تدهور جدید فی کافة مناحی الحیاة الیومیة للسکان

مرکز حقوقی : تدهور جدید فی کافة مناحی الحیاة الیومیة للسکان المدنیین، طال قطاع الخدمات الصحیة والبیئیة، بما فیها آبار میاه الشرب.

غزة. وکالة قدسنا للانباء.

لا تزال سلطات الاحتلال الحربی الإسرائیلی تفرض مزید من العقوبات الجماعیة ضد السکان المدنیین، عبر تشدید إجراءات الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة، وبشکل غیر مسبوق.  ویتجلى ذلک فی استمرار إغلاق کافة المعابر التی تربطه مع العالم الخارجی، حیث استمر فرض الحظر الشامل على حرکة وتنقل السکان، عبر معبری رفح البری وبیت حانون(إیریز)، من وإلى قطاع غزة.  ورغم تمکن نحو 2200 حاج من حجاج القطاع من السفر عبر معبر رفح البری، وسماح السلطات المحتلة بسفر نحو 850 مواطناً من سکان القطاع، عبر معبر کرم أبو سالم(کیرم شالوم)، إلا أن أکثر من 6000 مواطن لا یزالون عالقین، منذ أکثر من 3 شهور، فی انتظار السماح لهم بالسفر للدراسة، للعلاج أو العمل فی الخارج.

وافاد مراسل وکالة قدسنا للانباء، بانه لا یزال أکثر من 1500 مواطن فلسطینی من سکان القطاع، من بینهم مئات المرضى، عالقین فی مدینتی رفح والعریش المصریتین، منذ ما یزید عن ثلاثة شهور، فی انتظار عودتهم إلى بیوتهم فی مدن قطاع غزة.  ویکابد هؤلاء العالقین  تحت وطأة العوز، فی ظل ظروف حیاتیة بالغة القسوة، وفی أجواء البرد الشدید.  ومن بین هؤلاء عشرات المرضى، الذین أنهوا رحلات علاجهم فی المستشفیات المصریة، ویعانون ضائقة مالیة، حیث نفذت نقودهم جراء طول فترة إقامتهم.  ویتعرض هؤلاء إلى مخاطر حقیقیة على حیاتهم وصحتهم لعدم مقدرتهم على تغطیة تکالیف إقامتهم. 

المرکز الفلسطینی لحقوق الانسان أصدر تقریرا حول حالة المعابر فی قطاع غزة خلال هذا الشهر قال فیه "ان استمر إغلاق المعابر التجاریة للقطاع، وخاصة معبر المنطار(کارنی)، فی وجه الواردات من إمدادات الأغذیة، الأدویة والواردات الضروریة لاحتیاجات السکان المدنیین. وفی المقابل ما یزال الحظر الشامل على الصادرات الغزیة من المنتجات الزراعیة والصناعیة مستمراً، باستثناء کمیات محدودة من الورود والتوت الأرضی التی سمح بتصدیرها عبر معبر کرم أبو سالم (کیرم شالوم). 

غیر أن أبرز ما میز الفترة التی یغطیها التقریر هو تقلیص السلطات المحتلة لإمدادات القطاع من المحروقات والغاز المنزلی، ولمرتین خلال 5 أسابیع، بنسبة تصل إلى نحو 70% من احتیاجاته الیومیة.  خلف ذلک تدهوراً جدیداً فی کافة مناحی الحیاة الیومیة للسکان المدنیین، وطالت قطاع الخدمات الصحیة والبیئیة، بما فیها آبار میاه الشرب ومحطات تجمیع ومعالجة میاه الصرف الصحی.  وانعکس ذلک على خدمات النقل والمواصلات فی محافظات القطاع، حیث توقفت جزئیاً جراء نفاذ المحروقات، وارتفعت أسعار المواصلات بین المحافظات، ما أدى إلى تغیب المئات من طلبة وطلاب المدارس والجامعات والمدرسین لعدم توفر المواصلات.

ویکرس فرض المزید من إجراءات الخنق الاقتصادی والاجتماعی لسکان القطاع واقعاً أشبه بسجن جماعی کبیر، یقطنه ما یزید عن 1.5 ملیون فلسطینی، ویحرمون من حریة التنقل والحرکة.  کما یحرمون من الحصول على أبسط احتیاجاتهم الإنسانیة الیومیة، بما فیها إمدادات الغذاء والدواء اللازمة لعیش السکان المدنیین، فضلاً عن احتیاجاتهم من المحروقات، المواد الخام اللازمة للقطاعات الاقتصادیة المختلفة، الصناعیة، الزراعیة، الإنشاء والبناء، النقل والمواصلات وقطاع السیاحة والفندقة.  وقد انعکس ذلک على الأوضاع المعیشیة للسکان المدنیین، بحیث حرموا من وسائل عیشهم الخاصة، وبلغت تلک الأوضاع حداً کارثیاً على کافة المستویات.

وفیما یلی أبرز التطورات التی شهدتها تلک المعابر خلال الفترة من 11/11/2007، وحتى 10/12/2007: 

أولاً: المعابر الخاصة بحرکة و تنقل الأفراد

استمر إغلاق کلاً من معبری رفح البری وبیت حانون(إیریز) خلال الفترة التی یغطیها التقریر، ولنحو شهر.  ویرتفع بذلک عدد أیام إغلاقهما منذ بدایة العام لمدة 287 یوماً و 339 یوماً على التوالی.  وجراء ذلک حرم سکان القطاع من حریة التنقل والحرکة إلى الخارج، کما منعوا من التنقل من مدن القطاع إلى الضفة الغربیة، بما فیها القدس المحتلة، أو إسرائیل والخارج عبر جسر الکرامة على الحدود الفلسطینیة الأردنیة.  وفی المقابل سمحت سلطات الاحتلال، خلال الفترة التی یغطیها التقریر، وفی نطاق ضیق جداً، وفی ظل إجراءات مرور وتفتیش معقدة، لعدد محدود من الفئات التی کانت حددتها سابقاً، من

أعضاء البعثات الدیبلوماسیة، العاملین فی المنظمات الدولیة، بعض التجار والمرضى، بالمرور عبر معبر بیت حانون من القطاع إلى إسرائیل والضفة الغربیة.  کما سمحت سلطات الاحتلال لـ 847 مواطناً ومواطنة من العالقین فی القطاع، منذ أکثر من 3 شهور، بالسفر عبر معبر بیت حانون، إلى معبر کرم أبو سالم(کیرم شالوم) شرق معبر رفح البری، إلى جمهوریة مصر العربیة.  کما تمکن نحو 2200 حاج من حجاج القطاع بالسفر عبر معبر رفح البری، تمهیداً لسفرهم من الأراضی المصریة إلى الدیار الحجازیة لأداء مناسک الحج.  وفیما یلی أبرز التطورات الخاصة بتلک المعابر: 

معبر رفح البری :

أبرز التطورات الخاصة بالمعبر، خلال الفترة التی یغطیها التقریر، کانت کما یلی:

•  أغلق المعبر لمدة 28 یوماً إغلاقاً کلیاً.

