مؤتمر عالمی للیهود بالقدس یمنع المسلمین من دخولها

یُنتظر أن تتدفق مئات الوفود الیهودیة المتطرفة من أنحاء العالم على المدینة نهایة الشهر الجاری للمشارکة بمؤتمر لدعم إسرائیل، فی حین تمنع سلطات الاحتلال السکان المقدسیین والفلسطینیین عموما من الوصول إلى القدس والصلاة فی المسجد الأقصى.

ویتوقع أن یصل القدس الأیام الثلاثة القادمة أکثر من أربعمائة وفد من أکثر من ثمانین دولة یمثلون یهود العالم، للمشارکة یومی 26 و27 من ینایر فی "مؤتمر الیهود العالمی" الذی تأسس فی جنیف عام 1936 تحت شعار "دعم إسرائیل بحربها على الإرهاب".

وعبرت شخصیات إسلامیة عن رفضها لإجراءات الاحتلال الهادفة إلى تهوید المدینة المقدسة وتغییر معالمها، وطالبوا بحملات إعلامیة ودبلوماسیة لفضح نوایا الاحتلال ومحاولات سیطرته على المدینة.

ویصف مفتی القدس والدیار الفلسطینیة ما یحدث بأنه "استفزاز ومحاولات لفرض الأمر الواقع دون وجه حق" معبرا عن رفضه لمثل هذا المؤتمر وهذا التجمع "الذی من شأنه أن یزید الکراهیة ویثیر الفتن بالمنطقة خاصة إذا کان الأمر یتعلق بالمدینة المقدسة".

وطالب الشیخ محمد حسین الشعب الفلسطینی والأمة العربیة والإسلامیة بأن "تتصدى لکل هذه الأمور لیس فی الإعلام فحسب وإنما بالوسائل الدبلوماسیة والسفارات والمؤتمرات وغیرها".

کما أشار إلى أن اختیار القدس عاصمة للثقافة العربیة العام الجاری یستوجب من الجمیع "إبراز المدینة بجمیع جوانبها التاریخیة والحضاریة والسکانیة والترکیز على الحقوق المشروعة والثابتة للشعب الفلسطینی والشعوب الإسلامیة".

و أکد أیضا "وضوح الحق مهما کانت المؤتمرات والمحاولات الیهودیة" مشیرا إلى أن "الدعایة الصهیونیة بدأت قبل أن یقوم الکیان الصهیونی، وکانت تمهد لإقامة وطن للیهود، وهذه المؤتمرات تأتی فی نفس السیاق لکن حقائق الواقع والتاریخ تنفی مزاعمهم".

من جهته؛ یقول الأمین العام للهیئة الإسلامیة المسیحیة لنصرة القدس إنه فی الوقت الذی تمنع فیه سلطات الاحتلال أبناء القدس والفلسطینیین من حملة الهویة الزرقاء من دخول البلدة القدیمة، تسمح لیهود العالم بذلک. وأکد أن الاحتلال ما زال یشن حربا على الأرض المقدسة وإن توقف العدوان. 

وحذر د. حسن خاطر من نتائج هذا التدفق المحموم على القدس لدعم من قتلوا الأطفال والنساء بغزة، وتأجیج الکراهیة الدینیة.

وقال أیضا إن تغاضی أعداد کبیرة من ممثلی یهود العالم عن جرائم الاحتلال ضد الأطفال والمدنیین فی قطاع غزة، والتوافد لتأیید ودعم تل أبیب ضد ما أسموه "الهجمات الإسلامیة على إسرائیل" سیؤدی حتما إلى "تصعید خطیر فی المنطقة وتنام کبیر لمشاعر الکراهیة ویهیئ الأجواء لحرب دینیة واسعة".

وحذر الأمین العام من "محاولة ابتزاز مواقف الشعوب الأوروبیة التی دعمت غزة فی مواجهة العدوان الإسرائیلی" وذلک بالعزف على وتر "معاداة السامیة" واتساع هذه الموجات بالدول الأوروبیة وباقی دول العالم.

وأضاف أن عقد الجمعیة العامة لهذا المؤتمر بقلب القدس لتقدیم الدعم لدولة الاحتلال على ما ارتکبته فی غزة لن یخدم یهود العالم ولن یساعد على الحوار بین أتباع الدیانات السماویة، بل سیؤدی إلى تأجیج مشاعر الکراهیة على أساس الانتماء الدینی والعصبی ولیس على أساس الحق والباطل.

م/24