الخميس 16 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

صورة الوضع الاجتماعی فی الکیان الصهیونی

کشف تقریر مرکز "أدفا" الإسرائیلی للمعلومات والعدالة الاجتماعیة "صورة الوضع الاجتماعی فی الکیان الصهیونی - 2007"، الذی صدر فی الأسبوع الماضی، عن حجم سوء الأوضاع الاجتماعیة التی تعانی منها الشرائح الفقیرة والضعیفة فی إسرائیل، وعلى رأسها الجماهیر الفلسطینیة فی داخل إسرائیل، على الرغم من وتیرة النمو الاقتصادی العالیة، التی بدأت فی نهایة العام 2003 وهی مستمرة حتى العام الحالی.

ویعتبر تقریر مرکز "أدفا" السنوی من أهم التقاریر البدیلة لتقاریر المؤسسة الرسمیة فی إسرائیل، وهو یعتمد على معطیات ذاتیة إضافة إلى تحلیل علمی للمعطیات الرسمیة، ویجری اعتماده فی الکثیر من الأوساط، وبشکل خاص المنظمات الاجتماعیة.

ویشدّد التقریر على أن النمو الاقتصادی الحاصل استفاد منه بالأساس أصحاب العمل ورأس المال، وبدرجة ثانیة مع فجوة کبیرة العاملون فی القطاعات الأساسیة التی شهدت نموا اقتصادیا، وعلى رأسها صناعات التقنیة العالیة، فی حین أن القطاعات الأخرى شهدت نموا بدرجة أقل، أو أنها بقیت محرومة منه، ولهذا فهی لم تستفد من هذا النمو.

ویعرض التقریر معطیات من عام 1986 وحتى عام 2007، فیتضح مثلا أن ضریبة الدخل التی تفرض على الشرکات کانت بنسبة 61% من الأرباح الصافیة، وانخفضت دفعة واحدة فی العام التالی 1987، إلى 45%، ومنذ ذلک الحین بدأت تنخفض باستمرار حتى هبطت إلى مستوى 29%، علما أن مخطط وزارة المالیة یقضی بتخفیض هذه الضریبة إلى مستوى 25% مع حلول العام 2010.

کذلک فإن رسوم التأمین الوطنی (الضمان الاجتماعی) المفروضة على الشرکات، کانت فی عام 1986 بنسبة 65ر15%، وانخفضت فی العام التالی 1987 إلى 85ر10%، وهذه الرسوم تشهد فی السنوات الأخیرة انخفاضا مستمرا، لتصل فی العام الجاری، 2007، إلى مستوى 14ر4%، وعلى ما یبدو فإن هذا لیس نهایة المطاف، لأنها تنخفض سنویا.

وتعارض القوى السیاسیة ذات الطابع الاجتماعی والمنظمات الاجتماعیة سیاسة التخفیض الضریبی الجارفة، خاصة عن کبار أصحاب رأس المال، لأن الشرائح الفقیرة لا تستفید إطلاقا من هذا التخفیض، کونها لا تصل إلى الحد الأدنى من المدخول الملزم بالضریبة. وحتى القانون الأخیر الذی أقره الکنیست بمبادرة وزارة المالیة، ویسمى بـ "الضریبة السلبیة"، والذی یعید بضعة دولارات لذوی المداخیل المتدنیة، لا یساعد بشیء، خاصة وأن الحکومة ذاتها تعمل على المماطلة فی عملیة رفع الحد الأدنى من الأجر، لکی لا تثیر غضب أصحاب رأس المال.

وأکثر من هذا، فإن تخفیض الرسوم المفروضة على أصحاب رأس المال لصالح مؤسسة الضمان الاجتماعی، ضرب مداخیل هذه المؤسسة، وهذا أحد مسببات تخفیض المخصصات الاجتماعیة التی تستفید منها الشرائح الفقیرة.

ونشیر هنا إلى أن التقریر یسلط ضوءا على مدیری کبار الشرکات الحکومیة والخاصة، وکبار الموظفین. ولنترک کبار مدیری الشرکات الذین تصل کلفة الراتب السنوی للواحد منهم إلى مئات آلاف الدولار، ونبقى مع السلک الوظیفی، ویجری فی إسرائیل تقسیم المداخیل غیر الصافیة إلى عشرة مستویات، ولکن توزیعتها السکانیة مختلفة تماما.

