الدعوة لتوحید الخطاب الإعلامی الفلسطینی

خلال ندوة نظمتها کتلة الصحفی الفلسطینی الدعوة لتوحید الخطاب الإعلامی الفلسطینی وتحلی الصحفی بالموضوعیة والمهنیة.

غزة. مراسل وکالة قدسنا للأنباء.

نظمت کتلة الصحفی الفلسطینی لقاء ثقافیا فی قاعة الشهداء بمقر نقابة المهندسین فی مدینة غزة وذلک ضمن سلسلة اللقاءات التی تعقدها الصحفیات فی کتلة الصحفی الفلسطینی وذلک لمناقشة حالة واقع الإعلامیات الفلسطینیات وطرح لأهم المشاکل والعقبات التی تحول دون إنجاز المهام الصحفیة کما هو مطلوب فی محاولة لمعالجة هذه المعیقات لإتمام المهمة الإعلامیة بکل مصداقیة ودقة.

واستضاف اللقاء الصحفی مصطفى الصواف رئیس تحریر جریدة فلسطین الیومیة فی ندوة اعلامیة بعنوان "الإعلامیة ..وأمانة الکلمة". بحضور عدد من الإعلامیات والصحفیات الفلسطینیات.

وأعرب الصواف عن قناعته التامة بعدم وجود إعلام محاید على الإطلاق وان ما یمکن صنعه هو إعلام موضوعی مهنی یعرض الأمور والأحداث کما هی بعیدا عن توجیهها فی اتجاه معین ،مبینا أن الصحفی الذی یرید أن یبنی لنفسه مستقبلا واعدا یجب أن یتمیز بالحیادیة والمهنیة فی القضایا التی تتطلب ذلک ،منوها إلى أن باستطاعة أی صحفی أن یدخل آراءه ومعتقداته فی عمله دون أن یخل ذلک بمهنیته عن طریق إبراز الآراء المتوافقة معه سیاسیا وتهمیش غیرها من الآراء أو البحث عن السقطات للشخصیات المخالفة له فی توجهاته وتسلیط الأضواء علیها.

وأوضح الصواف عدم وجود إعلام محاید حتى فی اعرق الدیمقراطیات فی العالم کالولایات المتحدة الأمریکیة التی تمتلک نوعین من الإعلام أحدهما موجه للداخل یتمتع بشئ من الحریة المتعلقة بالمجتمع الأمریکی والثانی موجه للخارج مرتبط بالآلة العسکریة والسیاسة الخارجیة فیتم توجیهه بما یخدم المصالح الأمریکیة فی الدول الموجه لها ،مشیرا إلى أن من یحدد السیاسة التحریریة لأی وسیلة إعلامیة هو مالکها وممولها ، مدللا على ذلک بقناة الجزیرة الفضائیة التی قدمت نموذجا جدیدا للإعلام على مستوى العالم العربی فناصبتها بعض الدول العربیة کالمملکة العربیة السعودیة والأردن العداء لما تمیزت به من جرأة فی طرح القضایا المتعلقة بها بینما لا تستطیع الجزیرة أن تنتقد قطر –الدولة المالکة لها –بأی کلمة .

ونوه الصواف إلى قیام بعض الإعلامیین ببعض الممارسات التی لاعلاقة لها بالمهنة أو القیم والأخلاق مثل نشر الشائعات التی تمس مصیر المجتمعات المستهدفة وقیمها کما حدث فی عام 48م حیث ساهمت الإشاعات عن الفظائع التی یرتکبها الیهود فی تهجیر الفلسطینیین من مدنهم وقراهم ،مبینا أن بعض الإعلامیین ینتهک حرمات الآخرین فلا یتورع عن الحدیث عن القضایا الشخصیة المتعلقة بهم هم وأسرهم .

ولفت الصواف إلى الدور الخطیر الذی یمکن أن یلعبه الإعلام فی زرع مفاهیم تخالف قیم وعادات المجتمع کما تفعل الفضائیات التی تعمل على نشر التعری بشکل مدروس فی البلاد العربیة والإسلامیة ، مشیدا بإقدام بعض الخیرین على إنشاء فضائیات اسلامیة استطاعت أن تجذب الجمهور لها بتقدیمها تعالیم الدین بشکل یتناسب وخصائص العصر .

