qodsna.ir qodsna.ir

قوات الاحتلال تتعمد المس بکرامة الطواقم الطبیة

 قوات الاحتلال تتعمد المس بکرامة أفراد الطواقم الطبیة وتعرضهم للخطر  وتمعن فی حرمان المرضى من الوصول إلى المستشفیات

 غزة. مراسل وکالة قدسنا للانباء.

 

واصلت قوات الاحتلال انتهاکاتها الجسیمة لقواعد القانون الدولی فی التعامل مع المدنیین فی الأراضی الفلسطینیة المحتلة، ولاسیما سکان قطاع غزة، حیث تواصل تشدید حصارها المفروض على القطاع والذی یحرم أکثر من ألف فلسطینی من حقهم فی الوصول إلى المستشفیات وتلقی العلاج. فیما واصلت إعاقة عمل الطواقم الطبیة  بل وأمعنت فی إذلال أفراد طواقمها وتعرضهم للخطر على نحو یشکل انتهاکاً جسیماً لالتزاماتها القانونیة بموجب اتفاقیة جنیف الرابعة.

وأفاد مراسل وکالة قدسنا للانباء، انه وبحسب تحقیقات المیدانیة لمرکز المیزان لحقوق الإنسان ، فقد منعت قوات الاحتلال سیارات الإسعاف الفلسطینیة من التقدم نحو جثتی فلسطینیین قتلا، عند حوالی الساعة 00:30 من فجر یوم الثلاثاء الموافق 20/11/2007، قرب حدود الفصل الشمالیة، فی المنطقة الواقعة غربی معبر بیت حانون إیرز، وهما: جیفارا محمد صالح،  البالغ من العمر (20) عاماً، وهو من سکان مدینة غزة، وأحمد علی أبو ستة، البالغ من العمر (22) عاماً، وهو من سکان خان یونس.

وتوجهت سیارة إسعاف تابعة لمدیریة الإسعاف والطوارئ، عند حوالی الساعة 11:00 من صباح یوم الثلاثاء نفسه, وکان بداخلها المسعف محمد نصار, وسائق الإسعاف خلیل الصیداوی إلى مستوطنة (نیسانیت) المُخلاة بعد أن أبلغتهم  قوات الاحتلال بالسماح بنقل جثتی القتلى, وبعد أن ضللتهم قوات الاحتلال حول المکان الحقیقی للجثث وترکتهم یسیرون فی منطقة رملیة على الأقدام، قبل أن تخبرهم أن المکان الذی یبحثون فیه لیس هو المقصود، وطلبت منهم التوجه إلى الغرب، باتجاه المنطقة الواقعة شمالی القریة البدویة حیث منطقة حمدوش, وأجبرتهم على إیقاف السیارة, وهناک بدأت عملیة البحث قرب الجدار الفاصل, ثم طلب الضابط الإسرائیلی منهم السیر تجاه الشمال, حتى وصلت وزمیلی حدود الفصل، وهناک حوالی سبعة أشخاص بدا أنهم صحفیین, حیث کانوا یحملون  کامیرات وکان بالقرب منهم سیارة تحمل لاقط استقبال فضائی (دش) قربهم. تقدم  طاقم الإسعاف وفقاً لتعلیمات الضابط الإسرائیلی حتى وصلا الشریط الحدودی، وهناک عثروا على جثتین على الأرض، وأمرهم ضابط الارتباط الإسرائیلی أن یضعوا الأسلحة والقنابل الموجودة قرب الجثتین فی حاویة قمامة سوداء کانت بالقرب من الشریط الحدودی، ثم أمرهم  بحمل الحاویة المذکورة ووضعها قرب بوابة صغیرة فی الحدود نفسها. ثم أمر الطاقم بأن یحضر السلالم الخشبیة المتواجدة قرب الجثتین. وبعد أن سمح الضابط الإسرائیلی لطاقم الإسعاف الطبی  بنقل الجثتین إلى سیارة الإسعاف، والتی تبعد عن المکان حوالی کیلو مترین. وعندما شرع المسعفان فی نقل الجثتین تقدم نحوهما سیارتان عسکریتان. وتوقفتا فسأل أحد الضباط المسعفین عن سبب وجودهما فی المکان فأخبراه، فأمرهما بنزع الملابس عن الجثتین وإحضارها له، قبل أن یسمح لهما بالتحرک.

