الجمعه 17 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

معایدة لمحمود عبّاس عبّاس

معایدة لمحمود رضا عبّاس عبّاس

 

 فخامة وسیادة وعظمة محمود عبّاس

رئیس السلطة الوطنیة الفلسطینیة

رئیس دولة فلسطین

رئیس اللجنة التنفیذیة لمنظمة التحریر الفلسطینیة

القائد الأعلى للقوات المسلحة الفلسطینیة

وغیرها من المناصب والصفات والألقاب!

بمناسبة عید الأضحى المبارک، عید التضحیة والفداء، أتقدم لفخامتک وسیادتک وعظمتک بالشکر على تضحیتک الکبرى والعظیمة بشعب فلسطین هذا العام، فأی تضحیة أکبر من هذه التضحیة وأی فداء أعظم، وأنتم ترون دماء الشعب یسیل أنهارا؟ وأی وفاء للشعب الذی انتخبک رئیساً له (483.039 من أصل 11 ملیون فلسطینی) أکثر من إیثاره على نفسک بالذبح وسفک الدماء؟

إن جهودک الجبارة یا فخامة وسیادة وعظمة محمود رضا عبّاس عبّاس فی کسر الحصار، ورفع المعاناة، وتخفیف القیود عن شعبنا، لا تخفى إلا عن غافل أو متغافل، فقد شخصت ومعک الجوقة ایاها أساس المشکلة، وحددت المسؤولیة، وقررت أن خلاص أبناء الشعب الفلسطینی خاصة فی قطاع غزة، أو من أسماهم رئیس حکومتک "الغزیون"، لا یکون إلا بضربهم ومعاقبتهم، وتشدید الخناق علیهم، فشارکتک وحرضت على قطع الکهرباء، ووقف امدادات الوقود، وأوقفت الرواتب إلا لمن جلس مستریحاً فی بیته، وتوسلت من أجل شعبک أن لا یُفتح معبر رفح، حتى لا یکون انتصاراً للطامعین فی ملکک الوافر وسلطانک العظیم.

إن تلک الجهود المضنیة والجبارة التی تبذلها بعیداً عن أهلک وبیتک، متجولاً فی حل وترحال حول العالم، من بلد إلى بلد، ومن عاصمة لأخرى، للتأکید على مواقفک المبدأیة الثابتة، وتمسکک بالمفاوضات خیارا استراتیجیا وحیدا مهما کانت التضحیات، تلک الجهود تستدعی التوقف عندها، فمن غیرک یعانق ویقبل ویجتمع ویلتقی مع قتلة شعبه، من أجل شعبه! ومن لها غیرک یا من تصر على أن الحوار هو الطریق الوحید مع شرکاء السلام؟، حتى وان کانت ایادیهم تقطر دماً من ابناء شعبنا، وصدق ربیبک ذو الوجه الأصفر عندما وصفک بالقائد العظیم المبدع، وایما ابداع!

إن هذا الاصرار البطولی على محاورة شرکاء السلام -من الأعداء!- یثبت أنک من نوع خاص، لم یسبقک الیه أحد، وأنک تملک من المشاعر ما یصعب وصفه، فعشرات الشهداء، ومئات الجرحى، وآلاف الأسرى، وعشرات الالاف من الوحدات الاستیطانیة، لا تحرک فی شعورک ذرة، ولا تفت من عضدک، بل هی فی نظرک قرابین عید الأضحى التی تتقرب وتتعبد بها، من أجل السلام وعملیة السلام وخطط السلام، وعلى قاعدة یا جبل ما یهزک لا ریح ولا دماء ولا شهداء.

فی ذات الوقت لا یسعنا إلا أن نذکر مواقفک الصلبة والحاسمة والواضحة وضوح الشمس، تجاه من یعارض فخامتک وسیادتک وعظمتک، ومن یعارض سیاساتک وتوجهاتک السلمیة المبدعة، ومن یحاول اهانة ومقاومة شرکائک من خلال مقاومة "عبثیة" و"حقیرة"، ویتمسکون بثوابت وحقوق تحت شعارات واهیة عفا علیها الزمان، مواقفک تلک غیر القابلة للزعزعة أو الزحزحة: لا حوار ولا لقاء ولا تفاهم معهم، لاءات عظیمة لقائد مبدع عظیم، یرددها لیل نهار من اخترتهم من ناطقین رسمیین، ولا بأس من أی یأخذوا زمام المبادرة فیضیفوا ما تیسر من شروط أخرى.

إنک یا فخامة وسیادة وعظمة محمود رضا عبّاس عبّاس لا تدخر جهداً لاثبات النوایا الصادقة تجاه شرکاء السلام سابقاً ولاحقاً، ومنذ العام 1968 عندما بدأت أول اتصالات معهم ایماناً منک وبشکل مبکر بأهمیة الحوارات، لکنک أیضاً لا تألو جهداً فی رفض الحوار مع من لا یقبل فکرک النیّر المستنیر، وابداعاتک المتمیزة.