وبخصوص وضع الإعلام الحزبی فی الأراضی الفلسطینیة أشار الصواف إلى أن حرکة حماس –على سبیل المثال - تمتلک مجموعة من الأدوات الإعلامیة التی تقدم من خلالها وجهة نظرها ومفاهیمها المختلفة ومواقفها السیاسیة کما تمتلک القوى الأخرى وسائل خاصة بها وکل منها یقدم ایجابیات حزبه دون سلبیاته ،معربا عن اعتقاده بعدم وجود ضرر من وراء ذلک ولکن الخطیر هو تحول تلک الوسائل لمنابر للذم والقدح والتکفیر وأن تتدخل فی بیوت الناس وخصوصیاتهم ،متمنیا الا یستمر الوضع الإعلامی القائم لما لذلک من مخاطر مستقبلیة حیث سیکون الخاسر فی نهایة المطاف هو الشعب الفلسطینی الذی هو أکبر من فتح وحماس وغیرهما من الفصائل .

واعتبر الصواف بأن وسائل إعلام "حماس" هی الأقرب إلى الصدق من غیرها من وسائل إعلام الحرکات الأخرى لأنها کإعلام إسلامی یحکمها منظومة من القیم والأخلاق لا تستطیع الخروج عنها ،مشددا على أن الصحفی یجب أن تحکمه مجموعة من الأخلاق والقیم المبنیة على شرع الله وأن یتحرى الصدق فیما یقدمه لأنه اقرب الطرق للوصول إلى عقول الناس ،منوها إلى أن الصحفی قد یخدع الناس للحظة لکنه لن یستطیع الاستمرار فی ذلک طوال الوقت لأنهم سیصلون فی النهایة للحقیقة وسیکتشفون زیفه وخداعه ویفقدون الثقة به .

انفلات ..إعلامی

ووصف الصواف الخطاب الإعلامی الفلسطینی الحالی "بالمهلهل "و"المنفلت " الذی تحکمه المصلحة الشخصیة مما یجعله بحاجة إلى إعادة تقییم من قبل واضعی السیاسات الإعلامیة لأننا" شعب واحد سنعود فی النهایة للحوار والتواصل و کل ماحدث بیننا یمثل سحابة صیف ستنقشع بما تحمله "،داعیا الصحفیین للإبقاء على شعرة معاویة بین الإخوة المتحاربین.

وبین الصواف انه لتوحید الخطاب الإعلامی الفلسطینی یجب توحید الفکر لیکون نابعا من دیننا الإسلامی الذی ندین به جمیعا على اختلاف ولاءاتنا التنظیمیة بعد أن فشلت کل المناهج السابقة کالشیوعیة والمارکسیة .

بدورها أکدت الأستاذة رجاء الحلبی بأن الرسالة الإعلامیة هی رسالة أمانة الکلمة التی یجب أن تنطلق من دافع الإیمان العمیق بقضیتنا الفلسطینیة ودیننا الحنیف منوهة بأن الصحفیة الفلسطینیة هی جندیة فی المواقع الإعلامیة تحمی ثغر الإعلام من کید المنافقین لذلک یجب علیها أن تکون رقیبة على کلمتها وصادقة فی نقل رسالتها.

وتوجهت السیدة أم محمد الرنتیسی بکلمة إلى الصحفیات الفلسطینیات مؤکدة من خلالها على ضرورة إتباع أسلوب الرد فی العمل الصحفی بالکلمة الصادقة والمعلومة الأکیدة على کل الافتراءات والأکاذیب التی تشن من خلال وسائل الإعلام التی تهدف إلى تشویش الحقیقة وتشتیت عقل المواطن العادی تیمناً بالرسول صلى الله علیه وسلم الذی اتبع أسلوب الرد على کل من تفوه علیه بالکلمة الردیئة حتى یعودوا إلى رشدهم.

وفی نهایة اللقاء فتح باب المناقشات وطرح المداخلات للصحفیات المشارکات والرد علیها من خلال الضیوف المشارکین.

ن/25