اجتیاح استیطانی شامل للقدس وهجمة مرکزة علی الاحیاء القدیمة لتهویدها وتهجیر سکانها

وفی ذلک الاطار یتعرض حی سلوان الملاصق لاسوار الحرم القدسی الشریف لهجمة استیطانیة شرسة لتهویده، والسیطرة على عشرات المنازل بداخلیه اضافة لحفر انفاق فی تلک المنطقة.

ویطالب اهالی سلوان السلطة الفلسطینیة والعالمین العربی والاسلامی بدعمهم للوقوف فی وجه الجماعات الاستیطانیة والمستوطنین الذین باتوا یتجولون لیل نهار فی ذلک الحی القدیم من احیاء القدس.

ولم یکتف المستوطنون بالسیطرة على بعض منازل سلوان والاستیلاء علیها بذرائع مختلفة بل باتوا یحفرون الانفاق تحت بیوت اهالی تلک القریة الملاصقة للحرم القدسی لتخریبها ومن ثم الاستیلاء علیها بحجة انها باتت منازل خطیرة على حیاة ساکنیها.

وعن المطامع الاستیطانیة فی سلوان قالت المواطنة سمیرة صیام من سلوان :لا تکتفی شرکة العاد الاستیطانیة فی قریة سلوان بالاستیلاء على المزید من العقارات والاراضی بل امتد عدوانها الى عمل حفریات وفتح أنفاق تحت بیوت القریة، تلک البیوت التی یمنع أصحابها من اجراء أی ترمیمات فیها حتى لو تصدعت أو انهارت على رؤوسهم نتیجة الحفریات، بدعوى أنه ممنوع البناء او التصلیح فی هذه القریة، بالمقابل البیوت التی یستولی علیها المستوطنون فی القریة یحق لهم ترمیمها واضافة ما یریدون من غرف، الله أکبر على هذه الدولة وهذا القانون .

واعتقلت سلطات الاحتلال فی الاونة الاخیرة العدید من شباب سلوان بسبب تصدیهم للمستوطنین الذین باشروا العمل فی حفر انفاق تحت منازل المواطنین.

وعن محاولات هؤلاء الشبان التصدی للمستوطنین اوضحت المواطنة صیام بأن المستوطنین قاموا خلال الاونة الاخیرة بحفر نفق فی ارض المواطن محمد عطاالله صیام والواقعة فی حی وادی حلوه تحت بیوت القریة وعندما عرف شباب الحی ما یقوم به المستوطنون، قاموا بتنظیم أنفسهم دون أی انتماءات لأی جهة کانت، واستطاعوا التشویش على عمل المستوطنین حتى أنهم أجبروهم عدة مرات على وقف العمل رغم مساندة الجیش الاسرائیلی والشرطة لهم .

وتابعت صیام تقول تصدی شباب الحی بأجسادهم للمستوطنین وشرطة الاحتلال عدة مرات. وأقاموا منذ حوالی أسبوعین خیمة اعتصام یتواجد فیها یومیا شباب الحی ویزورها باستمرار بعض المسؤولین الفلسطینیین، وناشطون اسرائیلیون من دعاة السلام.

وحسب صیام فان شباب سلوان الذین یواجهون الجماعات الاستیطانیة استطاعوا الحصول على معلومات تفید ان عمل المستوطنین یمول من قبل شرکة العاد الاستیطانیة لعمل أنفاق تصل الى الانفاق التی تم حفرها تحت المسجد الأقصى، وأن موضوع الحفریات الأثریة مجرد کذبة لیس الا .

وتقدم المحامی سامی ارشید بطلب وقف العمل لعدم قانونیته ولکن المحکمة الاسرائیلیة لم تصدر أی قرار بوقف العمل، وعلیه قام شباب الحی بتحذیر المستوطنین والعمال الذین یعملون بالحفر من الاستمرار فی الحفر.

واوضحت مصادر محلیة فی سلوان بان بعض البیوت المجاورة للارض التی تحفر فیها الانفاق قد تضررت.

ومن جهتها اوضحت صیام التی تنشط فی التصدی للجماعات الاستیطانیة بان المنازل التی تضررت وبعضها أصبح بناء خطرا یمنع أصحابها من اجراء ترمیمات فیها، بل والأدهى من ذلک أن القانون الاسرائیلی یجبر أصحاب هذه البیوت التی تضررت أن یصلحوها على حسابهم الخاص ولکن لیس قبل الحصول على ترخیص ترمیم من بلدیة القدس الاحتلالیة وهی لا تعطی تراخیص ترمیم ولا بناء فی قریة سلوان واذا رممت العائلة البناء دون ترخیص فسوف یتم هدم البناء بدعوى عدم الترخیص، وهکذا تقع سلوان فریسة فی مخالب المستوطنین .

وعلى نفس الصعید اوضحت صیام بان سلطات الاحتلال تصدر امرا للعائلات التی تتضرر منازلها نتیجة الحفریات الاستیطانیة بمغادرة المنزل کونه اصبح بناء خطرا .

وعن تلک القضیة تقول صیام یصدر قرار من سلطات الاحتلال یجبر العائلة على اخلاء المنزل خلال 14 یوم بدعوى أنه بناء خطر واذا لم یستجب المالک لهذا القرار یغرم عن کل یوم تأخیر مبلغا من النقود، حتی یستصدر قرار باخراجه من المنزل عنوة. لذلک فالکثیر من العائلات التی تتضرر بیوتها لا تعلن عن الضرر الذی یلحق بمنزلها خوفا من أن تجبر على ترکه ویستولی علیه المستوطنون الذین تسلمهم ایاه الحکومة الاسرائیلیة وبعد ذلک تقوم بتمویل المستوطنین بما یحتاجون من نقود لترمیم المنزل والسکن فیه .

