الجمعه 17 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

آبار مقدسة تحمل اسم النبی أیوب فی فلسطین

فی مرمى، برج عسکری إسرائیلی، نصب على جبل مرتفع یدعى (الجمجمة) یطل على بلدة حلحول، التی تقع على شارع القدس-الخلیل التاریخی، توجد (عین أیوب)، التی تحمل اسم أحد الأنبیاء الذی ارتبط اسمه بعدد من الینابیع والآبار والعیون، فی فلسطین، والتی أسبغت علیها الکثیر من القداسة فی الموروث الشعبی، کما هی حال هذه العین.

وتنبع هذه العین من وسط مرتفع جبلی، وتنساب فی نفق على شکل قناة مبنیة من الحجارة، ومغطاة، بطول نحو عشرة أمتار، لا تظهر تضاریسها على السطح، لتصل إلى المصب، وهو عبارة عن مسطح صخری صغیر، تظهر علیه نتوءات وجد المواطنون المحلیون تفسیرات لها منذ زمن لا یمکن تحدیده، وأولها فتحة دائریة صغیرة تتجمع فیها المیاه، وهی کما تظهر عبارة عن تجویف حدث بفعل العوامل الطبیعیة، ویعرف من قبل المواطنین المحلین بأنه آثار راس النبی أیوب، وأمامه نتوء صغیر یُعرّف بأنه عصا النبی أیوب، وبالقرب منه، تجویف یشبه آثار قدم، یُعرّف بأنه خبطة رجل النبی أیوب.

وفی الموروث الشعبی الفلسطینی، توجد أماکن کثیرة فی فلسطین، مرتبطة ببصمات للأنبیاء أو الأولیاء، على الصخور، مثل آثار الأیدی، والرؤوس، والأقدام وغیرها.

وتتدفق میاه العین، لتتجمع فی بئر اسمنتی، یعود لأسرة من عائلة البربراوی، ومنه یتم سحب المیاه، کهربائیًا لری الأراضی الزراعیة فی المکان، التی یقدرها نهاد نبیل البربراوی، بمساحة أربعة دونمات، تتم زراعتها على مدار العام، بمنتجات مختلفة، مثل القرنبیط ، والفاصولیا، والبندورة، وغیرها.

وتحظى هذه العین بشهرة، لاعتقادات تتعلق بقدرة میاهها على الشفاء من الأمراض الجلدیة، مثل الصدفیة، والجدری، باعتبار أنها ساهمت فی شفاء النبی أیوب نفسه من أمراضه المتعددة التی تحدثت عنها القصص الدینیة.

ویذکر نهاد البربراوی، أنه یأتی إلى العین أناس من مختلف المناطق الفلسطینیة، لاستغلال ما یعتقدونه من میزات شفائیة لمائها، فیغتسلون بها، ولیس من النادر، رؤیة بعضهم، وهو یضع غطاء على موقع العین، عادة ما یکون شادرًا، لکی یتمکن المریض أو المریضة من الاستحمام بماء العین، بعیدًا عن أعین المتلصصین، ومن بینهم جنود الاحتلال فی البرج العسکری.

ویعتقد الطفلان محمود وفراس کرجة، أن اغتسال المریض بالجدری بماء هذه العین، لا یضمن الشفاء فقط، بل عدم الإصابة بهذا المرض إطلاقًا، ویؤکدان ذلک بما حدث لأخیهما الأکبر سنا نائل، الذی شفی من الجدری بعد اغتساله بماء العین.

وتقع هذه العین، فی منطقة زراعیة، ولکنها تشهد نموًا عمرانیًا ملحوظًا، وان کان لیس کبیرًا، أدى إلى بناء مسجد فی المنطقة عام 2000، أطلق علیه اسم مسجد النبی أیوب.

وبناء المسجد، لیس التطور الوحید الذی حدث فی المکان، فبعد إغلاق شارع القدس-الخلیل، المؤدی إلى حلحول، من قبل سلطات الاحتلال، تم افتتاح طریق آخر التفافی، تبعد العین عنه نحو 50 مترًا.

وبسبب الموقع الاستراتیجی لبلدة حلحول التی ترتفع نحو 1027 مترًا عن سطح البحر، وهی بهذا أعلى منطقة مسکونة فی الأراضی الفلسطینیة سواء تلک  المحتلة عام 1948 أو المحتلة فی عام 1967، تم إنشاء مستوطنة یهودیة على أراضیها، عام 1984، أعطیت اسم (کرمی تسور)، ووصل عدد قاطنیها 623 مستوطنًا ومستوطنة، عام 2003، وفقًا لإحصاءات رسمیة إسرائیلیة، لکن الإجراءات الأمنیة والتوسعیة اکبر بکثیر مما یتطلبه هذا العدد من المستوطنین، وتواصل تمدد المستوطنة عبر بؤر استیطانیة، مثلما حدث فی 5-2-2001، بإقامة البؤرة الاستیطانیة (تسور شالیم) التی سکنتها فی البدایة 15 عائلة من المستوطنین الیهود، بعد مصادرة المزید من الأراضی التی تعود ملکیتها لأهالی بلدتی بیت أمر، وحلحول.

