استهداف حزب الله لثكنة
افيفيم؛ رد سريع ومدروس

وكالة القدس للانباء(قدسنا) قبل اسبوع وبعد ساعات من سقوط طائرة استطلاع وتفجير طائرة مسيرة أخرى في معقل حزب الله اللبناني بالضاحية الجنوبية لبيروت، توعد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بالرد على الهجوم الإسرائيلي على لبنان "مهما كلف الثمن". وقال السيد نصرالله: "لن نسمح بمسار من هذا النوع مهما كلف الثمن.. وسنفعل كل شيء لمنع حصوله"، متوعدا "انتهى الزمن الذي تأتي فيه طائرات إسرائيلية تقصف مكانا في لبنان ويبقى الكيان الغاصب في فلسطين آمنا في أي منطقة".

العديد من الخبراء والمحللين كانوا يؤكدون علي انتظار حزب الله قد يستغرق اسابيع طويلة وذلك بسبب استمرار حالة التأهب الاسرائيلية القصوى في المنطقة الشمالية من فلسطين المحتلة ومناطق اخرى تحسباً من الرد. لكن حزب الله قام بالرد علي العكس من كل التوقعات، فجاء رد الحزب بعد مرور عدة ايام فقط.

ويوم امس(الأحد) أعلن حزب الله لبنان عن تدمير آلية عسكرية صهيونية عند طريق ثكنة افيفيم وقتل وجرح من فيها. وقال ​حزب الله​ في بيان له أنه "عند الساعة الرابعة و15 دقيقة من بعد ظهر اليوم الأحد بتاريخ 1 أيلول 2019 قامت مجموعة الشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر بتدمير آلية عسكرية عند طريق ثكنة افيفيم وقتل وجرح من فيها".

وهناك عدة اسئلة تطرح حول أسباب هذا الرد وطبيعته، ومن أهمها لماذا اختيار حزب الله هذا التوقيت للرد علي الاعتداءات الإسرائيلية؟ وهل يكتفي حزب الله بالرد المحدود الذي قامت به قواته يوم أمس؟ وهل ارضت العملية البطولية التي نفذها حزب الله اللبناني الجماهير العربية والإسلامية الداعمة لمحور المقاومة؟

 

لاشك أن تأخر حزب الله في الرد علي الاعتداءات الإسرائيلية كان سيقلل من أهمية الرد، وان كلف اسرائيل بسبب حالة التأهب القصوى في المنطقة الشمالية من فلسطين المحتلة ومناطق اخرى تحسباً للرد. إن حزب الله قام بتنفيذ هذه العملية البطولية في ظروف كانت القوات الصهيونية في حالة تأهب قصوي، فهذا وحده يشكل رسالة واضحة للعدو بأن قوات الحزب قادرة علي تحقيق الانتصار حتي في حال استعداد العدو للمواجهة، لذلك تجنب الحزب الضربات المباغتة والخاطفة.

إضافة إلي ذلك، إن نتنياهو يعيش في ظل أجواء انتخابية تشكل أزمة داخلية، ويريد تفجير المنطقة، لذلك ان اعتداء اسرائيل علي الأراضي اللبنانية جاء في إطار مخطط ومدروس من قبل، فحزب الله وعبر الرد في التوقيت المناسب افشل ما كان يطمح اليه رئيس الوزراء الإسرائيلي. فلو جاء الرد قبيل الانتخابات الإسرائيلية لوصل نتنياهو إلي مايريده وهو تفجير المنطقة واستغلال ورقة التصعيد من أجل الدعاية الانتخابية.

أما عن مدي رضا انصار المقاومة من رد حزب الله اللبناني، فيمكن القول إن فرحة عارمة انتابت الجماهير العربية والإسلامية فور ورود الانباء الأولية عن العملية البطولية التي نفذها حزب الله اللبناني عند طريق ثكنة "افيفيم" شمال فلسطين المحتلة. إن اسرائيل ومن خلال الاعتداء علي لنبان وسوريا والعراق كانت بصدد فرض واقع جديد في المنطقة، لكن حزب الله قام بالرد المناسب، افشل من خلاله مخططات الصهاينة رغم جميع الإجراءات والتدابير المشددة التي قاموا باتخاذها، فهذه العملية البطولية جاءت في سياق توازن الرعب، الذي كرسه حزب الله​ في مواجهة العدو الصهيوني، وكذلك جاءت في سياق معادلة فرض قواعد الاشتباك التي رسمها الأمين العام للحزب ​السيد حسن نصرالله​.

انتهي/ م.ر