نصرالله: یوم زیارة بوش لفلسطین یوم اسود بتاریخنا

القى الامین العام لحزب الله سماحة السید حسن نصرالله  کلمة تطرق فیها الى زیارة بوش لفلسطین المحتلة والمنطقة جاء فیها : إسرائیل کیف یراها بوش یراها دولة یهودیة یعنی دولة عنصریة الدولة الیهودیة لیست دولة دینیة الدولة الیهودیة هی دولة شعب الله المختار الدولة العنصریة التی لا تقوم على قاعدة الانتماء للدین وإنما الانتماء للدم والعرق – عرق ودم بنی اسرائیل – ویتحدث من موقع حضاری یدعم کیانا عنصریا ولیس کیانا دینیا ما یضع عرب الـ 48 فی فلسطین المحتلة سواء کانوا مسلمین او مسیحیین فی دائرة الخطر والتهجیر لان المطلوب ان تتحول إسرائیل الى دولة یهودیة عرقیة نقیة من الاعتبار العنصری والعرقی وإسرائیل التی یتطلع الیها بوش هی رمز الدیمقراطیة والحضارة والمدنیة والرقی فی منطقة الشرق الأوسط هکذا یقدمها بوش للعالم وللأسف الشدید هکذا یقدمها الإعلام الغربی للعالم وللأسف الاشد هکذا بدأ یقدمها بعض الإعلام الأمریکی والعربی المتأمرک المتصهین أساسا.

 وسأل نصر الله: هل یستند وجود هذه الدولة وهذا الکیان الى أی منطق انسانی او اخلاقی قانونی او شرعی؟ ابدا على الاطلاق لا یستند الى أی شیء من هذا .

و أضاف : هذه دولة وکیان تم فرضه بالقوة بالإرهاب کلنا یعرف کیف تم استخدام العصابات الصهیونیة قبل عام 1948 الى فلسطین المحتلة وکیف قامت هذه العصابات بارتکاب المجازر والسیطرة على أراضی الفلسطینیین وتهجیرهم وطردهم وارتکاب ابشع المجازر الدمویة بحقهم وکل هذا موثق بالصورة والدلیل وبالشهود.نحن لا نتحدث عن احداث حصلت قبل مئات السنین وإنما قبل عشرات السنین وما زالت هناک اجیال من کبار السن تشهد على کل هذه التفاصیل کلنا یعرف ان هذه الدولة قامت على قاعدة السلب والاغتصاب والإرهاب والقتل وسرقة أراضی وأموال ومقدسات الآخرین وتشریدهم. هذا الکیان الذی قام على هذا الأساس الوحشی العنصری اللا قانونی واللا اخلاقی اللا انسانی بکل المعاییر، هو اساس فساد وقتال وحرب فی هذه المنطقة ان احتلال الصهاینة لأرض فلسطین هو سبب الحرب فی هذه المنطقة وکل الحروب التی جاءت بعد ذلک، هی نتائج لذاک الاحتلال احتلال الأراضی السوریة او اللبنانیة او الاردنیة او المصریة. وکل ما جرى فی المنطقة من حروب وویلات، هو علة لسبب اساسی وهو قیام دولة غاصبة على قاعدة القتل والإرهاب ومنطق القوة والتسلط .

 واضاف : هذه الدولة التی یحتفی بها بوش وهو یدعی انه المدافع الاول فی العالم عن الحریة والدیمقراطیة وحقوق الإنسان کذبا وزورا، لو عدنا ما قبل 60 عاما من الذی بدء القتال هل ذهب الفلسطینیون او اللبنانیون او السوریون او الأردنیون او المصریون او العرب والمسلمون لیقاتلوا الیهود او یقتلوا الیهود والصهاینة فی شتى انحاء العالم ؟ لم یفعلوا ذلک على الاطلاق .

 وقال : حتى الیهود الذین کانوا یعیشون فی منطقتنا کانوا یعیشون فی امن وسلام . قتلتهم العصابات الصهیونیة لتؤدی الى تهجیرهم الى فلسطین تحت عنوان ارض المیعاد ولکن هم الذین جاءوا الى بلادنا وهم الذین بدؤونا الحرب وذبحوا اطفالنا وقتلوا نسائنا وبقروا بطون حواملنا واحتلوا ارضینا ونهبوا أموالنا ودنسوا مقدساتنا . ألیست العصابات الصهیونیة هی التی تلقت دعما دولیا عارما من الشرق والغرب لتفعل ذلک؟ وتسیطر على فلسطین وتشن الحروب على دول المنطقة. وتعمل على اخضاعنا وفرض هیمنتها وعلوها بالقوة والقتل. ولما قامت شعوبنا بواجب الدفاع عن النفس فی فلسطین ولبنان وسوریا ومصر والاردن فی الحروب الماضیة وما زالت فی لبنان وفلسطین مقاومة تواجه المشروع الصهیونی والاحتلال قام العالم لیتهم هذه المقاومة بالوحشیة والرجعیة والارهاب وبمعاداة السامیة والتنکر لحقوق الانسان .

 ودعا العالم لینظر الى قتل وجرح عشرات الفلسطینیین وتدمر بیوتهم وارزافقهم فی قطاع غزة والضفة الغربیة وشن الغارات علیهم .