•  فتح المعبر جزئیاً، وفی اتجاه واحد فقط، لمدة یومین بعد أن وافقت السلطات المصریة فقط على سفر حجاج القطاع إلى أراضیها، تمهیداً لسفرهم إلى الدیار الحجازیة لأداء مناسک الحج.  ولم یسمح بالسفر لأی من سکان القطاع، بمن فیهم المرضى أو العاملین فی الخارج أو الطلبة الدارسین فی الخارج. وکان الحجاج قد سافروا کما یلی:

1.   فی صباح 3/12/2007 سمحت السلطات المصریة لـ 550 حاجاً وحاجة من حجاج القطاع باجتیاز المعبر إلى الأراضی المصریة، تمهیدا لسفرهم برا إلى الدیار الحجازیة. 

2.   وفی الیوم التالی، بتاریخ 4/12/2007، سمحت بسفر 1650 حاجاً وحاجة باقی حجاج القطاع، لیکتمل سفر حجاج القطاع لهذا العام، والبالغ عددهم 2200 حاجة وحاجاً.

•    وکانت سلطات الاحتلال قد أحکمت إغلاق المعبر، منذ تصاعد الاقتتال الداخلی الفلسطینی فی القطاع بتاریخ 10/06/2007، والذی انتهى بسیطرة حرکة حماس علیه بتاریخ 15/6/2007.  وقد بلغ عدد أیام إغلاق المعبر، منذ تلک الفترة وحتى الفترة التی یغطیها التقریر 177 یوماً بشکل متواصل.

•    لا یزال أکثر من 1500 مواطن ومواطنة من سکان القطاع، من بینهم عشرات المرضى، عالقین على الجانب المصری من المعبر، وفی مدینتی رفح والعریش المصریتین، منذ ما یزید عن ثلاثة شهور، فی انتظار عودتهم إلى بیوتهم فی مدن قطاع غزة.  ویعیش هؤلاء العالقون  تحت وطأة العوز، فی ظل ظروف حیاتیة بالغة القسوة، وفی أجواء البرد الشدید.  وکان هؤلاء المسافرین قد غادروا القطاع  إلى مصر والخارج من أجل العلاج، الدراسة، زیارة الأقارب أو لأغراض العمل.  ویوجد من بینهم عشرات المرضى الذین أمضوا فترة علاجهم، وأجریت لهم عملیات جراحیة، ونفذت نقودهم جراء طول فترة إقامتهم.  ویتعرض هؤلاء إلى مخاطر حقیقیة على حیاتهم وصحتهم لعدم مقدرتهم على توفیر احتیاجاتهم من الغذاء والدواء وتکالیف الإقامة.

•    توفی خلال الفترة التی یغطیها التقریر اثنان من سکان القطاع، العالقین فی الجانب المصری، وفی المدن المصریة القریبة من المعبر، وهم طفلة وشاب.  وبذلک یرتفع عدد حالات الوفیات بین الفلسطینیین الذین علقوا على الجانب المصری، منذ 20/6/2007، إلى 23 فلسطینیا، بینهم 9 نساء وطفلة. 

•        وقد أعاقت قوات الاحتلال الحربی الإسرائیلی دخول جثمانی الشاب والطفلة لعدة أیام قبل أن تسمح بدخولهما إلى القطاع عبر معبر کرم أبو سالم(کیرم شالوم). وفیما یلی الحالتین:  

1.   بتاریخ  17/11/2007 سمحت سلطات الاحتلال بعودة جثمان الطفلة آیة محمود کامل دویمة، 13 عاما، من سکان حی الشجاعیة فی مدینة غزة، إلى القطاع، بعد أن ماطلت فی دخول الجثمان لمدة 5 أیام.  وکانت الطفلة قد توفیت بتاریخ 12/11/2007 فی مستشفى معهد ناصر للأورام فی مدینة القاهرة، حیث کانت تعالج من مرض السرطان. 

2.   وبتاریخ 18/11/2007 أعیدت جثة الشاب أحمد محمود حامد أبو طه، 19 عاماً، من سکان مدینة رفح، بعد تأخیر دخولها لمدة یومین.  وکان الشاب أبو طه قد توفی بتاریخ 16/11/2007 إثر إصابته بنوبة قلبیة.

•     على صعید العالقین فی قطاع غزة، لا یزال أکثر من 6000 مواطنة ومواطناً من أبناء القطاع یعانون من استمرار منعهم من السفر إلى الخارج منذ شهر یونیو الماضی.  ومن بین هؤلاء نحو 2000 طالب وطالبة یدرسون فی مختلف مراحل التعلیم الأساسی، الثانوی، والعالی.  ومن بین هؤلاء أیضا ما یزید عن 500 حالة مرضیة بحاجة ماسة للعلاج

فی الخارج.  ویعانی هؤلاء المرضى من تردی أوضاعهم الصحیة فی ظل تأخیر تلقیهم العلاج اللازم لهم.  ویکابد العدید من العالقین فی القطاع المصیر المجهول، والخوف من فقدان مصادر رزقهم ، حیث یعملون فی الخارج وکانوا قد عادوا لزیارة ذویهم فی بدایة الإجازة الصیفیة.  ومن بینهم العشرات ممن انتهت إقاماتهم فی البلدان التی یعملون فیها، فیما توشک إقامات المئات الآخرین منهم على الانتهاء.

معبر بیت حانون (ایریز):

أبرز التطورات الخاصة بالمعبر، خلال الفترة التی یغطیها التقریر، کانت کما یلی:

•      واصلت سلطات الاحتلال الحربی الإسرائیلی إغلاق المعبر أمام حرکة وتنقل سکان القطاع لمدة 25 یوماً إغلاقاً کلیاً، فیما فتح المعبر جزئیاً لمدة 5 أیام لسفر أفواج من سکان القطاع الذین کانوا عالفین فیه منذ أکثر من 3 أشهر، عبر معبر کرم أبو سالم(کیرم شالوم)، شرق معبر رفح البری، إلى مصر.

•           ارتفع عدد أیام إغلاق المعبر، ومنذ بدایة العام وحتى نهایة الفترة التی یغطیها التقریر، إلى 334 یوماً بشکل کلی.   

•           سمحت السلطات المحتلة لأعضاء البعثات الدبلوماسیة، العاملین فی المنظمات الدولیة وبعض تجار القطاع بالتنقل والحرکة من وإلى القطاع.

