السبت 11 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

باحث صهیونی یحرف تاریخ قلعة صلاح الدین فی العقبة

صرح عبد الرحیم ریحان مدیر منطقة آثار دهب وهو باحث دکتوراه فى تاریخ وآثار سیناء موضحاً أن قلعة صلاح الدین بجزیرة فرعون والتی تقع عند رأس خلیج العقبة على بعد 8کم من مدینتى العقبة وإیلات مساحتها 325م من الشمال للجنوب 60م من الشرق للغرب وتبعد عن شاطئ سیناء 250م والقلعة تقع فوق تلین کبیرین تل شمالى وتل جنوبى کل منهما تحصین قائم بذاته قادر على الدفاع فى حالة حصار الآخر بینهما سهل أوسط  ویحیط بهما سور خارجى کخط دفاع أول للقلعة.

ولقد تعمّد الإسرائیلیون أثناء احتلال سیناء تزویر تاریخ القلعة حیث ذکر الباحث الإسرائیلى

 Alexande flinder الذى قام بأعمال مسح أثرى حول جزیرة فرعون عام 1968م بمجموعة من الغواصین البریطانیین والإسرائیلیین وترکزت الأعمال البحریة  فی المساحة بین الجزیرة والبر ونشر بحثه عام 1977م فى مجلة the international journal of nautical archaeology and  Underwater Exploration

نشر بحثا یعد هو المصدر الأساسى فى الغرب عن جزیرة فرعون وهو مصدر معلومات المرشدین الیهود لزوار قلعة صلاح الدین من إیلات من جنسیات مختلفة وکذلک بعض المرشدین المصریین والأجانب بالقلعة  .

یذکر Flinder   أن جزیرة فرعون کانت میناء ومرسى قدیم أیام نبى الله سلیمان ولقد شهد شمال خلیج العقبة نشاط بحرى هائل وأن الکتاب الأول للملوک یذکر أن ( الملک سلیمان صنع أسطول من السفن فى عصیون جابر وهى بالإضافة إلى إیلوث تقع على شاطىء البحر الأحمر فى ارض أدوم ) بالتالى فإن جزیرة فرعون کما یزعم ، هى عصیون جابر المذکورة فى التوراة واعتمد على أشیاء غیر علمیة تم دحضها بالکامل ومنها  أن السور الدفاعى المحیط بالجزیرة مکون من کتل حجریة کبیرة وهى من سمات التحصینات الیهودیة  کما عثر بالجزیرة  على قطع Slag وهى قطع معادن ناتج عملیات صهر الحدید أرخها  لعصر الحدید الأول المبکر وإنها دلیل على نشاطات لصهر حدید  تتوافق مع عصر الملوک فى إسرائیل.

وأضاف : ولقد ضحدت شخصیا کل هذه الأکاذیب بأدلة علمیة تؤکد بناء صلاح الدین الأیوبى لهذه القلعة وأنه لا وجود لعصیون جابر المزعومة أولاً لأن وصف التوراة نفسها لمیناء عصیون جابر (هذا لو افترضنا جدلاً وجود میناء بهذا الاسم) لم یشر من قریب أو بعید إلى جزیرة فرعون کما أن أراء علماء الآثار فى تحدید المکان متضاربة وغیر مؤکدة  .

أما بالنسبة للنقطة الثانیة وهى أن السور الدفاعى بالجزیرة من سمات التحصینات الیهودیة فإن Flinder  یناقض نفسه ویذکر ان التحصین غیر مقصور على ملوک الیهود فقط فمن الممکن أن یکون متأخر عن القرن الأول المیلادى ، کما انه لا یوجد أسلوب ممیز للتحصینات الیهودیة فى عهد نبى الله سلیمان لأنه لا یوجد أى تحصینات باقیة من عهد نبى الله سلیمان حتى ما یزعمون أنه هیکل سلیمان .

وقد قمت بإجراء بحث أثبت فیه أنه لا وجود لهذا الهیکل المزعوم وفى هذا یطرأ على أذهاننا سؤال یطرحه Flinder  نفسه هل کان نبى الله سلیمان فى حاجة لتحصین الجزیرة ؟ وضد من ؟ وعلاقات نبى الله سلیمان کانت سلمیة مع کل جیرانه .

