إسرائیل تقتل 77 فلسطینیاً بعد اعتقالهم

إسرائیل تقتل  77  فلسطینیاً  بعد اعتقالهم منذ عام 1967

أکدت وزارة شؤون الأسرى والمحررین الیوم، أنها تنظر بخطورة بالغة لجریمة اغتیال الأسیر الشاب فواز عونی فریحات مساء أمس بعد اعتقاله، حیث أطلقت الوحدات الإسرائیلیة الخاصة النار علیه من مسافة قصیرة جداً وقتلته، بعد أن أصابته وکبلته.

وأوضحت الوزارة على لسان الباحث عبد الناصر عونی فروانة مدیر دائرة الإحصاء فیها، أن سیاسة الإعدام واغتیال الأسرى بعد الاعتقال قد تصاعدت بشکل مضطرد خلال انتفاضة الأقصى، معتبرة أن إعدام المواطن فریحات، بعد اعتقاله وتکبیل یدیه ما هو إلا جریمة جدیدة ، تضاف لسلسلة الجرائم الإسرائیلیة، فی إطار سیاسة القتل العمد والتصفیة الجسدیة المباشرة للمعتقلین.

وأعلن فروانة فی تقریر له أنه باستشهاد فریحات، ارتفع عدد من تم قتلهم وتصفیتهم من الأسرى بعد اعتقالهم منذ عام 67 لغایة الیوم إلى  77  شهیداً، من إجمالی عدد شهداء الحرکة الأسیرة الذی وصل عددهم إلى  194  شهیداً وفقاً لما هو موثق.

و کشف أنه باستشهاد فرحات یرتفع عدد الأسرى الذین استشهدوا جراء سیاسة الإعدام والتصفیة المباشرة بعد اعتقالهم، خلال انتفاضة الأقصى وحدها إلى  52  أسیراً، ویشکلون ما نسبته 73.2 % من مجموع الأسرى الشهداء خلال الانتفاضة، والذین بلغ عددهم  71 أسیراً ، وذکر منهم على سبیل المثال الأسرى الشهداء: علی الجولانی، وسفیان العارضة، ومدحت أبو دلال، وطارق الهنداوی، ومحمود سعید صلاح، وبهاء الشرقاوی، وحازم کبها " أبو جندل "، وعبد العفو القصاص، ومحمود کمیل، فیما استشهد ثلاثة أسرى نتیجة التعذیب، و 16 أسیراً  نتیجة الإهمال الطبی المتعمد، المتبع فی کافة السجون والمعتقلات الإسرائیلیة.

و أوضح أنه و وفقاً للمعلومات المتوفرة لدیه، فان القوات الخاصة أطلقت النار على الشهید فواز فریحات ( 19 عاماً )، مباشرة من مسافة الصفر، وذلک فی منطقة واد حسن الواقعة ما بین بلدتی برقین والیامون غرب مدینة جنین.

وبیَّن فروانة أن سیاسة قتل الأسرى وإعدامهم بعد الاعتقال مباشرة هی سیاسة قدیمة جدیدة، بدأت مع بدایات الاحتلال وأخذت أشکالاً عدة، فإما تتم تصفیة الأسیر لحظة الاعتقال، أو إطلاق النار علیه ومن مسافة قریبة جداً بعد توفر إمکانیة السیطرة علیه، أو نقله إلى مکان ما وإطلاق النار علیه والإدعاء أنه هرب من السجن، أو إطلاق النار علیه عن بُعد والإدعاء أنه حاول الهرب من قوات الاحتلال، أو التنکیل بالمعتقل المصاب والاعتداء علیه بالضرب وتعذیبه، وعدم السماح بتقدیم الإسعافات الطبیة للأسیر الجریح وترکه ینزف بشکل متعمد حتى الموت، انتقاماً لنشاطه أو لما قام به من عمل نوعی ضدهم، أو تعذیبه بشکل قاسٍ جداً فی أقبیة التحقیق أو فی زنازین العزل الانفرادی بهدف القتل، ثم الإدعاء بأنه انتحر.

وأضاف فروانة : أن من بین مجموع هؤلاء الشهداء  7  أسرى استشهدوا بعد أن أطلقت النار علیهم عمداً من قبل حراس السجن أو القوات الخاصة، أثناء تواجدهم فی السجن أو المعتقل خلال احتجاجات المعتقلین العُزَّل على أوضاعهم الصعبة، أو الإدعاء أن المعتقل حاول الاقتراب من الجندی، أو محاولته الهرب، وأولهما الأسیرین أسعد الشوا، وعلى السمودی اللذان استشهدا فی معتقل النقب الصحراوی بتاریخ 16 آب 1988، وآخرهم کان الأسیر محمد الأشقر الذی استشهد فی أکتوبر الماضی، خلال أحداث معتقل النقب أیضاً بعد إصابته برصاص الدمدم فی رأسه.

وذکر أن الروایة الإسرائیلیة فیما یتعلق بإعدام الأسیر فریحات لم تخرج عن المألوف، حیث ادعت أن وحدة خاصة اشتبکت مع مسلح فلسطینی وتمکنت من إصابته، زاعمة انه تمکن من الهرب رغم الإصابة.

وأوضح فروانة فی تقریره أن أسباب تصاعد سیاسة القتل العمد والتصفیة المباشرة للأسرى بعد اعتقالهم ، خلال انتفاضة الأقصى ، یندرج فی إطار القرار السیاسی العلنی الذی اتخذته حکومة الاحتلال والمتمثل فی تصعید سیاسة الاغتیالات والتصفیة بحق أبناء الشعب الفلسطینی بشکل عام.

وأضاف، أنه فی الماضی کانت تعتمد قوات الاحتلال على الاعتقالات الواسعة نتیجة تواجدها المکثف فی کافة المناطق الفلسطینیة وإخضاع المعتقلین وأقربائهم وأصدقائهم لتعذیب قاسی ممیت بهدف الحصول على معلومات تمکنها من اعتقال آخرین.

ولفت إلى انه منذ عام 1967 ولغایة 1994 بلغت الاعتقالات ما یقارب من 630 ألف حالة اعتقال، بمعدل 23.3 ألف حالة اعتقال فی العام الواحد، و استشهاد ( 67 أسیراً ) نتیجة للتعذیب خلال نفس الفترة المستعرضة.

وقال، منذ اندلاع انتفاضة الأقصى 28فی  سبتمبر 2000، تقلصت حالات الاعتقال مقارنة بالسنوات الماضیة ، لتهبط إلى قرابة ستین ألف حالة اعتقال ، بمعدل ثمانیة آلاف وخمسمائة حالة فی العام الواحد، مشیراً أنه بالمقابل تصاعدت سیاسة الاغتیالات بحق أبناء الشعب الفلسطینی، معتمدة فی معلوماتها على التکنولوجیا الحدیثة فی المراقبة والعملاء وتعذیب المواطنین فی حال تمکنها من اعتقالهم.

ن/25