•      سمحت سلطات الاحتلال الإسرائیلی لعدد محدود من کبار تجار القطاع من حملة بطاقة BMC  (بطاقة رجل أعمال)، لا یتجاوز عددهم 20 شخصا باجتیاز المعبر، ولمدة 15 یوماً فقط خلال الفترة التی یغطیها التقریر.

•      سمحت سلطات الاحتلال بسفر 847 مواطناً ومواطنة من بین خمسة أفواج احتوت 1265 مواطناً ومواطنة من العالقین فی القطاع منذ أکثر من 3 شهور، عبر معبر بیت حانون إلى معبر کرم أبو سالم(کیرم شالوم)، شرق معبر رفح البری، ومن ثم إلى جمهوریة مصر العربیة.  وکانت سلطات الاحتلال فی معبر بیت حانون(إیریز) قد سلمت مندوبی وزارة الشؤون المدنیة الفلسطینیة کشوفات بأسماء الأفواج الخمسة على مراحل، حیث قامت مکاتب الوزارة فی مدینة غزة بنشرها مع مواعید السفر.

•      وفی یوم الأحد، الموافق 2/12/2007، سمحت سلطات الاحتلال بدخول 207 أشخاص وصلوا إلى الجانب الإسرائیلی من المعبر.  وقد تمکن 199 شخصاً من السفر بعد أن أنهوا إجراءات الفحص الأمنی لهم ولأمتعتهم، فیما أعادت سلطات الاحتلال 8 أشخاص.

•      وفی یوم الاثنین، الموافق 3/12/2007، سمحت سلطات الاحتلال بدخول 150 شخصاً وصلوا إلى الجانب الإسرائیلی من المعبر.  وقد تمکن 137 شخصاً من السفر بعد أن أنهوا إجراءات الفحص الأمنی لهم ولأمتعتهم، فیما أعادت سلطات الاحتلال 13 شخصاً.

•      وفی یوم الثلاثاء، الموافق 4/12/2007، سمحت سلطات الاحتلال بسفر 220 شخصاً وصلوا إلى الجانب الإسرائیلی من المعبر، بعد أن أنهوا إجراءات الفحص الأمنی لهم ولأمتعتهم.

•      وفی یوم الأحد، الموافق 9/12/2007، سمحت سلطات الاحتلال بدخول 180 شخصاً وصلوا إلى الجانب الإسرائیلی من المعبر.  وقد تمکن 156 شخصاً من السفر بعد أن أنهوا إجراءات الفحص الأمنی لهم ولأمتعتهم، فیما أعادت سلطات الاحتلال 11 شخصاً، وأعادت السلطات المصریة 13 شخصاً.

•      وفی یوم الاثنین، الموافق 10/12/2007، سمحت سلطات الاحتلال بدخول 225 شخصاً وصلوا إلى الجانب الإسرائیلی من المعبر.  وقد تمکن 135 شخصا من السفر بعد أن اجروا الفحص الأمنی لهم ولأمتعتهم، فیما أعادت السلطات المصریة 90 شخصا.

•      أفادت وزارة الشؤون المدنیة أن عدد الأفواج الخمسة الذین سلمت سلطات الاحتلال الحربی الإسرائیلی أسمائهم للتوجه إلى المعبر بلغ 1265 شخصاً، بینما لم یصل المعبر سوى 982 شخصاً فقط.  ومن بین من وصلوا فقد تمکن 847 شخصاً فقط من السفر بعد أن قامت سلطات الاحتلال بفحصهم وأمتعتهم أمنیاً. 

 ولا تزال سلطات الاحتلال الحربی الإسرائیلی تمنع زیارة المعتقلین من أبناء القطاع من قبل ذویهم، وذلک للأسبوع السابع  عشر على التوالی.  جدیر بالذکر أن اللجنة الدولیة للصلیب الأحمر هی الجهة المسئولة عن تنظیم زیارات أهالی المعتقلین، وکانت تنظم برنامج زیارة أهالی المعتقلین من أبناء القطاع إلى السجون الإسرائیلیة حتى منتصف حزیران الماضی.  ومن جهة أخرى تواصل سلطات الاحتلال الحربی الإسرائیلی منع أعضاء المجلس التشریعی المنتخبین، وخصوصاً المحسوبین على حرکة حماس من التنقل بین الضفة والقطاع، عبر معبر بیت حانون( إیریز).

.      منعت سلطات الاحتلال دخول الصحف الیومیة الأیام، الحیاة الجدیدة والقدس إلى القطاع لمدة ثلاثة أیام متتالیة.  فقد منعت الصحف من الدخول بعد وصولها من الضفة الغربیة إلى معبر بیت حانون، بتاریخ 23، 24 و 25/11/2007.

•      على صعید الحالات الإنسانیة، عرقلت قوات الاحتلال الحربی الإسرائیلی، خلال الفترة التی یغطیها التقریر، مرور عشرات المرضى عبر المعبر.  وحرمت المئات ممن هم بحاجة ماسة للعلاج فی مستشفیات الضفة الغربیة و/ أو المستشفیات الإسرائیلیة من حقهم فی تلقی العلاج، لعدم منحهم تصاریح مرور عبر المعبر.  ونتیجة لذلک لم یتمکن سوى عدد محدود من مرضى القطاع، لا یتجاوز معدلهم الیومی 20 حالة مرضیة، من اجتیاز معبر بیت حانون(إیریز) للعلاج فی مستشفیات إسرائیل و/ أو الضفة الغربیة.  جدیر بالذکر أن المرضى الذین یتقدمون بطلبات للعلاج فی مستشفیات إسرائیل و/ أو الضفة الغربیة یعانون أمراضا خطیرة، وبحاجة ماسة للعلاج من أمراض لا یتوفر لها علاج فی مستشفیات القطاع.  وهم غیر قادرین على الوصول للمستشفیات المصریة بسبب الإغلاق المستمر لمعبر رفح البری.

•      وخلال الفترة التی یغطیها التقریر أغلقت سلطات الاحتلال المعبر کلیاً فی وجه مرضى القطاع لمدة 4 أیام، حیث منعوا من المرور عبره.  فقد أغلقت تلک السلطات المعبر أیام 16/11،24/11، 1/12و8/12دون إبداء أسباب.

•      وخلال الفترة التی یغطیها التقریر سمحت سلطات الاحتلال الحربی بمرور 925 حالة مرضیة إلى المستشفیات الفلسطینیة فی الضفة الغربیة و/ أو المستشفیات الإسرائیلیة.  کما رفضت 216 حالة مرضیة بدعوى الأسباب الأمنیة.  وما یزال 322 حالة مرضیة من مرضى القطاع فی إنتظار رد السلطات المحتلة لمنحهم تصاریح مرور للعلاج.

