هجوم أبو الغیط على بوش یدهش المصریین

عمت الدهشة الشارع المصری بسبب الهجوم الذی شنه وزیر الخارجیة أحمد أبو الغیط على الرئیس الامریکی جورج بوش والذی وصفه فی اجتماع للجنة السیاسات التی یرأسها جمال مبارک بانه رئیس عدیم الجدوی وأن زیارته للمنطقة لا قیمة لها لأنه بات مسؤولا یفتقد للمصداقیة.

ومرجع دهشة المصریین یعود إلى أن أبو الغیط وغیره من المسؤولین المصریین دأبوا على تصدیر آیات الإعجاب والثناء علی الإدارة الأمریکیة، فضلا عن وصف بوش على مدار سنوات طویلة باعتباره الصدیق الاستراتیجی .

من جانبه أشار  الدکتور هشام قاسم امین المنظمة المصریة لحقوق الإنسان أن تلک التصریحات تعکس حالة الغضب المصری نتیجة لتجاهل بوش لمصر فی هذه الزیارة للمنطقة، فبالکاد وافق بوش على أن یمکث ساعتین فی شرم الشیخ وهو ما یؤکد قناعته بتدهور نفوذ مصر فی المنطقة ویرى قاسم أن واشنطن على خلاف مع القاهرة منذ فترة وأن بوش غاضب من مبارک لأنه وقف حجر عثرة ضد أی تغییر فی السیاسة أو الطریقة التی یدیر بها الحکم، وبالتالی فقد عرض صورة بوش أمام العالم للتشویه حینما قذف بکل نصائحه بشأن الدیمقراطیة والحکم الرشید عرض الحائط.

غیر أن  الدکتور وحید عبدالمجید نائب مدیر مرکز الدراسات الاستراتیجیة بالأهرام یرى أن هناک حالة من البهجة بین زعماء المنطقة وأنظمة الحکم فیها على قرب رحیل بوش من البیت الأبیض وذلک لوجود اتفاق على أن إدارته أرهقت المنطقة وکلفت العالم الکثیر من الخسائر وأنها الأسوأ فی تاریخ البیت الأبیض على مدار سنوات طویلة.

یضیف عبدالمجید بأنه من المسلم به وجود خلافات بین القاهرة وواشنطن وأن العلاقات لیست طیبة منذ فترة لأسباب عدیدة على رأسها أخطاء امریکا فی العراق وتدخلها فی الشؤون الداخلیة لدول المنطقة فضلا عن مساندتها للاعتداءت الإسرائیلیة على المدنیین الفلسطینیین ودعمها الفاضح لإسرائیل فی کافة المناسبات. لکن عضو البرلمان السابق جمال أسعد عبدالملاک لا یرى فیما صدر عن أبو الغیط مؤخرا إلا نوعا من المراهقة السیاسیة وذلک لأن الجمیع یدرک بأنه لیس مسؤولا عن ملف العلاقات الخارجیة المصریة فهو مجرد منفذ لسیاسة وأوامر الرئیس مبارک.

ویشیر جمال إلى جرح غائر فی صدر النظام المصری تجاه الإدارة الأمریکیة والتی أدى لها نفس النظام خدمات جلیلة فی السابق ولکنها أصبحت تنظر إلیه فی الوقت الراهن باعتباره نظاما انتهت صالحیته وغیر قادر على تقدیم أی خدمات فی المستقبل للإمبراطوریة التی تحکم العالم.

أضاف عبد الملاک بأن جدول زیارة بوش للمنطقة حمل إهانة بالغة لمصر وذلک لأنها الدولة الأکبر فی العالم العربی وبالرغم من ذلک لم تحظ سوى بساعتین فی نهایة الرحلة وقد حضر بوش على مضض وکنوع من ذر الرماد فی العیون والمسؤولون المصریون یدرکون جیدا أن بوش لم یعد یعبأ بالغضب المصری لاعتقاده بأن أوراق اللعبة لم یتبق منها بید القاهرة شیء یذکر بدلیل تخفیض أموال المعونة بقیمة مائة ملیون دولار.

ویکشف عبد الملاک صورة ذلک الغضب فی الحملة العاتیة التی شنتها أجهزة الإعلام الرسمیة والصحف الحکومیة على الرئیس الأمریکی قبل وصوله للمنطقة ویرى انها حملة موجهة تعکس تذمر النظام المصری من الإدارة الأمریکیة.

ویتفق مجدی أحمد حسین أمین حزب العمل المجمد مع الآراء التی تذهب الى ان غضب بوش من النظام المصری لا علاقة له من قریب أو بعید بمسألة الدیمقراطیة ولکنه یعود إلى اتهام واشنطن للقاهرة بدعم الفصائل المسلحة فی غزة فی مجال تهریب الأسلحة وکسر الحصار المفروض على أهالی القطاع وذلک حینما قامت بالسماح للحجاج الفلسطینیین بالعودة عبر معبر رفح رغم الاعتراضات الإسرائیلیة.

ویری مجدی أن الدعم المصری غیر المعلن لحماس وباقی حرکات المقاومة حسب اعتقاد واشنطن وتل ابیب أدى الى تقویة ساعد جماعات المقاومة الرافضة لأی هدنة ومن ثم ساهم فی فشل المشروع الأمریکی الهادف لترکیع الفلسطینیین والمضی قدما فی سیناریو تفتیت المقاومة فی دول الجوار.

غیر أن عبدالأحد جمال الدین زعیم الأغلبیة فی مجلس الشعب یرى أن موقف النظام المصری قوی فی مواجهة الغطرسة الامریکیة. وینفی جمال الدین أن تکون القاهرة قد لعبت فی أی وقت دورا من أجل خدمة المصالح الأمریکیة على حساب الحق العربی.

وینتقد عبدالأحد المشروع الأمریکی ـ الإسرائیلی الذی یهدف الى الاستیلاء على ثروات العالم العربی وتبدید الحلم الفلسطینی فی إقامة دولة فلسطینیة عاصمتها القدس.

ن/25