مخطط لإقامة شبکة منتزهات توراتیة لتهوید القدس وتغییر معالمها؛

مخطط لإقامة شبکة منتزهات توراتیة لتهوید القدس وتغییر معالمها؛ المخطط فی سلوان ما هو إلا جزء من مشروع أخطبوطی

قدسنا للأنباء / وکالات

کشفت منظمة "عیر عامیم" الاسرائیلیة الیوم عن أن الحکومة الإسرائیلیة بالتعاون مع تنظیمات استیطانیة تعمل على إطلاق مشروع واسع النطاق لتهوید القدس المحتلة وتطویق البلدة القدیمة بتسعة منتزهات توراتیة. وعُهد بإنشاء هذه المنتزهات التی ستتضمن مسالک للسیاح والزوار إلى هیئة تطویر القدس(تهوید القدس) الحکومیة.

ویتضح بعد هذا الکشف أن المخطط فی سلوان لمصادرة 88 منزلا من سکانه الفلسطینیین وهدمها ما هو إلا جزء صغیر من مخطط شامل. حیث تعتزم سلطات الاحتلال هدم المنازل وإقامة مکانها « حدائق داوود» وتحویل المکان إلى منطقة سیاحیة بصبغة توراتیة، بزعم أن المنطقة کانت فی الماضی الغابر جزءا من «مدینة داوود».

وجاء فی تقریر لسلطة تهوید القدس رفعته لرئیس الوزراء السابق، إیهود أولمرت، فی أیلول العام الماضی أن الهدف هو إقامة سلسة من المنتزهات حول القدس القدیمة لترسیخ موقع القدس عاصمة لإسرائیل. وقال مؤسس الجمعیة المتخصصة فی متابعة الاستیطان بمدینة القدس إن هذه الخطة تنص على هدم منازل فلسطینیة فیما تتجاهل جمیع المواقع الأثریة الإسلامیة فی القدس المحتلة.

وذکرت الجمعیة أن المشروع الذی بدأ تنفیذه یلحظ إقامة مساحات خضراء تربط بین مختلف الأحیاء الاستیطانیة فی القدس وسیبدل بشکل جذری الوضع القائم فی المدینة.
وتبدأ الخطة من وادی "بن هیونم" جنوبی المدینة لتتقدم باتجاه الشمال الشرقی عبر جبل صهیون ومدینة داوود(سیلوان )، وجبل الزیتون ویحیط بأسوار القدس العتیقة ومن ثم الى " عیمق هامیلخ " ومغارة "تسدیقیاهو" وحدیقة القیامة و"عیمق تسوریم" وجبل "هتسوفیم" لتلتقی فی نهایتها بالمنطقة E1 بالقرب من مستوطنة معالیة ادومیم .

ویتضح من تحلیل جمعیة عیر هاعامیم التی کشفت عن المخطط أن الهدف هو خلق تواصل جغرافی بمواقع أثریة یهودیة وربطها بالمستوطنات الاستراتیجیة المحیطة بالقدس، کمنطقة E1. وینضم هذا المخطط إلى مخطط 11555 الذی صادقت علیه بلدیة القدس المحتلة فی نوفمبر/ تشرین الثانی 2007 والتی جوهرها عملیات تطویر مکثفة فی أحد المواع الأثریة الهامة. وتضیف "عیر عمیم" فی تقریرها: " أن شبکة الأنفاق، والمرکبات الکهربائیة، والسلالم الکهربائیة التی تقع ضمن المخطط تدل دلالة صارخة على النیة لإقامة ساحة دینیة یهودیة تدیرها المنظمات الاستیطانیة والتی تقول إن ذلک لا یمکن تنفیذه إلاّ بعد طرد السکان الفلسطینیین."

وقال مدیر عام مؤسس الجمعیة الاستیطانیة "العا"د ، دافید باری فی رسالة وجهها خریف عام 2006 للجهات المسؤولة ذات العلاقة بالمشروع کسلطة الطبیعة والحدائق، وسلطة الاثار: " ان جمیع المشاریع التی لا استطیع الان التصریح بتفاصیلها وذلک لانه یحظر أن نفشی بذلک –ولکن سنرى نتائجها فی المستقبل القریب بعون الله، النشاطات السیاحیة الواسعة، والتی فی مرکزها خلق تواصل للـ " القدس القدیمة " الذی سیوحد ثلاث مواقع تاریخیة ، مدینة داوود وجبل الزیتون وقصر المندوب السامی " ارمون هانتسیف ".

وقال محامی جمیعة " عیر عامیم " دانیال زایدمان إن المشروع سیحد من اماکنیة ایجاد تسویة اقلیمیة لاجزاء المدینة الشمالیة والجنوبیة فقط فیما ذهبت المناطق المحیطة بالبلدة القدیمة للجمعیات الاستیطانیة . ویرى محامی منظمة "عیر عمیم" أنه إذا أحیل الصحن التاریخی المحیط بالبلدة القدیمة إلى سیطرة منظمات المستوطنین، فستکون المنطقة عرضة لمشاریع المستوطنین والتی تهدف إلى الحیلولة دون أی حل سیاسی جذری للصراع الفلسطینی."
واتهم المحام الحکومة باشعال وتأجیج الصراع حول المدینة وتحویله من صراع قومی قابل للحل الى صراع دینی غیر مسبوق .

ویشرف على هذا المخطط السری مکتب رئیس الوزراء بالإضافة إلى رئیس بلدیة القدس، وقد ظل المخطط طی الکتمان ولم یطرح أمام الرأی العام مطلقا. وحسب تقریر "عیر هعامیم" ان المخطط الحکومی یرمی إلى فرض سیطرة إسرائیلیة مطلقة على البلدة القدیمة من منطلق یمینی محض.