•      وبتاریخ 23/11/2007، قطعت قوات الاحتلال الطریق المؤدی إلى المعبر بالسواتر التربیة، وذلک بعد أن توغلت قواتها فی المنطقة الصناعیة(ایریز)، ونفذت عملیات تدمیر لما تبقی فیها من مبانی ومصانع.  وقد منعت قوات الاحتلال موظفی وزارة الشئون المدنیة الفلسطینیة من الوصول إلی مکاتبهم علی الجانب الفلسطینی للمعبر، ما اضطرهم للتواجد بالقرب من مفترق الجمارک، الذی یبعد بما یزید عن 2000 متر جنوب المعبر.

•      فتحت سلطات الاحتلال المعبر، ولمدة ساعتین فقط لمرور المرضی، وذلک على مدار ثلاثة أیام، وهی أیام 25-26-27/11/2007.  ولم یسمح بدخول سیارات الإسعاف أو السیارات الخاصة.  واضطر ذلک المرضى للسیر علی الأقدام لمسافة تزید عن 2 کم من مفترق الجمارک إلی المعبر.

•       اضطر المرضى الذین سمحت لهم سلطات الاحتلال بدخول المعبر، إلى الانتظار لساعات طویلة وسط إجراءات مرور معقدة.  فقد أفاد العدید منهم بخضعوهم لعملیات تفتیش دقیقة ومهینة لکرامة الإنسان، وتعرضوا للتفتیش الیدوی على أیدی موظفی شرکة الأمن الإسرائیلیة التی تتولى إدارة المعبر.  وتکبد المرضى تکالیف مالیة إضافیة لاستئجارهم سیارات إسعاف إسرائیلیة لنقلهم من المعبر إلى المستشفیات المحولین إلیها، نتیجة مواصلة قوات الاحتلال الحربی الإسرائیلی منع سیارات الإسعاف الفلسطینیة من دخول المعبر. 

•       سمحت سلطات الاحتلال  لبعض سیارات الإسعاف الفلسطینیة التی تقل الحالات الحرجة والصعبة، بالدخول إلى المعبر لتسلیم المریض مباشرة إلى سیارة الإسعاف الإسرائیلیة، ومن ثم الخروج فورا.  جدیر بالذکر أن سلطات الاحتلال الحربی الإسرائیلی منعت نهائیاً دخول سیارات الإسعاف الفلسطینیة، التی تنقل الحالات المرضیة المحولة، عبر المعبر، إلى مستشفیات إسرائیل والضفة الغربیة.

•       وثق المرکز، خلال الفترة التی یغطیها التقریر، وفاة 8 من مرضى القطاع، من بینهم 3 نساء وطفلان، وذلک جراء رفض السلطات المحتلة منحهم تصاریح مرور، أو تأخیر إصدارها، أو إعاقة مرورهما إلى المستشفیات الإسرائیلیة أو المستشفیات الفلسطینیة فی الضفة الغربیة.  ویرتفع بذلک عدد حالات الوفیات بین مرضى القطاع منذ 15/08/2007 وحتى نهایة الفترة التی یغطیها التقریر، بسبب عرقلة، رفض منح تصاریح المرور أو نقص الأدویة الناجم عن تشدید إجراءات الحصار على القطاع، إلى 15 حالة مرضیة، من بینهم 4 نساء وطفلان.  والحالات التی توفیت خلال الفترة التی یغطیها التقریر هی:

1.  بتاریخ 11/11/2007، توفیت المواطنة فاطمة عبد الکریم ذیاب عبد العال، 65 عاما، من سکان حی التنور فی محافظة رفح، وذلک بعد تدهور حالتها الصحیة، نتیجة منعها من المرور عبر معبر بیت حانون(إیریز) للتوجه إلى مستشفى المقاصد فی القدس للعلاج فیها.  ووفقا لإفادة ابنها صبری، فقد أجریت لوالدته عملیة جراحیة فی مستشفى ناصر فی خان یونس، بتاریخ 24/9/2007، لعلاج کسر فی الحوض، وغادرت المستشفى بعد أسبوع.  ونظرا للنقص فی العلاج تدهورت الحالة الصحیة للمریضة، وأدخلت المستشفى مرة أخرى بتاریخ 16/10/2007، حیث تبین وجود التهاب فی جرح العملیة، ووصفت حالتها بالخطیرة. وقرر الأطباء على اثر ذلک تحویلها للعلاج فی مستشفى المقاصد فی القدس، حیث تم الحصول على التصاریح اللازمة لذلک، والتنسیق مع محطة الإسعاف والطوارئ، وفی الموعد المقرر بتاریخ 7/11/2007 الساعة 10 صباحا، نقلت المریضة إلى معبر بیت حانون "ایریز"، غیر أن سلطات الاحتلال لم تسمح للإسعاف الذی ینقلها، بصحبة ابنتها کمرافقة لها بالدخول إلى المعبر حتى الساعة 11 مساء، على الرغم من وجود إسعاف إسرائیلی فی الجهة المقابلة من المعبر، ما اضطرنا إلى العودة إلى غزة.  ومنذ ذلک التاریخ، ونحن نحاول الحصول على موعد جدید، لکننا لم نستطیع ، وبتاریخ 9/11/2007 ساءت حالة المریضة للغایة، بسبب التهاب جراح العملیة، وحدوث تسمم فی الدم،  وتوقف فی وظائف الکبد، ودخولها فی غیبوبة کاملة، أدخلت على أثرها قسم العنایة المرکزة فی مستشفى ناصر، ومنذ ذلک الیوم لم تنجح کافة المحاولات فی الحصول على تحویلة أخرى، بسبب رفض کافة المستشفیات الإسرائیلیة استقبالها، بعد أن ساءت حالتها الصحیة، إلى أن توفیت مساء یوم 11/11/2007.

2.   بتاریخ 14/11/2007 توفیت الطفلة سناء محمد الحاج، 6 شهور، من سکان مدینة غزة، فی مستشفى النصر للأطفال بمدینة غزة، جراء تدهور صحتها، على إثر إصابتها بفشل کلوی.  وکان الأطباء المشرفین على علاجها فی مستشفى النصر للأطفال قد قرروا حاجتها للعلاج خارج القطاع، وقاموا بتاریخ 31/10/2007 بإجراء تحویلة طبیة لها إلى مستشفى شعیرت الإسرائیلی بالقدس.  غیر أن المستشفى اعتذر عن استقبالها، متعللا بعدم قدرته على استیعابها قبل شهر ینایر/ کانون ثانی القادم، نظرا لاکتظاظ قسم الأطفال بداخله.  وجراء ذلک قرر الأطباء تحویلها لمستشفى هداسا عین کارم، غیر أن رد المستشفى  استغرق أکثر من أسبوعین، وهو ما لم یمهل الطفلة، لتتوفى على اثر انتکاسة حادة إصابتها.

