السبت 18 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

القلق الصهیونی المتواری

 

 

الحملة الصهیونیة على البرادعی تأتی فی سیاق تصعید حکومة الاحتلال فی الملف النووی الإیرانی

شنّ الکیان الصهیونی فی الأیام الأخیرة حملة مرکزة ضد النشاط النووی الإیرانی، عبرت عن قلقه المتزاید مما یعتقد أنه اقتراب طهران من إمکانیة إنتاج القنبلة الذریة، خصوصاً بعد إعلان الرئیس أحمدی نجاد عن امتلاک بلاده ثلاثة آلاف جهاز طرد مرکزی، ووصلت حد التلویح باستخدام القوة ضد مفاعلات إیران النوویة.

                                       
هجوم إعلامی مرکز

وقد توزّع الهجوم الإعلامی الصهیونی على عدة محاور، واستهدف عدة قضایا أهمها:
ـ مدیر الوکالة الدولیة للطاقة الذریة الدکتور محمد البرادعی، عبر المطالبة بطرده من منصبه، بسبب ما یعتبره الکیان الصهیونی موقفاً غیر مسؤول منه، فی "غض الطرف" عن الملف النووی الإیرانی. وقد جاء على لسان شاؤول موفاز، نائب رئیس حکومة الاحتلال والمکلف بالملف الإیرانی، أنّ "السیاسة التی یتبعها البرادعی تهدد السلام فی العالم، وموقفه غیر المسؤول الذی یقضی بغض النظر عما یتعلق بالبرنامج النووی الإیرانی، یجب أن یؤدی إلى طرده".
ویعزو مراقبون ارتفاع وتیرة مهاجمة البرادعی إلى تصریحاته التی لم ترُق للمسؤولین الصهاینة، لافتین الانتباه إلى ما جاء على لسان المسؤول الدولی من أنه "لا یملک أدلة على أنّ إیران تصنع قنبلة ذریة".
وکان رئیس حکومة الکیان الصهیونی إیهود أولمرت أشد وضوحاً فی الکشف عن أسباب الهجوم على البرادعی، بقوله إنه "لا یحرک ساکناً قی اتجاه دعم الموقف الإسرائیلی" إزاء الملف النووی الإیرانی، حسب ما أوردته صحیفة "یدیعوت أحرونوت" العبریة.
وتستبق الآلة الإعلامیة الصهیونیة صدور تقریر عن الوکالة الدولیة للطاقة الذریة حول برنامج طهران النووی فی الثانی والعشرین من شهر تشرین الثانی (نوفمبر) الجاری، حیث نقلت الإذاعة العبریة عن مسؤولین صهاینة خشیتهم من أن یتسم التقریر بـ"اللیونة"، فی حین أنّ الصهاینة یسعون لفرض عقوبات دولیة جدیدة على إیران.
ـ التلویح باستخدام القوة ضد المفاعلات النوویة الإیرانیة، فقد صرح وزیر الحرب الصهیونی إیهود باراک فی هذا الصدد، أنه "لا یمکننا استبعاد أی خیار، ویجب دراسة الجوانب العملیاتیة". کما أعلن نائب رئیس وزراء حکومة الاحتلال موفاز بعد عودته من واشنطن، ومناقشته هذا الملف مع المسؤولین الأمریکیین على المستوى الاستراتیجی؛ أنّ "کل الخیارات مطروحة" لوقف البرنامج النووی لإیران، مشیراً إلى احتمالیة اللجوء إلى القوة.

