من قرى القدس أبو دیس

تقع قریة أبو دیس فی جنوب شرقی مدینة القدس الشرقیة وتبعد عنها 3 کم من اسوار البلدة القدیمة فی القدس مما یجعلها تمثل خاصرة القدس وبوابتها الجنوبیة الشرقیة. تقع أبو دیس فی نطاق  الضفة الغربیة وهی تتبع  محافظة القدس . وترتفع عن سطح البحر 630 م  تقوم القریة على قطعة أثریة قدیمة من العهد الرومانی سمیت باسمها.

تبلغ مساحة ابودیس 28,232 دونما وبعض المصادر الاخرى تقول أن مساحة ابودیس تزید عن 60 کم² وذلک بسبب أراضی البلدة الزراعیة الواسعة والتی قام الاحتلال الإسرائیلی بمصادرة أغلبها لإقامة المستوطنات.و تحیط بها أراضی قرى الخان الأحمر ، النبی موسى ، عرب السواحرة،صور باهر، سلوان ،الطور ،العیزریة.

وقدر عدد سکانها عام 1922 (1029) نسمة، وفی عام 1945(1940) نسمة، وفی عام 1967 حوالی (2640) نسمة، وارتفع العدد فی عام 1987 إلى (5368) نسمة، وفی عام 1996 ازداد عدد السکان إلى حوالی (8916) نسمة. یحیط بالقریة العدید من الخرب التی تحتوی على مواقع أثریة منها: خربة أبو صوانة، خربة الخرایب، وخربة أم الجمال، وقد صادرت سلطات الاحتلال جزءاً من أراضیها وأقامت علیها مستعمرة (معالیة أدومیم) عام 1978. والتی تصنف على أنها ثانی أکبر المستوطنات فی الضفة الغربیة وتمتد إلى حدود محافظة أریحا. کما قام الاحتلال الإسرائیلی بضم الجزء الغربی من أبودیس والذی یقدر بنحو 600 دونم إلى القدس منذ بدایات الاحتلال عام 1967م .

لم تسلم هذه القریة من الجدار العنصری الذی أقامه الاحتلال الصهیونی لعزلها عن المدینة. ففی عام2002 م قامت إسرائیل ببناء جدار إسمنتی فی المفترق، کحدود لمدینة القدس، رغم حقیقة أن معظم الفلسطینیین القاطنین فی هذه القرى الثلاث یحملون الهویة الإسرائیلیة المقدسیة.
الیوم، بعد إقامة الجدار، وهجر المقدسیین، أصبحت قرى العیزریة وأبو دیس والسواحرة خاویة على عروشها. معظم الشقق السکنیة فارغة من سکانها. والمحلات مغلقة.

واقع من غرائب الاحتلال. معازل وقرى وحصار لا یلغی التواصل، مهما حاولت سلطات الاحتلال، فالارتباط بین القدس ومحیطها أکبر بکثیر من مجرد أرض، إنه ضارب فی جذور لا تفهمها إسرائیل، ما دامت جذورها غیر موجودة فی الأرض المحتلة.

یقطن فی ابودیس عدد من العائلات، تختلف فی اعداد افرادها، و لکن یعود اصل البلدة إلى ثلاث عائلات، و هی عفانةوهی العائلة الرائیسیة فی ابودیس و لافی (مطرود) و صباح، لکنها الآن هی الاقل عددا، بسبب الامراض التی اصابت المنطقة إبان "الحکم العثمانی"، و کذلک یسکن فی أبو دیس عائلات اخرى مثل الخنافسة التی تعود أصولهم إلى قبائل کانت تسکن ما بین العراق والجزیرة العربیة والحلبیة التی تعود اصولهم إلى مدینة حلب، وعریقات التی تعود اصولهم إلى بدو الأردن (الحویطات).

کما ویسکن بلدة أبودیس العدید من أبناء شعبنا الفلسطینی من طلاب وموظفین حکومیین ولاجئین وتجار ومن أبناء البلدات القدسیة الأخرى وغیرهم ، نظرا لموقها الاستراتیجی الممتاز، واعتبرها حلقة الوصل بین شمال وجنوب و شرق وغرب فلسطین، حیث ان القادم من الشمال متجهاً إلى الجنوب، لا بد ان یمر عبر ابودیس، وکذلک القادم من الشرق إلى الغرب أو العکس، لابد ان یمر عبر أراضیها، وکذلک بسبب قربها  من مدینة القدس ولشهرة أهلها بالکرم وطیب الجوار والنخوة.

کما أقیم على أراضی أبودیس عدید من المؤسسات الفلسطینیة المهمة مثل جامعة القدس والمجلس التشریعی و قیاة الشرطة الفلسطینیة لمحافظة القدس ومصنع القدس للتبغ وغیرها.

وبعد فشل مساعی الإحتلال الإسرائیلی فی تحقیقه للسلام و اعادة القدس للفلسطینیین اقترحت واشنطن على الفلسطینیین تأسیس عاصمتهم على أراضی أبودیس.

وفی عام 2007 صادرت السلطات الاسرائیلیة 1100 دونم من أراضی بلدتی أبو دیس وعرب السواحرة.

ص/ن/25