3.  بتاریخ 17/11/2007، توفی الشاب نائل عبد الرحمن خمیس الکردی، 21 عاما، من سکان حی الشیخ رضوان فی مدینة غزة، جراء تدهور حالته الصحیة، بعد أن رفضت سلطات الاحتلال الإسرائیلی منحه تصریح دخول لإسرائیل لتلقی العلاج فی إحدى مستشفیاتها.  ووفقا لما أفاد به رامی الکردی، شقیق المتوفى، فإن شقیقه أصیب بورم سرطانی، منذ نحو عام ونصف.  وفور اکتشاف المرض نقل إلى إحدى المستشفیات المصریة، وتلقى فیها العلاج، وعاد إلى غزة، على أن یعود إلى المستشفى المصری فی شهر یونیو/ حزیران الماضی، لاستکمال العلاج، و إجراء عملیة جراحیة ومسح ذری.  غیر أن إغلاق معبر رفح البری حال دون سفره إلى مصر.  وجراء تدهور حالته الصحیة، ونقص الأدویة اللازمة لعلاجه فی مستشفى الشفاء بغزة، حاولت أسرته، ولثلاث مرات، الحصول على تصریح دخول لعلاجه فی إسرائیل، إلا أنها رفضت من سلطات الاحتلال.  وکان آخر تلک الطلبات قد قدم، عبر دائرة الارتباط فی وزارة الصحة الفلسطینیة، بتاریخ 31/10/2007، إلا أن العائلة لم تتلق رداً.  وخلال فترة الانتظار استمرت معاناة المواطن المریض، دون أن یتلقى العلاج الضروری، اللازم لحالته المرضیة، إلى أن توفی على اثر تدهور حاد الم بصحته.

4.   بتاریخ 19/11/2007، توفی الطفل أمیر شاهر عبد الله الیازجی، 8.5 عاماً، من سکان حی الشیخ رضوان فی مدینة غزة، بعد أن عرقلت سلطات الاحتلال الحربی الإسرائیلی مروره عبر حاجز بیت حانون(إیریز) إلى مستشفى إیخلوف فی إسرائیل، وذلک رغم حصول عائلته على تصریح مرور، عبر دائرة الارتباط فی وزارة الصحة.  وأفاد السید شاهر الیازجی، والد الطفل المتوفى، أنه حصل على تصریح مرور لطفله عبر المعبر المذکور، لدخول مستشفى إیخلوف فی إسرائیل لإجراء الأشعة بالرنین المغناطیسی، وذلک یوم الأحد، الموافق 18/11/2007.  وأضاف أنه حاول نقل طفله إلى معبر بیت حانون( إیریز)، ولأربع مرات متتالیة، غیر أن قوات الاحتلال على الحاجز منعت دخوله، وذلک بحجة رفض الطاقم الطبی المرافق له.  وعلى الرغم من تغییر أسماء الطاقم الطبی المرافق للطفل فی کل مرة.  وفی حوالی الساعة الخامسة إلا ربعاً من مساء یوم الأحد أبلغت سلطات الاحتلال والد الطفل المتوفى، عبر دائرة الارتباط فی وزارة الصحة، بضرورة نقله من المستشفى إلى المعبر فی غضون ربع ساعة فقط.  غیر أن ذلک لم یکن ممکناً نظراً لخطورة حالته الصحیة، وفقاً لرأی الأطباء، ووجوده فی قسم العنایة المرکزة فی مستشفى النصر للأطفال، حیث کان یعانی من مرض التهاب دماغی، وارتفاع فی ضغط الدم.  وقد اشتبه الأطباء بوجود ورم فی داخل المخ، فضلاً عن أنه کان فی حالة غیبوبة.  وقد فارق الطفل الحیاة فی المستشفى بعد أن باءت محاولات تحویله إلى المستشفى فی إسرائیل بالفشل.

5.  بتاریخ 24/11/2007، توفیت المواطنة منى فایز علی نوفل، 37 عاما، متزوجة، وأم لسبعة أولاد، من سکان مخیم النصیرات، جراء تدهور حالتها الصحیة، بعد أن رفضت سلطات الاحتلال الإسرائیلی منحها تصریح دخول لإسرائیل لإکمال علاجها فی إحدى مستشفیاتها.  ووفقا لإفادة زوجها وائل نوفل علی نوفل، فقد أصیبت زوجته بورم سرطانی فی القولون منذ ثلاث سنوات، وعولجت فی مستشفى معهد ناصر فی القاهرة.  وعادت من آخر رحلة علاج لها فی مصر بتاریخ 9/5/2007، على أمل أن تستکمل العلاج، وهو عبارة عن ثلاثة جرعات کیماویة، فی مستشفى الشفاء بغزة.  وبعد إدخالها مستشفى الشفاء بغزة صرح الأطباء بعدم توفر العلاج الکیماوی فی المستشفى، وقرروا تحویلها مرة أخرى إلى مصر.  غیر أن إغلاق معبر رفح البری حال دون سفرها.  وبعد بعد انتظار لأکثر من 70 یوماً، حولت للعلاج فی مستشفى ایخلوف فی إسرائیل بتاریخ 27/8/2007، حیث حقنت بالجرعة الأولى من العلاج الکیماوی، وأمضت فترة أسبوعین فی المستشفى، وعادت إلى القطاع، على أن تعود للحقن بالجرعة الثانیة بعد أسبوعین.  غیر أن سلطات الاحتلال ماطلت فی إصدار تصریح مرور لها لنحو شهر، قبل أن توافق على سفرها، بتاریخ 7/10/2007، حیث وصلت إلى مستشفى ایخلوف.  وتلقت جرعة العلاج الکیماویة الثانیة، ومکثت فی المستشفى مدة 18 یوما، ثم عادت إلى القطاع بتاریخ 25/10/2007، على أمل العودة لإکمال علاجها.   وقد عادت سلطات الاحتلال ورفضت منحها تصریحاً لاستکمال الجرعة الثالثة من علاجها الکیمیائی، والتی کانت مقررة فی الأسبوع الأول من الشهر الحالی.  وقد رفضت السلطات المحتلة طلبها الحصول على تصریح مرور، عبر معبر بیت حانون(إیریز) أربع مرات متتالیة، وذلک فی أیام 4، 12،18 و22/ 11/2007.  وکانت دائرة العلاج فی الخارج، التابعة لوزارة الصحة الفلسطینیة، تبلغ عائلة المریضة بعدم رد سلطات الاحتلال على طلباتها.  وقد توفیت المریضة قبل صدور تصریح لها، بعد أن تدهورت حالتها الصحیة.

