الخميس 1 ذوالقعدة 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

انها ایران ولیس العرب!

 

منذ عامین تتقاذف الولایات المتحدة وإسرائیل کرة الهجوم علی إیران، کلاهما متفق علی وقف برنامجها النووی وأیضا علی استخدام کافة الوسائل لوقف هذا البرنامج، من فرض العقوبات إلی الضربة العسکریة وتلک بیت القصید، فی بدایة الأمر کان التکلیف واضحا بان تل أبیب سیکون من نصیبها الخیار العسکری بینما تتولی واشنطن الضغوط السیاسیة والاقتصادیة علی طهران، لکن بعد حرب تموز خاطب الإسرائیلی الأمریکی بقوله انه إن لم یعترف بهزیمة تعرض لها بهذه الحرب، فانه بدون أدنی شک اعترف بفقدانه لقوته الردعیة واهتزاز ضرب بنیة مؤسسته العسکریة لسنوات، وعلیه فإنه من البدیهی أن ینتقل الخیار العسکری للملعب الأمریکی ویقوم بدوره بمهمة مزدوجة، ممارسة الضغوط السیاسیة دون إغفال الضربة العسکریة.

وبدون أدنی شک أن واشنطن لیست فی موقع تحسد علیه، فهی منهکة سیاسیا وعسکریا واقتصادیا فی العراق وأفغانستان، وتراقب بقلق تنامی قدرات وتطور دول یصح وصفها بالقطبیة ، لذلک کانت تراهن علی خیار الضغوط والعقوبات حتی استنفادها لیصبح الأمر العسکری مشروعا لدیها، لکن کل الضغوط باءت بالفشل ولم تؤخر البرنامج النووی الإیرانی، واستطاعت طهران أن تخوض معرکة دبلوماسیة ناجحة شکلت لها حمایة وقائیة للحد من تداعیات الهجوم الصهیو ـ أمریکی علیها، وترجمت ذلک بقمة قزوین وما خرج عنها من مقررات عززت دور إیران الإقلیمی والدولی، وتبعها مؤخرا قمة مجلس التعاون الخلیجی وما لقیته زیارة احمدی نجاد من حفاوة لدی القادة العرب، خصوصا وان هذه القمة تأتی بعد مؤتمر انابولیس والذی کان یسعی من خلاله الأمریکیون کی یکون بمثابة طوق عربی مواجه لإیران ومطبع مع إسرائیل وفق سیاسة الأوسط الجدید بتبدیل وجهة الصراع وهنا لا ننکر خشیة العرب التاریخیة والحدیثة من إیران خصوصا بعد الثورة والخوف من تصدیرها، لکن فی الوقت نفسه یدرک العرب أن طهران واقع یجب التعاون والتحدث معه، لان الأمریکی ضعیف ویستنزف ویقدم على حماقات ومغامرات یدفعها ثمنها دائما العرب وبشکل خاص دول الخلیج ( الفارسی).

وعلى الرغم من أن بعض الصقور فی إدارة واشنطن یدفعون باتجاه ارتکاب حماقة عسکریة ضد إیران، خصوصا دیک تشینی، إلا أن هناک أیضا قسما کبیرا من هذه الإدارة ومعه بعض الجمهوریین یضع العراقیل أمام الخیار العسکری ویتقاطع فی بعض الأحیان مع الدیمقراطیین الذین یتأهبون بعد اشهر قلیلة لاستلام الإدارة من بوش، وهم لا یریدون أن یتسلموا ملفات ومشاکل أخری تضاف إلى العراق وأفغانستان وسلبیات السیاسة الخارجیة لهذه الإدارة، وأی مغامرة مع إیران فی الأشهر المقبلة ستترک تداعیات وتفتح أزمة للإدارة الأمریکیة القادمة تضعفها وتکلف الداخل الأمریکی المعارض لسیاسة بوش مزیدا من الخسائر المادیة والبشریة.

فی مجمل الأحوال فان تقاطع إسرائیلی مع قسم أمریکی داخل الإدارة الحالیة وخارجها ومع بعض العرب وبعلم أوروبی أدى إلى تسریب تقریر الاستخبارات الأمریکیة، الذی یشیر إلی أن برنامج طهران النووی سلمی وغیر عسکری، ما افقد إدارة بوش الحجة بفرض عقوبات جدیدة علی طهران وحرمها مبدئیا من التلویح بالخیار العسکری، کما أدی إلی هروب إسرائیلی من تبنی الخیار العسکری والذی یرفضه ثلثا الإسرائیلیین ولا یریدونه أحادی وفتح الباب أمام الأوروبیین والعرب للتفاهم مع إیران والحوار معها حذرا وفق مصالحها لا مصالح الأمریکیین، وبالطبع فان ذلک لا یعنی أن الأمور حلت وصاعق التفجیر قد ابتعد، بل یمکن اعتبار أن طهران بدأت تسجل نقاطا إضافیة لصالح برنامجها نووی، لکن المعرکة لم تنته بعد، ویمکن أن یؤدی المأزق الذی یلف إدارة بوش إلی ارتکابه الحماقة الکبری تنته بالقیام بعمل عسکری ضد طهران. وسیبقی تساؤلا حذرا لن تتضح الإجابة علیه قبل حلول الربیع القادم وما ستحمله هذه الفترة من تطورات من شأنها أن تحدد مشهد الجواب المنتظر.

 

( المقال لعباس المعلم )

ن/25

 


| رمز الموضوع: 140841







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. "الأونروا": الاحتلال هجرّ قسريا نحو 80 ألف فلسطيني من رفح في ثلاثة أيام
  2. الخارجية الايرانية تحذر من اضفاء الحصانة على الجرائم التي يرتكبها الصهاينة في غزة
  3. مصدر رسمي: الاحتلال الصهيوني ارتكب 3094 مجزرة في قطاع غزة
  4. عدوان جوي اسرائيلي من اتجاه الجولان المحتل مستهدفاً ريف دمشق
  5. خلال محادثة هاتفية مع رئيس تحالف الفتح العراقي اسماعيل هنية يعرب عن تقديره للمواقف العراقية الداعمة لفلسطين
  6. الفصائل الفلسطينية: نرفض أي وصاية على معبر رفح ونعتبرها احتلالا
  7. مؤتمر الوحدة الاسلامية في بغداد: نؤكد تأييدنا المطلق لعمليات "الوعد الصادق" ردا على اعتداءات الكيان الصهيوني
  8. تظاهرات حاشدة امام مقر الحكومة البريطانية تندد بالعدوان الصهيوني على رفح
  9. الرئيس الإيراني: المنتصر في الميدان هو الشعب الفلسطيني المقاوم
  10. المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف هدفا حيويا في مدينة أم الرشراش
  11. حمدان: الكرة باتت في ملعب إسرائيل والإدارة الأميركية / العملية العسكرية في رفح لن تكون نزهة لجيش الاحتلال
  12. ايران تدعو الى تشكيل تحالف عالمي من النخب الجامعية للمساعدة في احقاق حقوق الشعب الفلسطيني
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)