qodsna.ir qodsna.ir

الإنحرافات التلمودیة لبوش فی العالم الإسلامی

لم یتخیل الأمریکیون یوما أن الرئیس الذی اختاروه لیعتلى کرسی البیت الأبیض تلمودی منحرف قضی السنوات العشر الماضیة أسیراً لکنیسة متصهینة فی الولایات المتحدة تدعو أتباعها الى إعادة رسم الشرق الأوسط طبقاً لخریطة تلمودیة قدیمة تجعل مما یسمى (معبد داوود) مقراً سریا لحکم العالم تسیطر علیه قوات صهیون من النیل إلی الفرات کما تزعم الأسطورة الیهودیة ، وذلک فی اطار حرب عالمیة رابعة ضد العقیدة اإسلامیة.

فإذا کانت هجمات الحادی عشر من سبتمبر التی هزت الولایات المتحدة والعالم بأسره قادت إدارة الرئیس الأمریکی جورج بوش إلى ثلاث حروب أیدیولوجیة (ضد العراق وأفغانستان وما تسمى الحرب العالمیة ضد الإرهاب) ، فانها کلها تکاد تکون منتظرة ومخطط لها .

ویبرر کثیرون من الأمریکیین إقدام بوش علی تلک الحروب بانه دخل فی مسار الانحرافات التلمودیة التی استغرق فیها بوش ضمن انتمائه فی السنوات العشر الأخیرة للکنیسة المتصهینة فی الولایات المتحدة.

ویعتقد محلل سیاسی أمریکی مرموق أن إدارة بوش تخوض حرباً عالمیة رابعة سریة علنیة ضد الحرکات والنظم الاسلامیة فی کل زاویة من زوایا بلدان العالم.

وعدّت صحیفة الواشنطن بوست استقالة " کارین هیوز " وکیلة وزیرة الخارجیة الأمریکیة للشئون الدبلوماسیة العامة إعطاء الفرصة للرئیس " بوش "  کی یثبّت واحدة من أکثر "الحماقات الفاضحة" فی کیفیة ردّ إدارته على هجمات الحادی عشر من سبتمبر بتأکید الفشل فی تفضیل "حرب الأیدیولوجیا" على "حرب العلاقات العامة".

ویقول المحلل السیاسی "روبرت ساتلوف": یعتقد معظم الأمریکیین حالیا أن الولایات المتحدة تقاتل فی ثلاث حروب؛ فی العراق، وفی أفغانستان، وأیضا ضد الإسلامیین فی أنحاء مختلفة من العالم وهی الحرب التی تسمّیها إدارة بوش "الحرب على الإرهاب".

لکن کما أشارت لجنة 11 سبتمبر ، یقول المحرر السیاسی الأمریکی- نحن بدقة أکبر منشغلون بما یمکن أن نعدها "الحرب الرابعة" ضد الانتشار المتعاظم لما وصفها بـ" أیدیولوجیا المغالاة والتطرف الإسلامی" أو بتعبیر أکثر تحدیداً "الحرب ضد العقیدة الإسلامیة الجذریة".

وفی هذه الحرب –یؤکد ساتلوف- تکون الکثیر من المدن ساحات قتال لها، بل وکثیر من الأحیاء السکنیة الصغیرة، والقرى فی العراق أو فی أفغانستان أو غیرهما حیث یوجد إسلامیون یریدون فرض وجهة نظرهم فی مجموعة من "الأفکار المطلقة" التی تستند الى الشریعة الإسلامیة وقواعدها.

وشدّد " ساتلوف "  على أن الانغمار فی سیاقات هذه الحرب "الرابعة" لا تقل فی أهمیة عواقبها عن الحروب الثلاث الأخرى، وربما هی أعظم منها ثلاثتها.