8.  بتاریخ 2/12/2007 توفیت المریضة رویدة عمر عبد شکشک، 54 عاماً،من سکان محافظة رفح، نتیجة لتدهور وضعها الصحی، حیث کانت ترقد فی حالة غیبوبة شبه تامة، فی المستشفى الأوروبی عدة أیام قبل وفاتها.  وقد تدهورت حالتها الصحیة جراء إصابتها بعدة أمراض کالسکر، مرض ضغط الدم وکذلک من قصور حاد فی عضلة القلب مع تصلب فی شرایین القلب.  وکانت المریضة بحاجة للعلاج فی خارج مستشفیات القطاع لعدم توفر إمکانیات علاجها.  وأفاد ابنها عبد الله عمر شکشک، 31 عاماً، لباحث المرکز، أن وزارة الصحة الفلسطینیة أرسلت تقاریر طبیة بحالتها إلى العدید من المستشفیات الإسرائیلیة، غیر أنها رفضت استقبالها لعلاجها.  وأضاف أنه قام بإرسال تقاریرها الطبیة إلى مستشفیات مصریة، والتی أبدت استعداداً لاستقبالها وعلاجها.  غیر أن استمرار إغلاق معبر رفح البری حال دون سفرها، ما أدى إلى تدهور وضعها الصحی، ووفاتها.

9.  بتاریخ 7/12/2007، توفیت الطفلة روان سامح دیاب، 13 شهرا، من سکان مخیم النصیرات، فی مستشفى النصر للأطفال فی مدینة غزة، جراء تدهور حالتها الصحیة.  وکانت الطفلة تعانی من التهاب کلوی منذ ثلاثة أشهر، ورفضت المستشفیات الإسرائیلیة استقبالها للعلاج.  وأفاد والد الطفلة لباحث المرکز بان ابنته أدخلت قسم الکلى فی المستشفى قبل وفاتها بأسبوعین.  ومنذ ذلک الیوم قرر الأطباء تحویلها إلى مستشفى ایخلوف فی إسرائیل، بسبب عدم توفر علاج لها فی القطاع.  وقد ردت إدارة مستشفى إیخلوف بعدم وجود علاج للطفلة فیها.  وقرر الأطباء تحویلها للعلاج فی مستشفى تل هشومیر، وقدموا الطلب اللازم لذلک.  غیر أن المستشفى رفض استقبالها بحجة اکتظاظ قسم الکلى فی المستشفى، وعدم قدرته على استیعاب حالة جدیدة.  وخلال فترة الانتظار تدهورت حالة الطفلة، ونقلت إلى قسم العنایة المکثفة فی مستشفى النصر، وتوفیت قبل أن یقبل أی مستشفى قادر على استیعابها وعلاجها.

10.   بتاریخ 8/12/2007، توفی المواطن زهیر بدر حسین، 49 عاما، من سکان بلدة جبالیا، جراء تدهور حالته الصحیة، نتیجة منعه من إکمال علاجه من مرض السرطان فی المستشفیات المصریة.  وقد أفاد شقیق المتوفى لباحث المرکز بان شقیقه اصیب بالمرض قبل نحو 9 شهور، وتلقى العلاج الکیماوی فی شهر ابریل الماضی فی المستشفیات المصریة.  وعاد إلى القطاع فی شهر مایو على أمل العودة إلى مصر لإکمال علاجه الکیمیائی بتاریخ 29/9/2007.  غیر ان استمرار اغلاق معبر رفح حال دون متابعة علاجه فی المستشفیات المصریة.  ونتیجة لإعاقة علاجه تدهورت حالته الصحیة، وأصیب بانسداد فی القنوات الصفراویة، ما استدعى ضرورة خضوعه الى عملیة منظار لتسلیک هذه القنوات خارج القطاع، لعدم توفر الإمکانیات الطبیة اللازمة لاجرائها فی القطاع.  وقد فشلت کافة محاولات إخراج المریض من قطاع غزة، سواء الى مصر، حیث معبر رفح الحدودی مغلقا، أو إلى إسرائیل، بسبب رفضه امنیا من سلطات الاحتلال الاسرائیلی. وجراء ذلک تدهورت حالته الصحیة، وأصیب بضعف شدید فی الدم، ونزیف داخلی وغیبوبة، إلى أن فارق الحیاة.

المعابر التجاریة ( حرکة الصادرات والواردات)

واصلت سلطات الاحتلال الحربی الإسرائیلی، خلال الفترة التی یغطیها التقریر، منع تصدیر منتجات القطاع إلى خارج حدوده.  وسمحت ولفترة محدودة بتصدیر کمیات محدودة من الزهور والتوت الأرضی عبر معبر کرم أبو سالم(کیرم شالوم).  کما واصلت خلال الفترة ذاتها تقلیص الواردات التی  تسمح بدخولها إلى القطاع إلى حد کبیر، واقتصرت الواردات على کمیات محدودة من المواد الأساسیة فقط، وفی أضیق نطاق.

معبر المنطار " کارنی" :

أبرز التطورات الخاصة بالمعبر، خلال الفترة التی یغطیها التقریر، کانت کما یلی:

•    أغلق المعبر فی وجه الواردات والصادرات من البضائع والمنتجات من وإلى قطاع غزة، لمدة 26 یوما إغلاقا کلیا، و4 أیاماً إغلاقاً جزئیاً حظرت فیها خروج الصادرات من المنتجات الغزیة إلى إسرائیل أو الضفة الغربیة والخارج.  وسمحت خلالها بتورید کمیات محدودة من حبوب القمح، الدقیق والأعلاف فقط، ما خلف تدهوراً فی الأوضاع الإنسانیة لسکان قطاع غزة.

•        بلغ عدد أیام إغلاق المعبر منذ بدایة العام وحتى نهایة الفترة التی یغطیها التقریر مدة 105 أیام بشکل کلی، ومدة 51 یوماً بشکل جزئی.

•    جدیر بالذکر أن المعبر أغلق إغلاقا تاما منذ یوم 13/6/2007، فیما سمح بفتحه جزئیاً، ولأیام محدودة لتورید شحنات من القمح، الدقیق والأعلاف.

•    أدى استمرار إغلاق المعبر على هذا النحو، ولفترة زمنیة طویلة، أو تشغیله لساعات محدودة إلى شلل شبه تام فی حیاة السکان المدنیین، وعرض القطاع بأکمله إلى أزمة إنسانیة، ما یزال یخشى من نتائجها.

