السبت 18 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

کل الدلائل تشیر إهمال متعمد للقدس

من له أذنان للسماع فلیسمع ..  کل الدلائل تشیر.. اهمال متعمد للقدس!!!

  

القدس أصبحت هاجسی الکبیر بل ربما هاجسی الوحید، وکیف لا وأنا وأبناء القدس نتأکد مع طلوع کل فجر جدید بأن القدس فی طریقها الى الضیاع بل ربما قد ضاعت فعلاً، وبأن حلم القدس عاصمة الدولة الفلسطینیة، الذی هو مصدر الصبر والتحمل الوحید لدینا والأمل الذی یکاد أن یخبو بین لحظة وأخرى والقشة التی نتعلق بها،  أن هذا الحلم بات حلماً لیس إلا ..

هل تلوموننی على تشاؤمی هذا؟! بل هل تلومون تشاؤم أبناء القدس ونحن نرى أن القدس تضیع منا.. یُنتهش جسدها کل یوم بل کل لحظة، فحتى الأصوات التی کانت تعلو وتعلو أخذت تخبو وکأن الناس قد تعبوا من الحدیث ومن الصراخ ومن الحث على التحرک من أجل القدس وقد وجدوا أن لا حیاة لمن تنادی ..

لا تستغربوا ولا تتعجبوا من موقفی هذا فالدلائل کلها تشیر الى حقیقة ما أقول وبأنی لا أهول الأمور وأضخمها فکل یوم هناک دلیل جدید على أننا قد وصلنا الى وضع یائس بائس فی موضوع القدس، وبأن الجمیع یتجاهلون، وعن عمد، ما یجری فی المدینة.. ففی الثانی من هذا الشهر أصدر آفی دیختر وزیر الامن الداخلی الاسرائیلی، قراراً باغلاق مکتب مجلس الاسکان الفلسطینـی فی القدس لینضم الى عشرات المؤسسات التی أغلقتها سلطات الاحتلال، ولتخسر المدینة احدى مؤسساتها الفاعلة النشیطة التـی هدفها مساعدة المقدسیین وتثبیت وجودهم حیث یقوم المجلس بمنح قروض میسرة لمن یملک تراخیص بناء ساریة المفعول..

کنا نتوقع مع اغلاق هذه المؤسسة الحیویة أن تکون هناک ردود فعل قویة على هذا الاجراء الذی یستهدف التضییق على المقدسیین واغلاق مؤسساتهم بحجة أو بأخرى أو ترحیلها الى خارج القدس عن طریق الضغوطات الضریبیة الباهظة والاجراءات الشدیدة التی تتخذ بحقها . کنا نتوقع أن تقوم الدنیا ولا تقعد على هذا الاجراء، ولکن وللأسف وکأن الأمر لا یعنـی أحد، فلم نلمس أی تحرک ضده وحتى لم نسمع مجرد اعتراض أو کلمة احتجاج أو حتى استنکار لاغلاق هذه المؤسسة الحیویة التی یشهد لها القاصی والدانی بمدى مساعدتها للمواطنین المقدسیین وخدماتها فی تثبیت وترسیخ وجودهم فی المدینة المقدسة.. ألیس هذا بدلیل على عدم الاهتمام بالقدس بل على الاهمال المتعمد والمقصود لها ..

ولیس هذا فحسب، ففی الوقت الذی تغلق فیه سلطات الاحتلال المؤسسات المقدسیة، وتستخدم کل الأسالیب والوسائل لتهجیر مواطنی القدس عنها، فانها لم تأل جهداً فی استکمال مخطط تهوید المدینة المقدسة حیث کشفت السلطات الاسرائیلیة عن مخطط استیطانی جدید فی القدس لینهش مع المستوطنات الأخرى من أراضیها الآلاف من الدونمات تلو الآلاف، فقد أعلنت بلدیة القدس مؤخراً عن موافقة لجنة تخطیط مدنی اسرائیلیة على مشروع لبناء 920 مسکنا جدیدا فی حی "هار حوما" الاستیطانی الذی یسکنه أکثر من عشرة آلاف شخص والذی هو جزء من مخطط لبناء 40 ألف منزل جدید خلال السنوات العشر المقبلة فی القدس الشرقیة، والذی تحدثت عنه فی العدد قبل الأخیر، وبموافقة وزارة الاسکان الاسرائیلیة بحسب تصریحات مسؤول فی الوزارة. وأیضاً لم نشهد أیة ردة فعل على هذا المخطط والذی سبقه وسبقه سوى بعض الاستنکارات الخجولة التی لا تتعدى أصابع الید الواحدة!!  ألیس هذا أیضاً دلیلاً واضحاً على الاهمال المتعمد والمقصود للمدینة؟!

فماذا جرى لکم؟! وأین أنتم مما یحدث؟!