بمواقفک الرائعة تلک تثبت یوماً بعد یوم أنک تستحق الألقاب والصفات والمناصب، وتثبت أنک الأجدر على تحمل المسؤولیة، کیف لا وقد استطعت فی فترة وجیزة من عهدک المیمون أن تصدر شهادة الوفاة للإنتفاضة التی عجزت ترسانة المحتل عن وقفها، وفرضت الأمن والأمان کما وعدت فی برنامجک الانتخابی، وأصبح واقعاً ملموساً نعیشه ولایمکن أن نستبدله بکنوز الأرض، وبغض النظر عن استمرار الاغتیالات والإجتیاحات والإعتقالات والإرهاب الیومی المنظم من قبل الإحتلال، فهذا شأن خاص بهم حتى وإن کنا من یدفع ثمنه، فما یهمنا هو التزامنا الثابت الذی لایتزعزع بحفظ الأمن – لایهم ای أمن سواء کان أمن المستوطنات أو غیرها - لسحب الذرائع من المحتل، حتى وان کان لایحتاج لذرائع، لأن أخلاقنا تفرض علینا أن نُضرب ولانصرخ، وأن نُقتل ولایسمع لنا صوت، وأن نُعذّب ونعض على الشفاه من الألم، ما یهم هو المبدأ.

إنک الیوم تؤکد أن أرض فلسطین هی مهد الأدیان والحضارات: تقدم دماء شعب فلسطین فی عید الأضحى الاسلامی تأسیاً بسیدنا ابراهیم علیه السلام، وتطبق رسالة المسیح علیه السلام وتزید، فتقبل أن تصفع على خدیک مراراً وتکراراً من شریکک فی السلام بعد مهرجان أنابولیس، حیث قرر أن یبنی المزید من المستوطنات، واعتبر القدس خارج الحوار والتفاوض، ورفض حق العودة، وقال أن المفاوضات ستأخذ عشرات السنین، وتوجه رسالة محبة لأتباع الدیانة الیهودیة بقبولک مبدأ یهودیة "اسرائیل"، ما أفخمک یا فخامة!

بهذه المناسبة، مناسبة عید الأضحى المبارک، وفی ظل الدم الفلسطینی المسفوک قرباناً على مذبح السلام، ارضاء وولاء لأولیاء الأمر والنعمة ممن أنعموا علینا بعیدیة العید من باریس، وأرسلوها بسرعة البرق عبر الصواریخ الموجهة فی غزة، أتقدم بأخلص الأمانی أن یجمعک الله سبحانه وتعالى مع شرکائک فی الدنیا والآخرة، وأن یجزیک عن کل قطرة دم سالت وتسیل فداء للسلام الذی اخترته، وأن یجعلک عبرة لمن یلیک.

الداعی:إبراهیم حمّامی

( المقال یعبر عن رأی الکاتب ولا صلة له بالموقع )  

ن/25


| رمز الموضوع: 140848







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. القائد العام للجيش الإيراني: إيران اثبتت للعالم ان اي تهديد موجه ضدها سيواجه برد دقيق وماحق
  2. استقالة متحدثة باسم الخارجية الأمريكية بسبب الحرب على غزة
  3. باقري امام اجتماع مجموعة "بريكس": مفتاح الاستقرار واستتباب الهدوء في المنطقة يتمثل في وقف جرائم الكيان الصهيوني
  4. قائد حركة انصار الله: الأمريكي هو شريك للعدو الإسرائيلي في كل جرائمه الفظيعة ضد الشعب الفلسطيني
  5. الفصائل الفلسطينية تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح الاحتلال رفح
  6. ارتفاع عدد الصحفيين الشهداء منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة إلى 141
  7. قيادي في حماس: عملية طوفان الأقصى حققت أبعادها السياسية والاستراتيجية والإنسانية
  8. القوات المسلحة اليمنية : استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين في خليج عدن وسفينة إسرائيلية في المحيط الهندي
  9. بعد استقالة حاليفا.. "تأثير الدومينو" يلحق قيادات الجيش الصهيوني
  10. بيان إيراني باكستاني مشترك ضد الكيان الصهيوني
  11. خلال استقباله حشدا من العمال في انحاء البلاد.. قائد الثورة الإسلامية: جميع الشعوب تدعم فلسطين / الارهابيون الحقيقيون هم من يقصفون الشعب الاعزل في غزة
  12. قيادي في "حماس" : لدى الحركة نحو 30 أسيرا من الجنرالات وضباط الشاباك
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)