qodsna.ir qodsna.ir

جریمة إحراق المسجد الأقصى

تمر ذکرى جریمة إحراق المسجد الأقصى. وما تزال الجریمة الصهیونیة تحفر فی الأذهان ذکرى ألیمة فی تاریخ الأمة المثخن بالجراح ، هی محطة ظلام کبیرة ووصمة عار لا تغسلها سوى جحافل التحریر المنتظرة لبیت المقدس.

ففی 21/8/1969 قام الإرهابی الیهودی الأسترالی «دینیس مایکل» وبدعم من العصابات الیهودیة المغتصبة للقدس بإحراق المسجد الأقصى المبارک فی جریمة تعتبر من اکثر الجرائم ایلاماً بحق الأمة وبحق مقدساتها.

المجرم الأسترالی «دینیس مایکیل» قام بإشعال النیران فی المسجد الأقصى، فأتت ألسنة اللهب المتصاعدة على أثاث المسجد المبارک وجدرانه ومنبر صلاح الدین الایوبی.. ذلک المنبر التاریخی الذی أعده القائد صلاح الدین لإلقاء خطبة من فوقه لدى انتصاره وتحریر لبیت المقدس، کما أتت النیران الملتهبة فی ذلک الوقت على مسجد عمر بن الخطاب ومحراب زکریا ومقام الأربعین وثلاثة أروقة ممتدة من الجنوب شمالا داخل المسجد الأقصى.

و بلغت المساحة المحترقة من المسجد الأقصى أکثر من ثلث مساحته الإجمالیة، حیث احترق ما یزید عن 1500م2 من المساحة الأصلیة البالغة 4400م2 وأحدثت النیران ضررا کبیرا فی بناء المسجد الأقصى المبارک وأعمدته وأقواسه وزخرفته القدیمة، وسقط سقف المسجد على الأرض نتیجة الاحتراق وسقط عمودان رئیسان مع القوس الحامل للقبة کما تضررت أجزاء من القبة الداخلیة المزخرفة والمحراب والجدران الجنوبیة وتحطم 48 شباکا من شبابیک المسجد المصنوعة من الجبص والزجاج الملون، واحترق السجاد وکثیر من الزخارف والآیات القرآنیة.

وقد کانت جریمة إحراق المسجد الأقصى من أبشع الاعتداءات بحق الحرم القدسی الشریف، کما کانت خطوة یهودیة فعلیة فی طریق بناء الهیکل الیهودی المزعوم مکان المسجد الأقصى وکانت الکارثة الحقیقیة والصدمة التی أعقبت هذا الاعتداء الآثم أن قامت محاکم الکیان الصهیونی بتبرئة ساحة المجرم الاسترالى بحجة أنه «مجنون» !! ثم أطلقت سراحه دون أن ینال أی عقوبة أو حتى إدانة!!

وصرح المجرم «دینیس مایکل» لدى اعتقاله أن ما قام به کان بموجب نبوءة فی سفر زکریا مؤکدا أن ما فعله هو واجب دینی کان ینبغی علیه فعله، وأعلن أنه قد نفذ ما فعله کمبعوث من الله!!

وعلى الرغم من أن الدلائل وآثار الحریق کانت تشیر إلى تورط مجموعة کاملة فی الجریمة وأن هناک شرکاء آخرین مع الیهودی المذکور إلا أن قوات الأمن الصهیونیة لم تجر تحقیقا فی الحادث ولم تحمل أحدا مسؤولیة ما حدث وأغلقت ملف القضیة بعد أن اکتفت باعتبار الفاعل مجنونا!!

ویقول الیهود إن «تیطس» قد دمر الهیکل الثانی الذی یزعمون أنه کان مقاما مکان المسجد الأقصى فی 21/8/70م ولذلک فإن هذا التاریخ یمثل ذکرى حزینة لدیهم ، ولذلک لدیهم الدافع لارتکاب اعتداءات ضد المسلمین وضد المسجد الأقصى للإسراع فی بناء الهیکل الثالث المزعوم، ولهذا یلاحظ أن الاعتداءات الیهودیة عادة ما تزداد فی شهر آب اغسطس من کل عام منذ احتلال الیهود لأرض فلسطین!!

ولم یکتف الیهود باحراق المسجد الاقصى قبل 31 عاما، کما لم تکن جریمة الاحراق حدثا عابرا، بل کانت خطوة على طریق طویل یسیرون فیه.

ن/25

 

 


| رمز الموضوع: 142538