فحسب تحلیل لمعطیات العام 2006، نستنتج أن 7ر32% من الأجیرین کانوا ضمن الفئة العشریة الدنیا من معدل المداخیل، أی الذین یتقاضون الحد الأدنى من الأجر، 840 دولارا وما دون، أما نسبة الذین کانوا ضمن الفئة العشریة الثانیة وحتى الرابعة، ویتقاضون من الحد الأدنى وحتى معدل الأجور، فقد کانت نسبتهم مجتمعة 6ر40%.

وفی المجمل العام، فإن 3ر73% من الأجیرین کانوا یتقاضون معدل الأجور وما دون، فی حین أن نسبة هؤلاء فی العام 1990 کانت 1ر65%، ویتوزع 7ر26% من الأجیرین على الفئات العلیا، من الخامسة وحتى العاشرة، وکلما ارتفعت الفئة قلت نسبة الأجیرین فیها، فمثلا نسبة الأجیرین فی الفئات السابعة وحتى العاشرة مجتمعة کانت 9ر8% من مجمل الأجیرین، فی حین أن نسبة هؤلاء فی العام 1990 کانت 6ر12%.

ویعکس أحد جداول تقریر مرکز "أدفا" حصة کل فئة عشریة من مجمل مداخیل العائلات، ویتضح أن الفئة العشریة العلیا (العاشرة) کانت تحصل فی عام 1990 على 4ر24% من مجمل هذه المداخیل، وارتفعت فی عام 2006 إلى نسبة 3ر28%، أما الفئة العشریة التاسعة فکان نصیبها من مجمل المداخیل العائلیة  فی عام 1990 بنسبة 9ر15% وارتفع فی عام 2006 إلى 5ر16%.

أما حصة الباقی فقد شهدت انخفاضا بین الفترتین، فمثلا حصة الفئة العشریة الأخیرة التی معدل مدخولها الشهری 840 دولارا انخفضت من 7ر2% فی عام 1990 إلى 3ر2% فی عام 2006.

یستعرض التقریر استمرار التمییز العنصری حتى فی توزیع الرواتب وفی مستویات البطالة، إذ أن أشد المعرّضین للتمییز هم العرب، وبالأخص النساء العربیات ثم النساء بشکل عام، ومن ثم الیهود أبناء الطوائف الشرقیة المهاجرة من الدول العربیة والأفریقیة والآسیویة.

وتم تقسیم الجدول الأول حسب معدل رواتب الیهود الغربیین الاشکناز، ثم رواتب الیهود الشرقیین، ثم العرب.

ویتضح أنه فی عام 1997 کان معدل رواتب الیهود الاشکناز یساوی 137% من معدل الرواتب فی البلاد، فی حین أن معدل رواتب الیهود الشرقیین کان 91%.

لا یزال التمییز صارخا بشأن النساء ، حیث یظهر أن معدل رواتب النساء فی العام 1990 کان بنسبة 57% من معدل رواتب الرجال فی نفس الوظائف، وارتفعت النسبة فی عام 2006 إلى 63%.

یشار هنا إلى أنه بحسب تقریر سابق لمرکز أدفا، المخصص لمسألة الرواتب فقط ، فإن أکثر شریحة تعانی من التمییز هی النساء العربیات، اللاتی یواجهن التمییز تارة لکونهن نساء، وتارة أخرى لکونهن عربا، فهن أکثر المحرومات من فرص العمل، ویعملن فی ظروف عمل غیر إنسانیة، وبشکل خاص تدنی الرواتب.

یشار هنا إلى من مسببات تدنی الرواتب عند العرب، أولا وقبل أی شیء، قلة فرص العمل فی البلدات العربیة ومناطقها، وهذا بسبب سیاسة التمییز العنصری والحرمان، مما یلزم العامل بالسفر یومیا إلى مناطق بعیدة، وهذا ما یضطره للقبول بفرص عمل بأجور أقل من المتبع، عدا عن أنه یضطر للصرف على تکالیف البعد، من نقلیات وما شابه.

کذلک فإن استقدام العمالة الأجنبیة من شرق آسیا، بشکل خاص، ساهم فی تدنی الرواتب فی قطاعات العمل التی کان یعمل فیها العرب على وجه الخصوص، مثل البناء والزراعة.

تجدر الإشارة إلى أن إسرائیل اختتمت عام 2004 بنسبة بطالة وصلت إلى 9ر10%، لتعید إسرائیل إلى الوراء سنین طویلة، وهذه نسبة رسمیة، کعادتها لا تعکس الواقع الأسوأ، لأن هذه معطیات من توجهوا إلى مکاتب التشغیل، بینما هناک قسم آخر إما أنه یئس من التسجیل، أو تم إخراجه من دائرة تلقی المخصصات، بعد أن تم تشدید شروطها.