ولا یوجد دلیل أثرى واحد  بالجزیرة یثبت صحة ذلک بل یوجد الدلیل الأثرى على أن هذا السور أنشأه القائد صلاح الدین لتحصین القلعة ضد غارات الصلیبیین وهو نص تأسیسى خاص بالسور عثر علیه فى الحفائر التى قامت بها منطقة آثار جنوب سیناء للآثار  الإسلامیة والقبطیة عام 1989م  فى التحصینات الخاصة بالسور بالجهة الجنوبیة الغربیة قرب البحیرة الداخلیة وهى لوحة من الحجر الجیرى مکتوبة بالخط النسخى المنقط فى خمسة أسطر بها اسم منشئ هذا السور فى عهد صلاح الدین وهو على بن سختکمان الناصرى العادلى فى أیام الملک الناصر صلاح الدین بتاریخ شهر المحرم سنة أربعة وثمانون وخمسمئه هجریة .

وأما  العثور على قطع معادن ناتج عملیات صهر حدید Slag  ویزعم Flinder أنها تعود لعصر الحدید الأول المبکر الذى یتوافق مع عصر الملوک فى إسرائیل فهذا دلیل ضده لکشف العدید من قطع الحدید هذه فى  حفائر موسم 88- 1989م   فى منطقة بالسهل  الأوسط بالجزیرة وهى ناتج عملیات تصنیع داخل فرن عثرنا عند مدخل هذا الفرن على النص التأسیسى الخاص به  وهى لوحة من الحجر الجیرى 48× 30سم مکتوبة بالخط النسخى المنقط من ستة أسطر بها اسم منشئ هذا الفرن فى عهد صلاح الدین وهو أیضاً  على بن سختکمان وتاریخ تسعة شوال سنة ثلاث وثمانین وخمسمائة هجریة وفى هذا الفرن وجد کم من التبر لمعادن منصهرة  وتم کشف حوض صغیر بجوار الفرن لوضع المعادن  الساخنة لیتم تبریدها ومصطبة أمام الفرن وجد بها کم من الرماد مختلط بقطع     Charcoal وهو الفحم المستخدم فى الفرن إذاً فمن الطبیعى أن هذه فرن لتصنیع أسلحة تخدم جیوش المسلمین الواردة بالنص وسلطانهم الذى أخذ على عاتقه نصرة الإسلام والمسلمین . 

واعترف  Flinder بنفسه فى نهایة بحثه بأنه فى غیاب الحفائر المنظمة فإن کل هذه الآراء تصبح تخمینیة  بعد أن صال وجال وبنى قصوراً فوق رمال ناعمة ، ونرد علیه بأنه فى ظل الحفائر المنظمة جاء التأریخ القاطع للمنشئات على جزیرة فرعون من خلال ما تم اکتشافه وهذا لیس بغریب على قائد ذو فکر استراتیجى عسکرى استغل سیناء وأنشأ بها التحصینات العسکریة مثل قلعة الجندى برأس سدر وقلة طابا وکان له طریق حربى بسیناء وانشأ عدد کبیر من السفن استخدمها فى مهاجمة أیلة (العقبة حالیاً)حتى سقطت فى قبضته عام 566هجریة 1170م ولیؤمّن حدود مصر الشرقیة ضد هجمات الصلیبیین بدأ فى إنشاء قلعة طابا منذ ذلک الوقت .

تحوى القلعة عناصر دفاعیة تتمثل فى سور خارجى کخط دفاع أول یخترقه 9 أبراج دفاعیة ثم تحصینین شمالى ویخترقه 14 برج من بینها برج للحمام الزاجل وتحصین جنوبى صغیر ولکل تحصین سور دفاعى کخط دفاع ثانى ویخترق هذه الأسوار مجموعة من الأبراج بها مزاغل للسهام على شکل مثلث متساوى الساقین فى المواجهة وقائم الزوایا فى الجوانب لإتاحة المراقبة من کل الجهات وتمثّل فى هذا البناء التفاعل بین الإنسان والبیئة باستخدام أحجار تم تقطیعها من التل المبنیة علیه القلعة واستخدام خامات محلیة فى البناء ومونة من الطمى ناتج السیول فى المنطقة وتشمل القلعة عناصر إعاشة من غرف للجنود وفرن لصناعة الخبز ومخازن غلال وخزانات میاه وحمام بخار وأماکن لإقامة الشعائر الدینیة وهو مسجد القلعة وعلیه لوحة تأسیسیة باسم بانى المسجد حسام الدین باجل بن حمدان.

