الخميس 9 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

بشروا اللاجئین: رؤیا مفعمة بالأمل

کتب البروفیسور عبد الستار قاسم فی مقال وصل وکالة قدسنا :

 أجهد الرئیس الأمریکی نفسه کثیرا وهو یطرح الحل للقضیة الفلسطینیة، فقد ظن أن الهدیة یجب أن تتناسب مع مشقة المشوار الطویل. قطع الرئیس الأمریکی آلاف الکیلومترات لیقول بأن حل القضیة الفلسطینیة یکمن فی رؤیا مفعمة بالأمل. هذا الکلام الشاعری الجمیل لا یمکن أن یصدر عن شخص عادی، وإنما فقط عن رئیس أمریکی مثقف وثاقب النظرة ویتمتع بعقلیة فلسفیة وعملیة فذة. هنیئا لمستضیفیه من الفلسطینیین بهذا الحل العبقری، وبإمکانهم الآن أن یستخفوا بمناوئیهم الذین شنوا علیهم الهجوم تلو الآخر بسبب المسیرة التفاوضیة والثقة بالولایات المتحدة. بإمکان السید أبو مازن الآن أن ینام اللیل الطویل، وأن یرى فی سباته ویقظته تلک الرؤیا المفعمة بالأمل، وبإمکان رئیس وزرائه ووزرائه ومعاونیه وقادة أجهزته أن یکثفوا من نشاطاتهم ضد الإرهابیین الفلسطینیین لأن الحل قد أصبح فی عیوننا الذابلة، ولم یعد للمزایدین مکان یمارسون فیه تجارتهم الوطنیة.

ولا شک أن السید الرئیس أبو مازن قد قرأ عبارات بوش جیدا واستوعب أبعادها الفلسفیة والعملیة، ولم یجد أمامه إلا تأکید الثقة بالرئیس الأمریکی رسول المحبة والسلام.

هنیئا للاجئین الفلسطینیین بهذا الحل الإلهامی الذی لا یتطلب من اللاجئ سوى غمض العینین الهادئتین لیلا أو نهارا لکی یرى الرؤیا المفعمة بالأمل  فیسرّ بها وتنفرج أساریره ویهدأ باله ویطمئن على مستقبله ویهرع إلى أهله یبشرهم بالخیر الأحلامی الذی لم یأت به الأولون أو الآخرون. وهنیئا للقدس التی ستتحول إلى رؤى سماویة تتنزل أوهاما وخیالات على أحبائها الذین یریدون عاصمة لدولة ما زالت صناعتها تدور فی تلابیب الأمل المفعم بالرؤیا.

بدا الرئیس الأمریکی وهو یتحدث على شاشة التلفاز وکأنه إبلیس. رأیت فی عیونه المکر والخداع والکذب، وفوق ذلک، الاستخفاف بالمستمعین. وکان تقدیری بأنه کان یقول فی داخله: "یا أولاد ...، لقد قبضتم ثمن قضیتکم، وأمطارناکم بسیارات ترکبونها، وبهواتف تتفنون فی إساءة استعمالها، وبأموال تسرقونها، وبفتات تلقونه على السذج من شعبکم فیصفقون لکم، فماذا بعد هذا تریدون؟"

ربما المشکلة لیست عند بوش الذی یستخف بکل هؤلاء الجهابذة من سیاسیی فلسطین، وإنما فی المستمعین الذین یتلذذون على کلام یدغدغ تمنیاتهم ویبقیهم فی غیاهب الأحلام والأوهام. ربما لا یستطیع أن یجد الرئیس الأمریکی فی العالم من یمکن أن یتحمل الاستهزاء والاستصغار فیأتی إلینا لیجرب حظه بنا. ولا شک أنه حظ عندنا ولدینا وفیر، ونحن نطلب من کلامه المزید.

قارنوا بین مؤتمر بوش الصحفی مع أولمرت یوم 9/1/2008 وبین مؤتمره مع عباس یوم 10/1/2008. هناک تحدث بقضایا جوهریة واستراتیجیة وحیویة، وهنا تحدث حسب قناعته بمستوى عقولنا. وصدق القول بأن الناس یحترمون من یحترم نفسه. لا أظن أن السید عباس ومن معه سیراجعون أنفسهم، فهذه لیست اللطمة الأولى التی یتلقونها من سید البیت الأبیض، ولن تکون الأخیرة. وکم من هزیمة ألحقتها المصالح بالشخص الذی یحرص علیها على حساب الآخرین، ولو کنا نتعظ من تجاربنا لما کنا بما نحن فیه وعلینا الآن.  

ن/25


| رمز الموضوع: 140872







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. تعقيبا علي الهجوم المركب بالصواريخ الموجّهة ‏والمسيّرات الانقضاضية إعلام الاحتلال يقر بصعوبة تعامل جيش الاحتلال مع مسيّرات حزب الله
  2. حزب الله يستهدف مقر قيادة في "عرب العرامشة".. والاحتلال يعترف بإصابات بالغة
  3. الرئيس الايراني خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي: سنرد على أي عمل ضد مصالح إيران بقوة أكبر وأوسع وأكثر ايلاما مقارنة بردنا السابق
  4. المرجع الديني آية الله جوادي آملي يشيد بعملية "الوعد الصادق" ضد الكيان الصهيوني
  5. الكشف عن مقبرة جماعية بغزة / قوات الاحتلال أعدمت الشهداء ودفنتهم في باحة مجمع الشفاء
  6. "الجهاد الإسلامي" تشيد بالرد العسكري الإيراني واستهداف مواقع عسكرية داخل الكيان الصهيوني
  7. في اتصال هاتفي مع وزير خارجية بريطانيا امير عبداللهيان: لو اقدمت "اسرائيل" على أي مغامرة، فإن ردنا سيكون عاجلا وأوسع وأكثر اقتدارا
  8. المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: الكيان الصهيوني سيتلقى ردا أقوى بـ10 أضعاف إذا واصل ممارساته الشريرة
  9. انعقاد ندوة "تداعيات وأبعاد معاقبة الكيان الصهيوني" الرد الإيراني العقابي على الكيان الصهيوني كان تطورا كبيرا ومصيريا وستتضح آثاره مع مرور الوقت / إسرائيل أصبحت عبئاً على الغرب وأمريكا
  10. تفاصيل رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار في غزة
  11. تقریر.. تداعیات الرد الإیرانی تلقی بظلالها على إعلام العدو الصهیونی
  12. حزب الله: الرد الإيراني حقق أهدافه العسكرية المحددة بدقة
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)