وفی الأسبوع الماضی، أعلنت دائرة التشغیل أن البطالة انخفضت فی شهر تشرین الأول/ أکتوبر من العام المنتهی، 2007، إلى 8ر6%، ولکن هذه نسب لا یمکن الاعتماد علیها، رغم أنها رسمیة.

وما یثبت حقیقة هذه المعطیات، هو ازدیاد أعداد العاملین الذین یسقطون سنویا فی دائرة الفقر، على الرغم من أنهم انخرطوا فی سوق العمل.

وتقریر أدفا یکشف وجها أشد قبحًا لحقیقة الأوضاع الاجتماعیة فی إسرائیل، وهو أن التمییز یستفحل فی نسب البطالة، علما أنه قائم منذ 60 عاما فی هذا المجال.

ویقول التقریر فی مقدمة الجزء المخصص لقضیة البطالة "إن البطالة مستفحلة فی بلدات الشرائح الفقیرة، وهی عالیة جدا فی البلدات العربیة، وأکثر بکثیر مما هی علیه فی البلدات الیهودیة، کذلک فإنها فی بلدات التطویر (بالأساس لیهود شرقیین أو مهاجرین جدد) أعلى من نسب البطالة فی البلدات "الغنیة"، وأن البطالة بین النساء أکثر منها بین الرجال، وبین النساء العربیات أکثر من النساء الیهودیات، کذلک فإن البطالة تمس بمن لم یمنحهم جهاز التعلیم فرصة الدراسة الجامعیة، وهی تمس بالجیل الشاب، بدلا من منحه الفرصة لتأسیس نفسه".

ویتابع التقریر، مؤکدا أن المعطیات التی ستعرض معتمدة على معطیات دائرة التشغیل، وحسب من تقدم بطلب عمل، علما أن هناک قطاعا واسعا لا یتوجه لتسجیل نفسه، لأسباب ذکرناها هنا.

ویعرض التقریر جدولا یضم 192 بلدة عربیة ویهودیة، وتحتل المرتبة الأولى البلدة المنکوبة أکثر من غیرها بنسبة بطالة عالیة وفی المرتبة الثانیة أقل وهکذا. ویعتمد التقریر على معطیات شهر آب/ أغسطس من العام المنتهی 2007، حین کانت نسبة البطالة فی حدود 8ر7%.

ویظهر من التقریر أن أول 50 بلدة فیها نسبة البطالة من المعدل العام وأعلى، لتکون البلدة الأولى قریة الأعسم العربیة البدویة فی النقب وفیها تبلغ نسبة البطالة، 9ر20%، ونقرأ أن أول 35 بلدة هی بلدات عربیة، ومن ضمن أول 50 بلدة هناک أربع بلدات یهودیة صغیرة، سکانها من الیهود الشرقیین.

کذلک فإن جمیع قرى الجنوب العربیة (منطقة النقب) تحتل المراتب الأولى فی البطالة، وتقدر نسبة البطالة العامة فی هذه القرى مجتمعة فی حدود 17%، بحسب السجلات الرسمیة، ولهذا فإن النسبة الفعلیة أعلى بکثیر، وفی البلدات العربیة مجتمعة حوالی 14%، مقابل 5ر4% على الأکثر فی البلدات الیهودیة.

أما آخر 95 بلدة، فهی تلک التی فیها نسبة البطالة نصف المعدل العام وأقل، أی من 8ر3% وما دون، ومن ضمن البلدات الـ 95، هناک ست قرى ومدن عربیة فقط من أصل 78 بلدة عربیة، هی جلجولیة ومعلیا وعرعرة وباقة الغربیة وکفر قرع وکفر قاسم، فی حین أننا نرى فی هذه المجموعة من البلدات کبرى المدن الإسرائیلیة، وعلى رأسها تل أبیب.

قبل أسبوعین ظهرت نتائج امتحانات اختباریة لمستوى جهاز التعلیم فی إسرائیل، وهو اختبار وفق مقاییس دولیة وتظهر فیه نتائج الدولة ضمن جدول یضم عشرات الدول. وأعقبت ظهور النتائج ضجة کبیرة بعد أن اتضح أن إسرائیل تدهورت من المرتبة 26 إلى المرتبة 40 فی موضوع الریاضیات ومواضیع أخرى، لکن تبین لاحقا من خلال فحص النتائج أن أحد أکثر الأسباب التی أدت إلى هذا التراجع هو الفجوة الکبیرة بین نتائج الطلبة العرب فی إسرائیل ونتائج زملائهم الیهود.

