المسجد الأقصى.. تاریخ من الاعتداءات الاسرائیلیة

فی ذکرى الإسراء والمعراج

تتزامن ذکرى الإسراء والمعراج هذا العام مع تصاعد الاعتداءات الإسرائیلیة بحق المسجد الأقصى المبارک، الذی عرج منه سیدنا محمد إلى السموات العلا. آخر هذه الاعتداءات تحویل القصور الأمویة أسفل السور الجنوبی للمسجد إلى أماکن دینیة للیهود، فی محاولة لتهوید القصور.

وفی عام 1967، أی بعد حرب حزیران احتلت إسرائیل حائط البراق، واستولت على جزء من أوقاف المسجد الأقصى، کما هدمت حی المغاربة ودمرت 138 مبنى من مبانیه، إضافة إلى مدرسة الأفضلیة وجامع البراق ومسجد المغاربة، لتتوالى بعد ذلک سلسلة الاعتداءات.

وفی 9 آب 1969، اقتحم الحاخام فی الجیش الإسرائیلی شلومو غورین الحرم القدسی الشریف على رأس عصابة یهودیة تضم حوالی خمسین شخصاً، وأقاموا ^الصلوات^ فیه.

وفی 21 آب 1969، أضرم یهودی أسترالی متطرف یدعى مایکل دینس روهن النار فی المسجد الأقصى، ما أسفر عن تدمیر منبر صلاح الدین الذی یبلغ عمره أکثر من ثمانمائة سنة، إضافة إلى أجزاء أخرى من السقف.

أما فی 2 تشرین الثانی 1969 فقد اقتحم إیغال ألون نائب رئیس الحکومة الإسرائیلیة ومساعدوه الحرم القدسی الشریف، وفی 11 تموز 1971 قامت جماعة من حرکة " بیتار" مؤلفة من 12 شاباً بالدخول إلى المسجد الأقصى ومحاولة الصلاة فیه، وقامت الجماعة نفسها فی 22 تموز من نفس العام باداء الصلاة فی الحرم القدسی.

وفی 14 کانون الثانی 1989 قام عدد من أعضاء الکنیست بعملیة استفزازیة عن طریق تلاوة ما یسمى " مقدس الترحم " من داخل الأقصى تحت حمایة شرطة الاحتلال.

وفی 18 تشرین الأول 1990 وضع متطرفون یهود حجر الأساس للهیکل الثالث المزعوم فی ساحة الحرم القدسی الشریف، فهب آلاف المواطنین من أبناء شعبنا لمنعهم، ووقعت اشتباکات تدخل فیها جنود الاحتلال الإسرائیلی بإطلاق النار على المصلین، ما أدى لاستشهاد أکثر من 21 فلسطینیا وجرح أکثر من 150 آخرین.

وفی 28 أیلول 2000 اقتحم رئیس الوزراء الإسرائیلی الأسبق -الذی کان وقتها زعیما للیکود- أرییل شارون، المسجد الأقصى وسط عشرات من المسلحین، لتندلع على إثر ذلک انتفاضة الأقصى التی استشهد وجرح فیها آلاف الفلسطینیین.

أما فی 23 تموز 2007 فقد اقتحم نحو ثلاثمائة یهودی الأقصى، ونفذوا بداخله طقوسا مشبوهة، ادعوا أنها دینیة، وفی 16 آب 2008 اقتحمت جماعات یهودیة متطرفة باحات المسجد الأقصى المبارک من جهة بوابة المغاربة.

وفی 9 تشرین الأول 2008 نفذت مجموعات کبیرة من المستوطنین والحاخامات ورجال السیاسة الإسرائیلیون تحت حراسة مشددة من أفراد الشرطة الإسرائیلیة، اقتحامات جماعیة ومسیرات " تهویدیة" لمنطقة الحرم القدسی الشریف.

وفی 9 شباط 2009، أدخلت إسرائیل مئات السیاح والسائحات المرتدیات ^لباسا فاضحا^ للمسجد الأقصى، أما فی آذار من ذات العام فقد اقتحمت مجموعة مکونة من ثلاثین یهودیا متطرفا بلباس تنکری باحات وساحات الأقصى المبارک لإقامة شعائر تلمودیة داخل المسجد وقرب باب الرحمة، وفی 14 نیسان 2009 اقتحم عشرات المستوطنین الیهود باحات المسجد الأقصى فی مدینة القدس لأداء صلواتهم بمناسبة "عید الفصح الیهودی"، وفی 24 أیلول من ذات العام اقتحم عناصر من الوحدة المسماة "خبراء المتفجرات" فی شرطة الاحتلال، المسجد الأقصى وتجولوا داخل باحاته، وفی 27 أیلول من ذات العام دارت مواجهات مع الشرطة الإسرائیلیة وجماعات یهودیة داخل الحرم القدسی الشریف وعند بواباته أسفرت عن إصابة 16 فلسطینیا واعتقال آخرین.

وفی السنتین الأخیرتین، کثفت قوات الاحتلال عملیات الاستهداف التی تنفذها بحق المسجد الأقصى، کان أبرزها سلسلة اعتداءات بشکل أسبوعی تمثلت فی اقتحام المستوطنین للمسجد الأقصى بشکل متواصل، وکان آخرها افتتاح سلطات الاحتلال وبشکل رسمی، منطقة قصور الخلافة الأمویة جنوب سور المسجد الأقصى على أنها «مطاهر الهیکل» المزعوم. وأنهت سلطات الاحتلال بصورة شبه کاملة بناء مدرجات ومنصات حدیدیة تربط بین أجزاء واسعة فی منطقة القصور الأمویة، على شکل مسار أطلق علیه الاحتلال «مسار تلمودی لمطاهر الهیکل»، ونصبت العدید من اللافتات واللوحات على طول المسار التهویدی الجدید، تتحدث على فترة الهیکلین الأول والثانی المزعومین وعن أسوار هذین الهیکلین، کما تم وضع موجودات أثریة جدیدة فی المنطقة لم تکن من قبل، على أنها آثار من فترة الهیکل المزعوم.

وفی سیاق الاعتداءات، ألقى مؤخرا مستوطن قنبلة مضیئة تسببت بحرق أجزاء من شجرة قرب باب الرحمة داخل المسجد الأقصى المبارک.

ن/25