و تمثّل القلعة قیمة تاریخیة هامة حیث کانت تحمى الطریق الحربى وطریق الحج المصرى القدیم عر سیناء وکان لها دور هام فى الحروب الصلیبیة فحین حاصرها الأمیر أرناط صاحب حصن الکرک 1182م بقصد إغلاق البحر الأحمر فى وجه المسلمین واحتکار تجارة الشرق الأقصى والمحیط الهندى بالاستیلاء على أیلة شمالاً وعدن جنوباً أرسلت الحامیة الموجودة بالقلعة رسالة إلى القیادة المرکزیة بالقاهرة عبر الحمام الزاجل وهناک برج للحمام الزاجل داخل القلعة فتصدى له العادل أبو بکر أیوب بتعلیمات من أخیه صلاح الدین فأعد أسطولاً قویاً فى البحر الأحمر بقیادة الحاجب حسام الدین لؤلؤ متولى الأسطول بدیار مصر فحاصر مراکب الفرنج وأحرقها وأسر من فیها وتعقبها حتى شواطئ الحجاز وکانت تمهیداً لموقعة حطین معرکة الکرامة والعزة واسترداد الحقوق العربیة والإسلامیة بفلسطین وحدیثاً تمثّل القلعة قیمة سیاحیة حیث تستقبل وفود من مصر والعقبة وإیلات ویزورها کبار الشخصیات ورؤساء الدول وتشرف على حدود 4 دول السعودیة والأردن وفلسطین ومصر  .

م/ ن/25

 


| رمز الموضوع: 142513







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. المتحدث باسم الحرس الثوري يفند مزاعم الحاق اضرار بمفاعل ديمونة جراء الرد العسكري الايراني
  2. تعقيبا علي الهجوم المركب بالصواريخ الموجّهة ‏والمسيّرات الانقضاضية إعلام الاحتلال يقر بصعوبة تعامل جيش الاحتلال مع مسيّرات حزب الله
  3. حزب الله يستهدف مقر قيادة في "عرب العرامشة".. والاحتلال يعترف بإصابات بالغة
  4. حماس: الرد الإيراني يؤكد أن وقت عربدة الكيان الصهيوني كما يريد بلا حساب قد انتهى
  5. الرئيس الايراني خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي: سنرد على أي عمل ضد مصالح إيران بقوة أكبر وأوسع وأكثر ايلاما مقارنة بردنا السابق
  6. المرجع الديني آية الله جوادي آملي يشيد بعملية "الوعد الصادق" ضد الكيان الصهيوني
  7. الكشف عن مقبرة جماعية بغزة / قوات الاحتلال أعدمت الشهداء ودفنتهم في باحة مجمع الشفاء
  8. "الجهاد الإسلامي" تشيد بالرد العسكري الإيراني واستهداف مواقع عسكرية داخل الكيان الصهيوني
  9. في اتصال هاتفي مع وزير خارجية بريطانيا امير عبداللهيان: لو اقدمت "اسرائيل" على أي مغامرة، فإن ردنا سيكون عاجلا وأوسع وأكثر اقتدارا
  10. المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: الكيان الصهيوني سيتلقى ردا أقوى بـ10 أضعاف إذا واصل ممارساته الشريرة
  11. انعقاد ندوة "تداعيات وأبعاد معاقبة الكيان الصهيوني" الرد الإيراني العقابي على الكيان الصهيوني كان تطورا كبيرا ومصيريا وستتضح آثاره مع مرور الوقت / إسرائيل أصبحت عبئاً على الغرب وأمريكا
  12. تفاصيل رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار في غزة
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)