•    وجراء تقلیص الورادات شهدت أسواق القطاع نقصا خطیراً فی المواد الغذائیة والأدویة والمستلزمات الطبیة.  کما خلف إغلاق المعبر بشکل شبه مستمر دماراً لکافة القطاعات الاقتصادیة، وانعکس ذلک بشکل کبیر على أنشطة مختلف القطاعات التشغیلیة والإنتاجیة، حیث توقفت أکثر من 70% منها عن العمل توقفاً کلیاً.  وفیما یلی جدولا یوضح کمیة الواردات من القمح، الدقیق والأعلاف، التی سمحت سلطات الاحتلال بدخولها، عبر المعبر، إلى القطاع خلال الفترة التی یغطیها التقریر.

معبر صوفا:

أبرز التطورات الخاصة بالمعبر، خلال الفترة التی یغطیها التقریر، کانت کما یلی:

•      أغلق المعبر کلیاً لمدة 20 یوماً بشکل کلی، فیما فتح جزئیاً لمدة 11 یوماً فقط، وبصورة متفرقة، سمحت سلطات الاحتلال خلالها  بدخول مادة الحصمة المخصصة لتأهیل برک الصرف الصحی فی شمال القطاع، ودخول أعداد من رؤوس الأبقار.

•       واصلت سلطات الاحتلال الإسرائیلی، خلال الفترة التی یغطیها التقریر، منع إدخال مادة الحصمة ومواد البناء اللازمة لقطاع الإنشاء والبناء، وخاصة الأسمنت، إلى قطاع غزة منعا کلیاً.  وارتفع عدد أیام  إغلاق المعبر، فی وجه مادة الحصمة ومواد البناء الأخرى منذ بدایة العام الحالی إلى 269 یوماً.  

•      استمر الحظر المفروض على واردات القطاع من مواد البناء، وخاصة مادة الحصمة، وذلک منذ تاریخ 15/6/2007.  وفیما عدا ذلک سمحت سلطات الاحتلال الإسرائیلی بدخول 82 شاحنة محملة بمادة الحصمة، وهی مخصصة لتأهیل برک الصرف الصحی فی القریة البدویة ( أم النصر)، شمال قطاع غزة، والمهددة بالانهیار.  کما سمحت بدخول 2738 رأس من الأبقار لصالح تجار محلیین.

•      أدى إغلاق المعبر إلى نفاذ مواد البناء الأساسیة، وخاصة مادة الاسمنت من أسواق القطاع بشکل کامل، ما أعاق تنفیذ عشرات المشاریع التطویریة.  فیما توقف العمل فی العدید من المشاریع الإنشائیة ومشاریع الإسکان.  وقد خلف ذلک توقفا تاما عن العمل فی تلک القطاعات، وتعطل آلاف العاملین فیها، ما رفع نسبة العاطلین عن العمل، والمرتفعة أصلاً، والتی کانت تتجاوز 40% قبل تشدید إجراءات حصار القطاع. 

معبر ناحل عوز:

أبرز التطورات الخاصة بالمعبر، خلال الفترة التی یغطیها التقریر، کانت کما یلی:

•        عمل المعبر خلال الفترة التی یغطیها التقریر بطاقة متدنیة، وأغلق لمدة 6 أیام أمام واردات القطاع من المحروقات، ما رفع عدد أیام إغلاقه إلى 88 یوماً منذ بدایة العام.

•        جدیر بالذکر أن الاحتیاجات الیومیة اللازمة لسکان القطاع من المحروقات والغاز تبلغ نحو 350000 لتر من السولار یومیاً، 120000 لتر من البنزین یومیاً و 350 طن من الغاز المنزلی یومیاً.  وقد کانت  المحروقات والغاز المنزلی، من شرکة دور ألون الإسرائیلیة الموردة، قبل تاریخ 25/10/2007، بشکل یلبی احتیاجات السکان الحیویة.

•        وفی تطور خطیر فرضت قوات الاحتلال قیودا جدیدة لإحکام عملیة خنق سکان قطاع غزة، وتضمنت هذه القیود تقلیص امدادت قطاع غزة من المحروقات والوقود، ولمرتین فی خلال 5 أسابیع.  المرة الأولى کانت بتاریخ 25/10/2007، حیث انخفضت بموجبها الواردات بنحو 50% من الاحتیاجات الیومیة.  بینما انخفضت الکمیات الواردة، بموجب القرار الجدید الصادر بتاریخ 28/11/2007، بنسبة وصلت ثلثی الواردات السابقة.

•        فقد قلصت سلطات الاحتلال الإسرائیلی واردات القطاع من الوقود والمحروقات بتاریخ 25/10/2007، إلى نحو من 50% من إجمالی تلک الکمیات التی کانت تورد قبل القرار.  وبموجب ذلک انخفضت الکمیات الموردة یومیاً من السولار من 333.000 لتر یومیاً إلى 170.000 لتر فقط، أی بنسبة بلغت 49%.  کما انخفضت واردات القطاع من البنزین من 76.000 لتر یومیاً إلى 46.000 لتر، أی بنسبة بلغت 40%، فیما زادت واردات القطاع من الغاز من 228 طن إلى 290 طن أی  بنسبة مقدارها 27%.

•         وبتاریخ 28/11/2007 خفضت شرکة دور ألون الإسرائیلیة کمیات الواردات إلى القطاع مرة أخرى، وبشکل خطیر أصاب کافة قطاعات الخدمات الحیویة بشلل جزئی.  وبلغت الکمیات الواردة، وفقاً للتقلیص الجدید، 90000 لتر یومیاً من السولار، 25000 لتر من البنزین و 100 طن من الغاز المنزلی.  وقد أدى ذلک التقلیص إلى توقف تام لمعظم محطات الوقود فی کافة أنحاء القطاع، والبالغة 145 محطة.  وبنظرة على القرار الجدید نلاحظ أن نسب التقلیص الجدیدة قد وصلت إلى نحو ثلثی الکمیات السابقة قبل تاریخ 25/10/2007.  فقد تقلصت الکمیات الواردة من المحروقات کما یلی:

1.      انخفضت واردات البنزین إلى 25.000 لتر یومیاً، أی بنسبة تزید عن 67% من الکمیة التی کانت تورد للقطاع قبل تاریخ 25/10/2007.

2.      انخفضت واردات السولار إلى 90.000 لتر یومیاً، أی بنسبة قدرها 73% من الکمیات التی کانت تورد للقطاع قبل تاریخ 25/10/2007.

3.       انخفضت واردات الغاز المنزلی إلى 100 طن یومیاً، أی بنسبة تزید عن 56% من الکمیات التی کانت تورد للقطاع قبل تاریخ 25/10/2007.

•        وقد رفض أعضاء جمعیة أصحاب شرکات البترول والغاز ومحطات الوقود ومشتقاته فی قطاع غزة استلام کمیات المحروقات والغاز الواردة بتاریخ 28/11/2007، وذلک نظراً لما یخلفه ذلک القرار من کارثة إنسانیة على کافة مناحی الحیاة الیومیة للسکان المدنیین فی القطاع.

