الاحد 19 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

داعش في طهران

ميثم حاتم

داعش وقبلها القاعدة وبوكو حرام، وغيرها من المجموعات الإرهابية والتكفيرية يحاولون دخول الأراضي الإيرانية بشتى الطرق منذ زمن طويل، لا ليذبحوا الشيعة الذين بحسب مدعاهم هم العدو الحقيقي لهم، بل ليثبتوا لأنفسهم بالوهلة الأولى وللعالم بالمرحلة الثانية بأنهم يمكنهم اختراق أي حدود في العالم، وبعد مساعي كثيرة وتقديم مئات التضحيات، استطاعوا أخيرا أن يدخلوا طهران في السابع من حزيران 2017، ولكن خساراتهم كانت أكبر بكثير مما حصلوا عليه، فبمراجعة سريعة لتاريخ عمليات داعش في العالم، نجد بأنه لن يكتفي بالقليل من الضحايا، بل يبحث عن أعلى النتائج لكي يبث الرعب في قلوب الشعوب، فعندما استهدف داعش باريس ضحى بسبعة أشخاص من تنظيمه لينتزع 130 روحا، وفي تفجيرات بروكسل أربعة انتحاريين قتلوا 34 شخصا، إضافة إلى 271 مصابا، و في الاسكندرية شخصان فقط قتلوا 17 شخصا، وفي اسطنبول شخص واحد قتل 39 شخصا، وهكذا هي الإحصائيات التي تورد عبر وسائل الإعلام وعبر المواقع الموثوقة، ولكن في طهران، قدّم داعش 7 إرهابيين مع ذخيرة كاملة وأحزمة ناسفة، ولم يحصد سوى 17 شهيدا، نعم، هذا العدد كبير بالنسبة لإيران، فالشعب الإيراني وقيادته لن يقبلوا بإراقة أي دم، ولو شهيد واحد، ولكن مقارنة بسائر عمليات داعش في الدول الأخرى من العالم، فهذا عدد قليل، وإن دل على شيء فهو دلالة على صعوبة العمل في إيران بل استحالته.

 

ومن جانب آخر فالواضح أن ما كان يهم داعش هو التفجير الإعلامي، فأراد أن يقول العالم بأن داعش فجر مرقد الإمام الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية، فإن كان داعش قادرا على الاقتحام حقا لما لم يختر يوم وفاة الإمام الخميني ومجلس تأبينه الذي يحضره الآلاف، ولم يمر عليه سوى بضعة أيام فقط، فكان بإمكانه أن يحصد هناك مئات الأرواح، ولكنه أضعف من أن يتمكن من الوصول إلى المرقد في ظل الاجراءات الأمنية الإيرانية، لذا اختار ظهرا صيفيا من شهر رمضان، حيث لم يتواجد في باحة المرقد سوى بستاني بسيط كان يسقي الزرع ليجني رزقا حلالا لعياله. وهكذا بالنسبة للبرلمان، حيث دخل بزي نسائي من بوابة المراجعين وحين حوصر لم يجد سبيلا سوى الانتحار.

 

وبالتأكيد رغم خسارة هذه الأرواح الطاهرة، استطاعت إيران أن تقف صفا واحدا وبقياداتها الوطنية، ففي ظل هذه اللعبة الداعشية الغشيمة، استطاع الشعب الإيراني أن يكسب الرهان ويتحد وينسى خلافاته السياسية الداخلية ليكون يدا ضاربة تقضي على الإرهاب في طهران وفي أي مكان من العالم.


| رمز الموضوع: 300763







المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. يونيسف: إصابة نحو 12 ألف طفل منذ بداية العدوان على غزة
  2. معاريف: نتنياهو "خائف ومتوتر" من صدور مذكرة دولية باعتقاله
  3. حركة الجهاد: تسلمنا نسخة من رد الاحتلال على صفقة التبادل ونقوم بدراستها 2024/04/28
  4. الأطر الطلابية بقطاع غزة : الحركة الطلابية في العالم تعد القوة الدافعة لنضالنا من أجل التحرر
  5. تظاهرات حاشدة في تل أبيب تطالب نتنياهو بعقد صفقة لتبادل الأسرى
  6. المقاومة اللبنانية توجه ضربة بعشرات صواريخ الكاتيوشا لمستوطنة ميرون
  7. لقاء قيادي يضم قادة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لبحث الجهود المبذولة لوقف العدوان
  8. توسع الاحتجاجات المناهضة للعدوان الصهيوني على غزة في الجامعات الامريكية
  9. كنعاني ينتقد بشدة النهج المزدوج للبرلمان الأوروبي بشأن العدوان الصهيوني على القنصلية الايرانية بدمشق
  10. تحت شعار "مع غزة العزة.. تعبئة واستنفار".. احتشاد مليوني متجدد بصنعاء نصرة لغزة
  11. حماس: تسلّمنا ردّ الاحتلال الرسمي وسنقوم بدراسة المقترح
  12. في إطار الرد على استمرار العدوان على فلسطين.. القوات المسلحة اليمنية تستهدف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وتسقط طائرة أمريكية
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)