وخلال انتفاضة الأقصى، کانت هذه المستوطنة مسرحًا لإحدى العملیات الفلسطینیة التی توصف بالجریئة، عندما اقتحم الشاب احمد بدوی المسالمة، الذی خطط ونفذ عدى عملیات فدائیة سابقًا، متنکرًا بزی جندی إسرائیلی المستوطنة یوم 8-6-2002.

وتمکن المسالمة، من قتل مستوطنین وجندی واصاب آخرین، حسب المصادر الإسرائیلیة، وصمد فی وجه التعزیزات التی استدعیت للمستوطنة واخیرًا تمکن أحد الجنود من قتله.

وشکلت هذه العملیة مع عملیات أخرى إلهامًا لآخرین من المجموعات الفدائیة لتنفیذ عملیات وصفت بالنوعیة فی المستوطنات التی تحیط بالخلیل.

وردًا على هذه العملیة، تمت إقامة بؤرة استیطانیة جدیدة فی المکان بتاریخ 10-7-2002، أسمیت (کرمی تسور دروم).

وعین أیوب فی حلحول، لیست إلا واحدة من ینابیع وابار عدیدة، یعتقد الفلسطینیون أن النبی أیوب قد استحم فیها وشفی ومنها مثلاً: حمام الشفا فی القدس، وبئر أیوب فی سلوان، وعین النبی أیوب فی راس کرکر، وعین النبی أیوب فی خربثا، وعین النبی أیوب وبئر أیوب فی دیر أیوب، وعین أیوب شرق خربثا، وجمیع هذه المناطق تقع بین مدینتی رام الله ونابلس.

ویذکر الدکتور توفیق کنعان فی کتابه عن الأولیاء المسلمین فی الأراضی المقدسة الذی صدر بالإنکلیزیة عام 1927، أن أهل غزة یعتقدون أن النبی أیوب "قد شفی تمامًا عندما استحم بمیاه البحر یوم الأربعاء الذی یسبق عید الفصح الیونانی، ویسمى أربعة أیوب أو ابریة أیوب، وفی یوم الأربعاء المذکور یتم إحضار کل الغنم المصابة بالمرض إلى البحر لتغسل".

ولا شک انه یقصد بعید الفصح الیونانی، عید الفصح لدى الأرثوذکس، وهم فی فلسطین أغلبیتهم من العرب، ولکن تسیطر الأقلیة الیونانیة من رجال الدین على مقدرات طائفتهم.

ولا یعرف إذا کان مثل هذا التقلید ما زال متبعًا فی غزة أم لا؟، وهی التی یتعین علیها الان ان تتحلى بصبر أیوب، اکثر من الاهتمام بالتقالید الطبیة المنسوبة إلیه.

م/ن/25

 

 


| رمز الموضوع: 142550







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. القائد العام للجيش الإيراني: إيران اثبتت للعالم ان اي تهديد موجه ضدها سيواجه برد دقيق وماحق
  2. استقالة متحدثة باسم الخارجية الأمريكية بسبب الحرب على غزة
  3. باقري امام اجتماع مجموعة "بريكس": مفتاح الاستقرار واستتباب الهدوء في المنطقة يتمثل في وقف جرائم الكيان الصهيوني
  4. قائد حركة انصار الله: الأمريكي هو شريك للعدو الإسرائيلي في كل جرائمه الفظيعة ضد الشعب الفلسطيني
  5. الفصائل الفلسطينية تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح الاحتلال رفح
  6. ارتفاع عدد الصحفيين الشهداء منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة إلى 141
  7. قيادي في حماس: عملية طوفان الأقصى حققت أبعادها السياسية والاستراتيجية والإنسانية
  8. القوات المسلحة اليمنية : استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين في خليج عدن وسفينة إسرائيلية في المحيط الهندي
  9. بعد استقالة حاليفا.. "تأثير الدومينو" يلحق قيادات الجيش الصهيوني
  10. بيان إيراني باكستاني مشترك ضد الكيان الصهيوني
  11. خلال استقباله حشدا من العمال في انحاء البلاد.. قائد الثورة الإسلامية: جميع الشعوب تدعم فلسطين / الارهابيون الحقيقيون هم من يقصفون الشعب الاعزل في غزة
  12. قيادي في "حماس" : لدى الحركة نحو 30 أسيرا من الجنرالات وضباط الشاباك
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)