•        وبتاریخ 06/12/2007 قررت جمعیة أصحاب شرکات البترول والغاز ومحطات الوقود ومشتقاته فی قطاع غزة استئناف العمل فی جمیع محطات البترول والغاز، واستلام الکمیات الواردة، وذلک وفقاً لتفاهم تم بین السلطة الفلسطینیة وسلطات الاحتلال الإسرائیلی.  وقد نص هذه التفاهم على تزوید القطاع بـ 250000 لتر سولار یومیاً، 100000 لتر بنزین یومیاً، على أن یتم رفع هذه الکمیات إلى وضعها الطبیعی قبل تاریخ 25/10/2007.  غیر أن واردات القطاع من الغاز المنزلی بقیت منخفضة، ودون مستواها الطبیعی، حیث بلغ متوسط الکمیة الواردة منه یومیاً 130 طن یومیاً.  وقد تأثر مخزون القطاع منه بشکل ملحوظ، حیث أغلقت عدد من محطات بیع الغاز فی القطاع نظراً لنفاذ مخزونها، وعدم  کفایة الکمیات الواردة منه بعد تاریخ 06/12/2007.    

معبر کرم أبو سالم( کیرم شالوم )

أبرز التطورات الخاصة بالمعبر، خلال الفترة التی یغطیها التقریر، کانت کما یلی:

•    أغلق المعبر خلال الفترة التی یغطیها التقریر لمدة 8 أیام إغلاقاً کلیاً، فیما فتح جزئیاً، وفی نطاق ضیق، لمدة 22 یوماً، سمح خلالها بإدخال کمیات محدودة من المواد الغذائیة والأدویة إلى قطاع غزة.  وبذلک یرتفع عدد أیام إغلاق المعبر کلیا منذ بدایة العام إلى 181 یوماً.

•    سمحت قوات الاحتلال، خلال الفترة التی یغطیها التقریر، بدخول 733 شاحنة، کانت محملة بمواد صنفتها السلطات المحتلة بأنها إنسانیة.  وقد شملت تلک الشاحنات الألبان، اللحوم المجمدة، المواد الغذائیة والأدویة.  کما سمحت بدخول عدة شاحنات تحمل مساعدات إنسانیة، وهی عبارة عن مواد غذائیة مقدمة للشعب الفلسطینی، عن طریق برنامج الغذاء العالمی  WFP، والهلال الأحمر المصری.

•    سمحت سلطات الاحتلال الإسرائیلی خلال الفترة التی یغطیها التقریر، ولأول مرة منذ 15/6/2007، بتصدیر کمیات محدودة من إنتاج القطاع من التوت الأرضی والزهور، وعلى مدار 5 أیام.  فقد سمحت السلطات المحتلة بتصدیر 26 شاحنة محملة بالتوت الأرضی، أی ما یعادل 90 طناً، و 10 شاحنات من إنتاج الزهور المخصصة للتصدیر للأسواق الأوروبیة.

•    لا تزال سلطات الاحتلال تمارس ضغوطاً على الجانب الفلسطینی من أجل استخدام معبر کرم أبو سالم(کیرم شالوم) کبدیل عن معبر المنطار(کارنی) التجاری الأساسی.  وفی هذا السیاق فقد شددت إغلاق معبر المنطار(کارنی)، کما قامت بتجریف معبر صوفا.  جدیر بالذکر أن معبر کرم أبو سالم غیر مجهز للأغراض التجاریة، وتتعرض البضائع الواردة أو الصادرة منه إلى التلف فی کثیر من الأحیان، لتعرضها للشمس والهواء.  وهو غیر ملائم، حیث لا یحتوى على التجهیزات اللازمة التی تتوفر فی معبر المنطار(کارنی)، ولا تواجد فیه ساحات مغطاة تحفظ البضائع.  کما أن سعته محدودة جداً ولا تکتفی لتلبیة احتیاجات القطاع من الواردات التی کانت تصل نحو 450 شاحنة بضائع قبل تشدید الحصار على القطاع.

•    بتاریخ 5/12/2007 اضطر مزارعو التوت الأرضی فی قطاع غزة إلى وقف تصدیر إنتاجهم  من هذا المحصول الزراعی، وذلک احتجاجاً على الخسائر التی تکبدوها جراء رفض السلطات المحتلة تصدیر کل کمیات الانتاج وعرقلة الکمیات التی وصلت للمعبر لساعات عدیدة أثرت على جودته، خاصة مع تزامن ذلک مع موسم تسویق هذه السلعة فی الأسواق العالمیة.

•     ووفقاً لمصادر جمعیة غزة الزراعیة ینتج مزارعو القطاع ما بین 30-40 طناً من التوت الأرضی یومیاً خلال الموسم، وهو ما یزید بشکل کبیر عن الکمیات التی سمحت سلطات الاحتلال بتصدیرها خلال الأیام الخمسة، والتی بلغت 12 طناً یومیاً فقط.  أدى ذلک إلى حدوث إرباک بین صفوف المزارعین، حیث انخفضت حصصهم المخصصة للتصدیر وکبدهم خسائر فادحة.

•    تعمدت السلطات المحتلة إعاقة تصدیر التوت الأرضی رغم سماحها بکمیات محدودة من إنتاج مزارعی القطاع، حیث ظلت الشاحنات المحملة بالمنتوج لوقت طویل تنتظر سماح جنود قوات الاحتلال دخولها.  ووفقاً للمعلومات التی جمعها باحث المرکز من جمعیة التوت الأرضی والخضار والزهور فی بیت لاهیا، فقد ظلت تلک الکمیات من المحصول لنحو 6 ساعات فی الهواء الطلق، نظراً لعدم وجود ساحة مغطاة وعدم جاهزیة هذا المعبر لاستقبال مثل هذه المنتجات، وذلک خلال الأیام الخمسة التی صدرت فیها تلک الکمیات.  وقد تأثرت کمیات کبیرة منه حیث تعرضت للتلف، کما أثر ذلک التأخیر على جودة جزء آخر من المحصول.  وقد انخفضت أسعار بیع الکمیات التی وصلت إلى الأسواق الأوروبیة، وکانت القدرة التنافسیة ضعیفة بسبب سوء الحالة التی وصل فیها المنتوج لتلک الأسواق.

•     وجراء ذلک قدرت الجمعیة حجم الخسارة التی عانى منها مزارعی التوت الأرضی بنحو 15 ملیون دولار أمریکی، 8 ملایین دولار منها هی تکلفة الانتاج لما یقارب 2700 دونم مزوعة بالمحصول.

ن/25