هذا وتواصل قوات الاحتلال تشدید حصارها المحکم، الذی حرم ولم یزل – مئات المرضى من حقهم فی الوصول إلى المستشفیات، أو تلقی العلاج المناسب، لدرجة أن ساءت معها حالات عشرات المرضى فی قطاع غزة، ولاسیما مرضى السرطان الذین تحرمهم قوات الاحتلال من الوصول إلى المستشفیات، وعندما تسمح لأحدهم بالسفر فبعد أشهر من المماطلة، ما یجعل حالته تزداد سوءاً لدرجة لا ینفع معها العلاج کما حدث فی عشرات الحالات ومن بینها حالة فاتن ناصر المدهون، التی توفیت بعد أن أعاقت قوات الاحتلال وصولها إلى المستشفیات لمدة شهرین وعندما سمحت لها وجد الأطباء أن حالتها متأخرة، وبالفعل أعادوها إلى غزة لتتوفى بعد یومین من عودتها، کما توفی نائل عبد الرحمن خمیس الکردی بتاریخ 17/11/2007 والذی باءت کل محاولات وصوله إلى المستشفیات الإسرائیلیة بالفشل. ویواصل الموت حصد أرواح المرضى جراء حرمانهم من الوصول للمستشفیات وعدم توفر العلاج اللازم والذین کان آخرهم الطفل أمیر شاهر عبد الله الیازجی، (8 سنوات) الذی توفی صباح الاثنین الموافق 19/11/2007، بعد أن أفشلت قوات الاحتلال محاولاته للوصول إلى المستشفیات الإسرائیلیة بالتذرع بمنع مرافقیه من الدخول أکثر من مرة.

وعلى إثر ذلک استنکر مرکز المیزان لحقوق الإنسان استمرار الحصار الخانق، الذی یمس بأوجه حیاة المدنیین کافة، ویفضی إلى تدهور غیر مسبوق للأوضاع الإنسانیة، الذی شددته قوات الاحتلال مطلع حزیران 2007، على قطاع غزة. ویؤکد على أن الحصار الإسرائیلی یمثل انتهاکاً جسیماً لقواعد القانون الدولی الإنسانی ولاسیما اتفاقیة جنیف الرابعة، یرقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانیة.

کما یستنکر المرکز ممارسات قوات الاحتلال بحق الطواقم الطبیة الفلسطینیة، وإعاقة تنفیذها مهمات إخلاء الجرحى والمرضى والقتلى، بل والمساس بکراماتهم وإجبارهم على أعمال لا تتناسب ومهامهم وتعرض حیاتهم للخطر، ویؤکد على أن هذه الممارسات تمثل انتهاکاً لقواعد القانون الدولی التی تشدد على واجب تسهیل عمل الطواقم الطبیة، بل والمساعدة على حسن تشغیل المنشآت والمرافق الطبیة واحترام طواقمها.

علیه فإن مرکز المیزان یطالب المجتمع الدولی بالتحرک العاجل والفاعل لرفع الحصار عن قطاع غزة، الذی یفضی إلى انتهاکات جسیمة ومنتظمة لحقوق الإنسان بالنسبة للمدنیین، ویشدد على ضرورة الکف عن تسییس معاناة السکان المدنیین والتوقف عن التضحیة بقیم ومبادئ حقوق الإنسان لصالح مصالح سیاسیة. کما یرى المرکز فی سلوک قوات الاحتلال تجاه الطواقم الطبیة تصعیداً، أسهم صمت المجتمع الدولی على الانتهاکات الإسرائیلیة فی حدوثه. ویرى المرکز أن استمرار صمت المجتمع الدولی على الانتهاکات الإسرائیلیة فی الأراضی الفلسطینیة المحتلة سیشجعها على ارتکاب المزید منها.

ن/25 

 


| رمز الموضوع: 139319