وهذه فجوة غیر ناتجة عن ضعف فی القدرات، وإنما هی نتیجة حتمیة لسیاسة التمییز فی الصرف على الطالب العربی، فالطلاب العرب یتعلمون فی جهاز تعلیمی یعانی من تمییز فاضح بدءا من البنى التحتیة، والاکتظاظ فی الصفوف وصولا إلى المنهاج الدراسی، ومن بین هذه المعطیات أن جهاز التعلیم العربی فی إسرائیل ینقصه حالیا حوالی 5 آلاف غرفة تعلیمیة، من بینها 900 غرفة لروضات الأطفال، ما قبل التعلیم الإلزامی. وهذا النقص یساوی بالمعدل وفق المقاییس الإسرائیلیة حوالی 275 مدرسة جدیدة.

إن جهاز التعلیم فی إسرائیل یعانی بدرجة کبیرة جدا من عدم المساواة، ففی قسم کبیر من البلدات فی إسرائیل لا توجد مدارس تقدم تأهیلا دراسیا ومهنیا یساعد غالبیة الطلاب على الوصول إلى المعاهد الأکادیمیة.

ففی عام 2006 استطاع 9ر45% من طلاب المرحلة النهائیة الحصول على شهادة التوجیهی (شهادة إنهاء المرحلة المدرسیة- "البجروت" حسب التسمیة الإسرائیلیة)، وفقط 13% منهم حصلوا على شهادات بمعدلات نجاح لا تؤهلهم للوصول إلى المعاهد الأکادیمیة، أی أن 40% فقط من الطلاب الذین انهوا المرحلة المدرسیة بإمکانهم الوصول إلى معاهد أکادیمیة.

وهذا عدا عن أن نسبة النجاح فی عام 2006 کانت بمثابة استمرار لتراجع بدأ فی عام 2004، حین کانت نسبة النجاح 2ر49%، وهبطت فی عام 2005 إلى 4ر46%.

ویعرض التقریر جدولا لسبعین بلدة فی إسرائیل من بینها کبرى المدن، وأول 39 بلدة کانت لدیها نسبة متدنیة للحصول على شهادة الإنهاء المدرسیة وحتى المعدل، وفی المراتب الثلاثة الأولى هناک مستوطنتان ومدینة یسکنها المتدینون الأصولیون (الحریدیم)، الذین لا ینخرطون فی جهاز التعلیم العام، ولهم جهازهم الخاص والمستقل، ولهذا فإن نسبة النجاح کانت هناک من 3% إلى 7%، ولکن هذا لیس مقیاسا، لأن هذه النسبة تعود لعدد قلیل من الطلاب العلمانیین الذین یتعلمون فی مدارس خاصة فی تلک التجمعات السکانیة، وهذا السبب یسری أیضا على مدینة القدس الغربیة التی کانت فیها نسبة الحصول على شهادة الإنهاء 20%، وهی أیضا لیست مقیاسا، ومن المرتبة 5 وحتى المرتبة 39 (35 بلدة) هناک 23 بلدة عربیة، وثلاث مدن عربیة فلسطینیة تاریخیة، تحولت إلى مدن ذات أغلبیة یهودیة، هی عکا واللد والرملة.

ویتضح أن 22 بلدة کانت بعیدة عن المعدل العام، من 22% وحتى 40%، وفقط مدینة الناصرة التی کانت وفق المعدل العام، وهناک عدد من البلدات العربیة الصغیرة التی کانت فیها نسبة النجاح أعلى.

والصورة السوداویة تصبح قاتمة أکثر حین نصل إلى المعاهد الأکادیمیة، وکلما ارتقینا فی سلم الشهادات الجامعیة. ونقرأ أنه فی عام 2005، وصل إلى المعاهد الأکادیمیة العلیا 21% من الطلاب الیهود الذی أنهوا المرحلة المدرسیة مقابل 2ر12% من الطلاب العرب، ومن باب الموضوعیة، تجدر الإشارة إلى أن نسبة العرب قد ترتفع إلى مستوى 18% إذا تبنینا عددا تقدیریا للطلاب العرب الذین یتوجهون للدراسة خارج البلاد، وهو یتراوح ما بین 1500 إلى 1700 سنویا، حصة الأسد الکبرى منهم یتعلمون فی الأردن.

لکن هذا الأمر هو نتیجة مباشرة لسیاسة صد الأبواب والصعوبات التی تفرض على الطلاب للوصول إلى المعاهد الأکادیمیة، وهذا موضوع قائم بحد ذاته نستعرضه لاحقا.