                                      
تشدید العقوبات الدولیة

السؤال الذی أثاره المراقبون یتعلق بسرّ التصعید الخطیر ضد البرنامج النووی الإیرانی، بصورة غیر مسبوقة، لا تستثنی استخدام القوة ضده، حیث اتفقت تقدیرات سابقة لخبراء صهاینة، مع تصریحات مستجدة لمسؤولین بوزارة الدفاع الأمریکیة، حول إمکانیة توجیه ضربة أو ضربات جویة لإیران.
من المفید للإجابة على التساؤل السابق؛ استحضار ما ورد فی کتاب الخبیر الاستراتیجی أفرام کام، الذی عمل فی وحدة أبحاث استخبارات جیش الاحتلال حتى سنة 1993، عن النشاط النووی الإیرانی وکیفیة مواجهته، والذی علّل ذلک بتشجیع الدول المهمة دولیاً للمضی قدما فی تشدید العقوبات الدولیة (الدبلوماسیة والاقتصادیة) ضد إیران، وممارسة مزید من الضغوط علیها، وبالتمهید لاستخدام هذا السلاح، فی حال فشل العقوبات الاقتصادیة.
ویرى الکاتب الصهیونی کام أنه مقابل إصرار إیران على المضی قدماً فی هذا السلاح؛ هناک تردّد من طرف الدول الغربیة وإخفاق حتى الآن فی فرض عقوبات اقتصادیة جدیة ومؤلمة ضد طهران، على حد تعبیره، بل هو یحذِّر من أنّ عدم تغیّر هذا الواقع قد یقود إلى حصول إیران على السلاح النووی.
ولا یستبعد الخبیر الصهیونی الاستراتیجی إفرایم إینار، أن یقدم الکیان الصهیونی على فعل "شیء ما" ضد إیران، معتمداً على قدراته الذاتیة، إذا أحسّ أنّ العالم تخلّى عن الکیان، مضیفاً أنّ حکومة الاحتلال تخطط لذلک لأنها تعتبر أنّ الخطة الحالیة "محطة تکنولوجیة حاسمة"، کما نقلته عنه صحیفة "تایمز" البریطانیة.
ووفقا لاعتقاد نائب رئیس الوزراء الصهیونی موفاز؛ فإنّ "إیران لم تبلغ نقطة اللاعودة" وأنّ تطویر البنى التحتیة اللازمة لإنتاج القنبلة النوویة اللازمة فی إیران أبطأ مما یعلن عنه المسؤولون الإیرانیون، وهو ما یصبّ فی اتجاه اغتنام الفرصة المناسبة للضربة قبل فوات الأوان، کما ورد فی تصریحاته الصحفیة.
وتعبیراً عن حالة القلق الصهیونیة من احتمال تصنیع قنبلة ذریة إیرانیة بعد سنة أو أکثر؛ فإنّ الخبیر الصهیونی أفرام کام یشدِّد على ضرورة قیام الکیان والولایات المتحدة "بکل شیء لمنع إیران من الحصول على السلاح النووی"، لأنه بعد أن تصبح إیران دولة نوویة "من الصعب إعادة العملیة إلى الوراء"، کما جاء فی کتابه.
وفی السیاق نفسه؛ یدعو کام، فی حال عدم تحقق الهدف المنشود من العقوبات الاقتصادیة على إیران، وتحدیداً عند اقتراب طهران من اللحظة التی یمکنها فیها صنع القنبلة النوویة؛ إلى استعمال القوة العسکریة، لمنعها من الحصول على السلاح النووی.

                                  
تغییر موازین القوى فی المنطقة

قد لا یکون مستغرباً من الکیان الصهیونی الذی یمتلک نحو مائتی رأس نووی وصواریخ بعیدة المدى، ما یصدر عنه من قلق إزاء ملف إیران النووی، والإعلان عن نیته التعامل معه بالقوة إن استدعى الأمر فی الفترة القادمة، لأنّ تمکّن طهران من الحصول على القوة النوویة یعنی وضع حد لاحتکار الکیان الصهیونی للسلاح النووی، وتغییر موازین القوى فی منطقة الشرق الأوسط بشکل جذری، ما قد یقود إلى تشکیل محور قوی ومؤثر فی مواجهة السیاسات الأمریکیة والصهیونیة.
ووفقاً لرأی المحللین؛ فإنّ العملیة العدوانیة الجویة الصهیونیة فی حال وقوعها لن تکون سهلة ویسیرة، وهی وإن أخرت أو أعاقت إنتاج الطاقة النوویة الإیرانیة؛ فإنها لن تلغی ذلک البرنامج مطلقاً.

ن/25


| رمز الموضوع: 139311







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. القائد العام للجيش الإيراني: إيران اثبتت للعالم ان اي تهديد موجه ضدها سيواجه برد دقيق وماحق
  2. استقالة متحدثة باسم الخارجية الأمريكية بسبب الحرب على غزة
  3. باقري امام اجتماع مجموعة "بريكس": مفتاح الاستقرار واستتباب الهدوء في المنطقة يتمثل في وقف جرائم الكيان الصهيوني
  4. قائد حركة انصار الله: الأمريكي هو شريك للعدو الإسرائيلي في كل جرائمه الفظيعة ضد الشعب الفلسطيني
  5. الفصائل الفلسطينية تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح الاحتلال رفح
  6. ارتفاع عدد الصحفيين الشهداء منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة إلى 141
  7. قيادي في حماس: عملية طوفان الأقصى حققت أبعادها السياسية والاستراتيجية والإنسانية
  8. القوات المسلحة اليمنية : استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين في خليج عدن وسفينة إسرائيلية في المحيط الهندي
  9. بعد استقالة حاليفا.. "تأثير الدومينو" يلحق قيادات الجيش الصهيوني
  10. بيان إيراني باكستاني مشترك ضد الكيان الصهيوني
  11. خلال استقباله حشدا من العمال في انحاء البلاد.. قائد الثورة الإسلامية: جميع الشعوب تدعم فلسطين / الارهابيون الحقيقيون هم من يقصفون الشعب الاعزل في غزة
  12. قيادي في "حماس" : لدى الحركة نحو 30 أسيرا من الجنرالات وضباط الشاباك
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)