ان اصرار سلطات الاحتلال على تنفیذ  هذه المخططات الاستیطانیة الخطیرة وغیرها وغیرها رغم تعهدها فی مؤتمر أنابولیس للسلام بوقف کافة نشاطاتها الاستیطانیة فی الضفة الغربیة، واغلاقها مجلس الاسکان وغیره من المؤسسات لهی دلائل أخرى على أن اسرائیل لم تکن لتنفذ مثل هذه المخططات أو هذه الاغلاقات لو وجدت من یعترض علیها ولولا – وبکل أسف أقول- لولا القبول والرضى المخفی للأمر الواقع بأن القدس الموحدة بأکملها هی العاصمة "الأبدیة " لاسرائیل،  وبأننا کما سبق وقلتها - وسأظل أقولها الى أن ألمس غیر ذلک – بأنه تم القبول  بـ"أبو دیس الشریف" أو "رام الله الشریف" أو... عاصمة لدولتنا..

هذا هو الواقع المأساوی للحال الذی وصلنا الیه ، وقد سمعت من أحد أعضاء اللجان التی انبثقت عن المؤتمر الشعبی للقدس بأن تلک اللجان مجرد واجهة ومناصب ومراکز لیضع فلان فی سیرته الذاتیة بأنه عضو اللجنة الفلانیة أو العلانیة .. فاجتماع لمرة واحدة فقط عُقد لبعض تلک اللجان وبأجندة مفروضة علیها وحتى بعضها ربما لم تجتمع بالمرة ، .. ألیس هذا هو قمة المأساة وقمة الضحک على ذقون المقدسیین بأن هناک من یعمل من أجلهم.. فاذا کنا لم نسمع حتى اعتراضات من تلک اللجان على اغلاق مجلس الاسکان أو على المخططات الاستیطانیة، فلماذا هی تلک اللجان وما هو عملها .. أخبرونا فنحن نرید أن نستنیر ... فلعلنا لسنا على اطلاع ولسنا على معرفة بما یجری .. ولکن یبدو أنه لیس هناک من شیء لنطلع علیه، وهذا أکبر دلیل على أن ما أقوله لیس تشاؤماً أو تهویلاً للأمور ..

أعلن أن القدس ستکون عاصمة الثقافة العربیة للعام 2009 وهذا شیء جمیل یعطی بارقة أمل، حتى ولو أن القدس ما زالت تحت الاحتلال وبأن الفعالیات ستکون خارج القدس وحتى خارج البلاد، ولکن على الأقل ربما تکون الموقظ للعالم العربی والاسلامی لیتذکروا بأن القدس تئن تحت سیاط محتلیها وتحت جراح مهملیها وخاذلیها فیسارعوا الى العمل من أجل القدس ومن أجل مواطنیها الذین یعانون الأمرین وهم یحاولون الصمود فی وجه محاولات تهجیرهم وتهوید مدینتهم ..

وکل ما أخشاه أن لا یستیقظ أحد من هؤلاء لتتم فیهم نبوءة النبی اشعیا التی تحدث عنها السید المسیح (له المجد) کما وردت فی انجیل متى (13:15) – قالها فی العبرانیین – ولکنها تنطبق علیهم:

"فقد غَلُظَ قَلبُ هذا الشَّعب وأَصَمُّوا آذانَهم وأَغمَضوا عُیونَهم لِئَلاَّ یُبصِروا بِعیونِهم ویَسمَعوا بِآذانِهم ویَفهَموا بِقُلوبِهم ...".

(  بقلم ندى الحایک خزمو الکاتبة والصحافیة فی مجلة البیادر المقدسیة )

ن/25

 

 


| رمز الموضوع: 142515







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. القائد العام للجيش الإيراني: إيران اثبتت للعالم ان اي تهديد موجه ضدها سيواجه برد دقيق وماحق
  2. استقالة متحدثة باسم الخارجية الأمريكية بسبب الحرب على غزة
  3. باقري امام اجتماع مجموعة "بريكس": مفتاح الاستقرار واستتباب الهدوء في المنطقة يتمثل في وقف جرائم الكيان الصهيوني
  4. قائد حركة انصار الله: الأمريكي هو شريك للعدو الإسرائيلي في كل جرائمه الفظيعة ضد الشعب الفلسطيني
  5. الفصائل الفلسطينية تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح الاحتلال رفح
  6. ارتفاع عدد الصحفيين الشهداء منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة إلى 141
  7. قيادي في حماس: عملية طوفان الأقصى حققت أبعادها السياسية والاستراتيجية والإنسانية
  8. القوات المسلحة اليمنية : استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين في خليج عدن وسفينة إسرائيلية في المحيط الهندي
  9. بعد استقالة حاليفا.. "تأثير الدومينو" يلحق قيادات الجيش الصهيوني
  10. بيان إيراني باكستاني مشترك ضد الكيان الصهيوني
  11. خلال استقباله حشدا من العمال في انحاء البلاد.. قائد الثورة الإسلامية: جميع الشعوب تدعم فلسطين / الارهابيون الحقيقيون هم من يقصفون الشعب الاعزل في غزة
  12. قيادي في "حماس" : لدى الحركة نحو 30 أسيرا من الجنرالات وضباط الشاباك
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)