لکن التمییز لا یتوقف هنا، بل یتغلغل بین الیهود أنفسهم، فیتضح من المعطیات، أن 7ر24% من الطلاب الیهود الاشکناز ینجحون فی الوصول إلى المعاهد الأکادیمیة، مقابل 8ر16% من الطلاب الیهود الشرقیین.

التمییز الصحی فی المجمل العام ناجم بالأساس عن تفاوت القدرة على شراء الخدمات الصحیة والطبیة، ولهذا فإن التمییز هو بین الشرائح المیسورة والغنیة من جهة، وبین الشرائح الفقیرة والضعیفة من جهة أخرى، وهذه الشرائح بغالبیتها الساحقة هی من العرب.

ویقول التقریر إن الجهاز الصحی فی إسرائیل فی مستوى جید بالمقارنة مع مستویات عالمیة، ولکن فیه الکثیر من العوامل المقلقة على صعید مستقبل الجهاز، وهذا لأن الحکومة التی أقرت قانون التأمین الصحی العام فی العام 1994 لم تضع آلیات ملزمة لزیادة میزانیات الأدویة والخدمات الصحیة، لا بل وفی سنوات لاحقة بدأت تقلص من میزانیات الجهاز، وبالتالی تقلیص الخدمات أو تجمیدها، وعدم تعدیل قائمة الأدویة المدعومة بأدویة حیویة، خاصة للأمراض المزمنة والخطیرة، وکذلک للعلاجات.

ویعرض التقریر جدولا یظهر فیه التمویل الحکومی للجهاز الصحی، الذی بدأ فی العام 1995 بحوالی 2ر4 ملیار دولار (وفق سعر الصرف فی حینه)، إلا أن وتیرة زیادته فی السنوات اللاحقة کانت أقل من الزیادة الطبیعیة الضروریة، وهکذا ففی عام 2006 کان التمویل الحکومی بقیمة 6 ملیارات دولار، رغم أن الزیادة الطبیعیة کانت تتطلب 6ر8 ملیار دولار، أی أن التمویل الحکومی کان أقل بنسبة 30% من التمویل المطلوب.

وأمام وضعیة کهذه، فقد تم فتح المجال أمام التأمین المکمل، وهو تأمین خاص تضمنه شرکات وحتى شبکات العیادات الکبرى مقابل رسوم شهریة لا یستطیع تسدیدها سوى أصحاب الإمکانیات من ذوی الدخل المتوسط وأعلى، ثم بدأت تظهر مستویات لهذا التأمین المکمل، فکلما ارتفعت الرسوم ازداد معها مستوى الخدمات الصحیة، وهذا ما خلق ظاهرة "طب للأغنیاء وطب للفقراء" فی إسرائیل.

ویبقى السؤال الذی یطرح نفسه الان: هل إسرائیل تتجه إلى انتفاضة اجتماعیة؟

م/ ن/25


| رمز الموضوع: 139373







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. قيادي في حماس: عملية طوفان الأقصى حققت أبعادها السياسية والاستراتيجية والإنسانية
  2. القوات المسلحة اليمنية : استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين في خليج عدن وسفينة إسرائيلية في المحيط الهندي
  3. بعد استقالة حاليفا.. "تأثير الدومينو" يلحق قيادات الجيش الصهيوني
  4. بيان إيراني باكستاني مشترك ضد الكيان الصهيوني
  5. خلال استقباله حشدا من العمال في انحاء البلاد.. قائد الثورة الإسلامية: جميع الشعوب تدعم فلسطين / الارهابيون الحقيقيون هم من يقصفون الشعب الاعزل في غزة
  6. قيادي في "حماس" : لدى الحركة نحو 30 أسيرا من الجنرالات وضباط الشاباك
  7. تصاعد الهجرة العكسية في الكيان الصهيوني بعد عملية طوفان الأقصى
  8. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تجتاح الكليات الأميركية وسط إضرابات جماعية وعشرات الاعتقالات
  9. أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته وضع قواعد جديدة وأربك حسابات العدو الصهيوني
  10. خلال زيارته لجامعة كراتشي.. رئيس الجمهورية: الكيان الصهيوني مني بالفشل الذريع في غزة رغم جرائمه غير المسبوقة
  11. صواريخ المقاومة الفلسطينية تدك بشدة مستوطنات غلاف غزّة
  12. الصحة بغزة : 34183 شهيدا و77143 إصابة منذ بدء العدوان
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)