وترى الواشنطن بوست أن الإسلامیین الرادیکالیین یحسنون العمل بنجاح فی "المعرکة الأیدیولوجیة"، فلقد استغلوا فوائد أجندات الحریة فی لبنان ومصر وفی الأقالیم الفلسطینیة.. واستثمروا ذلک بشکل جید لیحققوا تقدما جوهریاً یؤکد حضورهم وسیطرتهم.. وفی أماکن أخرى من العالم یتوسع الإسلامیون فی نفوذهم بطرق أخرى، مستثمرین ضعف الحکومات أو فشلها فی أنظمة التعلیم والاقتصاد والخدمات الاجتماعیة.

وتؤکد الصحیفة أن الحکومة الأمریکیة تجد نفسها محاصرة فی سیاقات کل هذه الحروب لأنها رکزت کل جهودها على "المشکلة الخطأ".

ومنذ 11 سبتمبر ، تراجعت سمعة إدارة بوش إلى مستویات دنیا من خلال العدید من استبیانات الرأی التی أجریت فی الدول الإسلامیة.. ولذا ترکزت الدبلوماسیة العامة فی الخارجیة الأمریکیة التی کانت تقودها (کارین هیوز) على : "کیف نصلح تصورات الأجانب عن الولایات المتحدة الأمریکیة؟".

وعلى الرغم من أن النتائج کانت سیئة فی الاستبیانات إلا أن " هیوز" کما تقول الواشنطن بوست نجحت فی تحسین قدرات جهاز العلاقات الدبلوماسیة العامة.. وبضمن ذلک خلق فرق إعلامیة سریعة ودبلوماسیة تعرف کیف تتحرک مع الصحفیین المحلیین لتوصل أفکارها من خلالهم.

لکن هذه الإنجازات التکتیکیة کما تقول الصحیفة لا تستطیع أن تغطی على الفشل الإستراتیجی، لأن " هیوز "  کانت مسئولة حکومیة کبیرة عن "معرکة الأفکار"، فمهمتها الرئیسة کانت فی الإجابة عن السؤال الملح: کیف تستطیع الولایات المتحدة وبشکل فعال حث المسلمین على أن یکونوا ضد ما تسمیه الصحیفة "المسلمین الرادیکالیین " فی أنحاء العالم لتحارب بذلک انتشار النظم الإسلامیة .. وقبل کل شیء فإن "معرکة الأفکار" لیست تنافساً على الشعبیة فی العالم ، إنما هی معرکة من أجل السلطة السیاسیة فی أوساط المسلمین، ومن خلالها تستطیع الولایات المتحدة أن تفرض أفکارها.

وحاولت أمریکا فعلا ممارسة هذه الأدوار فی العراق منذ مطلع السنة الحالیة، مرکزة بذلک على بناء بؤر علنیة وسریة (مموّلة) تتعاطى الأفکار الأمریکیة التی تتخذ من "معاداة الإرهاب" غطاء لبسط "أفکارها التلمودیة"، التی تـُلغی أی مفهوم للوطن والأرض والدین، والعشیرة، والمجتمع.. وتصعّد "شهوات المال والسلطة الزائفة والقوة" لتکون بدیلاً عن کل عاطفة ووجدان إنسانی طبیعی النشأة والرقیّ والبناء.

لقد وجدت أمریکا کما یعتقد بعض المحللون أنّ الطریقة الأفضل لتهمیش مجتمعات لها شأنها فی التاریخ الإنسانی، هی بتغییر وشرذمة "مسارات انتمائها" أی بتحویلها من المجتمع والوطن والأمة الى الطائفة والعشیرة والحارة والى الطبقة والمال والمصالح.

ومن ینظر علی خریطة العالم الإسلامی من المحیط الأطلنطی إلی اواسط آسیا حیث أفغانستان سیعلم ان الامریکیین بدأوا الحرب العالمیة الرابعة قبل ان یدخلوا فی الحرب الثالثة والتی تبقى محل شک کبیر!!!.

( المقال منقول من موقع نبأ )

ب/ ن/25


| رمز الموضوع: 140792