و أردف قائلاً : فی نظر بوش والعالم للأسف لیس من حق الفلسطینیین ان یدافعوا عن انفسهم اذا اطلقوا صاروخا محلی الصنع متواضع القدرة یدینهم العالم ویستنکر فعلهم العالم اما دمهم المسفوح واشلائهم المقطعة واطفالهم المقتلة ودموع نسائهم الثکلى فلا ترى عین حقوق البشر فی هذا العالم الأعمى .

 فی المقابل إسرائیل من حقها ان تدافع عن نفسها لیس بالصاروخ والبندقیة وانما بالسلاح النووی . من حق اسرائیل عندما تقدم المقاومة فی لبنان على اسر جندیین إسرائیلیین ولیس على اقتراف مذبحة على اسر جندیین لمبادلتهما  العالم یعطی إسرائیل حق مجلس الأمن الدولی الدول الصناعیة الثمانیة الاتحاد الأوروبی وبعض الاخوة والأشقاء وما شاکل یعطی لإسرائیل الحق ان تدمر بلدا بکامله وان تجتاحه وتحرقه على مدى ثلاثة وثلاثین یوما  اما الفلسطینی الذی یقتل فی قطاع غزة فلیس له حق ان یطلق صاروخ على سیدیروت او عسقلان . او ان یدافع عن نفسه واذا لم تتم ادانته یترک ویهمل ویعزل یترک للقتل ولاستباحة إسرائیلیة یومیة

 فلا عرب ولا مسلمون ولا مجتمع دولی یحرک ساکنا فی مواجهة المجازر التی تحصل الیوم فی فلسطین هذه هی العدالة عدالة الطواغیت والمستکبرین والأقویاء. 

  العالم یعطی اسرائیل الحق مجلس الامن الدولی الدول الصناعیة الاتحاد الاوروبی وبعض الاخوة والاشقاء , وما شاکل یعطی لاسرائیل الحق ان تدمر بلدا بکامله ,وان تجتاحه وان تحرقه على مدى ثلاثة وثلاثین عاما ,اما الفلسطینی الذی یقتل فی قطاع غزة فلیس له الحق فی ان یطلق صاروخا على سدیروت او عسقلان او ان یدافع عن نفسه ,اذا لم تتم ادانته یترک ویهمل ویعزل و یترک للقتل وللاستباحة الاسرائیلیة الیومیة فلا عرب ولا مسلمون ولا مجتمع دولی یحرک ساکنا فی مواجهة المجازر التی تحصل الیوم فی فلسطین .هذه هی العدالة , عدالة الطواغیط وعدالة المستکبرین وعدالة الاقویاء .

على کل حال یجب ان نسجل ان هذا الیوم هو یوم اسود فی تاریخ منطقتنا العربیة وفی تاریخ امتنا العربیة والاسلامیة .من المؤسف جدا ان یکون اول یوم من ایام عامنا الهجری الجدید یوما مخزیا ومعیبا لکل العرب والمسلمین ,عندما تطأ اقدام فرعون ونمرود هذا الزمان ارضنا المقدسة المحتلة , لیعتز بالمحتلین وبالمغتصبین ویؤکد دعمه المطلق لهم ولمجازرهم الیومیة وحروبهم الدامیة ثم بعد ذلک یستقبله الزعماء والحکام العرب بالترحاب وکرم الضیافة العربیة ,یأتی بوش الى المنطقة وهو یمارس اکبر عملیة تضلیل فی التاریخ ,عندما یتحدث انه ات لحمایة العرب وبالخصوص دول الخلیج ( الفارسی ) من ایران وایران الاسلامیة التی لم تعتدی على احد ولم تشن حربا على احد ,ایران التی مدت منذ انتصارها الاول ومنذ قائدها الاول الامام الخمینی (قدس) ید الاخوة والمحبة والعون والصداقة لکل العرب ولکل المسلمین وهی التی لم تعتدی على احد ,ولکنه وبکل صلافة یقف  فی فلسطین المحتلة لیعلن دعمه المطلق وتأییده الابدی لاسرائیل وهی التی قتلت واذلت وارهبت العرب واحتلت اراضیهم ومقدساتهم طوال ستین عاما وهی  التی تقتلهم فی کل یوم وترهبهم فی کل یوم وتذلهم فی کل یوم .هذا هو التضلیل . العرب یا فرعون هذا الزمان ان کنت تغار على دمائهم وعلى امنهم وعلى سلامهم وعلى مصالحهم وعلى اطفالهم وعلى دیمقراطیتهم بین هلالین وعلى مستقبلهم وعلى مصیرهم وعلى مواردهم یجب ان تخاف من ربیبتک وحبیبتک وصدیقتک وحلیفتک اسرائیل التی اتیت لتدعمها والتی تقدم له کل دعم وکل  تأیید وکل مساندة .هکذا بوش المزور المضلل المزیف لا یحمی العرب من القاتل الفعلی الیومی ویدعی انه یرید ان یحمیهم من عدو مفترض , من عدو یفترضه هو وازلامه وادواته فی عالمنا العربی والاسلامی  ویحاولون ان یقنعوا شعوبنا العربیة والاسلامیة بأنه العدو والتهدید والخطر.هذا تزییف وتضلیل یمکن ان یمارس .

م/ ن/25