أی مقبرة وُضعت هذه العظام، هذا إن کان ذلک صحیحاً. ومن الجدیر بالذکر أن هذه الجثث تعود إلى مسلمین من العصر الأموی.

(17) فی الحقیقة کشفت الحفریات عن کثیر من المکونات الأُخرى التی تعود إلى الفترتین الرومانیة والبیزنطیة.

(18) هناک ادعاء لکثیر من علماء التاریخ والآثار أن القدس عانت جرّاء الإهمال فی الفترة العباسیة، ولذلک، فإن هذا الاکتشاف یُعتبر مدخلاً لإعادة دراسة هذه الفترة، لکننا لا نتوقع أن یتم نشر کثیر من المعلومات عنه، کما حدث مع دار الإمارة الأمویة.

(19) بالنسبة إلى تأثیر الحفریات فی المساکن، وسلامة حیاة السکان الفلسطینیین، واستغلال الحفریات أداة لطرد السکان، أنظر: Adina Hoffman, Archaeological Digs Stoke Conflict in Jerusalem, The Nation "18/8/2008".

إن سلطة الآثار الإسرائیلیة تقدم عادة، معلومات عن الحفریات التی تقوم بها فی المناطق کلها، وذلک فی موقعها الإلکترونی، أمّا إذا تعلق الأمر بحفریة فی موقع استیطانی فی القدس القدیمة أو خارجها، فإن الباحث لا یجد أی معلومة عن ذلک. أنظر موقع السلطة الإلکترونی: http://www.antiquities.org.il

(20) لا تقدم سلطة الآثار أی تفسیرات عما یجری فی هذا الموقع.

(21) سلالة یهودیة حکمت باسم السلوقیین منذ سنة 135 ق.م.، وقد انتهت سیطرتهم نحو سنة 63 ق.م. بالغزو الرومانی.

(22) للاطلاع على وجهة النظر الإسرائیلیة فی شأن النفق، أنظر الموقع الإلکترونی:

http://www.aish.com/seminars/tunneltours/overview.asp

(23) ربطت الباحثة هذا النفق بنفق آخر ذُکر فی العهد القدیم "صمویل الثانی 5: 8"، فالنص یشیر إلى أن الملک داود استخدم هذا النفق عند اقتحامه القدس الیبوسیة "یبوس". وبالتأکید، هذا ربط أیدیولوجی وسابق لأوانه، وخصوصاً أن أغلبیة الروایات التوراتیة المتعلقة بالقدس، ولا سیما فی فترتی داود وسلیمان، أصبحت بلا قیمة علمیة عند علماء الآثار الجدّیین.

(24) Joseph Krauss, “Secret Jerusalem Tunnel May Spark Conflict”, Arab News, "20/3/2008"; Grace Halsell, “Eradicating Muslims and Christians from Jerusalem”, Washington Report on Middle East Affairs; http://www.mfa.gov.il/MFA/History, under the title: “First Temple Era Tunnel Unearthed in the City of David”; “Ancient Tunnel Discovered in Jerusalem”, Online Edition, Jerusalem Post, 9/9/2007, with the Associated Press.

______________

 

المراجع بالعربیة

- فرانکن، هندریکوس یاکوبس وآخرون. "القدس فی التاریخ". ترجمة وتحریر کامل العسلی. الأردن، عمّان: الجامعة الأردنیة، عمادة البحث العلمی، 1992.

بالأجنبیة

- Abu El-Haj, Nadia. Facts on the Ground: Archaeological Practice and Territorial Self-Fashioning in Israeli Society. Chicago: University of Chicago, 2001.

- “Ancient Tunnel Discovered in Jerusalem”. Online Edition, Jerusalem Post, 9/9/2007, with the Associated Press.

- Bronner, Yigal. “Archaeologists for Hire: A Jewish Settler Organization is Using Archaeology to Further its Political Agenda and Oust Palestinians from Their Homes”. The Guardian, 1/5/2008.

- Greenberg, Rafael. “Archaeology in Jerusalem 1967-2008: Towards an Exclusive Archaeology in Jerusalem, The Case of Silwan/the City of David”. Public Archaeology, vol. 8, no. 1, pp. 35-50.

- Halsell, Grace. “Eradicating Muslims and Christians from Jerusalem”. Washington Report on Middle East Affairs; http://www.mfa.gov.il/MFA/History, under the title: “First Temple Era Tunnel Unearthed in the City of David”.

- Hoffman, Adina. “Archaeological Digs Stoke Conflict in Jerusalem”. The Nation, 18/8/2008.

- Ilan, David. “Archaeological View: Archaeology Adding Powder Keg”. Biblical Archaeology Review, vol. 34, no. 6, November/December 2008.

- Krauss, Joseph. “Secret Jerusalem Tunnel May Spark Conflict”. Arab News, 20/3/2008.

- Rapoport, Meron. “City of David Tunnel Excavation Proceeds without Proper Permit”. Haaretz, 5/2/2007.

- ———. “Islamic-Era Skeletons from Elad Sponsored Dig”. Haaretz, 1/6/2008.

- Rubinstein, Danny. “The City of David: Below and Above the Ground”. Haaretz, 12/10/2007.

 

ن/25


| رمز الموضوع: 142581







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. الكشف عن مقبرة جماعية بغزة / قوات الاحتلال أعدمت الشهداء ودفنتهم في باحة مجمع الشفاء
  2. "الجهاد الإسلامي" تشيد بالرد العسكري الإيراني واستهداف مواقع عسكرية داخل الكيان الصهيوني
  3. في اتصال هاتفي مع وزير خارجية بريطانيا امير عبداللهيان: لو اقدمت "اسرائيل" على أي مغامرة، فإن ردنا سيكون عاجلا وأوسع وأكثر اقتدارا
  4. المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: الكيان الصهيوني سيتلقى ردا أقوى بـ10 أضعاف إذا واصل ممارساته الشريرة
  5. انعقاد ندوة "تداعيات وأبعاد معاقبة الكيان الصهيوني" الرد الإيراني العقابي على الكيان الصهيوني كان تطورا كبيرا ومصيريا وستتضح آثاره مع مرور الوقت / إسرائيل أصبحت عبئاً على الغرب وأمريكا
  6. تفاصيل رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار في غزة
  7. تقریر.. تداعیات الرد الإیرانی تلقی بظلالها على إعلام العدو الصهیونی
  8. حزب الله: الرد الإيراني حقق أهدافه العسكرية المحددة بدقة
  9. "حماس": العملية العسكريّة الإيرانية ضد الكيان الصهيوني رد مستحق على جريمة استهداف القنصلية الإيرانية
  10. الصحة بغزة: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 33668 شهيدا
  11. حماس : ندعو إلى انتفاضة الفلسطينيين في الضفة الغربية
  12. صفي الدين: يجب ان يخرج العدو الصهيوني من المواجهة مهشما ومتقطعا وضعيفا
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)