واختتمت صیام حدیثها عن الممارسات الاسرائیلیة للسیطرة على الاحیاء القدیمة من القدس وتهویدها بالقول هذه دولة القانون والدیمقراطیة یا عالم .

وفی ظل تقاعس المحاکم الاسرائیلیة عن اصدار قرار لوقف عمل الجماعات الاستیطانیة فی سلوان قرر الاهالی أن یأخذوا زمام الامور بأنفسهم فقاموا فی صبیحة یوم الاحد الماضی بانتظار المستوطنین والعمال الذین یعملوا معهم ومنعوهم ان یدخلوا الارض المستهدفة بحیث وصلت الامور الى عراک بین شباب حی واد حلوة وناشطین من الیسار الاسرائیلی من جهة وبین المستوطنین من جهة أخرى وما لبث أن حضرت قوة کبیرة من جیش وشرطة الاحتلال ، تم على اثرها اعتقال صاحب الارض وجواد صیام وناشط السلام الاسرائیلی ورعنان الکسندر روبتش، بالمقابل لم یعتقل أی مستوطن رغم اعتراف الجهات الرسمیة کلها بأن حفر الانفاق لا یحمل الصفة القانونیة والقائم علیه شرکة العاد الاستطانیة بدون اذن من الجهات المختصة.

وبعد ان وجه للشباب الثلاث تهمة التحریض وزرع بذور الکراهیة للیهود ومخالفة القانون وامر باعتقالهم 24 ساعة فی معتقل المسکوبیة تم اعتقال مجموعة أخرى من شباب الحی منهم نهاد جمیل صیام، محمود البنا والاخوة نسیم وأحمد لطفی صیام وعمر أمین صیام وتم توقیفهم ووجهت الیهم تهم تدمیر وتخریب أشجار.

ومن جهتها أکدت الجبهة الاسلامیة المسیحیة أن المخططات الاسرائیلیة للسیطرة علی الأحیاء القدیمة فی مدینة القدس تأکید لعدم رغبة حکومة تل ابیب بالسلام.

وقال الشیخ الدکتور تیسر التمیمی قاضی القضاة عضو الجبهة ان اسرائیل صادقت علی بناء أکبر کنیس فی العالم على ساحة البراق فیما وافقت دائرة الآثار الاسرائیلیة على حفر نفق یمتد تحت أساسات الابنیة التاریخیة والذی یهدف الى هدم هذه الابنیة التاریخیة .

وأوضح أن قوات الاحتلال أصدرت قرار بهدم المسجد العمری فی ام طوبا بحجة بناء المسجد دون ترخیص بینما أنشات أکثر من 70 بؤرة استیطانیة فی الحی الاسلامی بالاضافة الى قیامها بحملات اعتقال لشباب مدینة القدس . ومن جهته قال الدکتور الاب عطالله حنا أن هناک مخططات للاستیلاء على الاحیاء فی البلدة الفدیمة من القدس والذی یؤکد أن اسرائیل لاترید السلام حیث انها تحدثنا عن السلام وما تقوم به على الأرض هو حصار وتجویع وبذلک فهی لاترید السلام.

ومن جهته أکد الدکتور حسن خاطر الأمین العام للجبهة عضو المجلس الوطنی الفلسطینی، أن الاسرئیلیین یترجمون أنابولیس على الارض بالاستیطان حیث جاءت مشاریع الاستیطان موزعة على جمیع أحیاء القدس وهناک تزاید أکثر فی الجهة الجنوبیة والشمالیة وکأنهم یحاولون قطع القدس عن التجمعات الفلسطینه من الشمال والجنوب.

وفی ظل تواصل البناء الاستیطانی فی القدس واعلان بلدیة الاحتلال قبل ایام عن الشروع فی بناء 1100 حدة استیطانیة فی القدس، قال أحمد قریع مسؤول طاقم المفاوضات الفلسطینی ان استمرار اسرائیل بمشروعها الاستیطانی ما هو الا استمرارا لنهج الاحتلال الاستیطانی العدوانی الذی مارسته وتمارسه حکومات اسرائیل المتعاقبة تجاه تهوید القدس وسلب الأرض الفلسطینیة فی الضفة الغربیة والقدس.

وطالب قریع اللجنة الرباعیة والولایات المتحدة والرئیس الأمریکی خاصة لتحمل مسؤولیاتهم لوقف هذا العدوان على الأرض الفلسطینیة وعلى القدس العربیة والطلب الى حکومة الکیان الصهیونی أن تنصرف الى عملیة مفاوضات جادة تعید الحقوق وتحفظ الأمن والسلام والاستقرار .

وحذر من مخاطر هذه الاجراءات الاسرائیلیة معتبرا الهدف منها تعطیل وشل أی جهد لعمل جاد حقیقی تجاه سلام حقیقی عادل وشامل.

ومن جهته أکد صائب عریقات عضو طاقم المفاوضات الفلسطینی ان استمرار اسرائیل بتوسیع المستوطنات سیؤدی حتماً الى تقویض کل الجهود المبذولة لجعل عام 2008 عاماً للسلام. 

ن/25